الرئيسية تكنولوجيا اليوم العالمي للويب: احتفاءٌ بترابط البشرية في العصر الرّقمي

اليوم العالمي للويب: احتفاءٌ بترابط البشرية في العصر الرّقمي

لمحة على تاريخ هذا الاختراع الثوري الذي وحّد الناس، وسهّل التّواصل، والوصول إلى المعلومات، وأعاد تشكيل حياتنا اليومية

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يحتفل العالمُ باليومِ العالميِّ للويبِ (Worldwide Web Day) الذي يُبرز الأثرَ العميقَ لهذا الاختراعِ الثّوريِّ الذي جمعَ الناسَ من جميعِ أنحاءِ العالمِ وشكلَ أساسَ عصرِنا الرقميِّ. يُعْتَبَرُ الويبُ (World Wide Web) جزءاً أساسياً من حياتِنا اليوميةِ، حيثُ أحدثَ تغييراً جذرياً في طرقِ تواصلِنا، والوصولِ إلى المعلوماتِ، وإدارةِ الأعمالِ على مستوى العالم.

ابتُكِرَ هذا المفهومُِ الرّائدِ على يدِ سير تيم بيرنرز-لي (Sir Tim Berners-Lee) في عامِ 1989، بهدفِ تسهيلِ تبادلِ المعلوماتِ بسلاسةٍ على نطاقٍ واسع. واليوم، يعد الويبُ تجسيداً لقدرةِ الإنسانِ على تحقيقِ التّرابطِ العالميِّ.

قبلَ ظهورِ الويبِ، كان استخدامُ الإنترنتِ مقتصراً على الباحثينَ والعسكريينَ، وكانَ على الرغمِ من قدرتِه على مشاركةِ الملفاتِ والرّسائلِ، يفتقرُ إلى واجهةِ مستخدمٍ بسيطةٍ وسهلةِ الاستخدام. في عامِ 1993، بدأ عالمُ الحاسوبِ البريطانيِّ تيم بيرنرز-لي من منظمةِ سيرن (CERN) بتطويرِ واجهةٍ تسهلُ الوصولَ إلى الإنترنتِ، مستهدفاً عرضَ المعلوماتِ على صفحاتٍ باستخدامِ لغةِ ترميزِ النصوصِ التشعبيةِ (HTML). تطوّرت هذه الفكرةُ لتصبحَ الويبَ الذي يستخدمُه الآنُ ملياراتُ الأشخاصِ حولَ العالم.

أطلقَ بيرنرز-لي "اقتراحَ إدارةِ المعلوماتِ" الذي دعا إلى دمجِ النّصوصِ التشعبيةِ مع الإنترنتِ لإنشاءِ نظامٍ متكاملٍ لإدارةِ المعلوماتِ. أبرزَ هذا الاقتراحُ العيوبَ الموجودةَ في النظامِ الحاليِّ في سيرن التي كانت تعيقُ قدرةَ العلماءِ على الوصولِ إلى المعلوماتِ بكفاءةٍ. على الرّغمِ من وجودِ الإنترنتِ منذ فترةٍ طويلة، إلا أنّ الوصولَ إلى المعلوماتِ كان محدوداً ومعقّداً. كان الهدفُ من الاقتراحِ هو دمجَ الإنترنتِ مع منصةٍ قائمةٍ على الويبِ لتسهيلِ تبادلِ البياناتِ، وتمّ تطويرُ بروتوكولِ نقلِ النصوصِ التشعبيةِ (HTTP)، ومعرفِ المواردِ الموحدِ (URI)، ولغةِ ترميزِ النصوصِ التشعبيةِ (HTML) لتحقيقِ هذا الهدف. لا تزال هذه الأدواتُ الأساسيةُ مستخدمةً حتى اليوم.

صُمِّمَ الويبُ في الأصلِ لتلبيةِ احتياجاتِ علماءِ سيرن وتسهيلِ الجهودِ البحثيةِ العالمية. تمّ إطلاقُ أولِ موقعِ ويبٍ في عامِ 1990، ومع رؤيةٍ لجعلهِ متاحاً للجميع، أصبحَ الويبُ مصدراً مفتوحاً بهدفِ نموه بلا حدودٍ خارجَ الأوساطِ الأكاديمية.

وبحلولِ عامِ 1994، كان هناكَ حوالي 3000 موقعِ ويبٍ حولَ العالم، وفقاً للمنتدى الاقتصاديِّ العالميِّ (World Economic Forum). بعد هذا النجاحِ، أسّسَ بيرنرز-لي منظمةَ W3C التي تضعُ معاييرَ الويبِ وتطورُ المواصفاتِ والإرشاداتِ والأدوات. بناءً على نجاحِ "www"، أسسَ بيرنرز-لي مؤسسةَ الويبِ العالميةَ (World Wide Web Foundation) في عامِ 2009 لتعزيزِ المساواةِ الرقميةِ عالمياً.

مكّنت تطوّراتُ الويبِ الأفرادَ من المساهمةِ في الإنترنتِ بإنشاءِ صفحاتِ ويبٍ خاصةٍ بهم ومشاركةِ المحتوى.

ورغمَ التّأثيرِ الكبيرِ للشّركاتِ التّكنولوجيّةِ الكبرى، مثل جوجل (Google)، مايكروسوفت (Microsoft)، وأمازون (Amazon)، إلا أنّ ملكية الإنترنتَ لا تعود لكيانٍ واحد؛ بل يشملُ الويبُ شبكةً من الشّبكاتِ المترابطةِ التي تشرفُ عليها كياناتٌ مختلفة، بما في ذلك الشّركاتُ والحكوماتُ والمؤسّساتُ البحثيةُ والأفراد. كما لعبَ المستخدمونَ العاديونَ دوراً كبيراً في توسيعِ الإنترنتِ تدريجياً بعدَ إنشاءِ الويب، ممّا سمحَ بمشاركةِ محتوىً أكبرَ وأكثرَ تعقيداً.

وفي عامِ 1993، كان هناك أقل من 150 موقعاً على الإنترنتِ، وقد بلغَ هذا العددُ الآن ما يقارب ملياري موقع، وفقاً لإحصائياتِ الإنترنتِ الحيةِ (Internet Live Stats). غيّرَ هذا النمو المستمرُ للشبكةِ بشكلٍ جذريٍ كيفيةَ عيشِ الناسِ وعملهم وتفاعلهم.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: