3 خطواتٍ رئيسيّةٍ لتحقيق أقصى عائدٍ عند بيع شّركتك
نصائحٌ من الخبير واين آيرز لتحقيق انتقالٍ ماليٍّ سلس واستثمارٍ ناجحٍ
يواجه روّاد الأعمال قراراً مصيريّاً، في عالم الأعمال سريع التّغيّر: متى وكيف يبيعون أعمالهم الّتي بنوها بجهدٍ ووقتٍ طويلين. فعمليّة بيع الشّركة ليست مجرّد صفقةٍ تجاريّةٍ؛ بل هي حدثٌ يغيّر حياة صاحبها، ويمكن أن يؤثّر بشكلٍ جذريٍّ على مستقبله المهنيّ والماليّ. وهنا، يشارك واين آيرز، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة "وير ذا بز" (WHEREISTHEBUZZ)، ثلاث خطواتٍ أساسيّةٍ لضمان انتقالٍ سلسٍ وقيمةٍ مرتفعةٍ عند اتّخاذ هذا القرار.
الخطوة الأولى: تقييمٌ دقيقٌ لقيمة الشّركة
أوّل خطوةٍ على الطّريق نحو بيعٍ ناجحٍ تبدأ بفهمٍ واقعيٍّ لقيمة شركتك. حيث يخطئ العديد من أصحاب الشّركات عندما يعتمدون في تقديرهم لقيمة شركاتهم على آراءٍ شخصيّةٍ أو توقّعاتٍ غير مدروسةٍ، ما قد يؤدّي إلى تقييمٍ غير دقيقٍ - إمّا مُبالغٍ فيه أو أقلّ من القيمة الحقيقيّة. ولذلك، ينصح بالاستعانة بخبيرٍ في تقييم الشّركات أو مستشارٍ في مجال الاندماج والاستحواذ لتقديم تقييمٍ محايدٍ وشاملٍ.
إذ يقوم التّقييم الاحترافيّ بأخذ عدّة عوامل في الاعتبار، مثل الأصول الحاليّة للشّركة، وديونها، وآفاق النّموّ المستقبليّ، والمنافسة في السّوق. وهذا التّقييم لا يحدّد فقط القيمة السّوقيّة الحاليّة للشّركة، بل يمنّحك نظرةً ثاقبةً حول المجالات الّتي يمكن تحسينها لتعزيز القيمة، مثل تحسين أداء الشّركة أو معالجة نقاط الضّعف التّشغيليّة.
الخطوة الثانية: إجراء العناية الواجبة (تجهيز وثائق الشّركة)
بعد معرفة قيمة الشّركة، تأتي الخطوة التّالية، وهي إعداد الشّركة لعمليّة "العناية الواجبة" أو التّدقيق الّذي سيجريه المشترون المحتملون. قد تبدو هذه العمليّة شاقّةً، ولكنّها ضروريّةٌ للغاية؛ حيث يقوم المشترون بدراسة كلّ جانبٍ من جوانب الشّركة للتّأكّد من أنّ المعلومات الماليّة والقانونيّة متطابقةٌ وشفّافةٌ.
فيتطلّب ذلك من المالك جمع جميع البيانات الأساسيّة: من سجلّاتٍ ماليّةٍ دقيقةٍ، وعقودٍ قانونيّةٍ، وبيانات الموظّفين، وحتّى تفاصيل الصّفقات مع المورّدين والعملاء. وأيّ تناقضاتٍ قد تتمّ اكتشافها في هذه المرحلة قد تعرّض الصّفقة للخطر، أو تؤدّي إلى تأخيرها، كما قد تقلّل من قيمة العروض الماليّة. كما أنّ تقديم ملفّاتٍ منظّمةٍ وواضحةٍ سيعزّز الثّقة لدى المشتري، ويعطي انطباعاً إيجابيّاً عن إدارة الشّركة، ممّا يسهّل مناقشات الشّراء، ويضمن استمراريّة سير الصّفقة بسلاسةٍ.
الخطوة الثالثة: التّحلّي بالصّبر والحكمة في المفاوضات
تعدّ مرحلة التّفاوض هي الأكثر أهمّيّةً وحساسيّةً في عمليّة البيع؛ فهي الفرصة الّتي يمكنك من خلالها جني ثمار عملك واستثمار سنوات الجهد الّتي بذلتها. وهنا، ينبغي عليك أن تكون مستعدّاً للتّفاوض ليس فقط على السّعر النّهائيّ، بل أيضاً على عدّة شروطٍ أساسيّةٍ مثل طريقة الدّفع، وفترة الانتقال، ومستوى مشاركتك في العمل بعد البيع.
وفي هذا السياق، يقول رجل الأعمال المخضرم جون وتمور الّذي حقّق نجاحاً كبيراً في تطوير شركته الصّغيرة إلى إمبراطوريّةٍ تجاريّةٍ، "لا تتعجّل في اتّخاذ القرار، فالقرار المتسرّع قد يكلّفك الكثير". لذا، يجب أن تمنح نفسك وقتاً كافياً لدراسة جميع الخيارات المطروحة وتحليل الشّروط بدقّةٍ.
فعلى سبيل المثال، قد يرغب بعض المشترين في أن يبقى المالك السّابق لفترةٍ انتقاليّةٍ بعد البيع لضمان استقرار الشّركة وتسهيل عمليّة انتقال الإدارة. وإذا كنت ترى أنّ هذا الخيار مناسبٌ لك، فقد يكون من الحكمة الاتّفاق على تفاصيله مسبقاً لضمان أن عمليّة الانتقال لن تواجه عراقيل، وأن تبقى العلاقة مع العملاء والموظّفين مستقرّةً.
يمكن أن يكون بيع شركتك خطوةً مجزيةً على الصّعيدين المهنيّ والماليّ، ولكنّه يتطلّب إعداداً متأنّياً ودراسةً دقيقةً لضمان تحقيق أقصى قيمةٍ؛ ممّا بنيته على مدار سنواتٍ من العمل. إنّ هذه الخطوات الثّلاث، من تقييمٍ شاملٍ للشّركة، إلى إعداد الوثائق بشكلٍ منظّمٍ، وأخيراً التّحلّي بالصّبر في المفاوضات، هي مفتاح نجاحك في إتمام صفقةٍ تعكس بحقٍّ حجم الجهد الّذي بذلته في تأسيس وتطوير عملك، وبهذه الطّريقة، ستحقّق انتقالاً سلساً ومستقرّاً للشّركة، يضمن استمرارها ويتيح لك استثماراً مجزياً ومكانةً تستحقّها بعد سنواتٍ من العمل المتواصل.