انطلاق مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية (FII) للعام 2023
تحديد لمسارات الاستثمار في زمن الذكاء الاصطناعي والتغيرات العالمية
في العاصمة السعودية الرياض، تُنفتح الستائر اليوم لتظهر فعاليات "مبادرة مستقبل الاستثمار" (FII) في دورتها السابعة، وتتصاعد الأصداء في زمن يتميز بتحديات جيوسياسية واقتصادية عدة. تحمل المبادرة في هذا العام شعار "البوصلة الجديدة"، فهي تتطلع نحو ملاقاة التحديات وإيجاد الحلول في ثلاث مجالات رئيسية: الطاقة، والذكاء الاصطناعي، وتحديد أولويات الاستثمار، وذلك في ظل توجهها نحو القضايا الإقليمية والدولية، بتوازي مع الدور الذي تعمل عليه المملكة على الساحتين.
يؤكد محافظ صندوق الاستثمارات العامة ورئيس معهد مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) ياسر الرميان، في حديثه لوسائل الإعلام قبل أيام من انطلاق فعاليات المبادرة، أن التحديات العالمية لم تخف من الأعين عند تحديد أولويات موضوعات هذه الدورة. يقول: "يواجه الكوكب والاقتصاد العالمي والمجتمع مجموعة من التحديات الصعبة، منها الاستقرار والنمو الاقتصادي العالمي، والبيئة، وتسريع التقدم التكنولوجي بما في ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي والتعليم والصحة"، مُشيراً إلى أن الدورة السابعة لمبادرة مستقبل الاستثمار "تتناول موضوع تشكيل مستقبل الإنسانية".
بالمثل، يبين ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمعهد مبادرة مستقبل الاستثمار، في مقابلة خاصة مع "اقتصاد الشرق"، أن الدورة الحالية التي تمتد على مدى ثلاثة أيام، ستشهد جلسات حوارية تهدف إلى تحديد البوصلة التي تساعد على استباق الأحداث والتهيئة للتغيرات الكبيرة المتوقعة على الساحة العالمية، مشيراً إلى أن الدورة تشتمل على ثلاث قمم مهمة حول الطاقة والذكاء الاصطناعي وتحديد الأولويات.
وفي ليلة انطلاقها، كشف أتياس لوكالة الأنباء السعودية عن الإحصائيات المثيرة بخصوص الاستثمارات التي تمت بموجب الاتفاقيات والعقود والصفقات خلال الفترة الماضية من سبع سنوات لمبادرة مستقبل الاستثمار، حيث بلغت قيمتها ما يقارب الـ 120 مليار دولار.
تعود الأنظار إلى النسخة الأولى من "مبادرة مستقبل الاستثمار" التي انطلقت في الرياض عام 2017 تحت اسم "دافوس الصحراء"، بمشاركة أكثر من 3800 من الشخصيات المؤثرة في عالم الأعمال من أكثر من 90 دولة، وكانت اللحظة الأبرز.
شاهد أيضاً: أفضل 10 شركات ناشئة في السعودية
هكذا، تُشكّل هذه الفعالية الفريدة منصةً مهمة للتواصل والتعاون بين العقول الرائدة في عالم الأعمال والاقتصاد عبر العالم. وكانت بداية المبادرة قد تميّزت بإطلاق مشروع مدينة "نيوم"، ضمن إطار رؤية 2030، بتكلفة 500 مليار دولار.
ومنذ ذلك الحين، أصبح صندوق الاستثمارات العامة السعودي يسعى جاهداً خلال الدورات المتتالية للمبادرة لإلقاء الضوء على آلياته لدعم نشاطاته في القطاعات الاستثمارية الجديدة، بهدف تحقيق النمو بعيدًا عن الاعتماد على النفط. وتأتي هذه الجهود في سياق سعي الصندوق لأن يكون واحداً من أكبر صناديق الثروة السيادية وأكثرها تأثيرًا على مستوى العالم، بحضور كبرى البنوك الاستثمارية العالمية التي تتنافس على الصفقات في المملكة والمنطقة، ومن ضمنها الاكتتابات العامة الأولية التي تشهد نشاطاً مطرداً.
على الصعيد الجيوسياسي، تأخذ "مبادرة مستقبل الاستثمار" في اعتبارها التحديات العالمية الجديدة عند مناقشة مستقبل الاستثمار، حيث يواجه العالم الآن مشكلات اقتصادية وسياسية واجتماعية وبيئية كبيرة. وتضيف الصراعات الجيوسياسية المستمرة، عبءاً على تكلفة الغذاء والطاقة، وهو ما يعزز التوجهات الاستثمارية نحو مشاريع تتعلق بالأمن الغذائي والتحول نحو الطاقة النظيفة. لذا خصّصت المبادرة قمة في هذا العام لمناقشة قضايا الطاقة.