انطلاق ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي التوليدي: تعزيز الإنتاجية البشرية
وتحفيز الإبداع كانا نجمي الملتقى
انطلقت فعاليات ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي التوليدي يوم الأربعاء، بحضور نخبة من القادة والخبراء وصناع القرار، يتجاوز عددهم 1800 شخص، بما في ذلك أكثر من 70 متحدثاً شاركوا في حوالي 45 جلسة و12 معرضاً. نظمت المؤسسة المستقبلية لدبي (DFF) الحدث، الذي يُقام في 11 و12 أكتوبر في متحف المستقبل ومنطقة 2071، وقد انطلق بشكل مثير مع تعليقات وتوقعات مُلهمة من كبار المسؤولين والمتحدثين.
قال معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، خلال حديث ناري مع إليني جيوكوس من شبكة CNN في يوم الافتتاح: "خلال فترة تولي لي منصب وزير الذكاء الاصطناعي، كان عليّ تبرير أهمية ما نقوم به. اليوم، أصبح النقاش مختلفاً تماماً؛ إذ يُعتبر الإمارات في مقدمة الدول في هذا المجال، والجميع يسعى للّحاق بنا".
في تصريحه الافتتاحي، توقع معالي خلفان بلهول، الرئيس التنفيذي للمؤسسة المستقبلية لدبي، أن "سيتنافس الذكاء الاصطناعي التوليدي بحلول عام 2040 مع أفضل 25% من الأفراد الأذكياء في مهام متعددة"، مُطرحاً السؤال: "كيف ستُحدث هذه الثورة تغييراً في طبيعة عملنا وفي تعريف الذكاء نفسه؟".
أشار المتحدث الرئيسي علي دلول، نائب الرئيس للذكاء الاصطناعي في أزور بشركة مايكروسوفت، إلى أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تسارع بمعدلٍ أسرع بكثير من تبني التقنيات الثورية السابقة مثل الإنترنت والهواتف المحمولة.
وأوضح دلول: "يتعلق الأمر في الذكاء الاصطناعي بزيادة الإنتاجية البشرية وتحفيز الإبداع. لا يقل هذا التأثير عن ما حقّقته الثورة الصناعية في ميكنة العمل".
بهذا، يُسلط ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي التوليدي الضوء على الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعبه في تعزيز الإنتاجية والإبداع البشري، ويُظهر كيف يُمكن لهذه التقنية أن تُحدث ثورة في مفهوم الذكاء والعمل في المستقبل.
في جلسة النقاش بعنوان "GenAI اليوم، AGI غداً"، قال علي حسيني، المدير الرقمي في شركة PwC للشرق الأوسط، إنّ التّطور نحو الذكاء العام الاصطناعي (AGI) هو أمرٌ وشيك، وليس "حلماً بعيداً".
أضاف حسيني: "يمكن للذّكاء الاصطناعي والبشر التعاون وتعزيز قدرات بعضهم البعض لدفع عجلة الابتكار والكفاءة عبر مختلف الصناعات".
تمت معالجة التّحديات والمخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي أيضاً في الجلسات الافتتاحية للملتقى.
سأل يونس الناصر، الرئيس التنفيذي لهيئة دبي للبيانات والإحصاء في دبي الرقمية: "ما هو أكبر مخاوف العالم عند استخدام الذكاء الاصطناعي؟"، وأجاب: "إنها الخصوصية المتعلقة بالبيانات الشخصية".
تناول كوستي بيريكوس، شريك في Global AI Leader بشركة ديلويت، موضوع استيلاء الذكاء الاصطناعي على وظائف البشر بطريقة عملية، قائلاً: "الذكاء الاصطناعي لن يكون نهاية لقوتنا العاملة، لكن بالطبع، يتعين علينا التغيير".
في ختام جلسته، قال معالي عمر سلطان العلماء، الذي تم تكريمه مؤخراً من قبل مجلة تايم كواحد من أكثر 100 شخص تأثيراً في مجال الذكاء الاصطناعي: "لم يغير أحد العالم خوفاً".
أضاف سموه: "إذا كان لديك خوف، فوجهه نحو تغيير المستقبل الذي ترغب في خلقه. مهمتي هي أن أقول لك، أولاً، قم بتمكين نفسك بالأدوات اللازمة، كن على دراية بما يحدث، وأنشئ هذا الحركة التي ستجلب الآخرين معك، لأن المستقبل لن يكون مستقبلاً أنانياً".
بهذا، يُسلط الملتقى الضوء على الدور المحوري الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعبه في تحفيز الإبداع البشري والكفاءة، مع التأكيد على الحاجة للتفكير الاستراتيجي حول التحديات والفرص التي يُقدمها هذا التطور التكنولوجي.