الرئيسية الريادة كيف يمكن أن يكون الصوت أداة قوية لرواد الأعمال؟

كيف يمكن أن يكون الصوت أداة قوية لرواد الأعمال؟

صوتك ليس مجرّد أداة تواصلٍ، بل هو عنصرٌ أساسيٌّ يعزّز الثّقة ويمنحك حضوراً قياديّاً قويّاً في بيئة الأعمال

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يركّز معظم روّاد الأعمال وقادة الشّركات الصّغيرة على تحسين عروضهم التّقديميّة، وإتقان استراتيجيات التسويق، وصقل خططهم، لكنّهم نادراً ما يولون الاهتمام الكافي لأحد أقوى أدواتهم وأكثرها تأثيراً: صوتهم. سواءً كُنتَ تقود فريقاً، أو تبيع منتجاً، أو تلقي خطاباً رئيسيّاً، فإنّ الطّريقة الّتي تتحدّث بها تلعب دوراً حاسماً في بناء الثّقة، وإظهار السّلطة، وتعزيز التّفاعل.

يمكن لصوتٍ قويٍّ، متحكّمٍ فيه، وديناميكيٍّ أن يعزّز مصداقيّتك، ويلهم الثّقة، بل وحتّى يساهم في زيادة المبيعات. ومع ذلك، يعتقد العديد من المهنيّين أنّ نجاحهم في التّواصل يعتمد فقط على اختيار الكلمات المناسبة، متجاهلين أنّ النّغمة، والإيقاع، والإسقاط، والوضوح لا تقلّ أهمّيّةً عن محتوى الرّسالة نفسها.

صوتك ليس مجرّد وسيلة تواصلٍ، بل هو أداةٌ مهنيّةٌ قويّةٌ يمكن أن تمنحك ميزةً تنافسيّةً، وتعزّز حضورك القياديّ، وتمكّنك من فرض وجودك في أيّ اجتماعٍ أو محادثةٍ. وإليك بعض النّصائح الفعّالة لتحسين طريقة تحدّثك، والّتي استخلصتها من مقابلاتٍ أجريتها مع مئاتٍ من كبار خبراء المبيعات حول العالم أثناء تأليفي لكتاب "الشفرة السرية للبائع: أنظمة المعتقدات التي تميز الفائزين" (The Salesperson’s Secret Code: The Belief Systems That Distinguish Winners).

1. إتقان النغمة لجذب انتباه المستمعين

النّغمة هي ما يمنح كلماتك المعنى العميق، إذ يمكن أن تحمل الجملة الواحدة دلالاتٍ مختلفةً تماماً؛ فقد تكون ملهمةً، أو متردّدةً، أو سلطويّةً، أو حتّى متعجرفةً، وذلك فقط بالاعتماد على الطّريقة الّتي تقال بها. ومن أكثر الأخطاء الصّوتيّة شيوعاً:

  • الصّوت المتردّد: إذا كنت تميل إلى رفع نبرة صوتك في نهاية الجمل وكأنّك تطرح سؤالاً، فقد تبدو غير واثقٍ من كلامك، ممّا يجعل الآخرين يشكّون في قدراتك.
  • الصّوت العدوانيّ: النّبرة القاسية أو الجافّة قد تجعلك تبدو غير صبورٍ أو متعجرفٍ، ممّا قد يؤدّي إلى نفور العملاء، أو الموظّفين، أو المستثمرين منك.

كيف تصحّح ذلك؟

  • سجّل صوتك أثناء التّحدّث في مواقف مختلفةٍ (مثل تقديم عرضٍ، أو الحديث مع عميلٍ، أو قيادة اجتماعٍ)، واستمع لنفسك واسأل: هل تعكس نبرتي الرّسالة الّتي أريد إيصالها؟
  • تدرّب على استخدام نبرةٍ أعمق وأكثر استقراراً؛ لأنّ الأصوات العميقة تعطي انطباعاً بالثّقة والسّلطة أكثر من النّبرات المرتفعة.
  • عدّل نبرتك وفقاً للسّياق؛ فعند تقديم التّعليمات، استخدم نبرةً واضحةً وثابتةً، وعند مشاركة رؤيتك، اجعل صوتك يتغيّر بانسيابيّةٍ لجذب الانتباه.

2. التحكم في الإيقاع والتوقفات

الإيقاع في الكلام عنصرٌ أساسيٌّ في التواصل الفعال؛ فالتّحدّث بسرعةٍ كبيرةٍ قد يجعلك تبدو متوتّراً أو مستعجلاً، بينما قد يؤدّي البطء الشّديد إلى فقدان انتباه المستمعين.

كيف تجد الإيقاع المناسب؟

  • حافظ على إيقاعٍ طبيعيٍّ، إذا لاحظت أنّ الآخرين يطلبون منك تكرار حديثك، فأنت بحاجةٍ إلى التّحدّث ببطءٍ أكثر، وإذا بدوا غير مهتمّين، فقد تحتاج إلى زيادة السّرعة قليلاً.
  • استخدم التّوقّفات بشكلٍ استراتيجيٍّ بدلاً من ملء الفراغات بكلماتٍ مثل "أم" و"آه"؛ فالتّوقّفات تمنح كلامك تأثيراً أكبر، وتظهر ثقتك بنفسك.
  • تدرّب على التّحكّم في سرعتك باستخدام مؤقّتٍ، وحاول قراءة فقرةٍ بسرعاتٍ مختلفةٍ؛ فالمعدل الأمثل لمعظم المحادثات في بيئة الأعمال يتراوح بين 125 إلى 150 كلمةٍ في الدّقيقة.

