3 طرق تمنح رواد التكنولوجيا عناية أفضل بصحتهم العاطفية
يُرزح رواد التكنولوجيا تحت ضغط فريد من نوعه هذه الأيام. في هذا المقال ثلاث طرق فعالة يمكنهم بواسطتها تخفيف التوتر وحتى تحرير أنفسهم ليتمكنوا من الازدهار.
بقلم جويل كوم Joel Comm ، مؤلف وخطيب
لقد كانتْ مراقبةُ مجالِ التكنولوجيا صعبةً في السّنة التي مضتْ، فقد رزحَ كبارُ مغامريْ العقليّاتِ التكنولوجيّةِ تحت ضغطٍ هائلٍ حيث ضيّقَ الضغطُ الاقتصاديّ على صناعتهمْ بمستوياتٍ غير مسبوقةٍ. [1]
إنّ العمّالَ الّذين يخسرونَ وظائفهم بخَيْر. وحتى القادةُ (المدراء) ما يزالونَ سِلَعاً رائجةً طالمَا أنَّ العملَ مستمرٌ. الجزءُ الصعبُ هنا هو ملاحظةُ حالاتِ التوترِ والإجهادِ والأثرُ الّذي تتركهُ على أداءِ الشّخصِ في العملِ.
بعبارةٍ أخرى، من الصّعبِ أنْ تنجحَ عندما تسبّبُ لكَ ظروفُ العملِ الارتباكَ والتوترَ والإحباطَ. إنَّ أحدَ المكوّناتِ الأساسيّةِ للنّجاحِ هو استعادةُ السيطرةِ. فقد يكونُ موقعكَ الحاليّ في مأزقٍ، أو قدْ تقلقُ بخصوصِ تقصيرِ المدارجِ الماليّة و/أو نقصٍ في المستثمرينَ الجددْ. إنْ كان ما يريدهُ روّادُ التكنولوجيَا ليسَ فقط النّجاةَ في هذهِ البيئةِ بل الازدهارَ فيها، فهمْ بحاجةٍ للتّركيز على ما يستطيعونَ التحكّمَ به، ألا وهو أنفسهمْ.
فيما يلي بعضُ الإرشاداتِ التي اكتشفتُها عبر السّنين لتعتني بشكلٍ فعّالٍ باحتياجاتكَ الجسديّةِ والعاطفيّةِ كرائدِ أعمالٍ، حتى في عالمِ التكنولوجيا المتسارعِ ذي الضّغطِ العالي.
شاهد أيضاً: استثمار الذكاء العاطفي في العمل.. كمن يقول للمستحيل كُن فيكون
-
خُذْ وقتاً كافياً لمعالجة الأمور
يدركُ الرّوادُ جيّداً حاجتهمْ إلى أخذِ إجازةٍ. وقد وجدتُ أنَّ كثيراً منهم يأخذونَ إجازةً لأسبوعٍ أو اثنينْ في الصّيفِ، حيثُ يختفونَ من على وجهِ الأرضِ ثمّ يظهرون في النّهاية وقد اسْمرَّتْ بشرتهمْ وارتاحتْ أجسامهمْ.
أنا في الواقعِ أهنئهم على ذلكَ. لكنَّ المشكلةَ تكمنُ في أنَّ المغادرةَ لأسبوعين مرّةً أو مرّتين في السّنة لا يكون كافيّاً دوماً. ففي بيئةٍ عاليةِ الضّغطِ، عليكَ أنْ تذهبَ أبعدَ من ذلك. أنتَ بحاجةٍ لأنْ تأخذَ وقتاً كافيّاً لمعالجةِ الأمورِ.
يعتقدُ إنجل ميتا (Angel Mehta) بشدّةٍ أنّك بحاجةٍ للعملِ على حلِّ ما يطرأُ في حياتكَ الدّاخليّةِ. المديرُ التّنفيذيّ السّابق لشركة التّوظيف التّنفيذيّ ستيرلنج-هوفمان (Sterling-Hoffman) أنهكهُ التّعبُ قبل عدّةِ سنواتٍ فتقاعدَ وانزوى في إيطاليَا، حيثُ بدأ بعمليّةِ سبرٍ عميقٍ لأغوارِ الذّاتِ. في عام 2020 أمضى ما يقاربُ 500 ساعةٍ مع أخصائيينَ نفسيين وغيرهمْ من الخبراءِ، مجرِّباً كلَّ شيءٍ من عمليّةِ التّنفسِ الشّاملِ إلى التّنويمِ المغناطيسيّ الذّاتيّ. وقد كانت الاكتشافاتُ التي حققها أثناءَ هذهِ العمليّةِ عميقةٌ.
لقد شرحَ ميتا بعد ذلكَ أنَّ فهمَ المشاعرِ العميقةِ كالغضبِ لا يجعلُها تختفي، لكنّه يعطيكَ قَدْراً من التّحكّمِ. فهوَ يساعدكَ في تنظيفِ عقلكَ وجسمكَ من أمورٍ كالتوترِ والخوفِ والسّخطِ.
إنّها عمليّةٌ، وهي تستغرقٌ وقتاً، لكن معالجةَ مشاعركَ ومواجهتها ما هي إلا عمليّةُ تحريرٍ يمكنَها أنْ تفتحَ الأبوابَ للنّجاحِ في المستقبلِ.
-
استخدم نظام تتبع الالتزام (CTA) للتخلص من الحلقات المفتوحة
يتحدّثُ خبيرُ الإنتاجيّةِ جوردان رينور (Jordan Raynor) عن "الحلقاتِ المفتوحةِ" في كتابه (تحرير وقتكَ). وهوَ يعني العددَ اللامتناهي من الأمورِ التي تطوفُ حول رأسكَ، مستنزفةً طاقةَ الدّماغِ ومسببةً صعوبةَ التّفكيرِ.
يشيرُ رينور أنَّ الحلقاتِ المفتوحةَ يمكنُ أنْ تكونَ غايةً في الصِّغَر. ويستخدمُ مثالاً عن زوجتهِ حين تَذْكُرُ في معرِضِ حديثٍ ما أنّهم بحاجةٍ لتبديلِ صورةٍ موجودةٍ على البيانو. هذه الملاحظةُ التي تبدو بريئةً بذكرها عَرَضَاً، ودون أيّ جدولٍ زمنيٍّ محددٍ، يخلقُ مهمّةً غير منتهيةٍ تَشْغَلُ حيِّزاً صغيراً جدّاً من مساحةِ الدّماغ، وعندما يمتلئُ يومكَ بهذه الأمورِ التي تشتّتُ الفكرَ، فإنّها تتسببُ بالشّللِ والعجزِ مع الوقتِ.
هنا يأتي حلُّ المؤلفِ وهو نظامٌ تتبعُ الالتزامِ، أو باختصارٍ "CTA". إنّه أداةٌ شاملةٌ يمكنكَ استخدامَها كي تضبطَ وتنظّمَ كلّ شيءٍ في حياتكَ، وليسَ فقط "قائمةُ المهامِّ" المهمّةِ لديكْ.
يبدو الـ CTA لكلّ شخصٍ مختلفاً عنهُ عندَ شخصٍ آخرَ. إذْ يمكنكَ استخدامُ تطبيقٍ مثلَ Notion أو Todoist، أو حتى يمكنكَ استخدامُ الورقةِ والقلمِ (مع أنَّ هذه الطريقةُ يَصْعُبُ فيها تحريكُ الأمورِ وترتيبُها حسبَ الأولويّةِ).
أيّاً كانتِ الحالُ، فإنَّ إنشاءَ نوعٍ من نظامِ تتبعِ الالتزامِ CTA قدْ يمنحكَ "موقعَ تفريغٍ" منظَّماً تخزّنُ فيه كلّ حلقاتكَ المفتوحةَ، محرّراً عقلكَ أثناءَ هذه العمليّةِ.
-
كن شفافاً صريحاً مع الطيّب والشرير والقبيح
عندما تكونُ رائدَ أعمالٍ، يستهويكَ أنْ تُبقي الأمورَ في صدركَ. إذ عندما تكونُ الأمورُ شاقّةً في العملِ، فإنّها تزيدُ من صعوبةِ الصّدق فيما يتعلّقُ بحالاتِ القصورِ والفشلِ.
مع ذلكَ، فهذا تحديداً ما ينصحُ به دانييل تود (Daniel Todd)، المؤسسُ والمديرُ التّنفيذي لشركةِ Influence Mobile (إنفلونس موبايل). إذْ إنْ (تود) هو أكبرُ نصيرٍ للشفافيةِ في مكانِ العملِ.
يحلّل (تود) شيوعَ هذه الحالةِ عندما ترى مكانَ عملٍ يبدو فيه أنَّ كلَّ شيءٍ يجري بسلاسةٍ مع الأخبارِ السّارةِ في ترتيبِ ونظامِ العملِ إلى أنْ يتفاجأَ الجميعُ بإفلاسِ الشّركةِ وتراهم يحكّونَ رؤوسهم في محاولةِ اكتشافِ ما حصلَ.
بالنسبةِ لتود، يكمنُ الحلُّ في الشفافيةِ. وهذا لا يتضمّنُ فقط الطيّبَ والشريرَ والقبيح. بلْ ينبغي أنْ يقدّمَ روّادُ الأعمالِ تحديثاً منتظماً عن التقدّمِ الّذي يحرزونهُ باتجاهِ الأهدافِ، بالإضافةِ إلى الانتكاساتِ وحتى الإخفاقاتِ. كما أنّ الاعترافَ بنقصِ المعرفةِ يؤخَذُ في الحسبانِ هنا أيضاً. فأنْ تكونَ رائدَ أعمالٍ لا يعني أنْ تكونَ عالماً بكلِّ شيءٍ ومحيطاً به. بل يعني أنْ تفهمَ أينَ تبحثُ عن المعلومةِ.
كيف يمكنُ تطبيقُ هذا الحلِّ على الصّحةِ العاطفيّةِ؟ التّعاملُ بشفافيةٍ يولّدُ ثقةً وولاءً. فهو يبني الثّقةَ في فريقكَ ويعطيكَ، بصفتكَ قائدهمْ، القدرةَ على ردّ هذه الثّقةِ بمثلهَا بعقلٍ صافٍ هادئٍ.
إذاً هناكَ الكثيرُ من الطّرقِ التي تمكّنُ القادةَ والرّوّاد من العنايةِ بصحتهِم العاطفيّةِ، سواءً كان ذلكَ بأخذِ وقتٍ كافٍ لمعالجةِ الأمور، أو استخدامِ نظامِ تتبعِ الالتزامِ CTA للتخلّصِ من الحلقاتِ المفتوحةِ، أو بالشّفافيّةِ في العملِ.
لنْ يكونَ أيٌّ من هذهِ الاقتراحاتِ سهلاً، وسيتطلّبُ منكَ جهداً وصدقاً. لكنَّ النتائجَ تتحدّثُ عن نفسها. إنّها تعطيكَ حسّاً رائعاً بالوضوحِ العاطفيّ والثّقةِ كي تهيمنَ وتتحكّم بنمطِ حياةِ القيادةِ الّذي اخترتَه، لذا خُذْ نفَساً عميقاً، وفكِّر بخطوتكَ التّالية، ثم أبهرهم أيّها البطلُ.