في اليوم العالمي للنباتيين.. الشيف علا كيال تُقدم متعة خالية
رؤيةٌ جديدةٌ مختلفةٌ كليّاً عن الطعام الصحي، تكسر النمطية السائدة بكونه غير لذيذ عبر علامة "نباتي".
تمنحكَ أطباق الشّيف السّعودية علا كيال، المُتعةَ الخاليةَ من أيّ شعورٍ بالذّنب، فأنتَ ستتناول أطباقاً لذيذةً، دون أن تفكّرَ بعبء السّعرات الحراريّة، أو الدّهون المُشبعة والسّكريات الكثيرة التي تؤذي جسدك، أو تكسبك المزيد من الوزن، ببساطةٍ، فإنّ الشّيف السعودية تنقلُ الطعام النباتي الصحي إلى بعدٍ جديدٍ كليّاً، حيث ينافسُ بطعمه وشكله الطّعام المُشبع بالدّهون، الذي يستلذُّ فيه غالبيتنا.
البداية مع الطهي
بدأت الشّيف السّعودية التي تتحدّث ثلاث لغاتٍ، تجربتها مع الطهي في سنٍّ مبكرةٍ، تحديداً بعمر الـ 8 سنوات، حين كانت تهوى إعداد الحلوياتِ، وفي عمر الـ 14 عاماً، بدأت ببيعِ الكوكيز والكيك لأصدقائها وأقاربها، كذلك تعاملت مع بعض المحلّات التّجاريّة والمقاهي التي كانت تزودها بالحلويّاتِ.
في ذلك الوقتِ لم تكن تتخيّل علا كيال أنّها تشقُّ طريقها في مهنةِ المستقبلِ، كما ذكرت في لقاءٍ سابقٍ لها مع موقع أطيب طبخة، وترسّخت هذه الفكرة أكثر في رأسها حين طلب إليها جدّها إبقاء الطّبخ كهوايةٍ، والاتّجاه لدراسة إدارة الأعمال، فاستجابت لرغبته وتخرّجت من الفرع الذي اختاره لها، لتُسخّرَ ما تعلّمته لاحقاً في خدمةِ مشروعها للطّهي.
في سويسرا حيثُ درست الشّيف السّعودية إدارةَ الأعمالِ من إحدى جامعاتها، وتخرّجت مع مرتبةِ الشّرفِ، قرّرت الالتحاقَ بإحدى أعرق الأكاديميّات للطّهي، وهي Culinary Arts Academy Switzerland ، لتتمَّ دراستها فيها لمدّة ثلاث سنواتٍ، عملت خلالها بجدٍّ، إذ كان البرنامج صارماً واحترافياً للغايةِ.
فكان التّطبيق العمليّ يتمّ في أحد الفنادق أو المطاعم لمدّة ثمانية أشهر، تخلّل البرنامج ورش عملٍ، ومنافساتٍ، وتحديّاتٍ مستمرّةٍ، مما فسح المجال أمام الطّاهية لتحصلَ على هويّتها الحقيقية كطاهيةٍ محترفةٍ.
شاهد أيضاً: اليوم العالمي للشيف.. منافسةٌ كبيرةٌ بين النساء والرجال
العمل في السويد
اختارت الشّابة السّعودية لاحقاً العملَ في أحد أهمّ المطاعم في السّويد، والذي حصل على ثلاثة نجوم ميشلان، حينها كان الحماس في أوجهِ، فالشّيف علا تستعدُّ للعملِ في مطعمٍ يُعتبر من أعلى المطاعم تصنيفاً في العالمِ.
ولكنّها تصفُ تلك المرحلة بالمرهقة والشّاقة، لأنّ العملَ كان يعتمدُ على تقنياتٍ عاليةٍ بهدفِ إنهاء المهام المطلوبة على أتمّ وجهٍ، لاحقاً تخطّت تلك العقبات، وحظيت بتدريباتٍ كثيرةٍ من أهم الطُهاة في العالمِ، سواءً من سويسرا، أو المكسيك، والصين، والسويد، وغيرها.
إطلاق علامة نباتي
قبل جائحةِ كوفيد 19 بنحو ستة أشهرٍ عام 2019م، أطلقت الشّابة السّعودية علامتها "نباتي" في فلوريدا في الولايات المتّحدةِ الأميركيّة، والتي تقدّم الحلويات النباتيّة والآيس كريم، من دون إضافة السّكر أو المُحليّاتِ الصّناعيّةِ.
بدأت الفكرة كما تقول الشّابة السّعودية، خلال تنفيذها إحدى وظائف مواد أكاديميّة الطّبخ في سويسرا، حيث درست، وكان الطّلبُ حينها إعدادُ منتجٍ جاهزٍ للبيع في الأسواق.
فكرّت علا كيال حينها بتقديمِ منتج آيس كريم نباتيّ صحيّ، خالٍ من المنتجات الحيوانيّة، أو الكيميائيّة أو السّكر المُكرّر، مع مراعاة أن يكونَ صديقاً للبيئة، ويعتمدُ كليّاً على النّكهات الطّبيعية إلى جانب خلّوه من المواد الحافظةِ.
وأخيراً وبعدَ الكثير من العمل والجهد، حصلت على منتجها خلال 11 أسبوعاً، قضتها الشّابة بتطويرِ منتجها من خلال إجراء استبياناتٍ خاصّةٍ لتحسينه، ليصبح فيما بعد هذا المنتجُ مشروعَ حياتها "نباتي".
وعلامة "نباتي" لا تقّدم منتجاتِ الآيس كريم الصّحيّ فحسب، إنّما تقدّم العديد من الأصنافِ الأخرى المبنيّة على فكرة الطّعام الصّحيّ الطّبيعي مئةً في المئةِ، فهي خاليةٌ من المواد الصّناعيّة، والمنكّهاتِ، والألوان، كذلك خاليةٌ من الغلوتين والسّكر المُكرّر، وفي الوقت ذاته صديقة للبيئةِ، وذلك من خلال الاستعانةِ بموادٍ بيئيّةٍ في صناعتها مع رفض استخدام البلاستيك في عبواتِ تعبئتها.
إلى جانب الآيس كريم المصنوعِ من الكاجو، وجوز الهند المُحلى بسكّر جوز الهند والتّمر، يُقدّم "نباتي": السالتن كراميل، والبراوني، والكوكيز، كذلك الجولدن سكوب، المليء بالفوائد الصّحيّة، والذي يدخلُ في إعدادهِ: الكركم، والزنجبيل، والقرفة، وبسكويت جوز الهند.
شاهد أيضاً: أهمية بنوك الطعام في تعزيز التنمية المستدامة
رسالة
15 عاماً غابتها الشّابة السّعودية عن وطنها الأمِّ، تلك المدّة كانت كافيةً لتشعرَ بانجذابٍ قويٍّ لصنع فرقٍ في مجتمعها السّعودي، عبر تقديمِ رسالةٍ بيئيّةٍ عبر الطّعامِ، تهدفُ إلى تغيير المفاهيم المحليّةِ السّائدةِ، التي تقولُ إنّ الطّعام الصّحيّ غير لذيذ.
تمتلكُ الشّابة طموحاً كبيراً في افتتاح أفرعٍ لعلامتها التّجاريّة "نباتي" في السّعودية، لتقدّم المأكولاتِ الصّحيّةِ، بالتّوازي مع استمرار متابعة تعليمها في مجال الزّراعة والتّغذية، فهي تحلمُ بامتلاكِ مزرعةٍ خاصّةٍ يوماً ما، تطهو أطباقها من المحاصيلِ النّاتجةِ عنها.
تبدو قصّةُ الشّيف السّعودية علا كيال مع الأكل النّباتيّ مُلهمةً حقاً، فالأطباق النباتيّة غالباً ما تكون مظلومةً بالأحكام المسبقة التي تقول إن ّالأكل الخالي من الدّهون غير لذيذ، وفي اليوم العالمي للنباتيين الذي يصادفُ اليوم الأوّل من شهر أكتوبر الجاري، سيكون من المفيدِ التعرّف أكثر على الطّعام النّباتي مع محاولةِ إدخاله في نظامنا الغذائيّ. مع العلم أنّ اليوم العالمي للنباتيين، أنشأته الجمعية النّباتّية في أميركا الشمالية، عام 1977م، بهدفِ لفت الانتباه نحو البيئةِ، ومحاولةِ التّوعيّة الصّحيّة بها وبمنتجاتها.