كيف يمكن لمشكلة الشاشات قبل النوم أن تؤثر على إنتاجيتك؟
تأثير استخدام الشاشات قبل النوم على الإنتاجية والنوم، وكيف يمكن لتقليل الاستخدام الليلي للأجهزة أن يحسن جودة النوم ويزيد من الإنتاجية اليومية
بقلم مارسيل شوانتيس Marcel Schwantes، محرر مساهم في Inc. ومؤسّس Leadership from the Core
عندما يأتي اللّيل ومن المفترضِ أن ينامَ الجميع، كثيرٌ منّا لا يستطيع النَّوم، مهما اجتهد في محاولة ذلك، نحن نفكّرُ في أمورٍ من كلِّ الأنواع، ونُجري جلسات عصفٍ ذهنيٍّ في رؤوسنا، ونشعرُ بالقلق بشأن المواجهة الحتميَّة التي سنواجهها في اليوم التَّالي، ما الذي يحدثُ حقّاً؟ لماذا لا نستطيعُ أن نطفئَ عقولنا ونحصلَ على قسطٍ جيدٍ من النَّوم؟ [1]
كتبت أريانا هافينغتون Arianna Huffington في كتابها "ثورة النَّوم" أنَّ جزءاً كبيراً من مشكلة النَّوم يتركَّز لدى الكثير من النَّاس حول الاستخدام المتزايد للشَّاشات ذات الإضاءة السَّاطعة في الليل -الهواتف الذَّكية والأجهزة اللّوحيَّة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة- التي تُبقي أعيننا وعقولنا في حالة تأهُّبٍ قصوى.
ربَّما سمعنا هذا عدَّة مراتٍ من قبل، لكنَّنا نستمرُّ في الاستلقاء على أسِرَّتِنا في اللّيل، ونضعُ هواتفنا فوق وجوهنا، ونتصفَّحُ وسائل التَّواصل الاجتماعيّ بما يرضي قلوبنا، والشَّيء التَّالي الذي نعرفه هو أنَّها السَّاعة 1:30 صباحاً، وقد أوشكنا على حلِّ جميع مشاكل العالم باستثناء حرماننا من النَّوم.
استرْخِ، وأوقف تشغيل الأجهزة
تقولُ هافينغتون إنَّ الاستخدامَ المتواصلَ لأجهزتنا في وقتٍ متأخرٍ من الَّليل يجعل من الصَّعب الاسترخاء والانتقال إلى حالةٍ هادئةٍ من الرَّاحة والنُّعاس، والأسوأ من ذلك أنَّ كوننا في حالة التَّأهب القصوى هذه يمنعنا من أن نكونَ منتجين خلال يوم العمل التَّالي؛ ثمَّ تكرِّر الدَّورة نفسها، وقالت هافينجتون، التي تقوم بإيقاف تشغيلِ جميع أجهزتها الإلكترونيَّة خلال طقسها اللّيلي: "إنَّ تعلُّمَ قطع الاتِّصال في الوقت المناسب للاسترخاء هو أمرٌ أساسيٌّ للغاية".
ليست هافينغتون المديرة التَّنفيذيَّة الوحيدة رفيعة المستوى التي تتبنَّى هذه الفكرة؛ إذ تقوم شيريل ساندبرج Sheryl Sandberg، التي شغلت منصب الرَّئيس التَّنفيذيِّ للعمليَّات في Meta Platforms (فيسبوك) حتَّى أغسطس 2022، بفصل أجهزتها تماماً للحصولِ على نومٍ جيّدٍ ليلاً.
شاهد أيضاً: أتشعر بالإرهاق دائماً؟ إليك القاعدة العسكرية لتغرق في النوم خلال دقائق
العلم يؤيّد ذلك
ويبدو أنَّ العلم يتَّفق مع هذه الفرضية، تشير الدِّراسات إلى أنَّ استخدام الأجهزة الإلكترونيَّة، أو حتَّى مشاهدة التّلفزيون أثناء النَّوم أو قبله يمكن أن يعطِّل النَّوم، وقال روبرت روزنبرغ Robert Rosenberg، المتخصِّص في طبِّ النَّوم ومؤلِّف كتاب "نم بعمق كلَّ ليلةٍ، اشعرْ شعوراً رائعاً كلَّ يوم"، لموقع Yahoo News: "إنَّ الضَّوء الأزرق المنبعث من أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذَّكيَّة والأجهزة اللّوحيَّة والتَّلفزيون يمنع إنتاج الميلاتونين، الذي يساعدُ الجسمَ على الاسترخاء والشُّعور بالنَّعس".
يوصي روزنبرغ بتجنُّب أيِّ تكنولوجيا باعثةٍ للضَّوء لمدَّة ساعةٍ على الأقلِّ قبل موعد النَّوم، ويضيفُ: "إذا كنتَ لا ترغبُ في التَّوقف عن قراءة جهاز Kindle Fire الخاصِّ بك أو استخدام جهاز iPad الخاصِّ بك في السَّرير، فاتَّبع هذه النَّصيحة من دراسةٍ أجرتها شركة Mayo Clinic عام 2013: أبقِ الجهاز على بعد 14 بوصةً على الأقلِّ من وجهك، واخفض سطوع الشَّاشة، لتقليلِ خطر مشاكل النَّوم المرتبطةِ بالضَّوء".
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.