شريك عملك القادم: كُن مع الذكاء الاصطناعي التوليدي!
أسبابٌ مقنعةٌ للتعاون مع تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدّمة في عالم المال والأعمال
بقلم سارفارث ميزرا Sarvarth Misra، المؤسِّس المشارك لـ ContractPodAi ورئيسها التَّنفيذيُّ
غالباً ما يُعترَفُ بأنَّ التّكنولوجيا الرَّقميةَ هي وسيلةٌ مهمّةٌ لتحقيقِ غاياتٍ معيّنةٍ؛ ببساطةٍ، تساعدُنا في التّعامُلِ معَ المُشكلاتِ وتقديمِ الحلولِ، وبالطَّبعِ لا يوجدُ شيءٌ خاطئٌ في ذلك، في الواقعِ، شهدنَا الكثيرَ من النتائجِ الإيجابيّةِ نتيجةَ استخدامِ أدواتِ الديجيتال اليوميّةِ بالفعلِ، فكّر في حسّاسّاتِ السَّياراتِ التي تُصدرُ صوتاً فوريّاً عندما تغيّرُ السَّياراتُ المَسارَ أو في الذَّكاءَ الاصطناعيَّ لتحليلِ بياناتِ الأعمالِ الذي يفحصُ تقاريرَ Excel وغيرها بسرعةٍ. [1]
الذَّكاءُ الاصطناعيُّ التَّوليديُّ يكشفُ عن قيمةٍ أكبرَ للمؤسَّساتِ اليومَ، جمعُهُ السَّريعُ للبياناتِ يقلِّلُ من الأخطاءِ البشريَّةِ، وتسهيلُ التَّدفُّقِ يسرِّعُ العمليّاتِ التّجارية، وتحليلُهُ المتقدّمُ يسهِّلُ اتّخاذ القراراتِ الاستراتيجيّةِ، ليسَ من العجبِ إذن أنَّ الإنفاقَ العالميَّ على تقنياتِ الذَّكاءِ الاصطناعيِّ كانَ يقتربُ من 118 مليار دولارٍ في عام 2022، ويُتوقَّعُ أن يصلَ إلى 300 مليار دولارٍ بحلولِ عامِ 2026.
شاهد أيضاً: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح الصديق الأقرب إلى موظفيك؟
مع ذلكَ، يجبُ على الأفرادِ في عالمِ الأعمالِ أن يبدؤوا في النَّظرِ إلى الذَّكاءِ الاصطناعيِّ التَّوليديِّ بطريقةٍ مُختلفةٍ عن الأدواتِ المذكورةِ أعلاهُ، علينا أنْ ننظُرَ إليهِ أكثرَ كشريكٍ موثوقٍ بهِ أكثرَ من أن ننظُرَ إليهِ كسمةٍ تقنيةٍ رئيسيّةٍ مثلما كانَ روبن لباتمان، وإليكُ ثلاثةٌ أسبابٍ رئيسيّةٍ لذلك:
المساعدة في اتّخاذ القرارات الاستراتيجيّة
عندما يتعلَّقُ الأمرُ باتّخاذِ قراراتِ الشَّركاتِ، يجبُ أن يظلَّ البشرُ في المقعدِ الرّئيسيِّ، يعتمدونَ على الذَّكاءِ الاصطناعيِّ التّوليديِّ فقط للدَّعمِ، بلا شكٍّ، استخدامُ الذَّكاءِ الاصطناعيِّ التَّوليديِّ هو وسيلةٌ رائعةٌ لبدءِ صياغةِ أفكارٍ للأعمالِ: يمكنُ أنْ يساعدَ في توضيحِ اتّجاهاتِ العملاءِ، وأنماطِ الصناعةِ، وما إلى ذلكَ؛ ولكنَّ الخيالَ البسيطَ والمنطقَ السَّليمَ يظلّانِ خارجَ حدودِ هذهِ التّكنولوجيا؛ لذا، لا بديلَ حتَّى الآنَ للإبداعِ البشريِّ التَّقليديِّ؛ فالتَّفسيرُ بعبارةِ "لأنَّ ChatGPT قال ذلك" لن يكون كافياً في الجلساتِ المتعلِّقةِ باستراتيجيّةِ الشَّركةِ.
الثقة مع التدريب والتحقق
يمكنُ للذَّكاءِ الاصطناعيِّ أنْ ينتجَ مجموعةً من الإجاباتِ على أيِّ سؤالٍ معيّنٍ، ولكن لديهِ عيبٌ محتملٌ، وهو ما يُعرفُ بـ "الهلوساتِ" والتَّحيزِ، تميلُ النَّماذجُ اللّغويّةُ الكبيرةُ -وهي نوعٌ من الذَّكاءِ الاصطناعيِّ التوليديِّ الذي يستخدمُ تقنياتِ التعلّمِ العميقِ ومجموعات بياناتٍ ضخمةٍ لفهمِ وتلخيصِ وتوليدِ وتوقُّعِ محتوى نصوصٍ جديدةٍ- إلى توليدِ نتائج خاطئةٍ أو غيرِ متوقّعةٍ أو متحيّزةٍ.
حتَّى أصغرُ الأخطاءِ في النّتائجِ يمكنُ أن يكونَ لها تأثيرٌ كبيرٌ، خاصّةً عند استخدامِها في صناعاتٍ مثلِ القانونِ، وهنا يأتي دورُ النَّهجِ البشريِّ المُدمجِ، تُساعِدُ التّدخلاتُ والتّغذيةُ الرّاجعةُ البشريّةُ في هذه التكنولوجيا على ضمانِ أنَّ النتائجَ ليستْ فقط دقيقةً، ولكنَّها أيضاً ذاتُ صلةٍ بالقضيّةِ المعنيّةِ، وكذلكَ السِّياقُ المتعلّقُ بالشَّركةِ والصِّناعةِ، من تلكَ النّقطةِ فصاعداً، يمكنُ للمستخدمِ تفسيرُ النّتائجِ بأيّةِ طريقةٍ يراها مناسبةً والمضيُّ قدماً وفقاً لذلكَ، بمعنى آخر، استخدم نهج "الثّقةُ ولكن مع التّحقّق" عند تطبيق الذَّكاء الاصطناعيّ التَّوليديّ.
شاهد أيضاً: الذكاء الاصطناعي والإنسان
تكنولوجيا تتّسم بالتعاطف
لنواجِهَ الأمرَ، التَّحيزُ الذي تتّسمُ به التّكنولوجيا هو تحدٍّ أيضاً، سواء كانَ بسببِ النيّةِ البشريّةِ أو غير ذلك، عند تطويرِ الذكاءِ الاصطناعيِّ، فإنَّهُ من المُهمِّ للغايةِ تصميمُ التنوّعِ والمساواةِ والشّموليةِ منذُ مرحلةِ الاكتشافِ الأوّليةِ حتَّى التّصميمِ والتّنفيذِ الفعليّ، تدريبُ نماذجِ الذَّكاءِ الاصطناعيِّ على أخذِ هذه الأمورِ في اعتبارِها ضروريّةً لضمانِ أدائِها الأمثلِ وأخلاقيتِها، وبالتَّالي نجاحُ الشَّركةِ في نهايةِ المطافِ باستخدامِ هذه الأداةِ.
النّقطةُ الأساسيّةُ هنا هي أنَّ الذَّكاءَ الاصطناعيَّ التوليديَّ ليس هُنا ليحلَّ محلَّ أولئكَ الموجودين في عالمِ الأعمالِ، بل ليساعِدَ في العملِ والعمليّاتِ اليوميّةِ، إنَّهُ يخلقُ نوعاً من الكفاءاتِ في مكانِ العملِ تُخفِّفُ من المهماتِ المُملّةِ وتمنحُنا المزيد من الوقتِ للتَّركيزِ على الأعمالِ الحيويّةِ والإبداعيّةِ، ومع ذلك، السّرُّ في الاستفادةِ من الذّكاءِ الاصطناعيِّ التوليديّ هو معرفةُ كيفيّةِ التّعامُل معهُ كشريكٍ في الشّركةِ -النّصفُ الآخرُ لثنائيّةٍ ديناميكيّةٍ- وليس الوسيلةَ الرّئيسيةَ لتحقيقِ الغايةِ، وستحصدُ مؤسّستُكَ بالكاملِ فوائدَ هذه التكنولوجيا المتقدّمةِ بسرعةٍ.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.