"بلاك هات 2024" يحدث نقلة نوعية في الأمن السيبراني بالسعودية
بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا يعود إلى الرياض بنسخته الثالثة، مع برنامج موسّع يشمل قرى الاختراق ومسارات جديدة مبتكرة
هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا
تستعدّ العاصمة السّعوديّة الرّياض لاستضافة النّسخة الثّالثة من مؤتمر "بلاك هات الشّرق الأوسط وأفريقيا"، الحدث الأسرع نموّاً عالميّاً في مجال الأمن السّيبرانيّ، وذلك من 26 إلى 28 نوفمبر 2024 في مركز الرّياض للمعارض والمؤتمرات في ملهم. ومع وصوله إلى عامه الثّالث، يرسّخ "بلاك هات الشّرق الأوسط وأفريقيا" مكانة الرّياض كوجهةٍ عالميّةٍ رائدةٍ بجانب فعاليّاتٍ كبرى مثل تلك الّتي تقام في لاس فيغاس وسان فرانسيسكو وسنغافورة، مع توقّعاتٍ باستقطاب أكثر من 40,000 زائر، 62% منهم من داخل المملكة.
يتضمّن البرنامج الموسّع للحدث قرًى متخصّصةً للاختراق، ومساراتٍ جديدةً مبتكرةً، إلى جانب برنامجٍ شاملٍ لتبادل المعرفة. وسيشارك في المؤتمر أكثر من 330 من روّاد وخبراء الأمن السّيبرانيّ، و30 مدرّباًمن نخبة "بلاك هات"، ومئات القراصنة الأخلاقيّين، الّذين سيقدّمون 250 ساعةً من المحتوى التّفاعليّ والتّعليميّ.
هذا وستتناول الجلسات قضايا محوريّةً، مثل حماية البنية التّحتيّة الحيويّة من التّهديدات الإجراميّة، ووضع استراتيجيّاتٍ عمليّةٍ للوقاية، واستعراض أحدث التّكتيكات السّيبرانيّة. وسيكون من بين المتحدّثين الرّئيسيّين شخصيّاتٌ بارزةٌ مثل تود كونكلين، كبير مسؤولي الذّكاء الاصطناعيّ ونائب مساعد وزير الأمن السّيبرانيّ في وزارة الخزانة الأمريكيّة، وأوغو فينولو لوتاتي، مدير أمن المعلومات في مجموعة "برادا" (Prada Group).
من نسخة سابقة من بلاك هات الشّرق الأوسط وأفريقيا تقدمة تحالف
وقد أكّدت أنابيل ماندر، نائبة الرّئيس الأولى لشركة "تحالف" (Tahaluf)، الجهة المنظّمة بالتّعاون مع الاتّحاد السّعوديّ للأمن السّيبرانيّ والبرمجة والدرونز (SAFCSP)، أنّ "بلاك هات الشّرق الأوسط وأفريقيا 2024 سيرسّخ مكانة الرّياض كعنصرٍ فاعلٍ ومؤثّرٍ في المشهد العالميّ للأمن السّيبرانيّ. إذ يتميّز الحدث هذا العام بمشاركةٍ استثنائيّةٍ من قادة الفكر العالميّين، والمدرّبين المتخصّصين، والقراصنة الأخلاقيّين، وصنّاع القرار من أبرز المؤسّسات الّتي تولي الأمن السّيبرانيّ أهمّيّةً قصوى". وأضافت: "يعكس النّموّ المتسارع لهذا الحدث الالتزام المملكة العربيّة السّعوديّة بتعزيز ريادتها في الابتكار السّيبرانيّ، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030".
سيقام الحدث على مساحةٍ كبيرةٍ غير مسبوقةٍ تبلغ 53,000 مترٍ مربّعٍ، بزيادةٍ قدرها 51% مقارنةً بالنّسخة السّابقة، ليصبح أكبر معرضٍ للأمن السّيبرانيّ على مستوى العالم من حيث المساحة. كما سيضمّ أكثر من 450 علامةٍ تجاريّةٍ، بينها 240 علامةً تشارك لأوّل مرّةٍ، وهو ما يمثّل نموّاً بنسبة 28% في التّمثيل الدّوليّ والمحلّيّ. بالإضافة إلى ذلك، سيشهد المؤتمر مشاركة 30 شركةٍ ناشئةٍ.
وفيما يتعلّق بحجز المساحات، فقد حقّق المؤتمر نجاحاً مبهراً إذ نفدت جميع المساحات المخصّصة بالكامل، ما يعكس الإقبال الكبير من العارضين. ومن بين المشاركين الجدد شركاتٌ بارزةٌ مثل "أكسونيوس" (Axonius)، و"زي سكيلر" (Zscaler)، و"ثريت لوكر" (Threatlocker). كما ستشارك أكثر من 130 دولةٍ في المؤتمر، إضافةً إلى ستّة أجنحةٍ وطنيّةٍ تمثّل الولايات المتّحدة، وكندا، والهند، وتركيا، ومصر، وباكستان، وقد نالت هذه الأجنحة إقبالاً كبيراً أدّى إلى اكتمال حجوزاتها بالكامل.
وتتميّز نسخة هذا العام بإطلاق مبادرة "معسكر سايبر سيرج" (CyberSurge Bootcamp)، الهادفة إلى تمكين الشّركات النّاشئة في مجال الأمن السّيبرانيّ داخل المملكة العربيّة السّعوديّة. كما تقدّم هذه المبادرة لروّاد الأعمال كلّ ما يحتاجونه من أدواتٍ، وموارد، وتوجيهٍ متخصّصٍ، لتحويل أفكارهم الابتكاريّة إلى مشاريع واقعيّةٍ تعزّز من مكانة المملكة في هذا المجال.
كذلك، يقدّم البرنامج دعماً شاملاً لرائدات ورجال الأعمال الطّموحين، عبر تزويدهم بالأدوات والموارد والإرشاد اللّازم لتحويل أفكارهم المبتكرة إلى واقعٍ ملموسٍ. وتشهد النّسخة الحاليّة من المؤتمر إضافاتٍ نوعيّةً، من أبرزها مسار "سايرار" (SIRAR) للتّفعيل السّيبرانيّ، وفقرة "الإعلانات"، حيث ستعلن الشّركات والمؤسّسات عن أخبارٍ مؤثّرةٍ قد تعيد تشكيل المشهد العالميّ للأمن السّيبرانيّ، وذلك على المنصّة الرّئيسيّة.
وفي تطوّرٍ جديدٍ، يضمّ "بلاك هات الشّرق الأوسط وأفريقيا 2024" مركز عمليّات الشّبكات (NOC)، الّذي يتم تشغيله بالشّراكة مع شركة "جروب آي بي" (GROUP IB)، في خطوةٍ تعكس نجاح هذه المراكز في النّسخ العالميّة السّابقة للمؤتمر. يعدّ المركز نقطة الارتكاز الرّئيسيّة لإدارة الحدث، حيث يتولّى الإشراف على البنية التّحتيّة للشّبكات، ويضمن سير العمليّات بأمانٍ وسلاسةٍ طوال أيّام المؤتمر. يعتمد المركز على تقنيّاتٍ حديثةٍ لرصد حركة البيانات في الوقت الفعليّ، والكشف عن التّهديدات الأمنيّة
المحتملة، والتّعامل السّريع مع أيّ مشكلاتٍ تقنيّةٍ قد تطرأ. كما يمنح الحضور فرصةً فريدةً لاستكشاف كيفيّة إدارة الفعاليّات الكبرى في مجال الأمن السّيبرانيّ، من خلال نظرةٍ متعمّقةٍ على الكواليس التّقنيّة.
من الجدير بالذكر أنّ "بلاك هات كامبوس" يشكّل محوراً رئيسيّاً للنّسخة الحاليّة، حيث شهد زيادةً ملحوظةً بنسبة 75% في عدد الجلسات مقارنةً بالعام الماضي. يهدف الكامبوس إلى إنشاء منصّةٍ متكاملةٍ لتبادل المعرفة وتعزيز التّعليم التّفاعليّ، من خلال شراكاتٍ مع كبرى الشّركات العالميّة والجامعات والمؤسّسات الاستشاريّة. ويتيح الكامبوس للحضور التّفاعل مع عروضٍ حيّةٍ، وتجربة أحدث الأدوات مفتوحة المصدر، والانخراط في جلساتٍ تدريبيّةٍ يقودها خبراء عالميّون. ومن بين المتحدّثين البارزين، قادةٌ يمثّلون شركاتٍ عالميّةٍ مثل "باير" (Bayer)، و"يونيليفر" (Unilever)، و"جاكوار" (Jaguar)، و"كوكا كولا" (Coca-Cola)، و"وينديز" (Wendy’s)، إلى جانب وكالاتٍ فدراليّةٍ أمريكيّةٍ.
وفي هذا السّياق، قال ستيف دورنينغ، مدير المعرض: "نسعى من خلال هذه المبادرات إلى ردم الفجوة بين التّعليم الأكاديميّ والتّطبيق العمليّ. إذ يوفّر الكامبوس بيئةً فريدةً تمكّن الطّلّاب المحلّيّين من التّفاعل المباشر مع قادة الصّناعة، واكتساب رؤًى عميقةٍ تعزّز جاهزيّتهم المهنيّة، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدةً للمستقبل".
بلاك هات الشّرق الأوسط وأفريقيا 2023 تقدمة تحالف
من جهتها، قالت إيرينا فولنيتسكاً، رئيسة جامعة "SET" وأحد المتحدّثين البارزين في المؤتمر: "لا يقتصر الأمن السّيبرانيّ اليوم على الدّفاع عن الأنظمة، بل يتعدّى ذلك إلى إعادة تشكيل العالم الرّقميّ لجعله أكثر أماناً وترابطاً. ومع تسارع وتيرة التّغيير وقصر دورة حياة المهارات، بات من الضّروريّ تقديم تعليمٍ عمليٍّ يتسم بالمرونة والتّجدّد. في 'بلاك هات كامبوس'، نعمل على إعداد قادة المستقبل، ونلهمهم لإحداث تغييرٍ حقيقيٍّ يسهم في تحسين العالم بأسره".
ويخصّص "بلاك هات كامبوس" ورش عملٍ مغلقةٍ للتّوجيه المهنيّ، تقدّم لما يصل إلى 25 طالباً يوميّاً. تهدف هذه الورش إلى تمكين المشاركين من اكتساب خبراتٍ عمليّةٍ تعزّز مهاراتهم المهنيّة، ممّا يدعم تطوّر قطاع الأمن السّيبرانيّ في المملكة، ويسهم في تحقيق رؤية 2030.
وفي استعراضه لتجربته كمتحدّثٍ في النّسخة السّابقة، عبّر لانس جيمس، المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ للابتكار في شركة "يونيت 221 بي" (Unit 221B)، عن إعجابه العميق قائلاً: "كانت استضافة جلساتٍ تدريبيّةٍ لطلّاب المدارس والجامعات تجربةً استثنائيّةً. رؤية الشّباب يتحوّلون من مرحلة الفضول إلى ثقةٍ عميقةٍ بقدراتهم على مواجهة التّحدّيات الواقعيّة في الأمن السّيبرانيّ كانت ملهمةً للغاية. هذا البرنامج يعكس أهمّيّة الإرشاد المبكّر في بناء قادة المستقبل وضمان استدامة نموّ هذا المجال الحيويّ".
من المقرّر أن يعود مؤتمر "بلاك هات الشّرق الأوسط وأفريقيا" إلى الرّياض في الفترة من 26 إلى 28 نوفمبر 2024. للمزيد من التّفاصيل ومتابعة آخر المستجدّات، يمكن زيارة الموقع الإلكترونيّ: .www.blackhatmea.com