3 أمور عليك النظر فيها قبل تأسيس أوّل عملٍ لك
احرص على فعلها وستضمن نجاحك خلال مسيرة نموّك
تأسيسُ مشروعٍ تجاريٍّ لأوّلِ مرّةٍ، قد يحملُ في طيّاتهِ الكثيرَ من الحماسِ والإثارةِ. ولكن، وكما يشهدُ العديدُ من الرّوادِ المخضرمين، فهذا المسارُ ليس خالياً من التّحديات. والنّجاحُ في عالمِ ريادةِ الأعمالِ يتطلّبُ منك التزاماً عقليّاً، ورؤيةً مبتكرةً قادرةً على جذب جمهورٍ مخلصٍ، إلى جانبِ فهمٍ عميقٍ لأساسيات الأعمالِ مثل إدارة التدفّق الماليّ. [1]
وبغضِّ النّظرِ عن مدى قناعتكَ، فالحقيقةُ هي أنّ الكثيرَ من المشاريعِ التّجاريّةِ الجديدةِ تتوقّفُ عن النّمو بعد فترةٍ قصيرةٍ. وقبل أن تتّخذَ خطوتكَ الأولى في تأسيسِ مشروعكَ، فإنّ التّمعن في بعضِ الجوانبِ الحاسمةِ سيمهّدُ لك الطّريقَ نحو النّجاحِ.
هل السوق بحاجة مشروعك، حقّاً؟
تشيرُ الدراسات إلى أنّ السببَ الأبرزَ وراءَ فشلِ الشّركاتِ النّاشئةِ هو "عدم وجود حاجة في السوق". ولكن، كما يوضّحُ ماركوس كوك، الواقع خلفَ هذا السّببِ قد يكونُ أكثر تعقيداً مما يظهرُ.
ففي الواقعِ، "عدمُ وجودِ حاجةٍ في السّوقِ" قد يعودُ في الغالبِ إلى مسألةِ العرضِ والطّلبِ. حتّى مع وجودِ توافقٍ مثاليٍّ بين المنتجِ والسّوقِ، سيواجهُ مشروعكَ صعوباتً كبيرةً إذا كان العرضُ يتجاوزُ الطّلبَ. فإذا كنتَ تنوي الدّخولَ في سوقٍ مشبعٍ، فستجدُ صعوبةً في التميّزِ بين منافسين ذوي خبرةٍ".
لتجاوزِ تلك المعضلة، استكشف سُبل تنويعِ وتخصيصِ نشاطكَ التّجاريّ. فهل تستطيعُ خدمةَ قطّاعٍ معيّنٍ يتمتّعُ بطلبٍ كبيرٍ مع عرضٍ محدودٍ؟ عندما تتوجّه نحو خدمةِ قطّاعٍ معيّنٍ، ستجدُ أنّ المنافسةَ أقلّ حدّةً، مما يمكنّكَ من تأسيسِ نفسكَ كخبيرٍ مُعترفٍ به في هذا المجالِ.
نعم، عليكَ أن تبدأَ بتقييمِ وجودِ حاجةٍ سوقيّة لفكرةِ نشاطكَ التّجاريّ دائماً. لكن، بعد ذلك، ضع في اعتباركَ كيفيّة تخصيص نشاطكَ حتّى تجعلَ المنافسةَ أكثرَ مرونةً.
كيف ستنظم نشاطك التجاري وتحافظ عليه؟
هناك جانبٌ غالباً ما يُغفل عند الرّغبةِ في تأسيسِ نشاطٍ تجاريٍّ وهو مسألةُ المسؤوليةِ. فمن غير المهمّ نوعُ الخدمةِ أو المنتجِ الذي تقدّمهُ، ودائماً هناك مخاطرةٌ قد تواجهُ نشاطكَ بدعوى قضائيّة. وسواءً كانت هذه الدعاوى مُبرّرةً أم لا، فتنظيمُ نشاطكَ وحمايته يُعدّ من الجوانبِ الحيويّةِ الّتي يجبُ النّظرُ فيها.
تميلُ الكثيرُ من الشّركاتِ الصّغيرةِ لتأسيسِ أنفسها كشركاتٍ ذات مسؤوليّةٍ محدودةٍ، لأنّها تقدّمُ حمايةً للأموالِ الشّخصيّةِ من المطالباتِ المرتبطةِ بالأعمالِ، بينما العملُ كمالكٍ فرديٍّ يعني أنّ لديكَ مسؤوليّةً غير محدودةً، وأنّك مسؤولٌ قانونيّاً عن كافّة ديونِ الأعمالِ. ومع ذلكَ، فإنّ الملكيّةَ الفرديّةَ تُعتبر أسهلَ وأقلّ تكلفةً في التّنظيمِ، ويُمكنك الاحتفاظ بكافّةِ الإيراداتِ النّاتجةِ عن النّشاطِ التّجاريّ.
في كلا السياقين، يُعتبرُ التّأمينُ التّجاريُّ ضرورةً لتوفيرِ الحمايةِ المطلوبةِ. بناءً على طريقةِ تنظيمِ نشاطكَ، يجبُ عليكَ التّفكيرُ فيما إذا كنتَ بحاجةٍ لتغطيةٍ معيّنةٍ، مثل: تعويضات العمّال، المسؤوليّة العامة، أو التّأمين ضدّ الهجماتِ الإلكترونيّةِ.
طريقةُ تنظيمِ نشاطكَ وحمايته ستعتمدُ على الخدماتِ الّتي تقدّمها وخططك لتوسيعِ نشاطكَ. لذلك، ابحث واستزد وتنوّر عن هذه الخياراتِ لتحديدِ ما يناسبُ وضعكَ بشكلٍ خاصٍّ. فهناك شركات مثل biBerk وHiscox تُقدّم دعماً لأصحابِ الأعمالِ الصّغيرةِ لتوجيههم نحو الحلولِ المُثلى.
شاهد أيضاً: طفرة الأعمال الجديدة: الدوافع وراء تأسيس مزيد من الشركات في عام 2023
كيف ستدير تدفق أموالك؟
أفادت دراساتٌ متعدّدةٌ بأنّ ما يقربُ من 82% من حالاتِ فشلِ الشّركاتِ النّاشئةِ يعودُ إلى مشكلاتٍ في تدفّق الأموالِ. لذا، يجبُ أن تُعالجَ هذه المسألة بوعيٍ قبل خطوتكَ الأولى في عالمِ الأعمالِ.
تدفّقُ الأموالِ يبدأُ بجلبِ التمويل الملائمِ لنشاطكَ التّجاريّ. وقد يتمكّن البعضُ من تأسيسِ شركاتهم عبر استثماراتهم الشّخصيّةِ، لكن في الواقعِ، كثيرٌ من روّاد الأعمالِ يحتاجون إلى مصادر تمويلٍ خارجية لتشغيلِ مشروعاتهم بشكلٍ كاملٍ. إذ إنّ الحرصَ على وضعِ ماليّتك الشّخصيّة في حالةٍ مستقرّةٍ وتقديم خطة عملٍ مُتقنةٍ، يُمكن أن يساهما في تسهيلِ الحصولِ على التّمويلِ.
مراقبةُ تدفّقِ الأموالِ باستمرارٍ هو أمرٌ أساسيٌّ لاتّخاذِ القراراتِ المثلى، سواءً في تحديدِ أسعارِ منتجاتكَ أو في الإنفاقِ على مصاريفِ الشّركةِ أو في التّعاملِ مع الموظّفين واختيارِ العملاء.
حتّى الأمورُ الّتي قد تبدو تافهةً مثل نظامِ الفوترةِ للعملاءِ قد يكون لها أثرٌ مباشرٌ على سيرِ الأموالِ في شركتكَ. وسيمكّنك التخطيطُ الدّقيقُ من تحقيقِ تدفّقٍ ماليٍّ إيجابيٍّ يُحافظُ على استمراريّةِ نشاطكَ التّجاريّ.
التأمل والتفكير العميق
عندِ التّفكيرِ في هذه الجوانبِ وغيرها من الأمورِ المتعلّقةِ بتأسيسِ نشاطٍ تجاريٍّ، وقبلَ أن تستثمرَ فيه بجديّةٍ، ستكونُ قادراً على تقييمِ فكرتكَ بوضوحٍ أكبر، والتأكّدُ من مدى استحقاقها لوقتكَ ومواردكَ. فالتّدقيقُ العميقُ في أفكاركَ والتّخطيطِ الجادِّ لتحقيقها خطوةٌ مهمّةٌ نحو تحقيقِ نجاحٍ مستدامٍ.