تواجه OpenAI انتقاداتٍ حادةٍ بسبب شعارها الجديد المثير للجدل
رفض موظفو الشّركة الشّعار الجديد، وعبّروا عن قلقهم من تأثيره على هوية الشّركة وسط إعادة الهيكلة الكبرى
تعمل شركة "أوبن أي" (OpenAI) حاليّاً على إعادة صياغة هويّتها التجاريّة، ومن بين الخطوات الّتي تفكّر فيها الشركة تصميم شعارٍ جديدٍ يعتمد على حرف "O" كبيرٍ باللّون الأسود، ليكون رمزاً لمستقبل الذّكاء الاصطناعيّ. ومع ذلك، هذا الشّعار الذي قد يبدو بسيطاً في مظهره لم يحظ بقبولٍ جيدٍ لدى موظّفي الشّركة، حيث أبدى العديد منهم استياءهم واصفين الشّعار بأنّه "مشؤوم". حسب تقارير مجلة "فورتشن" (Fortune) عرضت الشّركة الشّعار الجديد في اجتماعٍ داخلي، لكن ردّ الفعل العامّ كان سلبياً.
الشّعار المقترح والجدل حوله
منذ عقودٍ، ترتبط تكنولوجيا الذّكاء الاصطناعيّ في أذهان الكثيرين بصورٍ خياليّةٍ سلبيّةٍ ظهرت في أفلامٍ ومسلسلاتٍ تلفزيونيّةٍ، وغالباً ما تُصوَّر بشكلٍ مخيفٍ. هذا ما يجعل اعتماد شعارٍ بسيطٍ مثل حرف "O" الأسود أمراً حساساً؛ إذ قد يُعتبر تلميحاً إلى فكرة المراقبة الشّاملة أو الهيمنة التّكنولوجيّة. من هذا المنطلق، رأى الموظّفون أنّ الشعار الجديد لا يعكس قيم الشّركة أو تطلّعاتها المستقبليّة.
في المقابل، ترى قيادة الشّركة أنَّ هذا الشعار يعبّر عن "الدّقة والإمكانات والتّفاؤل". لكنّ الموظّفين لم يشاركوهم هذا التّفاؤل، إذ إنَّ ردود الفعل السّلبيّة التي ظهرت خلال الاجتماع أوضحت أنَّ هناك فجوةً بين رؤية الإدارة ورؤية الموظّفين.
شاهد أيضاً: تطوير تكنولوجيا جديدة للمنطق من قبل OpenAI
إعادة الهيكلة في OpenAI
ليست مسألة الشعار هي الوحيدة التي تثير الجدل في الشّركة. فالشّركة تعمل حاليّاً على إجراء تغييراتٍ كبيرةٍ على هيكلها المؤسّسي، بما في ذلك التحوّل إلى نظامٍ ربحيٍّ بعد أن كانت تعمل تحت مظلّةٍ غير ربحيّةٍ. تُقلق هذه التّغييرات بعض المتابعين والموظّفين، إذ يرون فيها انحرافاً عن الأهداف الأصليّة للشّركة الّتي كانت تسعى إلى تطوير تكنولوجيا الذّكاء الاصطناعيّ بشكلٍ آمنٍ ومسؤولٍ. في عام 2023، أدّى هذا القلق إلى أزمةٍ داخليةٍ في الشّركة عندما أطاح مجلس الإدارة بالرّئيس التّنفيذيّ، سام ألتمان، لفترةٍ وجيزةٍ، متّهمين إياه بالابتعاد عن تلك الأهداف.
إضافةً إلى ذلك، شهدت الشّركة خلال العام 2024 مغادرة عددٍ من كبار الموظّفين في قسم السّلامة، مثل إيليا سوتسكيفر ويان لايكي، ممّا زاد من المخاوف حول مستقبل الشّركة والتزامها بالسّلامة في تطوير تقنيّات الذّكاء الاصطناعي.
دور التّصميم في الهوية المؤسسيّة
في عالم التّكنولوجيا اليوم، يعتبر تصميم شعارٍ بسيطٍ وسهل التّمييز جزءاً أساسياً من بناء هويّة العلامة التّجاريّة. لكن في حالة OpenAI، فإنَّ اعتماد شعار "O" الأسود يأتي في توقيتٍ حساسٍ يتزامن مع تغييراتٍ هيكليةٍ كبيرةٍ في الشّركة، ممّا قد يعطي انطباعاً سلبياً لدى الجمهور والمتابعين.
وعلى صعيدٍ آخر، تشير تقاريرٌ إلى أنَّ سام ألتمان يعمل حالياً على مشروعٍ جديدٍ بالتّعاون مع المصمم الشهير جوني إيف، الذي كان مسؤولاً عن تصميم العديد من المنتجات البارزة في شركة آبل مثل جهاز "آيفون" (iPhone). وفقاً لملفٍّ شخصيٍّ نُشر في "نيويورك تايمز" (New York Times)، يعمل إيف مع فريقٍ صغيرٍ من المصمّمين على تطوير منتجٍ جديدٍ في مجال الأجهزة لصالح الشّركة، ما قد يشير إلى أنّ الشركة تخطّط لدخول مجالٍ جديدٍ، ربما في تكنولوجيا الواقع المعزّز أو الواقع الافتراضيّ.
شاهد أيضاً: Apple تطوّر ميزات الذكاء الاصطناعي في أدواتها
تعدُّ OpenAI واحدةً من الشّركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعيّ، لكنها تواجه تحدياتٍ كبيرةٍ، سواءٌ من حيث تطوير هويةٍ جديدةٍ أو إعادة هيكلةٍ مؤسسيّةٍ. بين شعارها الجديد المثير للجدل وتعاونها مع مصممين بارزين، تتجه الشركة نحو مستقبلٍ غير واضحٍ، لكن التحوُّل نحو أهدافٍ ربحيّةٍ قد يكون عاملاً حاسماً في تحديد مسارها القادم.
وفي ظل هذه التّغيّرات، يبقى السّؤال المطروح هو: هل تستطيع الشّركة الحفاظ على رؤيتها لتطوير الذّكاء الاصطناعيّ الآمن والمسؤول؟ أم أنّ تحولات السّوق والضّغوط الربحيّة ستغيّر من مسارها؟