كيف تقيس إنتاجيتك في العام الجديد؟ إليك 4 معايير مميزة
أن تكون منتجاً يعني أن تكون مرتاحاً، لذلك تحدَّ تصوراتك حول الإنتاجية مع هذه الإرشادات
بقلم راشيل إيسيب Rachelle Isip، مستشارةُ الإنتاجيّة ومدرّبةُ إدارة الوقت في The Order Expert
لقد قررتَ أنْ تكونَ لديكَ سنةٌ جديدةٌ سعيدةٌ في عام 2024 في عملِكَ: عملاء أكثر، زبائن أكثر، فرص أكثر، وإيرادات أكثر. ولكنْ مجرّدُ التَّفكيرِ في أنْ تكونَ منتجاً للغايةِ كلَّ يومٍ يجعلُكَ تشعرُ بالإرهاقِ الشّديدِ. [1]
نعم، يجبُ عليكَ إجازُ الأشياءِ فِي عملِكَ؛ ولكنْ ليسَ عليكَ أنْ تحرقَ نفسَكَ في هذهِ العمليةِ؛ فالإنتاجيّةُ لا تعنِي المضيَّ بعزمٍ خلالَ اليومِ بلا قيودٍ، على الأقلِّ، ليسَ هذا ما أعرِّفُها بهِ. أنا أعرِّفُ الإنتاجيةَ على أنَّها تُشبِهُ تجربَتَكَ للعملِ، في عملِي كمُستشارةٍ للإنتاجيةِ، أجدُ أنَّ ذلكَ يتطلَّبُ تليينَ النّهجِ العامِّ تجاهَ العملِ، وعلى الرَّغمِ من كلِّ شيءٍ، عندما تفرِضُ ساعاتٍ ثابتةً معَ العملِ الجيّدِ، يمكنُ أنْ تُحدِثَ أشياءً عظيمةً، كما أنَّ المرونةَ وقابليةَ التّكيّفِ تتيحُ المزيدَ منَ الفُرصِ.
ولكنَّ ما تحتاجُهُ هو طريقةُ تفكيرٍ صحيحةٍ في مكانِها؛ لحمايةِ صِحَّتِكَ العقليّةِ والجسديّةِ، إليكَ أربعُ طرائقَ مختلفةٍ للنَّظرِ إلى الإنتاجيّةِ كي تساعدَكَ في بدايةِ العامِ الجديدِ بشكلٍ صحيحٍ.
يجب أن يُنظر إلى الإنتاجيّة من خلال عدسة الجُودة
قائمةُ مهماتٍ يوميّةٍ تحتَوي على 500 بندٍ هي وصفةٌ تؤدِّي إلى كارثةٍ. وفي حينِ أنّ منَ المألوفِ أنْ يركّزَ النّاسُ على عددِ الأشياءِ الّتي يمكنُهم تحقيقَها في يومٍ واحدٍ، إلَّا أنَّ ذلكَ لا يكونُ دوماً النَّهجَ الأكثر فعاليّةً بينما تأتِي الجودةُ لتفعل الأفاعيل في عالمِ الإنتاجيّةِ.
يمكنُ أن يكونَ النَّهجُ الأكثرَ جودةً نحو الإنتاجيّةِ، على سبيلِ المثالِ، هو أنْ يكونَ لديكَ فقط مجموعةً صغيرةً من البنودِ في قائمةِ المهماتِ، ستكونُ قادراً على التَّركيزِ أكثرَ على عملِكَ وسيكونُ لديكَ حيّزٌ واسعٌ لأداءِ المهمّاتِ بعنايةٍ وتركيزٍ. وهذا النَّهجُ هو أكثرُ استدامةٍ على المَدى الطَّويلِ، كما أنَّ الشُّعورَ المرافقَ له أفضلُ من الشِّعورِ بالهزيمةِ للمرّةِ الـ 10000 عندما لا تُنهي قائمةَ المهماتِ العملاقةِ تلكَ.
هناكَ فرقٌ كبيرٌ بين تحقيقِ 15 مهمّةٍ بنجاحٍ في الأسبوعِ مقابلَ الشّعورِ بالرَّغبةِ الدَّائمةِ في إنهاءِ 2500 مهمَّةٍ.
شاهد أيضاً: 5 طرق بسيطة وفعّالة لتخفيف ضغوط الحياة اليومية ورفع الإنتاجية
يجبُ أن يُنظرَ إلى الإنتاجية من خلال عدسة الراحة
أنا أشجّعُ عملائِي على دمجِ تفضيلاتِهم الطّبيعيةِ ومهاراتِهم وقدراتِهم في عملِهم اليوميّ لمساعدتِهم في إنجازِ المهمّاتِ؛ فالشّعورُ بالرَّاحةِ يسمحُ للشَّخصِ بالعملِ بأقلّ مقاومةٍ وضغطٍ، الآنَ، هذا لا يعني أنَّه لن تكونَ هناكَ مسؤوليّاتُ عملٍ تُفضِّلُ ألَّا تقومَ بها، ولكنَّ الفكرةَ هنا هي أنَّك لا تُجبرُ نفسكَ إلى موقفٍ غيرِ مريحٍ كليّاً.
بالتّأكيدِ، يجبُ دفعُ الضّرائبِ، ولكنْ هذا لا يعنِي أنَّه يجبُ عليكَ الاندفاعُ، أو العملُ في اللّحظةِ الأخيرةِ، والشَّعورُ الفظيعُ أثناءَ العمليَّةِ، نعم، قد تحتاجُ إلى كتابةِ خطابِ توصيةٍ، ولكن لا يلزمُ أن تقومَ بذلكَ وأنتَ تشعرُ بالإرهاقِ بسببِ الاجتماعاتِ، يمكنكَ جدولةُ الوقتِ في يومِكَ وأسبوعِكَ لضمانِ إنجازِ المهماتِ، الأمرُ يتعلَّقُ بإنشاءِ وقتٍ ومساحةٍ داعمينَ لكَ للقيامِ بعملِكَ.
يجبُ أن يُنظرَ إلى الإنتاجيّة من خلال عدسة السّياق
أحدُ المفاهيمِ المضلّلةِ الشَّائعةِ حولَ الإنتاجيةِ والّتي أراها بشكلٍ منتظمٍ هي الاعتقادُ بأنّني: "إذا لم أكنْ أعملُ على شيءٍ الآنَ، فهذا يعنِي أنّني لن أعملَ عليه."
تأتِي هذه النَّظرةُ من موقعِ نقصٍ أو عدمِ كفايةٍ؛ الواقعُ هو أنَّ لدينا الوقتُ للقيامِ بعملِنا، سنتعاملُ مع ما يجبُ القيامُ بهِ إذا كانَ الأمرُ مهمّاً حقاً بالنّسبةِ إلينَا، بالمثلِ، تعتمدُ قدرتُكَ على إنجازِ المهمّاتِ على قدرتِكَ على التَّركيزِ على عملِكَ في أيِّ وقتٍ كانَ، وفي الإطارِ الزَّمنيِّ الصَّحيحِ.
هل يبدو أنَّ كلَّ شيءٍ يجبُ أن يحدُثَ في وقتٍ واحدٍ في عملِكَ؟ تذكَّرْ، لدينَا على الأقلِّ خمسةُ أيامِ عملٍ تحتَ تصرُّفِنا، وليسَ فقط يومُ الاثنين، وهناكَ أسبوعُ عملٍ آخر بعدَ ذلكَ، وواحدٌ بعدَ ذلكَ، لدينا حياةٌ كاملةٌ للعيشِ، ليس فقط يوماً واحداً. أخذُ خطوةٍ للخلفِ سيساعدُكَ في أنْ تكونَ أكثرَ وعياً بمرورِ الوقتِ، ومعَ الوقتِ، يمكنُكَ أن تتعلَّمَ كيفيَّةَ استخدامِ ذلكَ لصالحِكَ.
شاهد أيضاً: تأثير بيئة العمل على الإنتاجية بطريقةٍ إيجابية وبناءة
يجب أن يُنظرَ إلى الإنتاجيّة من خلال عدسة التَّقدّم
بينما يجبُ علينا أن نَسعى لتقديمِ أفضلِ ما لدينا أثناء العملِ، فإنَّ الكمالَ ليسَ شرطاً، مع ذلكَ، التقدّمُ هو الأهمُّ، الكمالُ ببساطةٍ لا يوجدُ في هَذا العالمِ، ما يمكنُنا فعلُهُ هو استخدامُ كلِّ فرصةٍ وتجربةٍ جديدةٍ نواجِهُها كإمكانيّةٍ لنكونَ أفضلَ مما كُنّا عليهِ من قبلُ.
التّقدّمُ هو قياسٌ أفضلُ بكثيرٍ، إذا كنتَ قادراً على التّعلّمِ من أخطائِكَ السَّابقةِ ومنعِ نفسِكَ من ارتكاب نفسِ الأخطاءِ في المستقبلِ، فهذا فوزٌ كبيرٌ، إنَّها تجربةٌ تعلُّمٍ قيّمةٌ ستستمرُّ في خدمتِكَ بشكلٍ جيّدٍ في المستقبلِ.
كما أنّ التّقدّمُ سيغيِّرُكَ كشخصٍ، ويجبُ أن يفعلَ ذلكَ، يجعلَكَ تنظرُ إلى ما كنتَ تقومُ بهِ وتتفحّصُهُ، ومن ناحيةِ المبدأ، يجبُ أنْ تكونَ قد تفكَّرتَ بصورةٍ فعَّالةٍ في تجاربِكَ السَّابقةِ حتَّى تتمكّنَ من المُضيِّ قُدُماً بطريقةٍ تسمحُ لكَ بالعملِ بشكلٍ أكثرَ إنتاجيّةً.