تراجع تمويل رأس المال المغامر في المنطقة، بحسب تقرير MAGNiTT
الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تواجه تحديات في التمويل والاستثمار
وفقاً لتقريرٍ حديثٍ صادرٍ عن منصة MAGNiTT، أدّى التّباطؤ في النّموّ الاقتصاديّ العالميّ وضغوطِ السّيولةِ إلى تباطؤٍ في تمويلِ رأسِ المالِ المغامر على الصّعيدِ العالميِّ، وفي منطقةِ الشّرقِ الأوسطِ وإفريقيا وباكستان وتركيا (MEAPT).
على الرّغمِ من التّوقعاتِ بأنّ عامَ 2023 سيكونُ عاماً قياسيّاً للخروجِ من الاستثماراتِ، إلّا أنَّ هذه التّوقعاتِ لم تتحقّق، كما ذكرَ فيليب باهوشي، الرّئيسُ التنفيذيُّ لـMAGNiTT، في ندوةٍ عبر الإنترنتِ الأسبوع الماضي، يُلاحظُ أنَّ الاستثماراتِ تتمّ بشكلٍ متزايدٍ في مرحلةِ التّأسيسِ في منطقةِ الشّرق الأوسطِ وشمالِ إفريقيا وكذلك في إفريقيا؛ حيثُ تحصلُ الشّركاتُ النّاشئةُ في المراحلِ المبكّرةِ على تقييماتٍ أعلى ورأسِ مالٍ متاحٍ أكثرَ، وهو ما يُعزى إلى ندرةِ رأسِ المالِ وعودةِ برامجِ الحاضناتِ الحضوريّةِ في المنطقةِ، من ناحيةٍ أُخرى، تشهدُ جولاتُ التّمويلِ من الفئةِ A انخفاضاً في التّقييماتِ، ويرجعُ ذلكَ بشكلٍ كبيرٍ إلى قلِّةِ التقييماتِ وتوفّرِ رأسِ المالِ واستغراقِ وقتٍ أطول في جمعِ التمويلِ.
في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا، كانَ الرّبعُ الثّاني من عامِ 2023 هو الأقلُّ تمويلاً منذُ الرّبعِ الثّالثِ من عام 2020؛ حيثُ انخفضتِ الصّفقاتُ إلى أدنى مستوىً لها منذُ الرّبعِ الثّاني من عامِ 2017، انخفضَ التّمويلُ بنسبةِ 42% وعددُ الصّفقاتِ بنسبةِ 49% في المنطقةِ مقارنةً بالنّصفِ الأوّلِ من العامِ الماضي؛ حيثُ جاء تقريباً نصفُ رأسِ المالِ الإجماليّ من ثلاثِ صفقاتٍ كبيرةٍ تمّتْ في الرُّبعِ الأوّلِ.
جمعتِ الشّركاتُ النّاشئةُ في منطقةِ الشّرق الأوسطِ وشمالِ إفريقيا 1.1 مليار دولارٍ، وهو ما يمثّلُ 57% من إجمالي 1.9 مليارَ دولارٍ تمَّ نشرُها عبرَ منطقةِ MEAPT، شكّلتْ خروجاتُ الشّركاتِ النّاشئةِ في الشّرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا تقريباً نصفَ الخروجاتِ الكُلّيّةِ في منطقةِ MEAP. "هذا العامُ يمثّلُ تحديّاً لرأسِ المالِ المغامر في المنطقةِ، وهذا ليس بمعزلٍ عمّا يحدثُ على الصّعيدِ العالميِّ"، كما قالَ باهوشي.
بينما كانَ التّمويلُ في إفريقيا مدفوعاً إلى حدٍّ كبيرٍ بالحاضناتِ المحليّةِ، كانت شركاتُ رأسِ المالِ المغامر هي التي دفعتِ الاستثمارَ في منطقةِ الشّرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا.
على الرَّغمِ من انخفاضِ الصّفقاتِ، فقد ساهمتِ الصّفقاتُ الكبيرةُ في تعزيزِ تدفقاتِ التّمويلِ، باستثناءِ الصّفقاتِ الكبيرةِ الثّلاثِ التي أُغلقتْ في الرّبعِ الأوّلِ، انخفضَ التّمويلُ الإجماليُّ بنسبةِ 62% على أساسٍ سنويٍّ في منطقةِ الشّرقِ الأوسَطِ وشمالِ إفريقيا، في الواقعِ، ذهبَ 60% من إجماليّ التّمويلِ إلى أفضل خمسِ صفقاتٍ، وهي شركةُ Halan المصريّةُ، وTabby في الإماراتِ، وSary وFloward وNana في السّعودية، ساهمت جولةُ تمويلِ Halan بقيمةِ 260 مليونَ دولارٍ، وجولةُ تمويلِ Floward بقيمةِ 156 مليونَ دولارٍ، وجولةُ تمويلِ Nana بقيمةِ 133 مليونَ دولارٍ، بشكلٍ كبيرٍ في التّمويلِ؛ حيثُ شكّلت معاً ما يقربُ من 30% من التّمويلِ.
استمرّتِ الصّفقاتُ الصّغيرةُ في الهيمنةِ على تدفّقاتِ الأموالِ في منطقةِ الشّرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا؛ حيثُ لم تتجاوز نسبةُ الصّفقاتِ التي تفوقُ 20 مليونَ دولارٍ 5%، وذهبت نسبةُ 9% إلى الفئةِ من 5 إلى 20 مليونَ دولارٍ، توجهت نسبةُ 48% من التّمويلِ إلى الشّركاتِ النّاشئةِ في مراحلِها الأولى بمبلغٍ يتراوحُ بين 0 و1 مليونَ دولارٍ، و38% إلى الفئةِ من 1 إلى 5 ملايينَ دولارٍ.
شهدتْ أفضلُ خمس صناعاتٍ انخفاضاً بنسبةِ 50% في إجماليِّ عددِ الصّفقاتِ مقارنةً بالنّصفِ الأوّلِ من العامِ الماضي، حتَّى قطّاعُ التّكنولوجيا الماليّةِ (Fintech)، الذي واصلَ تصدُّرهُ لنموِّ الصّفقاتِ، شهدَ انخفاضاً في تدفّقاتِ الصّفقاتِ بنسبةٍ تقارِبُ 50% على أساسٍ سنويٍّ، وجاءتِ التّجارةُ الإلكترونيّةُ / التّجزئةُ والنّقلُ والخدماتُ اللّوجستيةُ كثاني وثالثِ أكثرِ الصّناعاتِ تمويلاً على التّوالي.
شهدتِ السُّعوديةُ والإماراتُ ومصرُ أهمّ أنظمةِ الشّركاتِ النّاشئةِ في المنطقةِ انخفاضاً بنسبةِ 51% في الصّفقاتِ، مع تراجُعِ رأسِ المالِ المستثمرِ بنسبةِ 31% على أساسٍ سنويٍّ، تصدّرتِ السعوديةُ قائمةَ الدولِ من حيثُ التّمويلُ في المنطقةِ، مدفوعةً بشكلٍ كبيرٍ بصفقتينِ كبيرتينِ. باستثناءِ جولةِ تمويلِ Halan بقيمةِ 260 مليونَ دولارٍ، انخفضَ تمويلُ الشّركاتِ النّاشئةِ المصريّةِ بأكثرَ من 80%، وانخفضتِ الصّفقاتُ بنسبةِ 75% مقارنةً بالنّصفِ الأوّلِ من العامِ الماضي.
انخفضَ عددُ المستثمرين الإقليميين إلى النّصفِ تقريباً مقارنةً بالنّصفِ الأوّلِ من العامِ الماضي، وقد تراجعَ الاستثمارُ الدّوليُّ إلى 33% من إجماليّ الاستثمارِ في النّصفِ الأولِ، كما تباطأت نشاطاتُ الخروجِ مقارنةً بالعامِ الماضي، مع انخفاضِ عمليّاتِ الدّمجِ والاستحواذِ بنحو 30% هذا العامَ.
في النّدوة، أشار باهوشي إلى أنَّ التّباطُؤَ في تمويلِ رأسِ المالِ المغامر واستحواذِ الصّفقاتِ الكبيرةِ على الجزءِ الأكبرِ من التّمويلِ ليسَ اتجاهاً فريداً من نوعهِ في منطقةِ الشّرق الأوسطِ وشمالِ إفريقيا، وعزا انخفاضَ تدفقاتِ الأموالِ في الأسواقِ العالميّةِ جزئياً إلى ارتفاعِ أسعارِ الفائدةِ، متوقّعاً أن يستمرَّ هذا الاتّجاهُ في التّأثيرِ على تمويلِ رأسِ المالِ الجريءِ في العامِ المقبلِ، في المنطقةِ، لاحظ أنَّ تدفقاتِ رأسِ المالِ قد انخفضتْ مقارنةً بالعامينِ الماضيينِ، مسجلةً أقلّ عددٍ من الصّفقاتِ مقارنةً بالسّنواتِ الخمسِ الماضيةِ.
شاهد أيضاً: السعودية تتصدّر تمويل رأس المال المغامر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
إقليميّاً، برزت بعضُ العواملِ خلالَ الرّبعِ الثّالثِ التي من المحتملِ أنْ تؤثّرَ على تدفقاتِ الاستثمارِ في الرّبعِ الرّابعِ وحتّى عامِ 2024، وتشملُ: تنامِي العلاقاتِ الاقتصاديّةِ بينَ منطقةِ الشّرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا وجنوبِ شرقِ آسيا -خاصّةً المجلسُ المشتركُ السّعوديُّ السّنغافوريُّ، ارتفاعَ أسعارِ النّفطِ وتقلباتِها، انضمامَ مصرَ والسعوديةِ والإماراتِ إلى تجمّعِ البريكس (يصبحُ ساري المفعولِ في يناير 2024)، وتخفيض قيمةِ العملةِ المصريّةِ.
لاحظَ باهوشي ارتفاعاً طفيفاً في النّشاطِ في الربعِ الثّالثِ مقارنةً بالرّبعِ الثّانِي من حيثُ تدفقاتُ رأسِ المالِ وعددُ الصّفقاتِ في كلٍّ من الإماراتِ والسعوديةِ، على الرّغمِ من ذلكَ، في غيابِ زيادةٍ كبيرةٍ في رأسِ المالِ وباستثناءِ الصّفقاتِ الكبيرةِ المحتملةِ في الرّبعِ الأخيرِ، من المرجّحِ أن تظلَّ الأموالُ والصفقاتُ في المنطقةِ أقلّ من العامِ الماضِي.
لمزيدٍ من الأخبار في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.