الحب والاقتصاد: كم يدفع العالم العربي للاحتفال بعيد الحب؟
زيادة متوقعة في الإنفاق على عيد الحب في العالم العربي رغم التحديات الاقتصادية
رغم ارتفاع الأسعار والظُّروف الاقتصاديَّة السَّيئة على مستوى العالم عموماً وفي العالم العربي خصوصاً، إلَّا أنه من المتوقَّع تزايد نسبة الإنفاق في عيد الحب بنسبة 8% على الأقلّ، ففي استطلاعٍ أجراه الاتِّحاد الوطنيُّ للبيع بالتَّجزئة في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، فإنَّ الإنفاق عام 2023 وصل إلى 25 مليار دولارٍ وبفارق 2 مليار دولارٍ عن العام الذي يسبقه، لتزيد التَّوقُّعات بتزايده عام 2024 على مستوى العالم.
ولم تعد منطقة الشَّرق الأوسط والمنطقة العربيَّة بعيدةً تماماً عن هذا الاتِّجاه العالميِّ، فلقد استحوذ عيد الحب على قلوب الشَّباب في الشَّرق الأوسط منذ سنواتٍ طويلةٍ، ولكن الاحتفال به علناً كان ما يزال منتقداً باعتباره عيداً غربياً وغير إسلاميٍّ، ولكن هذا الاتجاه اختلف الآن ومنذ عدَّة سنواتٍ وتحديداً مع رؤية 2030 سواء في المملكة العربيَّة السُّعوديَّة أو في الكثير من الدُّول العربيَّة. [1]
كم ينفق العرب في عيد الحب؟
وفقاً لدراسة ماسترد كارد لمؤشِّر الحب ارتفع الإنفاق العاطفيُّ في منطقة الشَّرق الأوسط وأفريقيا بنسبة 10% بين عامي 2016 و2018 خلال عيد الحب مع زيادةٍ بنسبة 20% في حجم المعاملات عبر الإنترنت، كما ارتفع الإنفاق العاطفيُّ 142% على مدى العشر سنوات الماضية، فينفق النَّاس على التَّجارب الرومانسيَّة أكثر من الهدايا التَّقليديَّة، مثل: الزّهور والمجوهرات، وقد ارتفع التَّسوق عبر الإنترنت بشدّةٍ بزيادة 683% عام 2020 مقارنةً بعام 2011، فما هي طريقةُ كلِّ بلدٍ في الاحتفال بهذا اليوم؟
الإمارات العربية المتحدة
في الإمارات وتماشياً مع الاتّجاهات العالميَّة يُفضِّلُ المستهلكون في الإمارات تجارب السَّفر والرَّحلات والتنقُّلات عن الهدايا التّقليديّة لخلق المزيد من التَّجارب المشتركة مع ارتفاعٍ كبيرٍ في التسوق عبر الإنترنت وتخصيص 44% من الإنفاق تقريباً للفنادق، ويقول جيريش ناندا مدير عام ماستر كارد في الإمارات وعمان إنَّ المستهلكين هنا منظَّمون للغاية، فيحجزون الهدايا ويشترونها قبل الفلانتين بيومين أو ثلاثة مع تراجع عدد المتسوّقين في اللّحظة الأخيرة، وتفضيلاتهم في الهدايا الماديّة ما تزال الزَّهورَ بنسبة 60% عن غيرها من هدايا مثل: المجوهرات أو الشّوكولاتة أو الملابس، مع إنفاق 24 مليون دولارٍ على رحلات الطَّيران والسَّفر للخارج.[2]
المملكة العربية السعودية
التَّحوّل هنا كان كبيراً للغاية، فبعد أن كان العُشَّاق يتبادلون الزُّهور سراً؛ لأنَّه ممنوعٌ بشدَّةٍ مع مداهمة المتاجر التي تستعرض القلوب والصَّناديق الحمراء، حدث انفتاحٌ كبيرٌ في المملكة خلال الأعوام السَّابقة مع تقبُّلٍ شديدٍ لفكرة الاحتفال بعيدِ الحُبِّ، ليس فقط بين العُشَّاق، ولكن بين أفراد العائلة والأصدقاء، فتحتفل مراكز التّسوّق والفنادق والشَّركات المحليَّة في جميع أنحاء المملكة بعروضٍ ومنتجاتٍ خاصَّةٍ مصمَّمةٍ لهذا اليوم، كما تُعدُّ المخابز المحليّة الكعك والحلوى الخاصَّة بهذا اليوم، وحتَّى المنتجعات الصّحيّة والصَّالات الرّياضيَّة السُّعوديَّة تُقدِّم باقات في هذا اليوم، وترتفع أسعار الزُّهور 3 مراتٍ في عيد الحب بالمملكة، كما تُقدِّم الفنادق باقات عيد الحبّ. [3]
شاهد أيضاً: أخطاء شائعة في التسويق الشامل عبر الإنترنت قد تكلف علامتك مبيعاتها
مصر
أما في مصر فالوضع يختلف قليلاً، فقد كشفت دراسةٌ حديثةٌ لماستر كارد في أكثر من 53 دولةً من بينها مصر أنَّ "اقتصاد الحبّ" ينمو بمعدّل 5 أضعاف مقارنةً بسرعةِ نموِّ الاقتصاد العالميِّ، فارتفع الإنفاق بنسبة 17% على الأقلِّ منذ عام 2017 عموماً، أمّا في مصر فارتفع بنسبة 37% مع استمرارِ عيد الحب في اكتساب الشَّعبيَّة، فترتفع المعاملات الإجماليَّة عبر الإنترنت إلى 46% لتصلَ إلى أكثر من 12 مليون دولارٍ، مع استمرار تفضيل الزُّهور وبطاقات الحب التَّقليديَّة، مع حصول الفنادق أيضاً على نصيب الأسد بنسبة 43% مع إنفاق 4 ملايين دولارٍ تقريباً على حجوزات الطَّيران والرَّحلات. [4]
الأردن
ارتفع الإنفاق في عيد الحب في جميع أنحاء المملكة بنسبة 49% خلال 3 سنواتٍ فقط، وحظيت الفنادق بنسبة 58% من هذا الإنفاق مع استمرارٍ لشعبيّة الزُّهور والمجوهرات والبطاقات والتي ما تزال من وسائل الأردنيِّين المفضَّلة للتَّعبير عن مشاعرهم مع ارتفاع نسبة التَّسوق عبر الإنترنت في هذا اليوم بنسبة 94% مقارنةً بما كان يتمُّ في 2017، مع زيادة التَّركيز أيضاً على رحلات الطَّيران والتَّجارب المشتركةِ والرّحلات، وأنفق الأردنيُّون 310 ألف دولارٍ على رحلات الطَّيران عام 2019. [5]
العراق
لهذا البلد خصوصيّةٌ مختلفةٌ أيضاً في الاحتفال بالفلانتين، والذي استخدموه كوسيلةٍ للتَّعبير عن حبّهم لبلادهم، فلقد استخدم شبابٌ عراقيّون منصَّة عيد الحب للاحتجاج من أجل التَّغيير، أما على المستوى الرومانسيّ فإنّ اللّفتة التَّقليديَّة التي يقدِّمها الشَّاب إلى شريكة حياته هي في تفاحةٍ حمراء مزيّنةٍ بالقرنفل فوقَ الثَّمرة للحفاظ عليها في إشارةٍ رمزيّةٍ إلى قصَّة آدم وحواء، ويحظى هذا العيد بمعنىً خاصٍّ لدى أكراد العراق.
شاهد أيضاً: 5 استراتيجيات للأعمال: كيف يمكن للشركات الاستفادة من مهرجان دبي للتسوق
لبنان
عيد الحب في لبنان لا تشعر أنَّه غريب إطلاقاً عن ثقافة وروح البلد، فهو يقترب من الاحتفال بالتُّراث، فالقدِّيس فالانتين هو قديسُ اللّبنانيّين، وبسبب الجذور المسيحيَّة في لبنان، فيرقى يوم الحب إلى مستوى العيد الرَّسمي ويتبادل الأزواج والمحبُّون الرَّسائل الرُّومانسيَّة والحلوى والورود الحمراء، كما تُقام حفلات الخطبة والزَّواج كثيراً في يوم الحُبِّ للتَّأكيد على دورهِ في دعمِ الأسرة.
المغرب
ما يزال الاحتفالُ هنا يتمحوَّر حول الورود بشكلٍ كبيرٍ، فتؤكِّد الإحصائيّات أنَّ الزُّهور هي السِّلع الأكثر مبيعاً في المغرب شهري فبراير ومارس، كما يزيد الطَّلب على الشُّوكولاتة الفاخرة، وقد بدأ التأثُّر بطابع العولمة خلال احتفالات هذا اليوم ليُقبِلَ الشَّباب أكثر على مراكز التسوق المتنوِّعة مع قضاء السَّهرات اللّطيفة. [6]
لقد اُتّخذ عيد الحب في المنطقة العربيَّة طابعاً خاصّاً به إلى حدٍّ كبيرٍ مع استمرار التّأثّر بالاتّجاهات العالميَّة، فما يزال الطَّعام في معظم الدُّول العربيَّة من الأكثر تفضيلاً للتَّعبير عن المشاعر، فالكعك والشُّوكولاتة والإقبال على حجز المطاعم يتزايد بشدّةٍ قبل 3 أيام من عيد الحب ويصل للذّروة في 14 فبراير، فكيف تحتفل بعيد الحب؟
لمزيدٍ من الإحصائيات المميزة في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.