Meta تكشف عن نظارات الواقع المعزز، وتستعد لثورة الميتافيرس!
تكلفة إنتاج كلّ جهازٍ تتجاوز عشرات الآلاف من الدّولارات، وهو ما يفسّر الطّرح المحدود لهذه النّظّارات في المرحلة الأولى
أعلنت شركة "ميتا" (Meta)، المالكة لفيسبوك، عن استعدادها للكشف عن أحدث منتجاتها في مجال الواقع المعزّز خلال مؤتمر "كونيكت" (Connect) السّنويّ الذي يعقد في مقرّها الرّئيس بكاليفورنيا. يأتي هذا الإعلان في وقتٍ تسعى فيه الشّركة لتقديم نظّارات الواقع المعزّز الجديدة كأحد أهمّ منتجاتها التي تهدف إلى التّنافس مع الأجهزة الأخرى ذات الأسعار المرتفعة.
ستكشف الشّركة في هذا المؤتمر، عن أوّل نظّاراتها للواقع المعزّز، إلى جانب تحديثاتٍ مهمّةٍ لأنظمة الواقع الافتراضيّ الحاليّة وتقنيّات الذّكاء الاصطناعيّ. ومن بين التّحديثات المرتقبة، ستتيح ميتا للمستخدمين إمكانيّة اختيار أصواتٍ لروبوتات الدّردشة التي تعتمد على الذّكاء الاصطناعيّ، مع إضافة خيارات أصوات شخصيّاتٍ مشهورةٍ مثل الممثّلة جودي دينش والمصارع جون سينا، ما يعزّز من تجربة المستخدم الشّخصيّة.
لقد كان تطوير تقنيّة الواقع المعزّز مشروعاً طموحاً للرّئيس التّنفيذيّ لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، الذي بدأ منذ عام 2021 في تحويل الشّركة نحو بناء ما يسمّى بـ"الميتافيرس" (Metaverse)، وهي بيئةٌ افتراضيّةٌ شاملةٌ تدمج بين الواقعين المادّيّ والافتراضيّ. إلّا أنّ الشّركة واجهت تحدّياتٍ تقنيّةً كبيرةً، حيث اعترف رئيس قسم "ريليتي لابز" (Reality Labs) الذي يشرف على مشاريع الميتافيرس، بأنّ المنتج الذي يمكن أن يصل إلى الأسواق لا يزال على بعد عدّة سنواتٍ من التّطوير.
ورغم ذلك، لم تتوان ميتا عن استثمار مليارات الدّولارات في تقنيّات الميتافيرس والذّكاء الاصطناعيّ، حيث توقّعت الشّركة أن تصل نفقاتها في هذا المجال إلى ما بين 37 و40 مليار دولارٍ في عام 2024. ومع ذلك، تواجه الشّركة خسائر ماليّةً ضخمةً، فقد أعلنت عن خسارةٍ قدرها 8.3 مليار دولارٍ في النّصف الأوّل من هذا العام وحده، بالإضافة إلى خسارةٍ بلغت 16 مليار دولارٍ في العام السّابق.
تخطّط ميتا لتوزيع الجيل الأوّل من نظّارات الواقع المعزّز على نطاقٍ ضيّقٍ هذا العام، حيث ستكون مخصّصةً لمجموعةٍ من المطوّرين والموظّفين الدّاخليّين في الشّركة. وحسب ما ورد من بعض المصادر، فإنّ تكلفة إنتاج كلّ جهازٍ تتجاوز عشرات الآلاف من الدّولارات، وهو ما يفسّر الطّرح المحدود لهذه النّظّارات في المرحلة الأولى. ومع ذلك، تأمل الشّركة في أن يؤدّي التّقدّم التّقنيّ إلى خفض تكاليف الإنتاج بحلول عام 2027، ممّا يتيح إصدار نظّاراتٍ معقولة التّكلفة للمستهلكين.
بالإضافة إلى ذلك، حقّقت ميتا نجاحاً غير متوقّعٍ مع نظّارات راي بان ميتا (Ray-Ban Meta) الذّكيّة المزوّدة بكاميرا، والتي نالت شعبيّةً كبيرةً في السّوق، خاصّةً بعد إضافة مساعدٍ رقميٍّ يعمل بالذّكاء الاصطناعيّ خلال مؤتمر Connect السّابق. ساهم هذا الابتكار في تحويل هذه النّظّارات من مجرّد منتجٍ بسيطٍ إلى واحدٍ من أكثر الأجهزة الذّكيّة القابلة للارتداء شيوعاً في السّوق.
ورغم عدم الكشف عن أرقامٍ دقيقةٍ لمبيعات هذه النّظّارات، أشار الرّئيس التّنفيذيّ لشركة "إسيلور لوكسوتيكا" (EssilorLuxottica)، المصنّعة لنظّارات راي بان، إلى أنّ مبيعات الجيل الجديد تفوّقت على الجيل السّابق في فترةٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ، حيث شحنت أكثر من 700 ألف زوجٍ منذ التّحديث الأخير. كما تدرس ميتا إمكانيّة توسيع شراكتها مع إسيلور لوكسوتيكا واستثمار المزيد في تطوير هذه النّظّارات، مع خططٍ مستقبليّةٍ لإضافة ميزاتٍ جديدةٍ مثل عرض النّصوص والصّور مباشرةً على العدسات.
يبدو أنّ شركة ميتا تعمل بجدٍّ لتحقيق رؤيتها الطّموحة للميتافيرس والواقع المعزّز، رغم التّحدّيات الماليّة والتّقنيّة التي تواجهها. يبقى السّؤال حول مدى قدرة الشّركة على تقديم منتجاتٍ يمكنها المنافسة في سوق الواقع المعزّز المتنامي، وتلبية توقّعات المستهلكين والمستثمرين على حدٍّ سواءٍ.