الرئيسية تكنولوجيا تقنيّاتٌ جديدةٌ لتمكين ذوي الهمم وجعل حياتهم أكثر استقلاليّة

تقنيّاتٌ جديدةٌ لتمكين ذوي الهمم وجعل حياتهم أكثر استقلاليّة

من الأجهزة القابلة للارتداء إلى الرّوبوتات المساعدة، التكنولوجيا تمكّن ذوي الاحتياجات الخاصة بطرقٍ تفوق الخيال

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

لم يعد دمج ذوي الاحتياجات الخاصّة في المجتمع وتوفير الوظائف الملائمة لهم مجرّد قضيّةٍ مدنيّةٍ، بل اكتشفت الشّركات المختلفة الآن أهمّيّة تحقيق التّنوّع الكبير في موظّفيها لتحقيق أرباحٍ أفضل والوصول إلى شرائح مختلفةٍ في المجتمع. [1]

وتقول هيلينا برجر، رئيسة الجمعيّة الأمريكيّة للأشخاص ذوي الإعاقة في لقاءٍ سابقٍ مع مجلّة ".Inc" أنّ عشرات آلاف من العملاء يستخدمون الآن التّقنيّة المساعدة أو البرامج مثل قارئات الشّاشة أو لوحات المفاتيح بطريقة برايل أو نظّارات القراءة وترجمة الإشارات لدعم التّفاعل اليوميّ الجيّد.

ما هي تقنيّات ذوي الاحتياجات الخاصّة؟

هي عبارةٌ عن تكنولوجيا مساعدةٍ في التّخلّص من حواجز الحركة والتّواصل لأيّ شخصٍ يعاني من أيّ نوعٍ من الإعاقة، وهي تضمّ الكثير من البرامج المتخصّصة لسدّ الفجوة بين القدرات وإمكانيّة الوصول، وعادةً ما تنقسم احتياجات المستخدمين لهذه التّقنيّات إلى 4 فئاتٍ: [2]

  • التّقنيّات البصريّة: لكلّ من يكون مكفوفاً أو ضعيف البصر، ومن يعاني من عمى الألوان، وتشمل شاشات برايل وبرامج قراءة الشّاشة مع الأحزمة والعصيّ الّتي تساعد في التّكيّف مع البيئة وسهولة الحركة، وبرامج التّعرّف على الصّوت وغيرها.
  • التّقنيّات السّماعيّة: لصمّ وضعف السّمع، وتشمل أنظمة تضخيم الصّوت وساعات التّنبيه الاهتزازيّة وهواتف للترجمة ونظم التّواصل وجهاً لوجهٍ، مع برامج التّواصل وبرامج إخراج الكلام وبرامج صنع الرّموز.
  • التّقنيّات الحركيّة: لمن يعاني من قيودٍ في التّحكّم بالحركة وبطء العضلات والتّشنجات والارتعاش، وتشمل الأنظمة المساعدة في التّحكّم عن بعدٍ بالأجهزة وأجهزة الكمبيوتر الطّرفيّة وأحزمة الأمان التّكيّفيّة.
  • التّقنيّات المعرفيّة أو الإدراكيّة: لمن يعاني من صعوباتٍ في التّعلّم وضعف الذّاكرة وتحدّيات الانتباه أو مشاكل في النّطق وحلّ المشكلات، وتضمّ كلّاً من أنظمة تدوين الملاحظات وأنظمة التّذكير، وبرامج تحويل النّصّ إلى كلامٍ لدعم التّعلّم وغيرها.

لماذا من الضّروريّ دعم تقنيّات ذوي الاحتياجات الخاصّة؟

تؤكّد هيلينا برجر أنّ الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصّة عادةً ما يتعاملون مع المشكلات بطريقةٍ إبداعيّةٍ أكثر، وهو ما يمثّل أساساً صلباً للنّموّ المؤسّسة، ومع هذا فإنّ فرص الأصحّاء في التّوظيف تتضاعف 3 مرّاتٍ عن فرص ذوي الإعاقات المختلفة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة والدّول المتقدّمة، ويتضاعف هذا الفارق في الدّول النّامية. [3]

وتزيد التّقنيّة المساعدة من استقلاليّة ذوي الاحتياجات الخاصّة مهما كان نوع الإعاقة الّتي يعانون منها وهي تتلاءم مع جميع الأعمار بدءاً من الأطفال إلى الشّباب وأيضاً كبار السّنّ، كما تتنوّع بشدّةٍ بين أدوات السّمع والبصر أو المساعدة على الحركة والكتابة وتصفّح الإنترنت وطلب المساعدة، بالإضافة إلى التّرفيه والاستمتاع، كما يمكن أن يساعد بعضها في تحضير الطّعام بسهولةٍ، وهذا من ناحيةٍ يخفّف العبء عن مقدّمي الرّعاية الصّحّيّة والأشخاص القريبين من ذوي الاحتياجات الخاصّة، ويمنحهم أوقات فراغٍ أكثر، ومن ناحيةٍ أخرى يزيد من إدماج هذه الحالات أسرع في المجتمع والاستفادة من مهاراتهم ومواهبهم.

