بـ 11 كلمة فقط، كشف Tim Cook عن النصيحة التجارية الأثمن
القائد الحقيقي يعرف كيف يقول 'لا': دروس من قلب أبل على لسان تيم كوك
في لقاءٍ حديثٍ مع شبكة CBS News، تناول تيم كوك مع جون ديكيرسون مجموعةً متنوّعةً من الموضوعات، بما في ذلك جهود الشّركة لتحقيق الحياد الكربوني. كما تحدّث عن نظّار الواقع المعزّز من أبل، Vision Pro، لكن ما أعتقد أنَّه لفت الانتباه بشكلٍ كبيرٍ كان شيئاً قاله حول نجاح أبل، لدرجة أنِّي أظنُّ أنَّه يستحقُّ النَّظر. [1]
انظر، مهما كانت آراؤك حول تيم كوك، أعتقد أنَّنا نتفق على أنّ لديه بعض الخبرة في إدارة الأعمال، فهو يدير أغلى شركةٍ في العالم، وهو إنجازٌ تحقِّق في عهده، وفي الواقع، خلال الفترة التي كان فيها كوك الرَّئيس التَّنفيذي لشركة أبل، زادت الشّركة من إيراداتها بأكثر من ثلاثة أضعافٍ، وزادت قيمتها السُّوقية من حوالي 350 مليار دولارٍ، عندما تولَّى كوك الرِّئاسة، إلى أكثر من 2.7 تريليون دولارٍ اليوم.
بالطّبع، دائماً ما يكون من الصَّعب محاولة العثور على دروسٍ قابلةٍ للتّطبيق للشَّركات الصَّغيرة عندما تنظر إلى شركةٍ بحجم أبل، إذ ما ينطبق على نطاق شركةٍ فيها أكثر من 100,000 موظَّفٍ قد لا ينطبق تماماً على تجار التَّجزئة المحليّين أو شركات المحاسبة، ومن ناحيةٍ أخرى، إذا كنت تدير نشاطاً تجاريّاً وترغب في تنميته، ربَّما هناك شيءٌ يُمكنك تعلُّمه من الرَّجل الذي يدير أكبر شركةٍ على وجه الأرض.
كان هناك اقتباسٌ معيَّنٌ من المقابلة لفت الانتباه؛ لأنَّه يمثَّل بالضّبط هذا النَّوع من الدَّروس، إذ استفسر ديكيرسون من كوك حول التَّركيز قائلاً: "مع الأخذ في الاعتبار القدر الهائل من الأموال التي تملكها أبل، والمهارات، والنَّجاح المُستمرِّ عبر الزَّّمن، إلى أيِّ مدى يُعدُّ ضبط النَّفس جزءاً ممّا تقومون به أنت وفريقك؟" وتابع ديكيرسون، "بتعبيرٍ آخر، الالتزام بنهجكم؟ ما مدى صعوبةِ ذلك؟".
عندما تفكِّر في الأمر، ينطبق السُّؤال على كلِّ نشاطٍ تجاريٍّ إلى حدٍّ ما، ويجب على كلِّ نشاطٍ تجاريٍّ اختيار مساره، ومن المحتملِ أن تكونَ مهمَّة الرّئيس التَّنفيذيّ هي قول لا للأمور حتَّى تتمكَّن من المحافظة على ذلك، وبالتَّأكيد، إنّها مشكلةٌ، خاصةً بالنِّسبة لشركةٍ مثل أبل، التي لديها ملياراتُ الدُّولارات التي يمكنها استخدامها لتجربةِ أيِّ شيءٍ تقريباً.
"نحن نؤمن بالتّركيز،" أجاب كوك. "وبالتَّالي، نعتقدُ أنَّ بإمكاننا فعل بضعة أمورٍ جيّداً فقط، ونحن نؤمِّن بذلك حقّاً، سنناقش ونتجادل ونناقش ونعود ونذهب لمناقشةِ دخولنا في مجالٍ جديدٍ للتَّأكُّد من أنَّه شيءٌ يمكننا فعله بجودةٍ عاليةٍ، على نطاقٍ عميقٍ، وأن نسهمَ حقَّاً".
شاهد أيضاً: بجملة واحدة، أعطى الرئيس التنفيذي لـ Microsoft، درساً في اقتناص الفرص!
هناك الكثير من الرُّؤى الرَّائعة في هذه الفقرة، على سبيل المثال، الطَّريقة التي تقرُّر بها أبل ما إذا كانت ستدخل سوقَ منتجٍ جديدٍ هي بالتَّأكيد رؤيةٌ مثيرةٌ للاهتمام بالنِّسبة للأشخاص الَّذين يقودون الأعمال، ومع ذلك، الشَّيءُ الذي وجدته الأكثر إثارةً للاهتمام هو الـ 11 كلمةٍ التي قالها عن التَّركيز، و"نعتقد أنَّ بإمكاننا القيام ببضعةِ أشياءَ فقط على نحوٍ جيّدٍ" يقول كوك. دع هذا يتغلغل في داخلك، وقد يكون أفضل نصيحةٍ تجاريَّةٍ تسمعها هذا العام.
انظر، هناك عدَّة جوانب هامَّةٍ لهذه النَّصيحة، الأوَّل: هو أنَّ كوك يعترف بأنَّ أبل لن تتميَّز في كلِّ شيءٍ؛ إنَّها متميَّزةٌ حقَّاً في صنع الآيفون وأجهزة الماك، وكذلك في تطوير برمجيَّاتٍ عالية الجودة، أمَّا الجانب الثَّاني: هو أنَّ هناك العديد من الأمور التي قد ترغب أبل في القيام بها، ولكنَّها لن تتميَّز فيها، إذاً التَّحدي هو التَّميُّيز وقول 'لا' للتي لا تستطيع أبل التَّميُّز فيها.
بكلِّ صدقٍ، من المهمِّ أن نعبّرَ عن هذا بصوتٍ عالٍ، خاصّةً وأنّه يُمكن بسهولةٍ نسيان أنَّ شركةً تلعبُ دوراً بارزاً في حياة الكثير من النَّاس لا يُمكنها أن تتفوَّق في كلِّ شيءٍ، وهو مهمٌ أيضاً لأنَّ الواقع هو أنَّ هذا الأمر صحيح بالنِّسبة لكلِّ شركةٍ.
شاهد أيضاً: دروس قيمة في القيادة من الرئيس التنفيذي لـ Spotify: تبدأ بتسع كلمات
إذا لم تكن الشَّركة الأعلى قيمةً في العالم متميَّزةٌ في أكثر من بضعةِ أمورٍ، فإنَّ وظيفتك، كقائدٍ، هي القيام بما يُمكنك القيام به فقط، بالنّسبة للشّركة التي تقودها، فإنَّ التَّحدِّي هو تحديد الأمور التي تجيدها، وأن تكون صادقاً بشأن حدودكَ، ثمّ، وظيفتكَ هي قول 'لا' لكلّ شيءٍ آخر، إذا كنت تقود نشاطاً تجاريَّاً، فقد تكون هذه النَّصيحة هي الدَّرس الأهمُّ الذي تتعلُّمه هذا العام.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.