تحسين الإسقاط الصوتي

قد يقلّل التّحدّث بصوتٍ منخفضٍ جدّاً من تأثيرك، بينما يمكن أن يجعلك الصّوت العالي بشكلٍ مبالغٍ فيه مندفعاً. لذلك، لتحسين الإسقاط الصّوتيّ:

  • تنفّس بعمقٍ، فصوتك يجب أن ينبعث من الحجاب الحاجز، وليس من الحلق.
  • جرّب اختبار نهاية القاعة؛ تخيّل أنّك تتحدّث إلى شخصٍ يجلس في آخر الغرفة، وحاول إيصال صوتك إليه، دون أن تصرخ، ولكن باستخدام دعمٍ صوتيٍّ قويٍّ من صدرك.

3. التخلص من الحشو اللفظي لإضفاء الاحترافية

الكلمات الحشو، مثل: "أم"، "يعني"، "أتعرف"، "إذن"، "صحيحٌ" قد تجعلك تبدو متردّداً وأقلّ ثقةً؛ فهذه الكلمات عادةً ما تظهر عندما نفكّر أثناء الحديث، أو عندما لا نكون متأكّدين من كيفيّة إنهاء الجملة.

كيف تقلّل الحشو اللّفظيّ؟

  • سجّل لنفسك واحسب عدد مرّات استخدامك لهذه الكلمات، واستبدل الكلمات الحشو بالتّوقّفات الصّامتة؛ لأنّ الصّمت المدروس يمنح كلامك تأثيراً أقوى، واحرص على إنهاء جملك بنبرةٍ هابطةٍ وواضحةٍ، ممّا يظهر ثقتك بنفسك.

4. تمارين يوميّةٌ لتحسين الصوت على المدى الطويل

مثل أيّ مهارةٍ أخرى، يمكن تدريب صوتك وتقويته مع الوقت، وإليك بعض التّمارين الفعّالة:

  • تمارين التّنفّس الحجابيّ: خذ نفساً عميقاً عبر الأنف، واملأ حجابك الحاجز، ثمّ ازفر ببطءٍ، وأنت تعدّ حتّى 10.
  • تمارين النّطق: جرّب نطق عباراتٍ متنوعةٍ تحتوي على أصواتٍ متشابهةٍ، مثل "سماءٌ صافيةٌ، شمسٌ ساطعةٌ" بسرعةٍ، لتحسين وضوح النّطق.
  • تمرين تغيير النّغمة: اقرأ فقرةً بنبرةٍ رتيبةٍ، ثمّ كرّرها بتغييراتٍ كبيرةٍ في الصّوت، ممّا يساعد على بناء مرونةٍ صوتيّةٍ.
  • التّحكّم في الحجم: تدرّب على التّحدّث بمستويات صوتٍ مختلفةٍ، من الهمس إلى الإسقاط القويّ، دون اللّجوء إلى الصّراخ.

5. تكييف صوتك حسب المواقف المختلفة

يجب أن يتغيّر أسلوب حديثك وفقاً للموقف:

  • في اجتماعات الفريق: تحدّث بوضوحٍ وشجّع الآخرين على المشاركة، دون أن تهيمن على الحوار.
  • في العروض البيعيّة: استخدم نبرةً ديناميكيّةً لجذب الاهتمام، وأبطئ قليلاً عند النّقاط الرّئيسيّة لإبراز أهمّيّتها.
  • في المحادثات الصّعبة: حافظ على هدوء صوتك، وتجنّب رفع النّبرة حتّى لا تبدو دفاعيّاً.
  • في التّحدّث أمام الجمهور: استخدم الإسقاط الصّوتيّ بفعّاليّةٍ، واستغلّ التّوقّفات لتسليط الضّوء على الأفكار الهامّة.

بينما يركّز روّاد الأعمال على تطوير استراتيجيّاتهم وتحسين علاماتهم التّجاريّة، يغفلون أنّ صوتهم جزءٌ أساسيٌّ من هذه العلامة؛ فقد يقلّل الصّوت غير الواضح أو غير المصقّول من مصداقيّتك، بينما يمكن للصّوت الواثق والدّيناميكيّ أن يجذب انتباه النّاس، ويبني الثّقة، ويدفعهم إلى اتّخاذ إجراءٍ.

والأمر الجيّد؟ صوتك أداةٌ يمكنك التّحكّم فيها بالكامل؛ فمن خلال تحسين نغمتك، وإيقاعك، وتقليل الحشو، وتحسين الإسقاط الصّوتيّ، يمكنك تحويله إلى أحد أقوى أصولك المهنيّة. ابدأ اليوم، سجّل لنفسك، وحدّد نقاط التّحسين، وابدأ في تطوير أقوى أدواتك في عالم الأعمال: صوتك.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: