الولاء الوظيفي: حب في زمن المال والوظائف السريعة!
في عصر السّرعة والتّغيرات المُستمرّة، يواجه الاحتفاظ بالمواهب تحدياتٍ كبيرةً، فكيف يمكن للشّركات الحفاظ على ولاء موظفيها وزيادة إنتاجيتهم رغم المُغريات الخارجيّة؟
يتشابه الولاء الوظيفي مع الحبّ الذي نشاهده في الأفلام، الجميع يتحدَّث عنه لكنَّ القليل فقط من يعيشونه! وغالباً قد تظن أنَّ الولاء في بيئة العمل أصبح من الماضي، خاصَّةً مع جيلٍ يغيُّر وظائفه كما يغيُّر نغمات هاتفه، دعني أخبرك أنَّك مخطئٌ، الولاء ما يزال السّرَّ الَّذي يجعل الموظَّف يشعر بأنَّه جزءٌ من شيءٍ أكبر، والأمر لا يتعلَّق فقط بالرَّاتب أو المزايا، بل بشيءٍ أعمق: الشُّعور بالانتماء، فهل حقّاً يمكن أن يكون الولاء الوظيفي المفتاح الَّذي يجعل الشَّركات تزدهر أم أنَّه مجرَّد حلمٍ جميلٍ في عالم السُّرعة؟
ما هو الولاء الوظيفي؟
عندما نتحدَّث عن الولاء الوظيفي، فإنَّنا لا نعني مجرَّد الالتزام بالحضور اليوميّ إلى المكتب، بل هو حالة من الارتباط الحقيقيُّ بالشَّركة، حيث يختار الموظَّفون البقاء لفتراتٍ طويلةٍ؛ لأنَّهم يستمتعون بما يفعلونه، وكأنَّهم يعزفون سيمفونيّةً متناغمةً مع أهداف الشَّركة. فهؤلاء المخلصون لا يتعاملون مع وظائفهم كواجباتٍ روتينيَّةٍ، بل يراها بعضهم أشبه برحلةٍ ممتعةٍ مليئةٍ بالتَّحديَّات الَّتي تُحفِّزهم على التَّفوُّق والإبداع.
تُعزّز بيئة العمل الَّتي تجعل الموظَّفين سعداء، محفِّزين، ومستعدِّين لبذل أقصى ما لديهم لتحقيق أهداف الشَّركة، ولاء الأفراد وتبني لديهم شعوراً عميقاً بالانتماء، وهذا الشُّعور هو ما يجعلهم يغضُّون النَّظر عن الفرص الخارجيَّة المغرية الَّتي قد تصادفهم في الأفق؛ لأنَّهم يشعرون أنَّ المكان الَّذي يعملون فيه أكثر من مجرَّد وظيفةٍ روتينيَّةٍ؛ إنَّه بيتهم الثَّاني! [1]
شاهد أيضاً: كيف يمكن لقادة الشركات إيقاف نزيف الاستقالات وتحسين التفاعل؟
كيفية قياس الولاء الوظيفي
الآن وقد عرفنا ما هو الولاء الوظيفي؟ من المهمّ أنَّ نتعرَّفَ على كيفيَّة قياسه، قد يبدو الأمر كما لو أنَّه محاولة لقياس مدى حبّ الموظَّفين للشَّاي الَّذي تقدّمه الشَّركة في استراحات العمل! لكن لحسن الحظّ، هناك طرقٌ أكثر دقّةً من مجرَّد مراقبة عدد الأكواب الفارغة. وإليك بعض الأساليب الَّتي يُمكن أن تساعدَ في فهم مستوى ولاء الموظَّفين: [1]
- إجراء استطلاعاتٍ دوريَّة: تُعدُّ الاستطلاعات أداةً رائعةً لجس نبض الموظَّفين، إذ يمكنك ببساطةٍ أن تسألهم: "ما مدى سعادتكم بالعمل هنا؟" أو "هل تشعرون أنَّ الشَّركة تفهمكم وتدعمكم؟"، هذه الاستطلاعات، سواء كانت لقياس رضاهم أو تفاعلهم، تُوفِّر صورةً واضحةً عن مدى تحفيزهم واستعدادهم لمواصلة الرّحلة معك.
- حساب صافي ترويج الموظَّفين (eNPS): تخيَّل أنَّك تقيس ولاء الموظَّفين بنفس الطَّريقة الَّتي تقيس بها رضا العملاء! نعم، هناك طريقةٌ تُسمَّى "صافي ترويج الموظَّفين" وهي تعطيك القدرة على فهم مدى استعدادهم للتَّوصية بالشَّركة كأفضل مكانٍ للعمل، في هذه الطَّريقة كلَّما ارتفعت الدَّرجة، زاد الولاء، أمَّا إذا كانت الدَّرجة منخفضة، فيكون الوقت قد حان للتّساؤل: "هل نسينا شيئاً؟".
- اجتماعات فردية: لا شيء يضاهي المحادثات الفرديّة لكشف الحقيقة، تخيّل نفسك تجلس مع أحد الموظفين في جلسةٍ وديّةٍ، تشاركه كوباً من القهوة وتسأله عن رأيه في بيئة العمل، قد تتفاجأ بمدى الصّراحة الّتي يُمكن أن يُظهرها الموظّف في مثل هذه الأجواء. سواء كانت هذه الاجتماعات دوريّةً ومنظّمةً أو مجرّد محادثاتٍ غير رسميّةٍ في الممرات، فإنّها تُتيح للمدراء فرصةً ذهبيّةً لفهم ما يدور في أذهان الموظفين، واكتشاف مكامن القوّة ومواطن التّحسين.
أنت بالتّأكيد تُدرك أنّك إذا تمكّنت من تعزيز ولاء الموظفين، فستلاحظ تأثيراً إيجابيّاً ليس فقط على معدّلات الاحتفاظ بهم، بل على ثقافة الشّركة بأكملها، وربّما ستصبح بيئة العمل لديك أشبه بفريقٍ رياضيٍّ لا يُهزم، متفانٍ لتحقيق النّجاح، حتّى ولو كان ذلك على حساب تناول كوبٍ آخر من القهوة!
أهمية الولاء الوظيفي: كيف يتحوّل إلى وقود لنجاح الشركة؟
عندما نتحدَّث عن الولاء الوظيفي، فإنَّنا نتحدَّث عن القوَّة الخفيَّة الَّتي تجعل عجلات الشَّركة تدور بسلاسةٍ كلَّ يومٍ، ذلك أنَّ الموظَّف المخلص ليس مجرَّد شخصٍ يأتي للعمل ويذهب، بل هو أشبه بعاملٍ سحريٍّ يسهم في تحسين الأداء اليوميّ وجذب المواهب الجديدة، وكأنَّ الشَّركة تتحوَّل إلى مغناطيسٍ لا يقاوم!
لكن، لماذا ولاء الموظَّفين مهمٌّ؟ لنلقي نظرةً على الأسباب الَّتي تجعله عامل نجاحٍ لا يُستهان به. [2]
زيادة الإنتاجية
الموظَّفون المخلّصون غالباً هم أبطالٌ غير مُعلَنين، ليسوا فقط ملتزمين بأداء مهامّهم، بل يسعون جاهدين لتحسين كلّ شيءٍ حولهم. فما المقصود بالولاء الوظيفي والعمل بروح الفريق؟ إنَّه تلك الرُّوح الَّتي تجعل الموظَّف يشعر بأنَّه جزءٌ لا يتجزَّأ من الشَّركة، ملتزمٌ بنجاحها كما لو كانت شركته الخاصَّة. كما يُمكنك تقريباً سماع صوت الحماس ينبع منهم أثناء العمل، وروحهم المرحة تشبه العدوى الإيجابيَّة، تنتقل إلى زملائهم وتزيد من مستوى الحماس في الفريق، وكأنَّهم يجلبون الطَّاقة الإيجابيَّة في زجاجات يوميّاً!
التأثير على تجربة العملاء
عندما يتفاعل العملاء مع موظَّفٍ يعشق عمله ويؤمن برسالة الشَّركة، لا يمكن إلَّا أن يشعروا بذلك، الموظَّف المخلص يجعل العملاء يشعرون بروح الشَّركة وقيمها، وكأنّها وصفةٌ سريَّةٌ تزيد من ولاء العملاء أيضاً، الَّذين يحبُّون التَّعامل مع شخصٍ يبدو وكأنَّه فعلاً سعيدٌ بالتَّواجد هناك تماماً كما نحبُّ جميعنا الجلوس بجانب شخصٍ سعيدٍ في حفلةٍ.
تحسين صورة الشّركة
الشَّركة الَّتي يشعر موظَّفوها بالسَّعادة والرِّضا، يبدو عليها ذلك في الخارج، وهذا يعني أنَّ الموظَّفين الرَّاضين هم أفضل سفيرٍ للشَّركة، فهم ينقلون صورةً إيجابيّةً إلى العالم الخارجيّ بدون أن يدركوا، وصدّقني إذا كانوا سعداء في مكان العمل، فإنَّهم سيخبرون الجميع وربَّما حتَّى سائق التَّاكسي في طريقهم إلى المنزل!
تمكين النّموّ والتّطوير
إذا كنت تبحث عن الأشخاص الَّذين سيتبنُّون التَّغييرات الجديدة بسرعةٍ ويشجِّعون الآخرين على ذلك، فابحث عن الموظَّفين المخلصين؛ إنَّهم مستعدّون دائماً لتجربة أشياء جديدةٍ، ويعملون كروَّاد التَّغيير الَّذين يأخذون بيد الشَّركة نحو النُّموِّ والتَّطور، إنّهم أشبه بقبطان السَّفينة الَّذي يتأكَّد من أنَّ الجميع مستعدٌّ للإبحار بأمانٍ.
زيادة القدرة على التوظيف
إذا كنت تريد أنَّ تنتشرَ سمعة شركتك كأفضل مكان للعمل، فإنَّ الموظَّفين المخلصين هم المفتاح، هؤلاء الموظَّفون ليسوا فقط سعداء، بل يجعلون الآخرين يشعرون بالغيرة الإيجابيَّة، لدرجة أنَّه بمجرَّد سؤالهم فيم إن كانوا يعرفون مكاناً رائعاً للعمل، سينصحون مباشرةً بالانضمام إلى فريق الشَّركة حيث يعملون، بهذه الطَّريقة يسهم الموظَّفون الرَّاضون في جذب أفضل المواهب إلى الشَّركة بسرعةٍ. وهكذا فإنَّ ولاء الموظَّفين ليس مجرَّد إضافةٍ إلى بيئة العمل، بل هو بمثابة الشَّريان الرَّئيسيّ الَّذي يُبقي الشَّركة نابضةً بالحياة، ولتحصل عليه، ينبغي أنَّ تفهمَ ما سبب عدم الولاء الوظيفي في العمل؟
ما سبب عدم الولاء الوظيفي في العمل؟
لدى سماعك عبارة الولاء الوظيفي قد تتصوَّر الموظَّف المثاليّ الّذي يلتزم بالشَّركة كما لو كانت عطلة الأحلام، ولكن في بعض الأحيان، يحدث العكس، الموظَّف الَّذي كان مخلصاً يوماً ما، يتحوَّل فجأةً إلى باحثٍ عن وظيفةٍ جديدةٍ، فما هي الأسباب الَّتي تجعل الموظَّفين يفقدون ولاءهم؟
الافتقار إلى التقدير والمكافآت: هل نسي أحدهم قول شكراً؟
لا شيء يكسر حماس الموظَّف أكثر من تجاهل جهوده، الموظَّفون الَّذين يشعرون أنَّ إنجازاتهم تمرُّ دون أيّ اعترافٍ أو مكافأةٍ قد يتراجعون في حماسهم، وكأنَّهم يقولون: "لماذا أستمرَّ في بذل الجهد إذا لم يلاحظ أحد؟"، الاعتراف بالجهد ليس فقط تحفيزاً، إنَّه أشبه بزيتٍ يحافظ على محرّك الولاء مشتعلاً.
غياب فرص التطور المهني: النمو ليس للأشجار فقط!
الموظَّفون يبحثون دائماً عن فرصةٍ للنُّموِّ، وإذا وجدوا أنفسهم عالقين في نفس المكان دون ترقياتٍ أو تدريبٍ أو تحدِّياتٍ جديدةٍ، فإنَّهم يبدؤون في البحث عن مروجٍ خضراء، حيث يمكنهم التَّطوُّر والارتقاء.
أسلوب إدارة غير ملهم: القيادة السيئة تقود إلى الباب!
الإدارة هي المفتاح السّريُّ للولاء، إذا كان المدير يعامل الفريق بأسلوبٍ سلطويٍّ أو لا يتواصل بفعاليَّةٍ، فإنَّ الموظَّفين يشعرون بالإحباط، ومديرٌ سيئٌ يمكنه أن يكون السَّبب الأوَّل في دفع الموظَّفين للخروج من الباب!
بيئة عمل سامة: كل شيء ليس على ما يرام!
تشبه بيئة العمل التّربة الَّتي تنمو فيها النَّباتات، فإذا كانت مليئةً بالتَّوتُّر والمشاحنات، لا تتوقَّع أن يزدهرَ الموظَّفون فيها، فالجميع يُفضِّل مكاناً هادئاً يُشجِّع على التَّعاون والإبداع، وليس بيئةً حيث يشعرون بأنَّهم في حلبة صراعٍ يوميَّةٍ.
انعدام التوازن: هل الحياة خارج المكتب مجرّد حلم؟
عندما يصبح العمل هو المحور الوحيد في حياة الموظَّف، يبدأ في التَّفكير: "هل يوجد حياة خارج هذا المكتب؟"، ما هو الولاء الوظيفي؟ إنَّه ببساطةٍ أن يشعرَ الموظَّف بالرَّاحة والرّضا في مكان عمله، دون أن يُضحّي بحياته الشَّخصيَّة، فغياب التَّوازن بين العمل والحياة الشَّخصيَّة يدفع الموظَّفين للإرهاق والبحث عن مكانٍ آخر يمنحهم هذا التَّوازن.
تعويضات غير تنافسية: العمل الجاد مقابل الفُتات؟
إذا كان الموظَّف يشعر بأنَّ راتبه لا يعكس جهوده أو أنَّ المزايا المُقدَّمة لا تنافس ما يُعرض في السُّوق، فسيكون الولاء الوظيفي آخر ما يفكِّر فيه، ببساطةٍ من الصَّعب أن تكون مخلصاً لمكان يجعلك تشعر بأنَّك تعمل بجهدٍ دون مقابلٍ مناسبٍ.
افتقار الشركة إلى رؤية واضحة: إلى أين نحن ذاهبون؟
يحبّ الموظَّفون أن يشعروا بأنَّهم جزءٌ من قصَّةٍ أكبر، فإذا كانت الشَّركة بلا رؤيةٍ أو هدفٍ واضحٍ، يشعر الموظَّف وكأنَّه يسير في دوامةٍ بلا نهايةٍ، الموظَّف يريد أن يعرف أن جهوده تُسهم في شيءٍ أعظم من مجرَّد إتمام المهام اليوميَّة.
شاهد أيضاً: الأمان الوظيفي: كيف تصبح الموظف الذي لا يُستغنى عنه!
5 طرق ذكية لتعزيز ولاء الموظفين
أنت الآن غالباً تبحث عن طريقةٍ لجعل موظَّفيك يلتصقون بالشَّركة مثل المغناطيس، لا تقلق، لدينا 5 طرقٍ ذكيَّةٍ ستجعلهم يشعرون وكأنّ العمل هو المكان المثاليُّ لقضاء وقتهم، تماماً كما يشعرون عندما يعثرون على آخر قطعة شوكولاتة في الدَّرج! [3]
مكافأة المجتهد: نجم الفريق يستحقّ التحية!
هل تعلم أنَّ 69% من الموظَّفين قالوا إنَّ التَّقدير والمكافآت تجعلهم يُفضِّلون البقاء في وظائفهم لفترةٍ أطول؟ وفق استطلاع أجرته شركة Achievers، وهي رائدةٌ في مجال توفير حلول تقدير الموظَّفين، إذ قالت: "الأمر بسيطٌ، عندما يشعر الموظَّف بأنَّ جهوده مقدَّرةٌ، يصبح الولاء الوظيفي أمراً بديهيَّاً".
لكنَّ الاعتراف بالإنجازات لا يقتصر على مجرَّد تقديم مديحٍ سريعٍ في اجتماعٍ، بل يعني التَّقدير في الوقت المناسب وبأسلوبٍ مميَّزٍ، عبر تقديم مكافآتٍ مبتكرةٍ مثل الاحتفاء بالمناسبات الخاصَّة وتقديم نقاط يمكن استبدالها بمزايا متنوِّعةٍ، لا شيء يجعل الموظَّف يبتسم أكثر من كلمات التَّقدير وكوبونٍ مجانيٍّ!
خلق بيئة عمل إيجابية: حيث يبدأ اليوم بابتسامة
هل سبق أن رأيت موظَّفاً مُتحمِّساً لبدء يومه في بيئةٍ سامَّةٍ سلبيَّةٍ؟ بالطَّبع لا، بيئة العمل الإيجابيَّة هي ما يجعل الموظَّفين يأتون إلى العمل وكأنَّهم يتوجَّهون إلى نزهةٍ، هذه البيئة ليست مجرَّد مكتبٍ، بل واحةٍ للرَّاحة النَّفسيَّة والحماس. وإليك بعض الحيل لجعل بيئة العمل أكثر إيجابيّةً:
- تشجيع التَّواصل المفتوح، فالبيئة الَّتي تشجِّع الموظَّفين على التَّحدُّث دون خوفٍ هي مفتاح السَّعادة.
- تعزيز التَّعاون، حيث يشعر الموظَّفون بأنَّهم جزءٌ من فريق الأحلام.
- سياسة الباب المفتوح، لا شيء يجعل الموظَّف يشعر بأهميَّة رأيه أكثر من مديرٍ يفتح له بابه في أيِّ وقتٍ.
- برامج الصِّحَّة النَّفسيَّة والجسديَّة، جرِّب تقديم جلسات يوغا أو تأمُّل ما يجعل الموظَّفين يشعرون بأنَّهم في سبا، وليس في المكتب!
تشجيع بناء الفريق والأنشطة الاجتماعية: الحياة ليست عمل فقط!
تشير التَّقارير إلى أنَّ الشَّركات الَّتي تشجِّع التَّعاون والأنشطة الاجتماعيَّة أقلّ عرضةً لفقدان أفضل موظَّفيها بمعدَّل 4 مرَّاتٍ، وبصراحةٍ من لا يحب تناول الغداء الجماعيَّ أو الاستمتاع بليالي الألعاب؟ إذاً، يمكنك تنظيم فعاليَّاتٍ مثل غداء الفريق، أو حتَّى حفلات ذات طابعٍ معينٍ مثل ليلة البيتزا، كما تستطيع تشجيع الموظَّفين على التَّطوُّع معاً في أنشطةٍ خيريَّةٍ مثل تنظيف الحدائق أو المشاركة في فعاليَّات جمع التَّبرُّعات، الأمر يشبه بناء روابط قويَّةٍ ولكن مع الكثير من الضَّحك.
الاستثمار في مشاركة الموظفين: لأنّ التفاعل يُوّلد الحماس!
الموظَّفون المتفاعلون هم الوقود السّريُّ وراء أيّ شركةٍ ناجحةٍ، ما المقصود بالولاء الوظيفي والعمل بروح الفريق؟ إنَّه الشُّعور بالانتماء والرَّغبة في تحقيق أهداف الشَّركة كفريقٍ واحدٍ، وبالتَّالي فإنَّ الاستثمار في مشاركة الموظَّفين لا يحقِّق زيادة الإنتاجيَّة فحسب، بل يُعزِّز الولاء للشَّركة أيضاً. ويمكن للشَّركات تعزيز هذا التَّفاعل من خلال إتاحة الفرصة للموظَّفين للتَّعبير عن آرائهم، سواء في الاجتماعات أو عبر منصَّاتٍ تفاعليَّةٍ، وأيضاً لا تنسَ تقديم فرص للنُّموّ والتَّطوُّر المهنيّ، فعندما يشعر الموظَّفون أنَّ الشَّركة تستثمر فيهم، فإنَّهم سيمنحون ولاءهم لها.
تقديم تعويضات ومزايا تنافسية: المال ليس كلّ شيء لكنّه يساعد بالتأكيد!
أظهرت دراسةٌ أجراها موقع Glassdoor أن 45% من الموظَّفين سيبقون في وظائفهم لفترةٍ أطول إذا حصلوا على زيادةٍ في الرَّواتب، فتقديم حزمة رواتب تنافسيَّةٍ هو إشارةٌ واضحةٌ إلى أنَّ الشَّركة تُقدِّر مجهود موظَّفيها، ومن منَّا لا يحب الشُّعور بالتَّقدير؟ لكنَّ الرَّواتب ليست كلّ شيءٍ، فتقديم مزايا إضافيَّةٍ مثل خطط التَّقاعد، والتَّأمين الصّحيّ، وحتَّى خيارات الأسهم، يجعل الموظَّف يشعر وكأنَّه يملك جزءاً من مستقبل الشَّركة، وكما يقولون: "المال لا يشتري السَّعادة، لكنَّه بالتَّأكيد يجعل البقاء أسهل!"
في نهاية المطاف، الولاء الوظيفي ليس مجرَّد كلمةٍ لطيفةٍ نزيّن بها تقارير الأداء، إنَّما استثمارٌ طويل الأمد في العلاقات بين الموظَّف والشَّركة، ومع ذلك، يبرز سؤالٌ مهمٌّ: هل ستتغيَّر معايير الولاء مع تغيُّر الزَّمن، أم أنَّ أساسيَّاته ثابتةٌ مهما تغيَّرت الظُّروف؟