الوصفة السحرية للحفاظ على شباب عقلك أثناء تقدّمك في العمر
بحسب خبراء جامعة كاليفورنيا بيركلي، يمكن أن تحقق ممارسةٌ بسيطةٌ للتركيزِ الذهني الكثيرَ
بقلم ميندا زيتلن Minda Zetlin، مؤلفة "رعاية الذات من الناحية المهنية: اعثر على سعادتك، ونجاحك، ورضاك في العمل"
ممارسةٌ بسيطةٌ يوميّةٌ للتّركيزِ الذّهنيّ، يُمكن أن تحفظَ صحّة الدّماغِ، وتحمي ذاكرتكَ مع تقدّمِ العمرِ، وتقلّل من القلقِ والاكتئابِ، وتحمي من الأمراضِ، وتساعدكَ في التّحكمِ في الألمِ، وتمنحك حياةً أكثر سعادةً عموماً. هذا ما يقوله خبراءٌ في مركزِ العلومِ للخيرِ الأعظم Greater Good Science Center في جامعة كاليفورنيا، بيركلي؛ ولديهم الكثيرُ من الدّراساتِ لدعمِ هذه التّصريحاتِ. [1]
في مقالٍ جديدٍ في مجلّةِ الخير الأعظم التاّبعةِ للمركزِ، تستعرضُ النّفسانيّةُ والكاتبةُ جيل سوتي Jill Suttie خمس طرقٍ مختلفةٍ، يُمكن أن يفيدكَ بها التّركيزُ الذّهنيّ مع تقدّمكِ في العمرِ five different ways mindfulness can benefit you as you age. يستحقّ الأمرُ أن تقرأ المقالَ بأكملهِ، ولكن هذه الثّلاثةُ هي المفضّلةُ لديّ:
-
التركيز الذهني يعزز الذاكرة والإدراك
توفيت والدتي بسببِ مرضِ ألزهايمر، لذا كلّ مرّةٍ أفقدُ فيها هاتفي المحمول أو أنسى اسمَ نجمٍ سينمائيٍّ، يتسلّلُ القلقُ إلى ذهنيّ بشأنِ وظيفةِ دماغي المستقبليّةِ. لهذا فإنّ ممارسةَ التّركيزِ الذّهني، يُمكن أن تساعدَ دماغكَ على البقاءِ في حالةِ عملٍ مثلى لفترةٍ أطولٍ. في دراسةٍ حديثةٍ قادها باحثون في كليّةِ الطّب في جامعةِ هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العامّ، اشتركت مجموعةٌ من الأشخاصِ الّذين تتراوحُ أعمارهم بين 65 و80 عاماً، وكان الإجراء إمّا تعليمهم عمليّة التّركيز الذّهني، أو إعطائهم تدريباً للياقةِ الذّهنيّة يتضمّن ألغازَ الكلماتَ.
إذ أظهرت الاختباراتِ التّاليةِ للإجراءِ أنّ مجموعةَ التّركيزِ الذّهنيّ، حقّقت أداءً أفضلَ فيما يتعلّقُ: بالذّاكرةِ العاملةِ، والتّفكيرِ المرنِ، وضبطِ النّفسِ لتحقيقِ الأهدافِ. وأظهرت فحوصُ الرّنين المغناطيسيّ الوظيفيّ للدّماغِ زيادةً في النّشاطِ العصبيّ أيضاً، وأكّد تحليلُ تلويان "تحليل ميتا" (مراجعاتٍ مفصّلةٍ لعدّةِ دراساتِ) أنّ التّركيزَ الذّهنيّ له فوائدٌ حقيقيٌة في الحفاظِ على الإدراكِ طوالَ الحياةِ.
2. التركيز الذهني يقاوم القلق والاكتئاب
يجدُ معظمُ الأشخاصِ -الّذين جرّبوا ذلكَ- أن ممارسةَ التّركيزِ الذّهنيّ اليّوميّة حتّى وإن كانت قصيرةً تُحسّن مزاجهم. وبالفعلِ، تظهرُ الدّراساتُ المتعدّدةِ أنّ ممارسةَ التّركيزِ الذّهنيّ، يُمكن أن تساعدَ في تقليلِ الاكتئابِ والقلقِ لدى كبارِ السّنِ.إذ في إحدى الدّراساتِ، تمّ منح كبارِ السّن الّذين يعانون من اكتئابٍ خفيفٍ أو معتدلٍ إمّا برنامجاً تعليميّاً صحيّاً لمدّةِ ثمانيةِ أسابيعِ يتضمّن ممارسةَ الرّياضة البدنيّة -والّتي من المعروفِ أنّها تحاربُ الاكتئابَ- أو برنامجاً قائماً على التّركيزِ الذّهنيّ.
وشهدت كلتا المجموعتين تحسّناً في حالاتِ الاكتئابِ لديهم، ولكن كان لدى مجموعة التّركيز الذّهني نسبةً أقلّ من التّفكيرِ المتكرّرِ أو التّأملِ السّلبي (الّذي يُعرف بالتّفكيرِ مراراً وتكراراً في شيءٍ سلبيٍّ في العقلِ)، وكانوا أيضاً أفضل في تذكّر تفاصيلِ الأحداثِ السّابقةِ، وهو شيءٌ يُعاني منه غالباً الأشخاصُ المصابين بالاكتئابِ. مرّةً أخرى، تؤكّد تحليلاتُ ميتا هذا الاكتشاف، حيث يُظهر أحد هذه التّحليلات أنّ ممارسةَ التّأمل الواعي- خاصّةً التّأمل الموجَّه- تُقلّل بشكلٍ كبيرٍ من الاكتئاب لدى كبارِ السّن.
-
التركيز الذهني يجعلك ببساطة أكثر سعادة
وهذا يكون صحيحاً بشكلٍ خاصٍّ عندما تكبرُ، إذ قامت إحدى الدّراساتِ بقياسِ "التّركيز الذّهني كسمةٍ شخصيّةٍ"، وهو التّركيزُ الذّهنيّ العام الّذي يمتلكهُ الأشخاص في حياتهم اليوميّة. كما تُعرِّف سوتي التّركيز الذّهني عموماً بأنّه "مهارةٌ تتضمّن التّركيزَ على اللّحظةِ الحاليةِ -أفكاركَ ومشاعركَ وإحساسكَ الحالي- وممارسةَ التّقبّل (أو الوعي بدون حكم) لتجربتكَ."
رافقت الدّراسةُ المشاركين فيها لمدّة عامٍ، سواءَ كانوا ذوي تركيزٍ ذهنيٍّ عالٍ كسمةٍ شخصيّةٍ أو لم يكونوا يمتلكون هذه السّمة، فوجدَ الباحثون أنّ لدى المجموعة ذات التّركيزِ الذّهنيّ قدراً أقلّ من المشاعرِ السّلبية والعجزِ، وكانوا أكثر احتمالاً للبقاءِ على قيدِ الحياةِ بعد انتهاءِ العامِ. كما وأظهرت أبحاثٌ أخرى أنّ ممارسةَ التّركيزِ الذّهنيّ، يساعدُ النّاسَ على النّوم بشكلٍ أفضلِ، ممّا يؤدّي بدورهِ إلى مزاجٍ أفضلَ.
من الواضحِ من خلالِ كلّ هذه الأبحاث أنّ ممارسةَ التّركيزِ الذّهنيّ، يُمكن أن تجلبَ فوائدَ كبيرةً لصحّةِ دماغكَ بشكلٍ مستمرٍّ ولصحّتكَ العامّةِ. ولكن ماذا يعني ذلك بالضّبطِ؟ بينما يُمكنكَ بالتّأكيدِ أنّ تخصصَ 10 أيّامٍ تقضيها في منتجعٍ لممارسةِ التّأملِ الواعي، هناك العديدُ من الطّرقِ الأسهلِ لدمجِ التّركيزِ الذّهنيّ في حياتكَ اليوميّةِ، ولا تتطلّبُ استثماراً كبيراً للوقتِ، فخمسُ دقائق إلى 15 دقيقة من التّأمّل الواعي اليوميّ الموجَّه أو غير الموجَّه هي وسيلةٌ رائعةٌ للاستفادةِ من بعضِ فوائدِ التّركيزِ الذّهنيّ، كذلك الأمرُ بالنّسبةِ للتّنفسِ الواعي، الّذي يُمكنكَ ممارستهُ في أيّ وقتٍ تحتاجهُ فيه خلالَ اليومِ، وكذلك المشي الواعي.
هناك جمهورٌ متزايدٌ من قرّاءِ Inc.com الّذين يتلقّون رسالةً نصيّةً يوميّةً مني تحتوي على تحدٍّ أو نصيحةٍ صغيرةٍ، لتعزيزِ الرّعايةِ الذّاتيّةِ أو التّحفيزِ. غالباً ما يرسلون لي ردودَ فعلٍ، ونجد أنفسنا مشتركين في محادثةٍ. (أترغبُ في معرفةِ المزيدِ؟ إليك بعضَ المعلوماتِ حولَ الرّسائلِ النّصيّةِ information about the texts، ودعوة خاصّة للتّجربةِ المجانيّةِ الموسعةِ special invitation to an extended free trial)، الكثيرون منهم روّاد أعمالٍ أو قادة أعمالٍ، وتهدفُ الرّسائل إلى مساعدتهم على إدخالِ قليلٍ من التّركيزِ الذّهنيّ في حياتهم المزدحمةِ. فدراساتٌ مثل هذه تذكّرنا بأهميّةِ ذلكَ.