التفكير الإيجابي: كيف تستخدم الذكاء العاطفي لتقبّل السلبيات؟
اكتشف كيف يُمكن للتكيّف مع الأمور السلبية أن يحوّل الأوقات الصّعبة إلى فرصٍ للتطوّر والنّموّ
كُلّنا نعرفُ الشّعورَ بالسعادة عندما تشرقُ الشّمس علينا، كما يُذكّرنا فيلم بيكسار "Inside Out"، ولكن ماذا عن الأوقات الّتي تسوءُ فيها الأمور؟ هنا يبدأ التّحدّي في محاولةِ الشعّور بالتّحسّن، رغمَ عدم وجودِ سببٍ واضحٍ لذلكَ. [1]
تكمنُ الحيلةُ في تقبّل الجوانب السّلبيّة، وتجنّب الحزن وخيبة الأمل. ففي بحثه، اكتشف Martin Seligman من جامعة بنسلفانيا أنّ المتشائمين والمتفائلين يتعاملون مع النّكسات بشكلٍ مختلفٍ، فالمتشائمون يرون الفشل كدليلٍ على فشلهم الشّخصيّ، بينما يعتبره المتفائلون تجربةً للتّعلّم.
لا بأس بأن تشعرَ بالسّوء عندما تكون الأمور سّيئةً، إذ تحدثُ الأمورُ السّيئةُ حتّى للأشخاص الجيّدين، بما في ذلك الأكثر نجاحاً، ومن الصّحيّ الاعتراف بذلك، ولكن الخطر يُكمنُ في الوقوع في فخّ الاستسلام لهذه المشاعر، ومن الصّعب فصل هذه المشاعر، لكنّه أمرٌ ضروريٌّ. وحاول أن ترى تجاربكَ الصّعبة كخطواتٍ نحو التّقدّم، ومن المقبول أن تشعرَ بالإرهاقِ في لحظةٍ معيّنةٍ، لكن استخدم تلك الطّاقة للتّفكير في خطّةٍ للمستقبلِ، ولا تدع الأمور الّتي لم تسر بشكلٍ جيّدٍ تُشتّت انتباهكَ عن إنجازاتكَ.
شاهد أيضاً: التفكير الإيجابي والقدرة على التنبؤ بالمستقبل
الذكاء العاطفي يتطلّبُ التّركيزَ على نقاطِ قوّتكَ وصفاتكَ الإيجابيّة؛ لتعزيز نظرتكَ الإيجابيّة، فبدلاً من التّفكير في نقاط ضعفكَ ونقائصكَ، ركّز على صفاتكَ المُميّزة وما حقّقته، فهذا سيساعدكَ على الشّعور بالتّحسن تجاه نفسَك ومواجهة تحديّات الحياة بثقةٍ أكبر، إذ إنّ العطفَ على الذّات هو طريقةٌ فعّالةٌ أُخرى للبقاء إيجابيّاً؛ لذلك تعامل مع نفسكَ بلطفٍ وتفهّم، خاصّةً عندما تكون الأوقاتُ صعبةً، وتعامل مع نفسكَ كما تتعاملُ مع صديقٍ مُقرّبٍ يمرُّ بنفسِ الظّروف.
أحط نفسكَ بتأثيراتٍ إيجابيّةٍ، واقضِ وقتاً مع الأصدقاء وأفراد العائلة الذين يدعمونك ويعزّزون شعوركَ بالتّحسن، وشارك في الأنشطةِ الّتي تستمتعُ بها وتجدها ذات معنى، مثل هوايةٍ أو عملٍ تطوّعيٍّ، واقضِ وقتاً في الطّبيعة، فالتّفكيرُ الإيجابيّ لا يُفيدكَ فقط، بل يُفيدُ أيضاً من حولكَ، إذ يُمكن لطاقتكَ الإيجابيّة أن تعطيهم دفعةً، وبالمقابل، سيمنحونكَ هم أيضاً الإيجابيّة، مما يخلقُ دائرةً تصاعديّةً من التّشجيع.
بمعنى آخر، حتّى عندما تُعطى اللّيمون، يُمكنكَ أن تصنعَ عصير اللّيمون بعقليّتكَ، أو حتّى كعكة الشّوكولاتة؛ لذا هيّئ نفسكَ للنّجاح -في العملِ وفي حياتكَ الشّخصيّة- بتطوير نظرةٍ أكثر إيجابيّةً، ولاحظ كيف تتغيّر تجاربكَ وعلاقاتكَ وحياتكَ اليوميّة، فعندما تُنميّ ذكاءك العاطفيّ وتسمح لعقليّتكَ بالتّغيير، ستصبح مثالاً ساطعاً للإيجابيّة في حياة أولئك الذين يعملون معكَ ولأجلكَ.