توظف الشركات الصغيرة المزيد في الخارج إليك كيف تجتذب المواهب
يُظهر استطلاع جديد أن على الشركات الصّغرى تقديم عروض بفوائد منصفة عادلة لكي تجتذب وتستبقي المواهب على المستوى الدولي.
هل تعاني من نقصٍ في المواهب؟ لعلّك ترغب في البحث عنها ما وراء البحار، ولكن أوّلاً، ستحتاج إلى صياغة عرضٍ لا يُقاوَم. [1]
تخطّط ثلاثة أرباع الشّركات الصغيرة والمتوسطة الحجم لزيادة تعداد موظفيها الدّوليين، وفقاً لاستطلاعٍ حديث أُجري على ما يقرب من 500 شركةً صغيرةً ومتوسّطةَ الحجمِ من غوستو (شركة برامج الرّواتب وإدارة الموارد البشرية)، والتي مقرها سان فرانسيسكو. إذ تخطّط 54% منها للقيام بذلك في غضون السّنة إلى الثّلاث سنوات القادمةِ، بالإضافة إلى زيادةِ عددِ موظّفيها في الولايات المتحدة. [2]
"في اعتقادك التقليدي أن لدى الشّركاتِ الكبيرةِ كثيراً من الحضورِ على الصّعيد الدّوليّ"، ووفقاً لليز ويلك -كبيرة الاقتصاديّين في غوستو، تلك شركات نامية تبحث عن المواهبِ أينما أمكن العثورُ عليها.
وفقاً للبياناتِ المتاحةِ، يتضح أن البحثَ عن المواهبِ لا يزالُ يُشكِل تحدياً تنافسياً في الوقتِ الحاليّ. حيث أشارت نسبة 58 في المئةِ من الشّركات الصّغيرة والمتوسطة في استطلاعٍ إلى أنّها تسعى لاستقطابِ مواهب دولية، نظراً لندرةِ الموظفين في الولاياتِ المتّحدةِ. وعلى الرّغم من تراجعِ سوقِ العملِ إلى حدٍّ ما، فإنّ العديدَ من الشّركاتِ الصّغيرةِ تواجه صعوباتٍ في تعيينِ العمالةِ، حيث أفادَ 40 في المئة منها بوجودِ شواغرٍ وظيفيّةٍ لم يتمكّنوا من شغلها في شهرِ أغسطس، بحسبِ تقريرِ الاتّحاد الوطنيّ الأمريكيّ للأعمالِ المُستقِلَّةِ. [3]
بناءً على ما سبق، إليك السّبب في بحث الشّركات الصّغيرة عن المواهبِ في الخارج الآن، وكيف يمكن لها تقديمُ عرضٍ مقنعٍ لجذبِ أفضل الموظّفين.
يمكن للتوظيف الدولي أن يضيف قيمة
بعيداً عن إنعاش أزمة العمالة، يمكن أن يجلب توظيف المواهب الدّولية فوائد مضاعفةً. ووفقاً للتقرير، إنّ 86 في المئة من الشّركات صغيرة ومتوسّطة الحجم توظّف أولئك العمّال لإدارة التّكاليف بشكل أفضل، كما أفادَ التقرير. "لقد شهد العمال في الولايات المتحدة زياداتٍ جمّة في الأجور خلال السّنتين الماضيتَين، كما وأنّ الشّركات الصّغيرة تبحث عن طرقٍ لجذب المواهب اللّازمة بميزانيات أصغر، ممّا لدى الشّركات الكبيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يهدف أكثر من نصف المجيبين عن الاستبيان إلى تسريع خطط التّوسع الدّولي، وتحسين خدمة الأسواق والعملاء غير الأمريكيين من خلال هذه التّعيينات.
مع ذلك، هناك تحديات! إذ تشير غالبية الشّركات صغيرة ومتوسّطة الحجم إلى صعوباتٍ في التّعامل مع قوانين التّوظيف والضّرائب الأجنبيّة، وهناك أيضاً التّكاليف، والتّي تتضمن وفقاً للتّقرير: "إنشاء كيانٍ محليٍّ، وتوظيفِ جهةٍ ثالثةٍ لتسجيلِ الموظّفين أو منظمةٍ محترفةٍ لإدارة الموظّفين، وتقديمِ أوراقٍ رسميّةٍ، أو تأجيرِ استشارييّن محلييّن."
كما وتشير أكثر من نصف الشّركات صغيرة ومتوسّطة الحجم إلى صعوبة تحديد الأجور والفوائد الأكثر تنافسيّة لسوق المواهب، والّتي يمكن أن تكون عالميةً بالنسبة لتوظيفٍ دوليٍّ، كما تقول ويلك: "أنت لست فقط تُفكِّر فيما يمكن دفعه، إنّما تُفكِّر في أيّ سوقٍ للمواهبِ يوجد الشّخص الّذي ترغب فيه حقاً؟'"، هذا فضلاً عن الفروق في المنطقة الزّمنية واللّغة التي من الممكن أن تثير بعض الشّركات الصّغيرة، وفقاً للتّقرير.
على الرّغم من هذه العقبات، يواصل كثيرون خُطط التّوسع، وعالم العمل الهجين يجعل من هذه الخطوة أسهل. إذ من بين الشّركات التّي جرى استطلاع آرائها، كان لدى ثُلُثَيها موظّفٌ عن بعد قبل التّوسع عالمياً، وقال 72 في المئة منهما إن تجربتهم في إدارة الموظفين عن بعد أثرت إيجابياً على قرارهم في التّعاقد مع موظفين دوليين. كما قالت ويلك: "إن الحصول على الممارسة، والسّلوكيات، وأسلوب الإدارة الصّحيح مع موظف يعمل عن بُعد بالكامل فتح الفرصة للبحث عن المواهبِ الدّولية".
تقديم مزايا مٌكافئة لجذب الموظفين الدوليين
عندما تُقرِّر التّوظيف على المستوى الدّوليّ، ستحتاج إلى جذب المرشحين المناسبين لجعل الجهد يستحق. إذ قالت ويلك"تحتاج الموهبةُ الحَسَنةُ في أيّ مكانٍ إلى سببٍ مقنعٍ لاختيارك". وبالرغم من أن بعض أصحاب الأعمال يتعنّتون في اختيار الحزم، والفوائد المناسبة لتقديمها، يكشف التّقرير عن مبدأ توجيهيٍّ بسيطٍ: قدّم عروضاً مطابقة، أو منصفة، لتلك الّتي قد تقدّمها لموظفيك في الولايات المتّحدة.
وبالفعل، يُظهِر التّقرير أنّ الشّركات التّي تدفع للمرشّح ما يُمكن أن يحصل عليه في الولايات المتحدة -مع اعتبار تكلفة المعيشة في تلك السّوق المحليّة- تكون أكثر احتمالاً بنحو 1.4 مرة للإبلاغ عن كونها فوق المعدّل بكثير في جذب المواهب الدّولية عالية الجودة".
لكن بالإضافة إلى خيارات الأسهمِ المعتادةِ، والتّأمين الصّحي، إنّ تقديم ذات موارد التّعلّم، والتّطوير، وأوقات الإجازات يمكن أن يأتي بنتائجٍ طيّبةٍ. إذ تفيد الشّركات صغيرة ومتوسّطة الحجم التّي تفعل ذلك بإدارة أفضل -لاستنزاف الموظفين وإنتاجيتهم من الشّركات التّي لا تفعل ذلك. كما أن وقت الاتّصال الشّخصيّ أيضاً يَهمّ هؤلاء الموظفين، إذ تفيدُ الشّركات التّي تجلب الموظفين الدّوليين إلى الولايات المتحدة للتعاون بمضاعفة نجاحها فوق المتوسّط في الاستبقاء النّاجح.
إذا كنت ترغب في إنشاءِ بيئةٍ عالميّة مترابطة فعليّاً وعاليةَ الأداءِ، اتبع ويلك الذي يقول: "ينبغي على الأشخاص الّذين هم دوليّون أن يكونوا جزءاً لا يتجزّأ من الفريق."