الرئيسية التنمية الهوية الرقمية: استراتيجيات فعالة لتعزيز فرصك المهنية

الهوية الرقمية: استراتيجيات فعالة لتعزيز فرصك المهنية

تعلّم كيف تدعم شخصيتك وتواجدك الرقمي في عالم الإنترنت، مما يضمن لك انتشاراً واسعاً ويفتح أبواباً متنوّعةً من النجاح

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

ليس من المُبالغة القول بأنَّ الجميع تقريباً يمتلكُ هوية رقمية الآن، ففي عصر الإنترنت أصبح للجميع بصمةٌ ما تُعبِّر عن هويَّتهم، سواءً بالمعاملات البنكيَّة أو الأخبار أو المنشورات المتنوِّعة على مواقع التواصل الاجتماعي أو بالتَّفاعلات المختلفة على الأحداث المتنوّعة، وسوف تُفاجأ تماماً عندما تكتب اسمكَ على أحد محرّكات البحث الشّهيرة؛ لتتعرّفَ على هويّتكَ الرّقميّة الحاليّة، وكيف يُمكنك تطويرها لتعزيز فرصك المهنيّة.

فما هي الهوية الرقمية؟ وكيف يُمكنكَ تطويرها بكفاءةٍ مهما كانت طبيعة عملكَ أو هواياتكَ أو تطلُّعاتك المستقبليّة؟ وكيف تزيد من تأثيرها في تعزيز فرصكَ المهنيَّة وتنميَّة علاقاتك الشَّخصيَّة أيضاً؟ كلُّ هذا وأكثر سنتعرَّف عليه الآن.

ما هي الهوية الرقمية؟

تُشير الهوية الرقمية إلى التَّصوُّر العامِّ المتوفِّر على الإنترنت عن الأفراد، وتُسلِّط الضَّوء على سماتهم ومهاراتهم وقيمهم الفريدة، والَّتي تميّزهم في مجالٍ أو صناعةٍ ما اختاروها بأنفسهم، وهي قد تكون منفصّلةً تماماً عن كيان العمل الأصليّ، فهي أكثر شمولاً بكثيرٍ من مجرَّد سرد المهارات الصَّلبة الَّتي يتمتَّعون بها، ولكن بمثابة إنشاء بصمةٍ فريدةٍ للشَّخص مع تأسيس حضورٍ قويٍّ على الإنترنت، مهما كان معدَّل وقت استخدامه للأجهزة الإلكترونيَّة، مع تطوير استراتيجيَّة تسويقٍ فريدةٍ تساعده في تحقيق الكثير من الأهداف المهنيَّة والشَّخصيَّة. [1]  

أهمية الهوية الرقمية

حتَّى إذا لم تكن نشطاً على وسائل التَّواصل الاجتماعيّ، فإنَّ كلَّ ما تُنشئه أو تتفاعل معه يُغذّي هويَّتك الرَّقميَّة، فقد أصبح سلوكك وتصرُّفاتك عبر الإنترنت في الأهميَّة نفسها لما تمارسه خارج العالم الافتراضيّ، ويؤثِّر سلباً أو إيجاباً على كلٍّ من حياتك الشَّخصيَّة أو المهنيَّة، فقد بيَّن بحثٌ عن استخدام وسائل التَّواصل الاجتماعيّ في عمليَّة التَّوظيف أنَّ 50% من أصحاب العمل يبحثون عن المرشَّحين المحتملين للوظائف عبر ملفَّات تعريف وسائل التَّواصل الاجتماعيّ الشَّخصيَّة، وأنَّ 64% من مديري التَّوظيف اطَّلعوا بالفعل على ملف التَّعريف الشَّخصيّ للمرشَّح المطلوب عبر شبكات التَّواصل الاجتماعيّ، وخصوصاً لينكد إن في مرحلةٍ ما بهدف التَّوظيف، ومن أهمّ ما يُقدِّمه لك إنشاء هويَّةٍ رقميَّةٍ قويَّةٍ على الإنترنت ومواقع التَّواصل الاجتماعيِّ المتنوِّعة: [2]  

ترسيخ مصداقيتك وزيادة معدلات الثّقة بك

تتعلَّق الهوية الرقمية بالطَّريقة الَّتي تقدِّم بها نفسك عبر الإنترنت وشخصيّاً لجمهورٍ متنوِّعٍ، فهي تسمحُ للنَّاس برؤية مهاراتكَ والتَّعرُّف على قدراتكَ وإنجازاتكَ، كما تساعدهم على فهم أفكارك والعوامل الَّتي تُشكِّل خبرتكَ، فهي بمثابة علامةٍ تجاريَّةٍ تُعبِّر عنكَ فقط بطريقةٍ فريدةٍ، وتزيد من ثقة أصحاب العمل المحترفين بك؛ لأنَّ الإنترنت هو أوَّل مكانٍ الآن يذهب إليه الرَّاغبون في عملٍ احترافيٍّ أو علاقاتٍ شخصيَّةٍ.

تُتيح لك الكثير من الفرص المهنيّة والشّخصيّة

يفتح بناء هوية رقميّة قوية أمامكَ الكثير من الأبواب ويتيحُ لك الكثير من الفرص الَّتي قد يصعب بشدّةٍ الوصول إليها دون بناء علامةٍ تجاريَّةٍ فريدةٍ وأصيلةٍ، فعندما تؤسِّس هوية رقمية حقيقيَّةً وواقعيَّةً، فإنَّك تُؤكِّد خبرتك في مجالاتٍ محدَّدةٍ وتميُّزك بمهاراتٍ واضحةٍ، ممَّا سيؤدّي بالتَّأكيد إلى المزيد من عروض العمل والتَّعاون والرِّعاية.

بناء شبكةٍ قويّةٍ

فالاتصالات والعلاقات الشَّخصيَّة والمهنيَّة أمرٌ شديد الضَّرورة للتطوُّر العمليّ والوظيفيّ، ويتيح لك بناء هويَّتك الرَّقميَّة التَّوصُّل إلى أشخاصٍ يتوافقون معك، سواء في نفس المجال الوظيفيّ أو في الهوايات والمهارات، ممَّا يزيد من فرصك في التَّعبير عن مهاراتكَ وخبراتكَ، سواء في مجالك أو مجالاتٍ متعلّقةٍ.

زيادة قدرتكَ على التّنافس

إنَّ بناء هوية رقمية واضحةٍ وقويَّةٍ يجعل من الصَّعب نسيانكَ، وبالتَّالي تزيد فرصك في التَّنافس في مجال عملك مع ترك انطباعٍ يدوم طويلاً، فكلَّما كانت هويتك الرقمية مميزةً وواضحةً، سَهُلَ على المستثمرين والعملاء وأصحاب الأعمال التَّوصّل إليكَ.

شاهد أيضاً: التسويق الداخلي: سر النجاح في العصر الرقمي

خطوات بناء الهوية الرقمية على الإنترنت

إنَّ بناء وتطوير هويَّتك الرّقميَّة على الإنترنت ليس عملاً يتمّ بين ليلةٍ وضحاها، فهو يتطلَّب بعض العمل، ولكن إذا نفَّذته بطريقةٍ صحيحةٍ، فإنَّه يُمكن أن يُساعدَ في تطوير حياتكَ المهنيَّة بقوَّةٍ، مع إقامة اتصالاتٍ قيّمةٍ وزيادة مهاراتكَ وقيمتكَ الذَّاتيَّة، سواءً في مجال عملكَ أو في حياتكَ الشَّخصيَّة، وتتمثَّل أهمُّ خطوات بناء الهوية الرقمية في: [3]  

حدِّث حساباتك المختلفة على مواقع التّواصل الاجتماعيّ

هناك أكثر من 5 مليارات مستخدمٍ لمواقع التّواصل الاجتماعيّ على مستوى العالم، ويستخدم الشَّخص العاديُّ من 6-7 شبكاتٍ اجتماعيَّةٍ مختلفةٍ كلَّ شهرٍ وفقاً لتقرير من Datareportal، ولكن عند بناء هويَّتك الرَّقميَّة يجب تحديد الحسابات الأكثر أهميَّةً، فليس كلُّ المنصَّات ستُسهِم في تعزيز وجودك؛ لذا دقِّق في الشَّبكات والقنوات الأكثر فائدةً لك وحدِّث حساباتك عليها ثُمَّ احذف أيَّ حساباتٍ قديمةٍ لم تعد تستخدمها أو لن تخدم أهدافك المهنيَّة والشَّخصيَّة، مع الحرص على أن تكونَ كلُّ المعلومات المتوفِّرة دقيقةً وكاملةً، ممَّا سيزيد من حركة المرور إلى شبكتكَ.

حدّد مجال خبرتكَ

كلُّ شخصٍ خبيرٍ في شيءٍ ما، سواء كان الأمر يتعلَّقُ بالتَّصميم أو البرمجة أو الطّبّ والهندسة أو التَّسويق أو العلاقات الإنسانيَّة؛ لذا فكِّر في نوع المحتوى الَّذي أنشأته وحقّق عدد استجاباتٍ أكثر من المتابعين، ومدى قدرتكَ على تكرار محتوى مماثلٍ لزيادة التَّفاعل، وكلَّما كان المحتوى فريداً وجذَّاباً ويتعلَّق بمجال خبرتكَ أو دراستكَ، بدأ المتابعون ينظرون إليكَ بطريقةٍ أكثر إيجابيَّةً، وبالتَّالي تعزيز قيمتكَ المهنيَّة والشَّخصيَّة.

حدّد أهدافكَ وجمهوركَ

مهما كان مجال خبرتكَ، فلن تتمكَّن من استهداف كلِّ أنواع الجمهور أو كلِّ أصحاب الأعمال، فهل ترغبُ فقط في تصوير هدفكَ وعملكَ لأصحاب الشَّركات، أم ترغب في التَّرويج لنفسكَ أمام زملائكَ وعملائكَ، أو ترغب في جذب المزيد من الأصدقاء فقط؟ فإنَّ تحديد هدفكَ من الهوية الرقمية يساعدك في تحديد المنشورات الَّتي تشاركها ونوع المحتوى وأيضاً المنصَّات الَّتي تتفاعل من خلالها، فإذا كنت خبيراً في مجال التَّعلُّم الرَّقميّ مثلاً، فقد تستهدف المعلمين والطُّلاب وأصحاب العمل المحتملين، وإذا كنت كاتباً أو مبرمجاً أو مهندساً، فقد تستهدفُ أصحاب المشروعات المختلفة بطريقةٍ أساسيَّةٍ.

وهذا التَّحديدُ لن يعني أنَّ كلَّ منشوراتكَ تدورُ حول اجتذاب فئةٍ محدَّدةٍ، ولكن على الأقلِّ لن تُشاركَ منشوراً يسخر من المعلّمين، في حين أنَّهم جمهوركَ الأساسيَّ أو تُسهم بتعليقٍ سلبيٍّ عن شركةٍ ترغب في الانضمام إليها، فتحديد الجمهور سيُشكِّل طريقة تواجدكَ عموماً على المنصَّات المختلفة.

استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

سواء في كتابة سيرتك الذَّاتيَّة أو كتابة ملف الأعمال أو إنشاء المحتوى أو تحسين محرّكات البحث، فإنَّ هناك أدوات ذكاءٍ اصطناعيٍّ لا نهائيَّةٍ تساعدك في بناء هوية رقمية قويَّةٍ، سواء باستخدام الكلمات البحثيَّة الأكثر انتشاراً في مجالك من المتابعين أو أصحاب الأعمال الباحثين عن مرشَّحين للوظائف، كما يمكنك استخدام أدواتٍ لتحسين الوصول إلى صفحتك عموماً عبر البحث فقط عن اسمكَ أو رقم هاتفكَ، مع تعزيز المحتوى بصورٍ أو مقاطع فيديو أصليّةٍ قدر الإمكان.

المشاركة المنتظمة للمحتوى

في بداية انطلاق منصَّات التَّواصل الاجتماعيّ كانت المشاركة المستمرَّة تعني الزّيادة في التَّفاعل، ولكنَّ الإفراط أصبح مزعجاً للغاية؛ لذا احرص على إبقاء قنوات الاتّصال مفتوحةً مع جمهورك ومتابعيك دون إفراطٍ، وصحيحٌ أنَّ هناك توصياتٌ بعدد المشاركات المثاليَّة على كلّ منصَّةٍ مثل من 3-5 منشوراتٍ أسبوعيّاً على إنستاغرام، ومن 1-2 منشور يوميّاً على لينكد إن وغيرها، إلَّا أنَّ هذا ليس صحيحاً للجميع، ولا يتناسب مع كلِّ المجالات، فيعتمد العدد الأمثل للمشاركات على طبيعة مجالكَ وجمهوركَ وعدد المتابعين وأيضاً على الموارد المتوفّرة لديك.

لذا حاول النَّشر على الأقلّ من 3-4 مرّاتٍ أسبوعيّاً دون أن تضعَ نفسكَ تحت الكثير من الضَّغط، فهذه المشاركات من المفترض أنَّها ستكون إلى جوار عملكَ الأصليّ؛ لذا الانتظام هو الأهمُّ من العدد، كما أنَّ التَّركيزَ على شبكتين أو ثلاثة تختارهم بعنايةٍ وتشعر بالرَّاحة في التَّفاعل عليها أفضل من عدَّة شبكاتٍ.

إضافة المزيد من الأصدقاء على حسابات التواصل المختلفة

إنَّ كثرةَ الأصدقاء تبني المزيد من المصداقيّة، فتخيَّل أنَّه ورد إليك طلب صداقةٍ من حسابٍ لا يمتلكُ سوى اثنين أو ثلاثة من المتابعين، فكيف ستكون نظرتكَ إليه مقارنةً بطلب صداقةٍ من حساب لديه مئات أو آلاف الأصدقاء؟ بالطَّبع الأمر سيختلفُ؛ لذا حاول دائماً الاستعانة بجهات الاتّصال لديك وإضافتهم على مواقع التَّواصل الاجتماعيّ المتنوِّعة حتَّى إذا كانوا بالعشرات، فهذا يفتح الطَّريق أمام المزيد من التَّعارف والدُّخول في مجموعاتٍ متنوِّعةٍ وبناء هوية رقمية أكثر قوَّةً وجاذبيَّةً.

احرص على الجاذبيّة والأصالة والإيجابيّة

الكثيرون لا يمنحون تفاعلاتهم المختلفة على وسائل التَّواصل الاجتماعيّ الأهميَّة الكبرى، فقد يسهِمون بتعليقاتٍ سلبيَّةٍ أو مؤذيةٍ على أساس أنَّها حريَّةٌ شخصيَّةٌ في التَّعبير، ولكن مثلما تراعي الآداب العامَّة والإيجابيَّة في الحياة الواقعيَّة، فإنَّه من الضَّروريّ مراعاتها أونلاين أيضاً، سواءً في منشوراتٍ أو آراء وتعليقاتٍ في مجموعاتٍ عامَّةٍ أو خاصَّةٍ، فهذا سيكون انعكاساً لقيمكَ وشخصيَّتك.

ففكِّر في كلِّ تعليقٍ ومنشورٍ على أنَّه جزءٌ من سيرتك الذَّاتيَّة، وتعبيرٌ عن مهنيَّتك وشخصيَّتك الحقيقيَّة، وإذا شاركت محتوى لآخرين، فيجب أن تحرصَ على ذكر رأيك به باحترامٍ، حتَّى إذا كنت مختلفاً معه في وجهة نظره أو تعترضُ على ما يقدِّمه.

انضمّ إلى مجموعاتٍ اجتماعيّةٍ متنوّعةٍ

يوفِّر كلٌّ من فيسبوك ولينكد إن فرصاً رائعةً للانضمام إلى مجموعاتٍ تهتمُّ بموضوعاتٍ أو مجموعاتٍ محدَّدةٍ، وكلُّ ما عليك هو استخدام شريط البحث على كلِّ منصَّةٍ لتعثرَ على المجموعات الأكثر توافقاً مع مجالكَ وهواياتكَ وشخصيَّتكَ وآرائك الاجتماعيَّة وحتَّى السِّياسيَّة، فلا تخش من التَّعبير عن رأيك بحريَّةٍ ولكن بأدبٍ، كما أنَّ منصَّة X تمنح مكاناً متزايداً للأشخاص للمشاركة والمناقشة، ويُمكنك تجربة Threads أيضاً، حتَّى تُحقِّق المزيد من الانتشار والاتِّساق في مشاركاتك ومجموعاتكَ.

الاهتمام بالمحتوى البصريّ

سواء كنت تعتمدُ على وسائل التَّواصل الاجتماعيّ في التَّسويق لعملك أو تستخدمها كشخصٍ عاديٍّ، فإنَّ الاهتمام بالمحتوى البصريَّ وطبيعة الصُّور المنشورة يزيد من قوَّة هويتك الرقمية وتعزيز فائدتها لك على المدى الطَّويل، وهذا لا يعني الحصول على دروسٍ عميقةٍ في التَّصميم، ولكنَّ مراعاة الصُّور الملائمة لطبيعة المنشورات وعدم احتوائها على عناصر سلبيَّةٍ يزيد من صورتكَ الاحترافيَّة عموماً. كما ينبغي الاهتمام بصورة ملفَّك الشَّخصيّ، ولك مطلق الحريَّة في أن تكون رسميّةً تماماً، أو تُعبِّر عن لحظاتٍ قويَّةٍ مررت بها، فاختيارها يعكس شخصيَّتك وقيمك فلا تتهاونُ بها.

التعرّف أكثر على متطلّبات وسائل التّواصل الاجتماعيّ المُتغيّرة

يتغيَّر عالم التَّواصل الاجتماعيّ باستمرارٍ، فالشّبكات تتنافس فيما بينها لاجتذاب قدرٍ أكبر من المشاركين والتَّفاعلات، والمستخدمين يتنافسون فيما بينهم في كلّ منصَّةٍ لجذب أكبر قدرٍ من المتابعين، وتتغيَّر قواعد اللُّعبة باستمرارٍ؛ لذا احرص على متابعة وفهم أساسيَّات كلِّ منصَّةٍ تعمل عليها وطريقة زيادة ظهورك أو المحتوى الَّذي سيقلِّل من انتشارك، مع أهميَّة إدراج الكلمات البحثيَّة ذات الأهميَّة في مجالك، سواء في ملفِّ التَّعريف أو السيرة الذاتية أو في بعض منشوراتكَ، لتصل إلى جمهورك المستهدف بسرعةٍ أكبر وكفاءةٍ أكثر.

الحدّ من الحسابات المزيّفة

إنَّ بعضهم قد يشعر بالتَّقييد من الحسابات المسجَّلة باسمه الحقيقيّ، فيعمدُ إلى إنشاء حساباتٍ بهويَّاتٍ مزيفةٍ ليكون أكثر حريَّةً على مواقع التَّواصل الاجتماعيّ، وهذا قد يكون مفيداً لبعضهم، ولكن من الأفضل الحدُّ من هذه الحسابات؛ لأنَّ التَّتبُّع الرّقميَّ وأدوات المراقبة في تطورٍ مستمرٍّ، وقد تُسيء إليك إحدى هذه الحسابات المزيفة وتُعرِّض مهنتك إلى الخطر.

