سام ألتمان يعلن إطلاق GPT-4 Turbo في فعالية OpenAI
أبرز إعلانات OpenAI في يوم المطوّرين، من إطلاق GPT-4 Turbo بتكلفة أقل، إلى برامج تخصيص البوتات الذكية، ودعم قانوني جديد لحماية الملكية الفكرية.
في كلمته خلال فعالية OpenAI ليوم المطوّرين، والذي عُقدَ في السّادس من نوفمبر لعامِ 2023م في سان فرانسيسكو بولايةِ كاليفورنيا، أطلق الرّئيس التّنفيذيّ لـ OpenAI، سام ألتمان، عدّة إعلاناتٍ مهمّةٍ قد تحدث تغييراتٍ بالغة الأهميّة على مسار أيّ شخصٍ يشتغل بمشروعٍ تجاريٍّ يستخدم الذّكاء الاصطناعي، تضمّنت هذه الإعلانات تعديلاتٍ في الأسعار، وإطلاق منتجاتٍ جديدةٍ، والإمكانيّة لكلّ مستخدمٍ أن يبتكر بوت دردشةٍ A.I. خاصّ به يستجيب لأوامرِ اللّغة الطبيعيّة. [1]
أعلن مؤسِّس OpenAI، سام ألتمان، أوّلاً عن إطلاق GPT-4 Turbo، النسخة المحسّنة من نموذج اللّغة الرّائد للشركة GPT-4، حيث تمتاز قاعدةُ معرفتهِ بأنّها محدّثةٌ إلى غاية شهر أبريل لعامِ 2023 (في حين أنّ النموذج السابق لم يكن يتمكّنُ من الوصول إلى معلوماتٍ تلي شهر سبتمبر لعامِ 2021)، وهو مصمّمٌ ليتعامل مع استفساراتٍ أكثر تعقيداً من التي كان يُمكن لسابقيه مُعالجتها.
شاهد أيضاً: كيف تطلق العنان لإمكانيات عملك بالذكاء الاصطناعي
وبشكلٍ مفاجئٍ للحاضرين في يوم المطوّرين، سيكون GPT-4 Turbo أقلّ تكلفةً بشكلٍ ملحوظٍ للاستخدام مقارنةً بالنّماذج السّابقة. في الوقت الحاليّ، تفرض رسومٌ مزدوجةٌ على الشّركاتِ عند كلِّ مرّةٍ يقدّم فيها المستخدمون طلباً لتطبيقٍ يستعمل GPT؛ رسمٌ للإدخال وآخرُ للإخراج. وتحدّدُ قيمة كلّ رسمٍ وفقاً لطول النصّ المدخل والنصّ المُخرج، اللذين يترجمان إلى وحداتٍ تعرف بالرموز. فعلى سبيل المثال، تتألّف العبارة "يجب أن أشترِك في مجلّة Inc.!" من ثمانية رموزٍ، حيث يمثِّل كلّ كلمةٍ وعلامة ترقيمٍ رمزاً واحداً. وقد ذكر ألتمان بأنّه لكلّ ألف رمزٍ ينتجه GPT-4، يطلب من المستخدم دفع ستّة سنتاتٍ، بينما تخفّض تكلفة الإخراج في GPT-4 Turbo إلى ثلاثة سنتاتٍ لكلّ ألف رمزٍ.
وأضاف ألتمان بإعلانه عن برنامجٍ جديدٍ يسمّى "درع حقوق النّشر"، والذي بموجبه تقوم OpenAI بالتدخّل لتغطية أية تكاليف قد تنشأُ عن مواجهة مستخدمي GPT لمطالباتٍ قانونيّةٍ متعلّقةٍ بانتهاك حقوق النّشر. هذه الخطوة قد تقلّل من قلق بعض روّاد الأعمال الذين يخشون من أنّ اعتماد الذّكاء الاصطناعيّ التّوليديّ قد يعرّض أعمالهم لدعاوى قضائيّةٍ بسبب انتهاك الملكيّة الفِكريّة.
وكان الإعلانُ الأبرز في ذلك اليوم هو تقديمُ نُسخٍ من ChatGPT قابلةٍ للتخصيصِ بكلِّ يسرٍ وسهولةٍ، أطلق عليها اسم "GPTs". يمكن لهذهِ البوتات المحدثة أن تصمّمَ للقيام بمهمّاتٍ شخصيّةٍ ومهنيّةٍ متنوِّعةٍ، من خلال التحدُّث ببساطةٍ إلى بوتِ بناءِ GPT باللّغةِ الطّبيعيّة، دون حاجةٍ إلى أيِّ كودٍ برمجيٍّ.
لبيانِ مدى سهولة إنشاء GPTs الخاصّةِ بهم، قام ألتمانُ بتوجيهِ سؤالٍ للبوتِ الباني قائلاً: "أرغبُ في مُساعدةِ مؤسِّسي الشّركات النّاشئة على تحليلِ أفكار أعمالهم وتقديم المشورة لهم. وبعد الحصول على بعض الاستشارات، يطلب منهم توضيح الأسباب التي تحول دون نموّهم بوتيرةٍ أسرع". بعدها، قام ألتمانُ برفع ملفٍ يحتوي على نصِّ محاضرةٍ ألقاها مؤخّراً، واختبر الـ GPT الذي أنشأهُ حديثاً بطرح سؤالٍ عليه: "ما هي الصفات الثلاث التي ينبغي البحث عنها عند توظيفِ الموظّفين في مراحل الشّركة النّاشئة الأولى؟"، فردّ بوت الدّردشة فوراً بأنّ على ألتمان أن يبحث عن مرشّحين يتمتّعون بالذّكاءِ، ولديهم سجلٌّ مثبتٌ في تنفيذ المهام بكفاءةٍ، وأن يكونوا متوافقين مع قيم الشركة وأسلوب العمل لديها.
وبمجرّدِ أن يصبح الـ GPT جاهزاً، يمكن رفعه إلى متجرِ GPT التابعِ لـ OpenAI، حيث يصبح متاحاً لاستخدام الجمهور. وعلى الرّغم من أنّ ألتمان لم يحدّدْ إذا ما كان بإمكان المستخدِمين تقدير سعرٍ لاستخدام نسخ GPTs المُخصّصةِ التي أنشأوها، إلّا أنّهُ أكّد على أنّ المطوّرين سيكونون قادرين على تحقيقِ الرّبح استناداً إلى شعبيّةِ GPTs التي طوّروها.
ولم يكنْ هذا هو الأسلوب الوحيد الجديد للتّخصيص الذي تمّ الكشف عنه في الحدث، حيث أعلن ألتمان أيضاً عن برنامجٍ جديدٍ يعرف باسم "النّماذج المُخصّصة". في إطارِ هذا البرنامج، يخطّطُ باحثو OpenAI للبدء قريباً بالعمل مباشرةً مع الشّركات العميلة لتطوير نماذج A.I. مخصّصةٍ تماماً، مدرّبةٍ على كمٍّ وافرٍ من البيانات الحصريّة لتلبيةِ احتياجات استخدامٍ معيّنةٍ بدقّةٍ عاليةٍ ولتعمل بالشّكل الذي يراد لها بالضبط. وقد حذّر ألتمانُ بأنّ OpenAI قد لا تكون قادرةً على تقديم هذا المستوى من الخدمة لعددٍ كبيرٍ من الشّركات، وأنّ التكلفة ستكون عاليةً، ولكنّه أكّد على أنّ الشّركات التي تتحمّس للدفع بحدودِ الإمكانيّات الحاليّة إلى أقصاها عليها أن تتواصل مع OpenAI للتعاونِ المُثمر.