الرئيسية الأخبار إطلاق Alkremeya أول منصة رقمية لتجارة الجملة في ليبيا

إطلاق Alkremeya أول منصة رقمية لتجارة الجملة في ليبيا

بهدف تحسين سلسلة التّوريد وربط تجار التّجزئة بالمورّدين، مع خططٍ توسعيّةٍ في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللغة الإنجليزيّة من هنا.

في خطوةٍ تهدف إلى إحداث تحوّلٍ جذريٍّ في قطّاع البقالة اللّيبيّ، أُطلقت "الكريمية" (Alkremeya)، أوّل منصّةٍ رقميّةٍ لتجارة الجملة بين الشّركات (B2B)، مع خططٍ طموحةٍ للتّوسّع في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا.

تأسّست المنصّة في عام 2023 على يد عبد الرحمن إجدير وفصيح الله غفور، وتهدف إلى تحسين سلسلة التّوريد من خلال ربط تجار التّجزئة بالمورّدين والمستوردين، مع توفير قوائم منتجات محدّثةٍ في الوقت الفعليّ، وأسعارٍ شفّافةٍ، وتحليلاتٍ دقيقةٍ. ومن خلال رقمنة عمليّات الشّراء، تساهم الكريمية في تقليل العمليّات اليدويّة والتّكاليف التّشغيليّة، ممّا يعزّز الكفاءة ويدعم التّجار الصّغار والمتوسّطين في إدارة أعمالهم بشكلٍ أكثر فعاليّةً.

في مقابلةٍ مع مجلة "عربية .Inc"، كشف غفور أنّ فكرة إطلاق المنصّة نشأت من شغف المؤسّسين بالابتكار الرّقميّ ومعالجة المشكلات الفعليّة، وأوضح قائلاً: "بخبرتنا الواسعة في التّكنولوجيا وإدارة الأعمال الدّوليّة، لاحظنا فجوةً كبيرةً في سلسلة التّوريد اللّيبيّة لقطّاع البقالة، الّذي يعاني من شبكاتٍ متفرّقةٍ وعمليّات شراءٍ مرهقةٍ. لذلك، قرّرنا بناء فريقٍ متكاملٍ يضم خبراء في التّكنولوجيا واللّوجستيات والتّجزئة، وحصلنا على تمويلٍ استراتيجيٍّ، وأجرينا أبحاث سوقٍ شاملةً، ما أدّى إلى إطلاق الكريمية كحلٍّ رقميٍّ مصمّمٍ لتمكين كلٍّ من تجّار التّجزئة والمورّدين".

لم يكن دخول السّوق اللّيبيّة النّاشئة رقميّاً أمراً سهلاً، إذ واجهت الكريمية عقباتٍ متعدّدةً، مثل: ضعف البنية التّحتيّة، ومقاومة الفاعلين التّقليديّين، وعدم وضوح الأطر التّنظيميّة. ويضيف غفور: "تغلّبنا على هذه العقبات من خلال الاستثمار في منصّةٍ قويّةٍ وسهلة الاستخدام، إلى جانب تقديم برامج توعويّةٍ مكثّفةٍ تُوضّح الفوائد الملموسة للتّحوّل الرّقميّ. كما حرصنا على التّعاون مع الجهات التّنظيميّة لضمان الامتثال للقوانين. ومع توسّعنا، نتوقّع مواجهة تحديّاتٍ، مثل: تشتّت الأسواق، وصعوبة الخدمات اللّوجستيّة في المناطق النّائية، والحاجة إلى التّطوير المستمرّ للمنصّة لمواكبة الطّلب المتزايد. ولكن، بفضل التّخطيط الاستراتيجيّ ونهجنا المرن، نحن في وضعٍ جيّدٍ للتّعامل مع هذه التّحديات".

أحد أبرز التّحديات الّتي واجهتها الكريمية كان إقناع تجّار التّجزئة التّقليديّين بالانتقال إلى النّظام الرّقميّ، وأوضح غفور: "كان التّحدّي الأكبر هو التّغلّب على الشّكوك حول التّكنولوجيا الجديدة وكسر العادات الرّاسخة. في البداية، تردّد العديد من التّجار بسبب مخاوف تتعلّق بالتّعقيد والمخاطر المحتملة. لكن من خلال تقديم تدريباتٍ شاملةٍ، ودعمٍ فنيٍّ مخصّصٍ، وإثبات وفورات التّكاليف والكفاءة التّشغيليّة، بدأنا في كسب ثقتهم. واليوم، نشهد إقبالاً متزايداً من التّجار الصّغار والمتوسّطين الّذين يلمسون فوائد العمليّات الرّقميّة الشّفافة والفعّالة".

لا تقتصر رؤية الكريمية على تحديث قطّاع البقالة في ليبيا، بل تسعى إلى ترك بصمةٍ في مشهد التّجارة الإلكترونيّة في المنطقة، إذ يقول غفور: "من خلال تبسيط عمليّات الشّراء وتعزيز الشّفافيّة، نحن لا نساهم فقط في تطوير سلسلة التّوريد، بل نحدّد معايير جديدةً تُشجّع على تبنّي الحلول الرّقميّة في المنطقة بأكملها؛ فرؤيتنا هي تحفيز الابتكار والكفاءة، ممّا يمهّد الطّريق لمنظومة تجارةٍ إلكترونيّةٍ أكثر تكاملاً وتنافسيّةً في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا".

يشكّل الذكاء الاصطناعي والتّعلّم الآليّ جزءاً أساسيّاً من منصة الكريمية، حيث يساهمان في تعزيز التّحليلات ودفع كفاءة العمليّات. ويوضّح غفور: "تعتمد تحليلاتنا المدعومة بالذكاء الاصطناعي على بياناتٍ تاريخيّةٍ واتّجاهاتٍ موسميّةٍ وإشارات السّوق الفوريّة للتّنبؤ بدقّةٍ باحتياجات المنتجات. حاليّاً، نستخدم الذكاء الاصطناعي كأداةٍ استخباراتيّةٍ للأعمال، ما يمكننا من تقديم رؤىً قيمةٍ للمورّدين والمصنعين حول الطّلب الفعليّ والأسواق المستهدفة، ممّا يساعد تجّار التّجزئة على اتّخاذ قراراتٍ مدروسةٍ قائمةٍ على البيانات. كما نعمل على تطوير حلول ذكاء اصطناعي متقدّمةٍ لتعزيز العمليّات ودعم بناء العلامات التّجاريّة، بما في ذلك تقنيات رؤيةٍ حاسوبيّةٍ متقدّمةٍ ستدفع عجلة الابتكار والكفاءة".

مع وجود خططٍ توسعيّة على الطّاولة، تضع الكريمية أسواق السّعودية والإمارات وعُمان على رأس أولويّاتها، ويضيف غفور: "تعتمد استراتيجيّتنا على عوامل رئيسيّةٍ، مثل: حجم السّوق، ومستويات تبنّي الحلول الرّقميّة، والبيئة التّنظيميّة، وإمكانيّة الوصول إلى شركاء استراتيجيّين. كما نتواصل مباشرةً مع المصنّعين والمصدرين من دولٍ مختلفةٍ لضمان توفّر سلاسل توريد متنوّعةٍ وموثوقةٍ. وبالتّوازي، نستكشف شراكاتٍ مع موزّعين محليّين، ومؤسّساتٍ ماليّةٍ، ومقدّمي حلولٍ تكنولوجيّةٍ، مع التّركيز على الامتثال للوائح المحليّة لتسهيل دخول الأسواق بسلاسةٍ".

يؤكّد غفور أنّ فهم ديناميكيات السّوق المحليّة وبناء الثّقة كانا من أهمّ الدّروس المستفادة خلال رحلة الكريمية، ويضيف: "أدركنا أنّ إحداث تغييرٍ جذريٍّ في القطّاعات التّقليديّة يتطلّب أكثر من مجرّد تقنيةٍ مبتكرةٍ، بل يستلزم التزاماً عميقاً بإدارة التّغيير والتّفاعل مع المجتمع. نصيحتنا لروّاد الأعمال الآخرين هي الاستثمار في أبحاث السّوق المتعمّقة، والصّبر، والتّركيز على توعية الجمهور المستهدف بالفوائد الملموسة للحلول الرّقميّة، إذ إنّ بناء الثّقة وتقديم قيمةٍ واضحةٍ هما المفتاحان لتجاوز مقاومة التّغيير".

بالنّظر إلى المستقبل، يرى غفور أنّ الذكاء الاصطناعي والتّجارة المتنقلة سيواصلان تشكيل مشهد التّجارة الإلكترونيّة بين الشّركات في المنطقة، ويختتم قائلاً: "نتوقّع نموّاً مستمرّاً في التّجارة المتنقلة، وتكاملاً أعمق للذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، وزيادة الطّلب على حلول سلاسل التّوريد المتكاملة. وفي الوقت نفسه، ستظّل تحديّاتٍ، مثل: الأمن السّيبرانيّ وحماية البيانات والحاجة إلى بنيةٍ تحتيّةٍ رقميّةٍ قويّةٍ قائمةٍ. لذلك، يجب على الشّركات الاستثمار في التّقنيات المتقدّمة، وإعطاء الأولويّة للأمن السّيبرانيّ، وتبنّي استراتيجيّاتٍ تشغيليّةٍ مرنةٍ للتّكيف بسرعةٍ مع تطوّراتٍ السّوق".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: