7 دقائق لتجديد العلاقات: تقنية ستانفورد لحل الصراعات
كيف يمكن لتمرين بسيط أن يحدث فارقاً كبيراً في علاقاتك العاطفية والمهنية
تفقد العلاقات العاطفية الكثير من حماسها مع التَّوتُّر وجدول الأعمال المزدحم، فإذا كنت رجل أعمال أو إذا كان جدول عملك اليوميّ مزدحماً بشدَّةٍ، فإنَّ هذا يعني بالتَّأكيد مشكلاتٍ جمّةً في علاقتكَ العاطفية وزواجك، ولكن وفقاً لبحثٍ من جامعة ستانفورد فإنَّ تمريناً بسيطاً لا يستغرق أكثر من 7 دقائق، يمكن أن يُحسِّنَ فعلاً من علاقاتك مهما كان نوعها مع التَّقليل أيضاً من مستويات التَّوتُّر، وهو بالتَّأكيد ما سوف ينعكسُ إيجاباً على مهنتكَ وعملكَ أيضاً.
تمرين الـ7 دقائق لفكّ الصّراعات وتقليل التَّوتُّر ورؤية المشكلة بعيونٍ جديدةٍ
يعتمد البحث الذي أجرته جامعة ستانفورد بمشاركة عددٍ من الجامعات الأخرى على قاعدةٍ نفسيَّةٍ يعرفها واختبرها الجميع تقريباً، وهي أنَّ النَّاسَ يميلون عادةً للتَّفكير بطريقةٍ بنَّاءةٍ وواقعيَّةٍ ومفيدةٍ أكثر في حالة الحياد العاطفيّ أو عندما لا يكونون طرفاً حقيقيَّاً في الأزمة أو المشكلة.
فكم من شخصٍ نصح صديقه في أزمةٍ أو مشكلةٍ يمرُّ بها، ولكنَّه فشل تماماً في إيجاد حلٍّ عندما وقع هو نفسه بمشكلةٍ مشابهةٍ، إذ عندما يكون الشَّخص في منتصف الصِّراع، فإنَّ المشاعرَ تتدخَّل بشكلٍ كبيرٍ وتحجب أيَّة حلول حقيقيةٍ كما تزيد للغاية من حجم الأزمة بما يُضاعف من تأثيرها على العقل والحالة النَّفسيَّة، وأوصى علماء الأعصاب باستخدام حيلة "الحديث الذَّاتيّ عن بعد" لخداع العقل والمشاعر والتَّعامل مع مشكلةٍ صعبةٍ من منظور طرفٍ ثالثٍ.
فمن خلال استحضار صورة شخصٍ تثق فيه وكتابة رأيه كما كان سيقوله في المشكلة التي تمرُّ بها، فإنِّه يمكِّنك ببساطةٍ من الخروج من المأزق العقليّ، وتحييد مشاعرك، والتَّعامل مع الأزمة بعيونٍ جديدةٍ، ويؤكِّد إيلي فينكل عالم النَّفس وخبير العلاقات في جامعة نورث وسترن أنَّ هذه الطَّريقة رائعةٌ في حلِّ صراعات الأزواج بطريقةٍ بنَّاءةٍ وتجديد الحياة العاطفيَّة في 7 دقائق فقط. [1]
الضرر النفسي للصراعات يتلاشى مع مهمّةٍ كتابيّةٍ صغيرةٍ
فيقول فينكل إنَّه لأجل إتمام أبحاثه مع مساعديه استعانوا بـ120 زوجاً يتمتَّعون بالسَّعادة العاطفية نسبيَّاً، وطلبوا منهم رصد أكبر سببٍ لصراعاتهم أو ما يثير المشكلات بينهم، مع منح نصف هؤلاء الأزواج مهمَّةً كتابيَّةً إضافيَّةً صغيرةً، تتمثَّل في أن يكتبَ كلٌّ من الزَّوجين عن المشكلة، ولكن ليس من وجهة نظره، إنَّما من وجهة نظر طرفٍ ثالثٍ محايدٍ تماماً ولا يملك مشاعر سلبيةً أو إيجابيّةً تجاه أحد الزَّوجين فقط، ولكن يرغب في الخير لكليهما معاً.
وكان الهدف من التَّمرين هو إمكانيَّة تحديد أيِّ جانبٍ إيجابيٍّ في المشكلة أو الصَّراع أو الحالة بين الزَّوجين والتي تسبَّبت في الشِّجار. ومع استغراق هذه المهمَّة الكتابيَّة 7 دقائق فقط في المتوسِّط، فإنَّ نتائجها -كما يقول فينكل- كانت مثيرةً للدَّهشة والإعجاب في الوقت ذاته، فعلى الرَّغم من أنَّ عدد المشاجرات بين الأزواج لم يقلّ، ولكنَّ الأثر النَّفسيَّ لها تراجع بشدَّةٍ، فلم تعد شديدة الضَّخامة كما كانت قبل الكتابة من منظور طرفٍ ثالثٍ، ومع الوقت وجد الزَّوجان أنَّهم لم يعودا ينزعجان من الشّجارات بينهما بالطَّريقة السَّابقة نفسها. [2]
شاهد أيضاً: كيفَ تستخدم الذكاء العاطفي لتهدئة الزبون الغاضب؟
هل يصلح التمرين في كل العلاقات؟
قد تجد أنَّ الأمر شديد البساطة لدرجةٍ لن يُقدِّم حلاً فعليّاً للمشكلات الضَّخمة والمستعصية، وهذا بالضَّبط ما يقوله فينكل، فقد أشار إلى أنَّ التَّمرين فعّالٌ للغاية بالنِّسبة للأزواج الذين ما يزالون يشعرون بالحبّ والعاطفة ويرغبون في الحفاظ عليها، لكنَّه قد لا يكون بدرجة الفاعليّة نفسها في حالة المشكلات شديدة العمق والتي تحتاج إلى مستشارٍ أسريٍّ أو محامي طلاق.
ولكن حتَّى في هذه المشكلات المستعصية فإنَّ تمرين الكتابة لن يضرَّ على الإطلاق، فهذا النَّوع من المسافة النَّفسيَّة التي تخلقها الكتابة من وجهة نظر طرفٍ ثالثٍ يُحسِّن نتيجة التَّفكير على مستوى سياقاتٍ عدَّةٍ سواء في الحالات العاطفيَّة بين الأزواج أو في المشكلات مع مديرك أو شريككَ في العمل أو حتَّى مع والدتكَ.
فإنَّ أكثر ما ستخسره هو 7 دقائق فقط لا غير، وهي أقلُّ بكثيرٍ من وقت إعداد وجبة إفطارٍ أو حتَّى الوقت الذي يضيع في التفكير السلبي والتَّوتُّر والذي يُقلِّل بالتَّأكيد من كفاءتك وقدرتك على حلِّ المشكلات عموماً، فالتَّأثيرات النَّفسيَّة لهذه الدَّقائق القليلة ستكون ملحوظةً عليك شخصيَّاً في وقتٍ قصيرٍ للغاية، سواء لاستعادة مشاعر الحبّ والشَّغفِ مع شريكك أو حتّى بإنهاء الأمر بأقلِّ قدرٍ من الخسائر وبنظرةٍ واقعيَّةٍ لا تُضخِّم الأمور، مع التَّأكيد على أنَّها طريقةٌ لتحسين رؤيتك للأمور، وبالتَّالي التَّعامل معها بشكلٍ أفضل، ممَّا يزيد من قوَّة العلاقات فلا تتسبَّب بأيَّة مشكلةٍ بسيطةٍ في هدم العلاقة.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.