تمويل ضخم لـ vminds.ai يعزز مستقبل الذكاء الاصطناعي
المؤسّس أحمد المشهدي يرى أنّ جوهر الذّكاء الاصطناعيّ في السّعودية هو الإنسان، لا الكود

هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا
حصلت شركة "ڤي مايندز.إيه آي" (vminds.ai)، النّاشئة في حقل الذّكاء الاصطناعيّ والواقعة في المملكة العربيّة السّعوديّة، على تمويلٍ مكوّنٍ من ستّة أرقامٍ في جولةٍ تمهيديّةٍ (Pre-Seed)، وذلك في سبيل الارتقاء بمنصّتها الّتي أطلقت رسميّاً عام 2024. وقد قاد هذه الجولة نخبةٌ من المستثمرين الملائكيّين الاستراتيجيّين الّذين يمثّلون قطاعاتٍ تجاريّةً متنوّعةً.
تطوّرت منصّة "ڤي مايندز.إيه آي" على يد شركة "ڤيم سوليوشنز" (VEEM Solutions) السّعوديّة، الّتي نالت جوائز دوليّةً بفضل خبراتها في التّكنولوجيا المتقدّمة وابتكارات الذّكاء الاصطناعيّ. تأسّست المنصّة في عام 2024 على يد رائد الأعمال أحمد المشهديّ، وتوحّد تحت مظلّتها ما يزيد على 150 أداةً للذّكاء الاصطناعيّ، لتقدّم خدماتٍ تمتدّ من الذّكاء الاصطناعيّ التّوليديّ للنّصوص والصّور والفيديوهات والموسيقى، وصولاً إلى تحليل البيانات، وتحويل الكلام، فضلاً عن أدواتٍ مخصّصةٍ للمطوّرين.
إلى جانب ذلك، تخرّجت الشّركة من مركز واعدٍ لريادة الأعمال، حاضنة الأعمال التّابعة لعملاق النّفط السّعوديّ أرامكو، وكذلك من برنامج مسرّعة تيك تشامبيونز الّذي أطلقته وزارة الاتّصالات وتقنيّة المعلومات في المملكة (MCIT). كما تشارك "ڤي مايندز.إيه آي" حاليّاً في برامج دعم الشّركات النّاشئة لدى شركتي إنفيديا (NVIDIA) ومايكروسوفت (Microsoft).
ويخصّص هذا التّمويل لدعم إطلاق حلولٍ موجّهةٍ للمستخدمين الأفراد، مع خططٍ للتّوسّع عبر إصدارٍ مؤسّسيٍّ خلال الرّبع الثّالث من عام 2025. وفي معرض حديثه مع "عربية .Inc"، قال المشهديّ:
"نطمح إلى أن نصنع من "ڤي مايندز.إيه آي" وجهةً مركزيّةً للذّكاء الاصطناعيّ – فضاءً يتيح لأيّ شخصٍ الوصول إلى أدوات الذّكاء الاصطناعيّ وإنشائها وتوزيعها".
ويشير المشهديّ، الّذي يمتلك رصيداً قياديّاً يتجاوز خمسةً وعشرين عاماً في اثنتي عشرة دولةً، إلى أنّ رسالة "ڤي مايندز.إيه آي" تتمحور حول إتاحة الذّكاء الاصطناعيّ للجميع، بصرف النّظر عن خلفيّاتهم التّقنيّة. فيقول:
"نرى في أنفسنا محرّكاً جوهريّاً لتبنّي الذّكاء الاصطناعيّ في السّعوديّة، لا سيّما على مستوى الأفراد، وليس مجرّد دعمٍ للشّركات. ورغم النّظرة السّائدة بأنّ الذّكاء الاصطناعيّ حكرٌ على الخبراء، فإنّنا نسعى إلى تبسيطه وجعله في متناول الجميع – سواءً أكنت ربّة منزلٍ أو طالباً أو رائد أعمالٍ أو صانع محتوًى، أو حتّى شخصاً يريد توظيف الذّكاء الاصطناعيّ في حياته اليوميّة".
ويضيف المشهديّ أنّ "ڤي مايندز.إيه آي" تصبو إلى تعزيز استخدام الذّكاء الاصطناعيّ من قبل الأفراد والمؤسّسات على حدٍّ سواءٍ، دعماً لرؤية السّعوديّة 2030. ويؤكّد قائلاً:
"سيكون الذّكاء الاصطناعيّ عاملاً محوّراً في هذه المسيرة، غير أنّه لن يؤتي ثماره المرتجاة ما لم يصل إلى شرائح أوسع من النّاس – لا أصحاب الخبرات التّقنيّة فحسب، بل عموم المجتمع أيضاً".
ويمضي المشهديّ موضّحاً: "إنّ مستقبل الذّكاء الاصطناعيّ في السّعوديّة لا يتمحور حول التّكنولوجيا وحدها، بل حول الإنسان. فكلّما مكّنّا الأفراد والشّركات من استثمار الذّكاء الاصطناعيّ، عزّزنا الذّكاء البشريّ والإبداع والإنتاجيّة على نحوٍ شاملٍ. وهذا هو التّحوّل الحقيقيّ، والمستقبل الّذي نسعى إلى صياغته في "ڤي مايندز.إيه آي"".
كذلك تركّز المنصّة على تطوير جوانب الذّكاء الاصطناعيّ المخصّصة، بحيث تراعي حاجات المستخدمين وأهداف القطاعات المختلفة. وترى الشّركة فرصاً واعدةً في مجال التّعليم والرّعاية الصّحّيّة وصناعة المحتوى.
ومع ازدياد إقبال الشّركات السّعوديّة على استكشاف الذّكاء الاصطناعيّ، وجّه المشهديّ نصائح عمليّةً لأولئك الرّاغبين في خوض ميدان الذّكاء الاصطناعيّ لأوّل مرّةٍ: "ثمّة اعتقادٌ شائعٌ بأنّ الذّكاء الاصطناعيّ معقّدٌ للغاية أو يحتاج إلى ميزانيّاتٍ ضخمةٍ لتطبيقه. والحقيقة أنّه أصبح اليوم في متناول الجميع، وأنّ بإمكان مختلف الشّركات – مهما اختلفت أحجامها أو قطاعاتها – الاستفادة منه الآن، دونما حاجةٍ إلى فريقٍ متكاملٍ أو خبراتٍ تقنيّةٍ عميقةٍ".
وأشار كذلك إلى ضرورة الانطلاق بخطواتٍ تدريجيّةٍ، ورصد المجالات الّتي قد يحدث فيها الذّكاء الاصطناعيّ أثراً سريعاً، والحرص على جاهزيّة البيانات. واستطرد قائلاً: "لا تقتضي الاستفادة من الذّكاء الاصطناعيّ إحداث تغييراتٍ جذريّةٍ في العمليّات. ابدؤوا بتحديد مجالٍ أو مجالين حيث يكون الذّكاء الاصطناعيّ قادراً على تحقيق عوائد فوريّةٍ، مثل أتمتة خدمة العملاء، أو تحسين التّخصيص التّسويقيّ، أو تبسيط تحليل البيانات".
الصّورة: يظهر في الصّورة مؤسّس "ڤي مايندز.إيه آي"، أحمد المشهديّ.