جنون Jensen Huang: استقبال نجوم البوب في تايوان
هوانغ، الذي يُعتبر ابن تايوان الناجح، يجذب الأنظار أينما ذهب، من حضور معرض Computex إلى تناول الطعام في المطاعم المحلية
منذ وصول الرّئيس التّنفيذي لشركة Nvidia، جنسن هوانغ، إلى تايوان قبل أسبوعٍ ونصف، أصبحت كلّ تحركاته محطّ اهتمام وسائل الإعلام المحليّة. فهوانغ، الذي يُعتبر ابن تايوان النّاجح، كان محور التّغطية الإعلاميّة المُكثّفة على التّلفزيون التّايواني، حيث يتّبعه الصّحفيون في كلّ مكانٍ. وعندما حضر معرض Computex للتّكنولوجيا، اجتاحه الحضور بالتّحية وأصبح موضوع آلاف المنشورات على وسائل التّواصل الاجتماعيّ.
وقد سلّطت وسائل الإعلام الضّوء على كلّ مطعمٍ تناول فيه هوانغ الطّعام، ممّا أدّى إلى ازدهار الأعمال لهذه المطاعم المحظوظة، وأطلق بعض التّايوانيين على هذه الشّعبيّة الهائلة اسم "جنسانتي".
في Computex، وهو يرتدي سترةً جلديّةً ويحمل كأساً بلاستيكيّاً من البيرة، صرخ هوانغ لمجموعة من النّاس حوله: "من يصنع أفضل بطاقات الرسوميات؟"
وردّوا بصوتٍ واحدٍ: "Nvidia!".
بالنّسبة للمعجبين، فإنّ الشّريك المؤسّس والقائد لشركة رقائق الذكاء الاصطناعي العملاقة -التي أصبحت الآن ثالث أكبر شركة قيمةً في الولايات المتّحدة والمفتاح للثّورة في الذكاء الاصطناعي- يحصل أخيراً على التّقدير الذي يستحقّه.
قال المهندس هول تشانغ، 38 عاماً، بينما كان ينتظر سماع هوانغ يتحدّث في Computex هذا الأسبوع: "إنّه مصدر إلهامٍ لنا جميعاً، إنّه واحدٌ منّا. ما يفعله سيغيّر العالم".
أماندا شيه، التي تعمل في مجال الماليّة، كانت سعيدةً لرؤيته في Computex بعد أن فاتتها فرصةُ الحصول على تذكرةٍ لحضوره في جامعة تايوان الوطنيّة النّخبويّة في تايبيه يوم الأحد، وقالت: "إنّه مثل نجم بوب، هكذا نراه".
شهرة هوانغ في تايوان تثيرُ دهشة زملائه في Nvidia والمديرين التّنفيذيين في صناعة الرّقائق، ويشيرُ آخرون إلى أنّ هذا الاهتمام الشّديد لا يحدث في الولايات المتّحدة. في وادي السيليكون، حيث مقرّ Nvidia، يعرفه البعض أحياناً وليس دائماً.
هوانغ، 61 عاماً، وُلد في مدينة تاينان الجنوبيّة، العاصمة التّاريخيّة لتايوان، قبل أن يهاجرَ إلى الولايات المتّحدة في سن التّاسعة. وقد أعاد هوانغ الحبّ لشعب تايوان.
تجوّل هوانغ مع شخصيّاتٍ بارزةٍ، مثل موريس تشانغ، مؤسّس شركة TSMC العملاقة للرّقائق التّايوانيّة، في سوق نينغشيا اللّيلي الشّعبي، ولكنّه أخذ أيضاً الوقت للقاء المعجبين العاديّين. وتوقّف بصبرٍ ليلتقطَ صور السّيلفي، ويجيب عن أسئلةٍ حول ما أكله، ويوقّع التّوقيعات، بما في ذلك طلب غير تقليديّ من إحدى المعجبات لتوقيعها على صدرها.
مساء السّبت، رمى هوانغ الكرةَ الأولى في مباراة بيسبول في تايبيه، واعتذر للجمهور عن لغته الماندرينيّة الضّعيفة التي تعلّمها في الولايات المتّحدة. وقال بالإنجليزية: "أريد أن أخبركم بأنّني ممتنٌ جدّاً لأنّكم جعلتموني وشركتنا Nvidia نشعر بالتّرحيب في تايوان. تايوان هي موطن شركاء Nvidia الثمينين جداً"، قبل أن يسردّ أسماء مثل TSMC وFoxconn.
يتحدّث هوانغ بانتظامٍ اللّغة التايوانية عندما يكون في الشّوارع أو في الأحداث الصّحفيّة في تايوان. هذه اللّغة مرتبطةٌ بشدّةٍ بأولئك الذين يدافعون عن هويّة تايوان المُستقلّة عن الصين، على الرّغم من أنّها تُستخدم أيضاً في مقاطعة فوجيان الصّينيّة وتُعرف عموماً باسم Hokkien.
كتب وانغ تينغ-يو، نائبٌ بارزٌ في الحزب التّقدميّ الدّيمقراطيّ الحاكم في تايوان، في منشورٍ على فيسبوك: "في الماضي، كان البعض ينظر بازدراء إلى التايوانيين. الآن، جنسن هوانغ، 'رجل الثّلاثة تريليونات دولار'، يستخدم لغته الأم بشكلٍ طبيعيٍّ".
تعليقات هوانغ حول التّفكير في بناء مركز آخر للبحث والتّطوير في تايوان، ربّما في مدن الجنوب تاينان وكاوهسيونغ، حيث يوجد العديد من الصّناعات التّكنولوجيّة بالفعل، أثارت عروضاً جادةً، ولكنّها طريفة من رؤساء بلديّات كلتا المدينتين على فيسبوك.
كتب عمدة كاوهسيونغ، تشين تشي-ماي، فوق صورةٍ لنفسه يقود قارباً شراعيّاً: "لديّ رخصة إبحارٍ بنفسيٍّ، إذا تمّ التّرحيب بموظّفي Nvidia المستقبليّين في كاوهسيونغ، سنضيف ثلاثة مقاعد على القارب، حتّى يتمكنوا من الخروج إلى البحر في أيّ وقتٍ".