كما يجب الحرص من إضافة متابعين من حساباتٍ مزيّفةٍ أيضاً أو من أشخاصٍ ليسوا محلَّ ثقةٍ، فحاول تنقيَّة شبكتك بانتظامٍ إلَّا إذا كنت صاحب علامةٍ تجاريَّةٍ قويَّةٍ، وترغب في المزيد من التَّسويق، وحتَّى هنا يُمكنك استخدام حدٍّ أدنى من الفلترة؛ لتعزيز جودة عملائك والتَّعليقات على المنشورات وحظر أيّ حسابٍ مشكوكٍ بأمره.

شاهد أيضاً: من الشهادات إلى المهارات: تحوّل في استراتيجيات التوظيف

اعتبارات أساسية عند بناء الهوية الرقمية

عندما تبدأُ في بناء هويتك الرقمية ومع الاهتمام بالعناصر السَّابقة، فإنَّ هناك اعتباراتٌ أساسيَّةٌ عليك الانتباه لها، وهذه الاعتبارات هي: [4]  

  • الحرص على الأصالة: ويكون هذا بتقديم نسخةٍ غير مفلترةٍ عن نفسكَ مع مشاركة قيمٍ وحكاياتٍ شخصيَّةٍ تزيدُ من اتِّصالك العميق مع متابعيكَ.
  • الاتِّساق: حاول الحفاظ على الوحدة في رسائلكَ ونبرتكَ وهويَّتك البصريَّة عبر جميع منصَّات التَّواصل الَّتي تتفاعلُ معها لتعزيز القدرة على التَّعرُّف عليكَ دون تشويشٍ.
  • الوضوح: يجبُ أن تكونَ رسائلك واضحةً ومعبرةً عن قيمكَ وأخلاقكَ ومهاراتكَ، فلا تنشر رسائل بأكثر من معنى.
  • سهولة الوصول: فاحرص على سهولة الوصول إلى ملفَّاتك الشَّخصيَّة ومنشوراتكَ عبر اختيار اسمٍ واضحٍ واحترافيٍّ.
  • القيمة: يجب الحرص على تقديم قيمةٍ حقيقيَّةٍ للمتابعين؛ لتعزيز هويَّتك الرَّقميَّة والتَّأكيد على مهاراتكَ وخبراتكَ.
  • الانتظام في المشاركة: وهذا لا يعني يوميّاً، ولكن يكون بانتظامٍ لتعزيز الرَّوابط مع جمهوركَ.
  • القدرة على التَّكيُّف والنُّموّ: يجبُ أن تسمحَ لهويَّتك الرَّقميَّة بالتَّكيُّف مع التَّغيُّرات الَّتي تطرأ في مجال عملكَ، وعلى شخصيَّتك فلا تكون جامدةً وثابتةً طوال الوقت، بل معبّرةً عن رحلتكَ الفعليَّة.

وفي الختام، فإنَّ الهوية الرقمية لا تقتصر فقط على المشاهير ولا الكتَّاب أو المؤثّرين، فبناء الهوية الرقمية هو أمرٌ ضروريٌّ الآن لأيّ شخصٍ، سواء كان طالباً أو موظّفاً، وسواء كان مجال عمله حرّاً أو بساعاتٍ ثابتةٍ، فترسيخ المصداقيَّة وتعزيز الأصالة وسهولة عرض المهارات والخبرات باتِّساقٍ من الأمور الَّتي تستحقُّ استثمار بعض الوقت والجهد بها؛ لتوفير الكثير من الخطوات في مسيرتكَ عموماً.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: