هل تريد وصفةً سريّةً لنجاح أعمالك؟
ثلاثة عناصر مهمة تُعدّ الأساس العميق لنجاح عمل أيّ مؤسسة بفعاليةٍ
بقلم تاهر كازي Tahir Qazi، الرئيس التنفيذي لـ iQuasar
عندما سُئلَ مؤسِّسُ Dell، مايكل ديل Michael Dell، والرّئيسُ التّنفيذيُّ كيفن رولينز Kevin Rollins عن سببِ نجاحِ ديل الرّائعِ على مرِّ السّنينِ، كانَ تركيزُهما على الثَّقافةِ، تعبيرُ "الثّقافة تتغلّبُ على الاستراتيجيّةِ بكلِّ سهولةٍ" يُبرِزُ تماماً تفوّقَ ثقافةِ الشَّركةِ على غيرِها من جوانب وظيفتِها، وقد أظهرَتْ دراسةٌ قامت بها شركةُ Bain & Company أنَّ نحوَ 70% من قادةِ الأعمالِ يرون أنَّ الثّقافةَ أكبرُ مصدرٍ للميزةِ التّنافسيّةِ. [1]
تُمثّلُ ثقافةُ الشَّركةِ -وهي المبادئُ الّتي تكونُ غالباً غير معلنٍ عنها ولكنَّها مشتركةٌ- مساهماً يقلّلُ الجميعَ من قيمتهِ في نجاحِ الأعمالِ، ولكن ما مدى أهميّتها حقّاً؟ وكيف يمكنُ لروّادِ الأعمالِ أنْ يصمِّموا ثقافةً لشركاتهم؟ دعونا نستكشفُ إجاباتِ هذه الأسئلةِ.
لماذا تتغلّبُ الثّقافة على الاستراتيجيّة بكلِّ سهولةٍ
تُمثّلُ الثّقافةُ فكرةً مثاليّةً للمؤسَّسةِ عن كيف ستكونُ وكيف ستنجزُ الأمور فيها، إنَّها تؤثِّرُ في جميعِ جوانبِ الشّركةِ الأخرى، بما في ذلكَ الاستراتيجيّةُ والأفرادُ والعمليّاتُ والتّكنولوجيا، إذ تقولُ الاستراتيجيّةُ للأشخاصِ ما الّذي يجبُ أنْ يعملُوا من أجلِه، ولكنَّ الثّقافة تلهِمُ "الكيفيّة"، إنَّها تؤثِّرُ في كيف يمكنُهم العملُ وما هو مقبولٌ، حتَّى الاستراتيجيّةُ الممتازةُ ستفقدُ زخمَها إذا لم تكنْ ثقافةُ الشّركةِ متناغمةً معها.
منذُ بدايةِ القرن العشرين، ومع تطوّرِ فِكَرِ وممارساتِ الإدارةِ، تطوَّرَ أيضاً فهمُ أهميّةِ ثقافةِ الشّركةِ، في وقتٍ سابقٍ من تطوّرِ الفكرِ المؤسَّساتِي، كان يُنظرُ إلى الثَّقافةِ على أنَّها ثانويةٌ، وكانَ التّركيزُ على كفاءةِ العاملِ والإنتاجيّةِ، ومع ذلكَ، ظهرتْ الآنَ كعنصرٍ أساسيٍّ في الأعمالِ، وتشملُ المبادئ والمعتقدات والقيم وراحةَ الموظّفينَ والشّمولية والقدرةَ على التّكيّفِ في وجهِ تغيرٍ سريعٍ في مشهدِ الأعمالِ العالميِّ.
شاهد أيضاً: لديك مشاكل في مؤسستك؟ إليك دليل المدير التنفيذي لغرس ثقافة عمل مزدهرة
وصفةٌ لثقافة شركةٍ فعّالةٍ
لإنشاءِ ثقافةِ شركةٍ حقيقيّةٍ وأصيلةٍ، يجبُ على مؤسّسي الشّركةِ أنْ يكونوا قادرين أوّلاً على تعريفِ هدفِ شركتِهم بشكلٍ واضحٍ، ثمَّ يمكنُهم وضعُ القوانينِ والمعتقداتِ والسّلوكياتِ والقيمِ اللّازمةِ لتجسيدِ هذا الهدفِ؛ فهذه هي المواد الخامّ للثَّقافةِ، هذا الثّلاثيُّ -من الهدف والثّقافة والقيم- يُعدُّ ذا أهمّيةٍ كبيرةٍ، إذ يمنحُ الهدفُ للموظَّفينَ سبباً للإيمانِ بالشَّركةِ، وتمنحُهم الثّقافةُ بيئةً لعيشِ هذا الإيمانِ، وتلهمُهم القيمُ سلوكيّاتٍ لتحقيقِ ذلكَ.
من المُهمِّ أن نلاحِظَ أنَّ ثقافةَ الشّركةِ لا تُبنى بشكلٍ اعتباطيٍّ، ولكنَّها تنشأُ من وجودِها الفريدِ، إنَّها تولدُ من سياقِ العملِ الفريدِ للشّركةِ، وتطلّعاتِ ومعتقداتِ مؤسِّسِيها، والهدفِ الذي تحقّقهُ داخليّاً وخارجيّاً، على سبيلِ المثالِ، إذا كانَ وجودُ الشّركةِ يتوقّفُ على التَّعاونِ القويِّ بين الوحداتِ المتنافسةِ، ستعزّزُ ثقافةُ العملِ الجماعيِّ والتّعاونِ نتائجَ أفضلَ بشكلٍ طبيعيٍّ، قد تستفيدُ شركةٌ ناشئةٌ في التّكنولوجيا من ثقافةِ الابتكارِ السَّريعِ والمجازفةِ، في حينِ قد تُعطي منظّمةُ الرّعايةِ الصّحّيةِ الأولويّة للسَّلامةِ والدقّةِ؛ ما ينجَحُ مع شركةِ تكنولوجيا ناشئةٍ في وادي السّيليكون قدْ لا يتناسبُ مع شركةِ تصنيعٍ في الوسطِ الغَربيّ.
عند تصوّر ثقافةً لشركَتكَ، يجبُ عليكَ أن تأخذَ في اعتبارِكَ ما يناسبُكَ وما لا يناسبُكَ، المفتاحُ هو تحديدُ ثقافةٍ تتناغَمُ مع هويتِكَ وطموحاتِكَ المؤسّساتيةِ، يبدأُ هذا بفحصِ الظّروفِ الدّاخليّةِ والخارجيّةِ وصياغةِ ثقافةٍ تجسّدُ القيمَ التي تأخذُكَ من حيثُ أنتَ إلى حيثُ تريدُ أن تكونَ، يجبُ أن تكونَ الثَّقافةُ مفتوحةً للتّطوّرِ مع مرورِ الوقتِ لتلبيةِ الاحتياجاتِ المتغيّرةِ وتطوراتِ مشهدِ الأعمالِ، إنَّ صنعَ الثّقافةِ هو عمليّةٌ مستمرّةٌ تتضمّنُ التَّقييمَ والتّدبُّرَ المتواصلَ.
شاهد أيضاً: 6 خطوات لزرع ثقافة التوقعات الصريحة والمسؤولية القوية في فريق عملك
بعضُ الخواطر الأخيرة
فِي دوّامةِ قِوى السّوقِ، عندما يسعى روّادُ الأعمالِ الجددُ إلى إطلاقِ أعمالِهم، يجدون أنفسهم غالباً في مواجهةِ التحدّياتِ الفوريّةِ التي ترافقُ إنشاءَ الشّركة والتَّمويل والعثور على السّوقِ المتخصّصةِ الصّحيحةِ، هذا ضروريٌّ بلا شكٍّ للنَّجاحِ المبكّرِ، ومع ذلكَ، يجبُ ألّا يؤدّي ذلكَ إلى إغفالِ عنصرٍ رئيسيٍّ للاستدامةِ على المدى الطَّويلِ، وهو: إعدادُ ثقافةِ الشّركةِ الفعّالةِ، كما يُنصحُ روّادُ الأعمالِ ببذلِ جهدٍ مدروسٍ لتعزيزِ ثقافةٍ قويّةٍ منذُ البدايةِ، يعطي ذلكَ للشّركةِ حسّاً واضحاً بالاتّجاهِ والدَّافعِ والهدفِ المشتركِ، هل سبق لك أنْ تساءلتَ ما هي ثقافةُ شركتِكَ أو ما يجبُ أن تكونَ عليه؟