ويمتدّ الأمر إلى كبار السّنّ أيضاً، فتساعدهم تقنيّات التّنقّل والأدوات المريحة في تحسين جودة الحياة والتّخفيف من التّعرّض للاكتئاب والتّهيج والحالات العصبيّة النّاجمة عن طول أوقات الفراغ.

أفضل تقنيّات ذوي الاحتياجات الخاصّة

إذا كنت تعاني من إعاقةٍ، أو ترعى شخصاً آخر من ذوي الاحتياجات الخاصّة، فإنّ التّقنيّات المتنوّعة تساعد أكثر في الإدماج المجتمعيّ، وقد تطوّرت هذه التّقنيّات بشدّةٍ، ومن أحدث ما ظهر في 2023 و2024، ولاقى اهتماماً وقبولاً كبيراً، وحقّق فعّاليّةً واضحةً:

ماوس GlassOuse بلا استخدام اليدين

يعتبر ماوس GlassOuse أداةً بديلةً للفأرة، ويمكن التّحكّم به دون استخدام اليدين، وهو من الأدوات المخصّصة للأفراد الّذين يعانون من إعاقاتٍ حركيّةٍ أو جسديّةٍ، ويسمح بالتّنقّل بين أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللّوحيّة أو الهواتف الذّكيّة عبر حركات الرّأس وإيماءات الوجه؛ ممّا يلغي الحاجة إلى التّحكّم اليدويّ، وهو فعّالٌ أيضاً في تشغيل أجهزة التّحكّم البيئيّ وأجهزة توليد الكلام وغيرها من أدوات التّواصل، وهو قابلٌ للارتداء مثل النّظّارات، ومثاليٌّ لإصابات الحبل الشّوكيّ والشّلل الدّماغيّ والتّصلّب الجانبيّ الضّموريّ والاضطرابات العصبيّة الأخرى. [4]

جهاز Ara Assistive Technology

وهو مقدّمٌ من شركة Strap Technologies، ويمكن اعتباره نوعاً من العصا القابلة للارتداء لضعاف البصر والمكفوفين، وهو مزوّدٌ بأجهزة استشعارٍ وبرامج متقدّمةٍ؛ ممّا يساعد في التّنقّل بكفاءةٍ وأمانٍ، ويأتي على شكل حزامٍ يحتوي على أجهزة استشعارٍ موزّعةٍ بطريقةٍ استراتيجيّةٍ على الرّأس والصّدر وأسفل الجسم لمراقبة المنطقة المحيطة بالجسم والتّنبيه للمخاطر المحتملة، ويتكيّف مع سرعة حركة المستخدم وطريقته في السّير.

نظّارات Xander

وهي نظّاراتٌ ذكيّةٌ تستخدم أحدث تقنيّات مدعومةٍ بالذّكاء الاصطناعيّ للتّعرّف على الكلام، وهي مثاليّةٌ لضعاف السّمع، وتلبّي احتياجاتهم في التّواصل الواقعيّ أو متابعة الحوارات على الشّاشات، فتحوي هذه النّظّارة الذّكيّة علامات الكلام، وتسقطه على عدستها ممّا يتيح لمستخدمها المشاركة بكفاءةٍ في المناقشات والحفاظ على اتّصالٍ بصريٍّ في الوقت نفسه، ولا تتطلّب اتّصالاً بالإنترنت.

القفّاز الذّكيّ من Neofect

وهو من تقنيّات ذوي الاحتياجات الخاصّة المميّزة، وصمّم لمساعدة الأفراد الّذين يعانون من السّكتة الدّماغيّة أو إصابات الحبل الشّوكيّ أو غيرها من حالاتٍ عصبيّةٍ، فيمكّنهم من استعادة فعّاليّة اليدين من تمارين إعادة التّأهيل التّفاعليّة، فهذا القفّاز يعتمد على أجهزة استشعارٍ لتتبّع حركات اليد وتقديم ملاحظاتٍ للمستخدم؛ ممّا يحسّن القدرات الوظيفيّة بالتّدريج عبر تمارين جذّابةٍ تشبه اللّعب، كما يساعد في زيادة التّنسيق بين اليدين والعينين.

أجهزة السّمع Oticon More

وهي أدواتٌ ثوريّةٌ لتحسين فهم الكلام، وتتّصل بشبكةٍ عصبيّةٍ عميقةٍ تحاكي الطّريقة الّتي يعالج بها الدّماغ الصّوت، ممّا يوفّر تجربةً طبيعيّةً أكثر وشديدة الدّقّة، وهي مصمّمةٌ للتّكيّف مع البيئات المحيطة وفقاً لأنواع الصّوت سواءً صاخبةٍ أو هادئةٍ، كما توفّر اتّصالاً بالبلوتوث؛ ممّا يسمح للمستخدمين ببثّ الصّوت مباشرةً من أجهزتهم المحمولة والأجهزة الإلكترونيّة الأخرى.

جهاز Mand.ro Mark 7D

وهو عبارةٌ عن روبوتٍ على شكل أصبعٍ قادرٍ على التّكيّف ومصمّمٍ لتلبية احتياجات ذوي الإعاقة في الأطراف العليا، ويساعد في استعادة فعّاليّة اليد ذات العجز الجزئيّ أو الكلّيّ، كما يستخدم في حالة بتر الأطراف العليا.

سمّاعات الأذن العصبيّة Naqi

وهي سمّاعاتٌ تسمح للمستخدمين بالتّحكّم في أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الرّقميّة وأجهزة إنترنت الأشياء والرّوبوتات والكراسيّ المتحرّكة والتّنقّل بها دون صوتٍ أو لمسٍ أو شاشاتٍ أو كاميراتٍ، فتمكنها التّحكّم في أيّ شيءٍ رقميٍّ تقريباً، ممّا يجعلها مفيدةً لطائفةٍ واسعةٍ من ذوي الاحتياجات الخاصّة. [5]

تطوّر تقنيّات ذوي الاحتياجات الخاصّة في الدّول العربيّة

ظهر اهتمام الدّول العربيّة بتطوير تقنيّات ذوي الاحتياجات الخاصّة في إعلانين مهمّين، الأوّل هو إعلان القاهرة عام 2007 بمساهمةٍ 57 دولةٍ منها 14 دولةً عربيّةً لتطوير الاستراتيجيّات والسّياسات الوطنيّة بشأن الإعاقة، وجاءت الخطوة الثّانية في معاهدة مراكش عام 2013 لدعم الوصول إلى خدمات تقنيّات المعلومات والاتّصال لذوي الاحتياجات الخاصّة. [7]

ولكن تحتلّ الدّول العربيّة مرتبةً منخفضةً في تصنيف المبادرة العالميّة للاتّصالات الشّاملة G3ict عام 2018 باستثناء عمان الّتي احتلت المرتبة الأولى عالميّاً، وقطر الّتي احتلت المرتبة الخامسة، ليتغيّر التّرتيب قليلاً في تقرير عام 2020، وتصعد قطر للمرتبة الأولى عالميّاً، وتكون عمان في المرتبة الـ16 مع غيابٍ كبيرٍ لبقيّة الدّول العربيّة. [6]

وهناك الكثير من الأسباب الّتي قد تبرّر تراجع الدّول العربيّة عن الاهتمام الفائق بهذا الأمر، منها الارتفاع الكبير في أسعار تقنيّاتها ونقص دعمها للّغة العربيّة، ومنها أيضاً انخفاض انتشار الإعاقة في الدّول العربيّة مقارنةً بالمتوسّط العالميّ، فيتراوح بين 0.19% في قطر إلى 5% في المغرب، فيما يصل المتوسّط العالميّ إلى 15% وفقاً لتقرير لجنة الأمم المتّحدة للتّنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة في غرب آسيا "الإسكوا".

وكذا لا يمكن تجاهل نقص الوعي إلى حدٍّ ما بضرورة إدماج ذوي الاحتياجات الخاصّة بكفاءةٍ في المجتمع وعدم الاعتماد فقط على تقديم الرّعاية لهم دون مساهمةٍ فعليّةٍ مّنهم، فهذا لا يضرّ فقط بالاقتصاد، ولكن بذوي الاحتياجات الخاصّة أنفسهم، ويقلّل من تقديرهم الذّاتيّ ورغبتهم في الحياة عكس الاندماج الكامل أو الجزئيّ في النّشاطات المتنوّعة بين التّعليميّة والثّقافيّة والاقتصاديّة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: