انسَ التواضع وتباهى بقدراتك كقائدٍ.. لا أحد يستحقّ المديح أكثر من ذاتك
حتى عندما تكون في موقع المسؤولية، لا يزال يتعين عليك الاحتفال بالنجاحات التي حققتها
"متى يكونُ من المقبولِ أن تتباهى بقدراتِكَ كقائدٍ ومحترفٍ؟" سؤالٌ رائعٌ طرحتْهُ لوري، الرّئيسةُ التّنفيذيّةُ لشركةِ خدماتٍ عائليّةٍ متعدّدةِ الأجيالِ. [1]
إنَّه لمن الشَّائعِ التّركيز على ما يحدثُ من أخطاءٍ، لكن من النَّادرِ، أو بالأحرى من السَّهلِ التّغافل عمَّا يجري بصورةٍ جيدةٍ، وفي النّهايةِ، لا أعتقدُ أنَّهُ توجدُ إجابةٌ واحدةٌ على هذا السّؤالِ، ولكنّني أعتقدُ أنَّ الشّخصَ الأكثرَ أهميّةً الذي عليكَ شكرُهُ على الانتصاراتِ التي حقّقها والاحتفال بهِ هو نفسُكَ، ولا يوجدُ أحدٌ ينبغي لكَ إثباتُ أيِّ شيءٍ إليهِ، فعلاقتُكَ بنفسِكَ هي الأهمُّ؛ لذلكَ أنصحُكَ بأن تقتني مذكّرةً وتمنحُ نفسَكَ تقديراً يوميّاً.
ومن هنا يتوقّفُ الأمرُ عليكَ: فكّرْ في الانضمامِ إلى مجتمعٍ آخرَ من أصحابِ الأعمالِ؛ حيثُ تجدُ من يشجّعُكَ على التّباهي بقدراتِك، أو أنشِئْ مجلسَ مستشارينَ عامّاً خاصّاً بكَ، الذي سيسعَدُ أعضاؤهُ بسماعِ هذا النّوعِ من التّجاربِ.
شاهد أيضاً: كشف نقاط العمى لديك: الانحيازات المعرفية التي تحدّ من فعاليتك كقائدٍ
وإذا كنتَ ترغبُ في الإفصاحِ عن المزيدِ، فافعلْ ذلكَ بطريقةٍ مدروسةٍ (حذارِ من أن تستعرضَ إنجازاتِكَ بتواضعٍ وكن صادقاً في عرضِها)، متذكّراً أنهُ يمكنُ أيضاً أن تكونَ رؤيةُ ما يمكنُ تحقيقُهُ من خلالِكَ محفّزاً للآخرينَ.
وتماماً مثلما يقومُ أيُّ قائدٍ كفءٍ بالاعترافِ بالإنجازاتِ الكبيرةِ والصّغيرةِ لفريقهِ وتأكيدِها، أنتَ تستحقُّ ذلكَ أيضاً. فبوصفِكَ قائداً، قد لا يوجدُ أشخاصٌ آخرونَ ليقوموا بذلكَ نيابةً عنكَ؛ لذا لا تتردّدْ (وكما هو الحالُ بالنّسبةِ إلى أيِّ أمرٍ في الحياةِ، عليك أن تفهمَ أن الإفراطَ في الإيجابيّاتِ قد يتحوّلُ أيضاً إلى سلبياتٍ).
فإذا كنتَ تميلُ إلى التّواضعِ الزّائدِ، فدرّبْ نفسَكَ على الإفصاحِ عن إنجازاتِكَ والتّباهي بها، وإذا كنتَ ممّنْ يميلونَ إلى تصنّعِ التّواضعِ أو التّفاخُرِ، فجاهدْ نفسَكَ على اتّخاذِ منحى وسطيّ.