أتعاني من حرمان النوم؟ هذه العادة البسيطة ستحسن عمل دماغك
الحركة دواء لجسمك ودماغك، إذ يمكن باعتمادها مواجهة أكبر تحديات العمل والحياة
بقلم بيل ميرفي الابن Bill Murphy Jr.، مؤسس Understandably ومحرر مساهم في Inc.
أنتَ تديرُ عملًا، أليس كذلكَ؟ سأراهن أنّهُ في بعضِ الأحيانِ تضغطُ على نفسكَ بشدّةٍ، فتتجاوزُ الوجباتَ أو تتحمّلُ أعباءَ كبيرةً، أو ربّما الأكثرَ شيوعاً: لا تحصل على قسطٍ كافٍ من النّوم. [1]
هذهِ هي النّقطةُ الأخيرةُ التي قررت مجموعةٌ من الباحثينَ بقيادةِ فريقٍ من جامعةِ بورتسموث Portsmouth في إنجلترا دراستِها، بهدفِ تحديدِ ما إذا كانَ هناكَ أموراً يمكنُ للأشخاصِ القيامَ بها للتّخفيفِ من آثارِ عدمِ الحصولِ على قسطٍ كافٍ من النّوم. كما يقولُ المثلُ من جدَّ وجدَ، كما أعتقدُ، إذ إنّ الفريقَ توصّلَ إلى أنّ ممارسةَ الرّياضةِ تحملُ مفتاحَ تحسينِ الوظائفِ التّنفيذيّةِ بعد الحرمانِ من النّوم: تحديداً فترة 20 دقيقة من التّمارينِ الهوائيّة (الأيروبيك).
كانتِ الدّراسةُ، التي نُشرت في مجلةِ Physiology & Behavior، ملفتةً للانتباهِ في أساليبِها، في الأساسِ، قُسِّمَ المشاركونَ في الدِّراسةَ إلى مجموعتين من 12 شخصاً، مع متطلباتٍ مختلفةٍ لنقصِ النّوم، ثم طُلبَ منهم أداءَ سلسلةِ من الأنشطةِ السّبع، أولاً وهم في حالةِ الرّاحةِ، ومن ثمّ أثناءَ ركوبَ الدّراجةِ.
- المجموعة 1 كانت محدودةً بخمسِ ساعاتٍ من النّومِ في اللّيلِ لمدةِ ثلاثِ ليالٍ.
- المجموعة 2 تمّ حرمانُها من أيّ نومٍ على الإطلاقِ لمدّةِ ليلةٍ واحدةٍ، وكذلكَ قاموا بأداءِ الأنشطةِ السّبعِ أثناءَ تجربةِ "بيئةِ فقرِ الأكسجينِ" في "مختبراتِ البيئاتِ القاسيّة" في الجامعةِ.
الأمرُ شديدٌ، أليسَ كذلك؟ أعتقدُ أنّهُ ليسَ من الصّعبِ العثورُ على أشخاصٍ يعانونَ من نقصِ النّوم، ولكنّ الأصعبَ هو العثورُ على أشخاصٍ حُرموا من نفسِ كميّة النّومِ لنفسِ الفتراتِ الزّمنيّةِ.
كانت النّتائجُ للمجموعتين هي: أنّ ممارسةَ التّمارينِ معتدلةِ الشّدةِ -مثل ركوب الدّراجةِ- قد تحسّنَ أداءهم العقليّ المعرفيّ في جميعِ الأنشطةِ السّبعةِ.
شاهد أيضاً: هل تعاني من الأرق؟ إليك 5 خطواتٍ للنوم بعمقٍ والاستيقاظ مرتاحاً
"قشرةُ الفصِّ الجبهيّ [منطقةُ الدّماغِ الأماميّةِ] حساسةٌ للغايةِ تجاهَ بيئتِها الكيميائيّةِ العصبيّةِ وعرضةٌ للضغطِ بشكلٍ كبيرٍ "، كما أوضحَ المؤلّفُ المشاركُ خوان إغناسيو باداريوتي Juan Ignacio Badariotti. وأضافَ:"لكنَّ نتائجَ أبحاثنا تشيرُ إلى أنّ الآلياتِ وراءَ ضعفِ الأداءِ العقليّ (الأداءُ المعرفيُ المنخفضُ) قد لا تكونُ مقتصرةً على هذهِ المنطقةِ".
كما أضافَ جو كوستيلو Joe Costello من كليةِ الرّياضةِ والصّحةِ وعلومِ التّمرين في جامعةِ بورتسموث: "تضيفُ النّتائجُ إلى حدٍّ كبيرٍ إلى ما نعرفُه حولَ العلاقةِ بين ممارسةِ التّمارينِ الرّياضيّةِ وهذهِ العواملُ المجهدة، وتساعدُ في تعزيزِ الرّسالةِ بأنّ الحركةَ هي الدّواءُ للجسمِ والعقلِ."
أعلمُ أنّهُ يُمكننا كتابةُ مقالاتٍ كاملةٍ حولَ أهميّةِ الحصولِ على قسطٍ كافٍ من النّوم لصحّةِ الدّماغِ.
في الواقعِ، لقد قمتَ بذلكَ: على سبيلِ المثالِ، شرحتُ كيفَ يمكنُ لتراكمِ ديونِ النّومِ ليسَ فقط أن يؤثّرَ سلباً على الأداءِ العقليّ، بل أن يتداخلَ أيضاً مع قدرتنا على استيعابِ مدى التّأثيرِ على أدمغتِنا، ويمكننا الإشارةُ إلى العديدِ من الدّراساتِ حولَ كيفَ أنّ ممارسةَ التّمارينِ الرّياضيّة، خاصّة النّشاطِ الهوائيّ السّريعِ (الأيروبيك) لمدة 20 دقيقةٍ كما تمّ استخدامُهُ في هذهِ الدّراسةِ، تعدُّ مفتاحاً للصّحةِ والشّبابِ.
في مثالٍ واحدٍ، أظهرتْ دراسةٌ قامت بها جامعةُ بريغهام يونغ Brigham Young أنّ ممارسةَ التّمارينِ الرّياضيّة المعتدلةِ قللتْ فرصَ الوفاةِ لأيّ سببٍ خلالَ فترةٍ زمنيّةٍ محددةٍ بنسبةِ 27%.
شاهد أيضاً: في يوم الصحة النفسية العالمي: التوازن بين العمل والحياة ضروري للأعمال
كما أكتبُ في كتابي الإلكترونيّ المجانيّ "علمُ الأعصابِ: 13 طريقة لفهمِ وتدريبِ دماغكَ للحياةِ"، لا يوجدُ شيءٌ أكثرَ إثارةً للدّهشةِ من الدّماغِ البشريّ، والطّرقِ غيرِ المتوقعةِ التي يعملُ بها، تأثيراتُ النّومِ والتّمارينِ الرّياضيّةِ دائماً في مقدمةِ القائمةِ.
لذا حاولْ أن تحصلَ على قسطٍ كافٍ من النّومِ، وتأكّدْ أيضاً من القيامِ ببعضِ التّمارينِ على الأقل، سيشكركَ دماغكَ، وأعدكَ أنّ تحدياتِ عملكَ ستبقى هنا تنتظركَ عندما تعودُ.