أهم 3 طرق لبناء أعمال المستقبل بينما تُركّز على الحاضر
استراتيجيات فعّالة لاختيار فريق العمل وتفويض المهام لتحقيق النمو والابتكار
في السَّنوات الأولى من عملي في شركة Minnesota Ice، قضيت الكثير من الوقت في التَّركيز على ضمان سير العمل بسلاسةٍ يوميّاً وبطريقةٍ تدرُّ ربحاً، وعادةً لا يحدث هذا بين عشيَّةٍ وضحاها لأيّ شركةٍ، ولم تكن شركتنا مختلفةً، لكن كانت لديَّ رؤيةٌ لما يمكننا تحقيقه، وبعد مرور عقدٍ من الزَّمن، تمكَّنت من الابتعاد عن التَّفاصيل الدَّقيقة، ممَّا يتيح لي رؤية الصُّورة الأكبر للابتكار والنُّموّ والفرص الَّتي ستوجّهنا نحو المستقبل. [1]
وعلى القائد أن يكون قادراً على القيام بالأمرين معاً: النَّظر إلى المستقبل مع بقاء تركيزه على الحاضر، وإليك 3 طرقٍ تعلَّمت من خلالها تحقيق ذلك:
اختيار فريق العمل بحكمة
مع توسُّع عمليَّاتنا، يواصل فريقنا النُّموِّ، وعندما أوظِّف لشغل مناصبَ جديدةً، أعتمد على علاقاتي في المجتمع للعثور على الشَّخص المناسب لكلِّ دورٍ، إذ إنَّ العديد من الأشخاص الذين انضمُّوا إلينا مؤخَّراً، ومن بينهم نحَّاتٌ، وكذلك العديد من أولئك الذين كانوا معنا منذ البداية، تمَّ ترشيحهم لي أو سبق لي أن عملت معهم في الماضي؛ لذا فإنَّ بناء العلاقات والشَّبكات الاجتماعيَّة ضمن مجالك وفي مجتمعك سيفتح لك الباب لاكتشاف المواهب المتميزة.
لا ينبغي لقائد الأعمال أن يكون الشَّخص الذي يُنسِّق الجداول الزَّمنيَّة، أو يرسل البريد يوميّاً، أو يتأكَّد من أنَّ المعدَّات تعمل بسلاسةٍ، ومع ذلك، فهذه جميعها أجزاءٌ أساسيَّةٌ من العمليَّات اليوميَّة، وتحتاج إلى الثِّقة في الأشخاص الذين يقومون بهذه المهام، ويبدأ ذلك بالتَّوظيف، فتوظيف الأشخاص المناسبين يمنحك القدرة على التَّركيز على الدَّفع باتّجاه الخطوة الكبيرة التَّالية، كما أنَّ الاعتماد على المراجع القويَّة، والمجتمع الموثوق، والخبرة السَّابقة هو وسيلةٌ رائعةٌ لاختيار فريقٍ يُحرِّرك من القيام بكلّ الأعمال.
شاهد أيضاً: التمرين السحري لتحفيز فريقك وزيادة إنتاجيته
تفويض المهام
إنَّ العمل الميدانيَّ هو جزءٌ مهمٌّ من دوري، وكجزءٍ من العمل في المجال الخدميّ، تجدني أرغب بزيارة عملائنا وشركائنا والتَّحدُّث معهم حول المنتجات وكيف يمكننا خدمتهم بشكلٍ أفضل، وهذا يعني أنَّني غالباً ما أكون مسافراً وغير موجودٍ في المكتب، في الأيَّام الأولى، كنت أستمتع بالعمل مع الفريق ومواجهة تحدّيات إدارة عملٍ جديدٍ، وما زلت أستمتع بذلك العمل، لكنَّني أفهم أيضاً أنَّني بحاجةٍ إلى تفويض المهام؛ لأنَّني لا أستطيع فعل كلّ شيءٍ بنفسي.
لذا دع الأشخاص الذين وظّفتهم يقومون بما أتوا لأجله، إذ إنَّ الطَّريقة السَّريعة لفقدان الثّقة مع الموظَّفين هي إدارة كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ بشكلٍ دقيقٍ، وصحيحٌ أنَّه ستكون هناك أخطاءٌ وعثراتٌ على طول الطَّريق، لكنَّ هذا جزءٌ من الصّعاب لا بدَّ من مواجهته خلال نموّ أيّ شركةٍ، ولقد وجدت أنَّه من الأكثر إنتاجيّةً في تلك الأوقات النَّظر في ما حدث وسبب حدوثه، وإيجاد طريقةٍ للمضي قدماً تناسب الجميع؛ لذا من الأفضل عدم إضاعة الوقت في توجيه اللَّوم أو إغراق نفسك في مهامهم اليوميَّة.
شاهد أيضاً: التفويض الفعال: مفتاح للقيادة المُلهمة والنمو السريع
عدم الخوف من قول نعم
منذ البداية، أردت التَّأكُّد من أنَّنا نقول "نعم" لأكبر عددٍ ممكنٍ من الأمور، حتَّى لو لم يتم القيام بها من قبل، وكان هدفي دائماً هو إنشاء أفضل منتجٍ لجعل التَّجربة أفضل ما يمكن للأشخاص المشاركين سواءً كانت شرب كوكتيل أو حضور حدثٍ معينٍ، وبغضّ النَّظر عن الأفكار التي لديك، استكشف كلَّ واحدةٍ منها واحصل على وجهات نظر الآخرين، وفي بعض الأحيان، يعني ذلك أن تضعَ نفسك في موقفٍ فيه مخاطرةٍ، وتقول: "لنحاول أن نفعلَ شيئاً جديداً". ثق في نفسك، وإذا لم تفعل، فلن يفعل أحدٌ آخر ذلك، وتذكَّر أنَّ الابتكار مرَّةً بعد مرَّةً سيبقي عملك ذا صلةٍ وسيواكب طلبات العملاء.
ليس من السَّهل دائماً تحقيق توازنٍ فيما بين امتلاك الرُّؤية لمعرفة كيف ستجري الأمور كلَّ يومٍ وبين النَّظر إلى المستقبل، لكنَّه ضروريٌّ لإنشاء عملٍ مزدهرٍ؛ لذا اسأل نفسك ما الذي لم يتم فعله بعد وكيف يمكنك تحقيقه.