الرئيسية التنمية كيف تحمي نفسك من الاتهامات الباطلة في بيئة العمل؟

كيف تحمي نفسك من الاتهامات الباطلة في بيئة العمل؟

استراتيجيات فعّالة للتّعامل مع الاتّهامات الباطلة في العمل، والحفاظ على سمعتك المهنيّة واستقرار مسيرتك الوظيفيّة دون خسائر

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

تعدّ الاتّهامات الباطلة في بيئات العمل إحدى أبرز التحدّيات التي يواجهها الموظّفون، حيث تتنوّع بين مزاعم التّقصير في الأداء، أو استغلال موارد الشّركة لأغراضٍ شخصيّةٍ، أو حتّى الادّعاء بسرقة الأفكار وتسريبها إلى المنافسين. وفي حالاتٍ أخرى، تتفاقم هذه الاتّهامات لتصل إلى شكاوى خطيرةٍ مثل التّمييز، والتّنمّر، أو التّحرّش، ممّا يجعل بيئة العمل مشحونةً وغير صحّيّةٍ.

ونظراً لأنّ هذه الممارسات قدْ تحدث في أيّ مكان عملٍ، فإنّ مواجهة هذه التحدّيات بقرار الاستقالة قدْ لا يكون دائماً الحلّ الأمثل، لأنّ التّنقّل المتكرّر بين الوظائف يؤثّر سلباً على السّيرة المهنيّة للموظّف.

لذلك، يصبح من الضّروريّ تطوير مهارات إدارة الأزمات في مكان العمل، والتّعامل بحكمةٍ مع الاتّهامات الباطلة، سواءً صدرتْ عن المدير، أو الزّملاء، أو العملاء، وذلك لحماية السّمعة المهنيّة وضمان استقرار المسيرة الوظيفيّة.

استراتيجيات الحماية في بيئة عملٍ توجّه الاتّهامات المتتالية

يؤدّي توجيه الاتّهامات المتتالية في بيئة العمل إلى زيادة الإرهاق النّفسيّ وتقليل الإنتاجيّة وانعدام الشّغف تماماً. ولكنّ الخبر السّارّ يكمن في أنّك لست وحدك ممّن يتعرّضون لهذه الأمور، فمهما كان الجنس أو مستوى الخبرة والتّعليم، سوف تواجه في عدّة مرّاتٍ من يحاول الإساءة إلى سمعتك، ومن أهمّ الاستراتيجيّات الفعّالة لمواجهة هذه الاتهامات الباطلة:

حافظ على هدوئك وتجنّب المواجهة

يميل الكثيرون إلى مواجهة من يوجّه إليهم اتّهاماتٍ باطلةٍ، ويطالبونهم بالتّراجع عن تلك الأكاذيب فوراً. ولكن من الضّروريّ مقاومة هذه الرّغبة والتّزام الهدوء وضبط النّفس قدر الإمكان.

نصيحةٌ عمليّةٌ: خذ وقتاً كافياً لتهدأ وتصوغ الرّدّ المناسب، فلن يساعدك الانفعال مطلقاً في الوصول إلى أيّ حلولٍ، بل على العكس، سوف يظهرك بمظهر المذنب. [1]

وثّق كلّ تفاصيل الاتّهام

اكتب كلّ الاتّهامات التي وجّهت إليك على الفور، فإنّ الذّاكرة لا يمكن الاعتماد عليها كثيراً، وتأكّد من تدوين الآتي:

  • تاريخ الاتّهام.
  • الوقت والطّريقة التي علمت بها، سواءً شخصيّاً، أو هاتفيّاً، أو عبر البريد الإلكترونيّ.
  • أسماء من شهدوا الواقعة أو لديهم معرفةٌ بها.

تحذيرٌ: لا تبالغ في إخبار زملائك بكلّ تفاصيل الواقعة. اجعل الأمر محصوراً في من لهم صلةٌ مباشرةٌ بالاتّهام، حتّى لا تبدو انتقاميّاً أو غير احترافي.

أبلغ مديرك المباشر ومسؤول الموارد البشريّة

لا تشعر بالضّيق أو الإحراج من مشاركة هذه الاتّهامات مع مديرك المباشر أو مسؤول الموارد البشريّة، خصوصاً إذا علمت بها من مصادر أخرى، فغالبّا سيكون لديهم علم بالفعل بهذه الاتهامات، لذا عليك أن تكون استباقياً، وتوضّح موقفك ووجهة نظرك.

نصيحةٌ عمليّةٌ: اختر طريقةً احترافيّةً للتّواصل، مثل البريد الإلكترونيّ، أو خطابٍ رسميٍّ، مع الحفاظ على نبرةٍ هادئةٍ وغير دفاعيّةٍ.

اجمع كلّ الأدلّة الّتي في مصلحتك

ابحث عن أيّ أدلّةٍ يمكنها أن تناقض الادّعاءات الموجّهة إليك، ولا تهمل أيّ تفاصيل، وتشمل الأدلّة الآتي: [2]

  • رسائل بريدٍ إلكترونيٍّ تظهر احترافيّتك.
  • ملاحظات الاجتماعات.
  • خطابات التّوصية أو السّجلّات الأخلاقيّة.

نصيحةٌ عمليّةٌ: تجهّز مسبقاً، حتّى إذا كانت الاتّهامات غير خطرةٍ، فإنّ الاستعداد يعزّز موقفك.

ابحث عن شهودٍ وزملاء متعاطفين

جهّز قائمةً بكلّ الشّهود الّذين يمكنك الاستعانة بهم، مع البحث عن زملاء متعاطفين، خصوصاً إذا علم الجميع بالمشكلة فعليّاً. فإذا أخبرك أحد الزّملاء أنّه متعاطفٌ معك، ولا يصدّق هذه الاتّهامات، فاطلب منه معرفة من غيره في صفّك، وتناقشوا جميعاً في مكانٍ بعيدٍ عن العمل لمعرفة ما لديهم.

تحذيرٌ: احترم رغبات زملائك الرّافضين للتّدخّل في المشكلة، سواءً بالإيجاب أو السّلب، ولا تمارس عليهم أيّ ضغوطٍ.

الاطّلاع على سياسات الشّركة ودليل التّوظيف

إذا وجّه إليك اتّهامٌ بخرق إحدى قواعد الشّركة أو سياساتها، فهنا يجب أن تلقي نظرةً على القاعدة بنفسك، لفهم وتحديد الأدلّة الّتي تساعدك في موقفك، خصوصاً إذا كانت وظيفتك على المحكّ.

فإذا كانت أفعالك ضمن السّياسات المكتوبة، فليس في الأمر مشكلةٌ، وإذا وجدت قاعدةً أخطأت بخرقها، كالتّجاوز في أوقات الرّاحة أو الإدلاء بتصريحاتٍ غير مصرّحٍ بها، فوضّح موقفك وأطلع صاحب العمل على أسبابك.

تذكير: الجهل بالقاعدة ليس عذراً. اعتذر بكلّ صدقٍ، واستجب بسلاسةٍ لأيّ عقوباتٍ تفرض عليك.

الالتزام التّامّ بالحقائق

من الطّبيعيّ إجراء تحقيقٍ في الاتّهامات الموجّهة إليك، وهذه فرصتك لسرد روايتك. وهنا عليك الالتزام التّامّ بالحقائق والوقائع ذات الصّلة بتلك الادّعاءات. وقد يكون لديك ما توجّهه أنت أيضاً إلى الطّرف الآخر، ولكن احتفظ بالأمر لنفسك في هذا الوقت.

لن يفيدك توجيه الاتّهامات المضادّة، خصوصاً إذا لم تملك دليلاً عليها، فاسرد الوقائع، والتزم بالصّدق التّامّ، حتّى إذا كنت قد ارتكبت خطأً ما جعلك في موضع الاتّهام، فهذا أفضل من الكذب والادعاءات الملفّقة.

نصيحةٌ عمليّةٌ: عليك الالتزام بالتّعاون الكامل مع المحقّق، والإجابة عن كلّ الأسئلة. فهذا أفضل ضمانٍ لحلّ الموقف بسرعةٍ، مهما كانت التّحقيقات سخيفةً.

طلب المساعدة القانونيّة

لا تحتاج كلّ اتّهامات العمل إلى استشارةٍ قانونيّةٍ، ولكن إذا وصلت الأمور إلى الادّعاءات الخطيرة، والّتي تؤدّي إلى إنهاء الخدمة مثل الاتّهام بالعنف أو التّحرّش الجنسيّ أو السّرقة والاحتيال، فإنّ استشارة محامٍ يجب أن تتمتّع بأولويّةٍ قصوى لديك.

يمكنك أيضاً استشارته في حالة كان التّحقيق متحيّزاً، أو إذا كنت تواجه ضغوطاً من صاحب العمل للاعتراف بالخطأ وتقديم الاستقالة، والتّوقيع على مستنداتٍ قانونيّةٍ دون تفسيرٍ مناسبٍ. [3]

وإذا كنت تواجه انتقاماً مستمرّاً، فإنّ هذه الاستشارة قد تفيدك في الحصول على حقّك القانونيّ ممّن وجّه إليك الاتّهامات الخطيرة، لأنّ هذا من السّلوكيّات الّتي تعاقب عليها القوانين في الكثير من بلدان العالم.

نصيحةٌ مهمّةٌ: لا تنتظر حتّى تتفاقم الأمور ويصعب حلّها، فإذا شعرت بعجز ربّ العمل عن التّعامل مع الأمر، استشر محامياً فوراً.

ركّز على عملك وتجاهل التّعليقات السّلبيّة والنّبذ الاجتماعيّ

من الوارد جدّاً أن تتعرّض للنّبذ خلال التّحقيقات الجارية في الاتّهامات الموجّهة إليك، حتّى إذا كانت كاذبةً تماماً، وهنا عليك التّركيز فقط على عملك الأساسيّ وتجاهل الاستقبال البارد من الزّملاء أو الانعزال الاجتماعيّ عنهم.

نقطةٌ محوريّةٌ: تذكّر أنّك بريءٌ حتّى تثبت التّهمة، وأنّك تتمتّع بحقوقٍ، ويعزّز التزامك بجدولك من صورتك أمام الإدارة، ويساعدك على تجاوز الأزمة.

مغادرة العمل

إذا شعرت أنّ علاقتك بالعمل والزّملاء تسمّمت تماماً بسبب هذه الادّعاءات، وأنّك لن تتمكّن من العمل في هذه البيئة من جديدٍ، فيمكنك اختيار الاستقالة مقابل عدم الاستمرار في مشكلاتٍ قانونيّةٍ متنوّعةٍ.

تذكّر: هذا الخيار لن يكون في مصلحتك دون تبرئة ساحتك، فسوف تحتاج إلى وثائق ومستنداتٍ للحصول على وظيفةٍ أخرى. لذا اجعل الاستقالة خيارك الأخير تماماً، وتأكّد من عدم وجود مكان عملٍ بلا مشكلاتٍ.

ما دور صاحب العمل في مواجهة الادّعاءات الكاذبة؟

كثيراً ما يواجه أصحاب العمل ادّعاءاتٍ مختلفةً من المرؤوسين تجاه بعضهم البعض، ويعود هذا لعدّة أسبابٍ، مثل الغيرة، أو وجود خلافاتٍ ثقافيّةٍ، أو مشكلاتٍ على طريقة إدارة الفريق، أو غيرها. [4]

وعلى صاحب العمل أن يكون استباقيّاً للحدّ من تلك الصّراعات قدر الإمكان وتوفير فرصٍ عادلةٍ للجميع، مع وضع سياساتٍ صارمةٍ لمعاقبة من يوجّه اتّهاماتٍ كاذبةٍ، قد تصل إلى الطّرد من العمل.

بالإضافة للاحتفاظ بسجلّات التّأديب والتّحقيقات المتنوّعة واللّجوء إليها في حالة تكرار الشّكوى من موظّفٍ محدّدٍ، سواءً من الزّملاء أو العملاء، واتّخاذ الإجراءات الضّروريّة تجاهه وفقاً لقواعد العمل.

إنّ حماية نفسك في بيئة عملٍ توجّه أصابع الاتّهام دائماً، لا يعني على الإطلاق أن تنكر أخطاءك، أو تحاول تبريرها، بل يجب أن تتمتّع بشجاعة الاعتراف بالأخطاء وتصحيحها، والحرص على تطوير نفسك باستمرارٍ، فمن لا يخطئ لا يعمل، ولكن تجنّب تكرار الأخطاء أو وضع نفسك في موقف شبهاتٍ، لتترقّى في عملك وتضيف إليه، وبالتّالي تكتسب سمعةً رنّانةً لا تؤثّر بها الاتّهامات.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: