حافظ على عملك في زمن الغموض بفهم الأمن السيبراني
دليل الملّاك غير المٌلمّين بتقنية الأمن السيبراني، فمع غموض اقتصادي يشيح بظلاله في الأفق، يتوجب حتى على ملّاك الأعمال ممّن لا باع لهم في التقنية اتخاذ خطوات لحماية أصولهم.
إنّ الحفاظَ على عملك في زمنِ الغموضِ أمرٌ مهمٌّ للغايةِ، لذلك إليك هنا دليل ميسر عن الأمنِ السّيبراني، معدّاً لرائدِ الأعمالِ غير المختصِّ تقنيّاً.
الازدهار المضطرد للمخاطر السيبرانية
في حقبةٍ تلعبُ فيها التّقنيّةُ دوراً محوريّاً في عمليّاتِ الأعمالِ، لم يعد الأمن السّيبرانيّ اهتماماً محصوراً في مكاتبِ تقنيّي المعلوماتِ. إذ إنّ التّعاظمَ المثيرَ للقلقِ في التّهديداتِ السّيبرانيّةِ قد جعلَ منها مسألةَ اهتمامٍ عامٍّ، مع كونِ الأعمالِ الصّغيرةِ هي الأهدافُ الأكثر عرضةً للخطرِ.
سبب أهمية الأمن السيبراني لك
لا يتوجّب عليك أن تكونَ خبيراً تقنيّاً لتُبصرَ المخاطرَ الماليّةَ المصاحبةَ للتّهديداتِ السّيبرانيّةِ. إذ بمقدورِ هجومٍ سيبرانيٍّ وحيدٍ تعطيلَ عملٍ صغيرٍ، مؤدّياً إلى تقهقرٍ في الإيراداتِ وفي ثقةِ العميلِ، وربّما للإغلاقِ حتّى. إنّ حمايةَ عملكَ في اقتصادِ اليومِ غير واضحِ المعالمِ، وينطوي على فهمِ أساسيّاتِ الأمنِ السّيبراني.
خطوات بسيطة لحماية عملك
يمكن لخطواتٍ بسيطةٍ أن تكونَ منقذةً في بعضِ الأحيانِ، لذلك إليك أبرز الخطواتِ البسيطةِ في عالمِ الأمنِ السّيبراني لحمايةِ عملكَ:
- ثقّف نفسك وطاقمك: حتى الحيطة الأوّليّة بإمكانها صنعُ فرقٍ كبيرٍ، لذلك افهم الأخطارَ الشّائعةَ، مثل: التّصيّدِ الاحتياليّ، وبرمجيّاتِ التّجسّسِ، وبيّن لكادركَ طريقةَ اكتشافها وتجنّبها.
- استخدم كلمات مرورٍ قويّة: اعتمد سياسةً لكلماتِ مرورٍ قويّةٍ ومميّزةٍ داخلَ منظّمتك، وخذ بعين الاعتبارِ استعمالَ مديرِ كلماتِ مرورٍ.
- حافظ على تحديث البرمجيّات: بإمكان التّحديثاتِ المنتَظَمةِ لنظامِ التّشغيلِ والتّطبيقاتِ خاصّتك أن تصوّبَ الثّغراتِ المعروفةِ، مقوّضةً خطرَ الهجماتِ.
- اعتمد جداراً ناريّاً: بمقدورِ الجدُرِ النّاريّة أن تكونَ بمثابةِ خطِّ الدّفاعِ الأوّلِ ضدّ الهجماتِ، مصفّيةً حركةَ المرورِ الواردة والصّادرة.
- وظّف مساعدةً احترافيّةً إن لزم الأمر: إن لم تكن على يقينٍ، لا تتردّد في اللّجوءِ للمشورةِ التّخصّصيّةِ. إذ يمكنُ لمقدّمي الخدمةِ المنظَّمةِ تقديمَ حلولٍ مُعَدَّةٍ بالخصوصِ لعملكَ.
التصور الاقتصادي الأكبر
لا ينحصرُ الأمنُ السّيبراني فقط في حمايةِ البياناتِ؛ فهو يشتملُ على تأمينِ الاتّزانِ الماليّ لعملكَ. إذ إنّ الاقتصادَ الذي فيه عدمُ اليقينِ هو اليقينُ الوحيدُ، فإنّ اتّخاذَ تدابير استباقيّة لتأمينِ أصولك الرّقميّةِ أمرٌ على قدرٍ من الأهميّةِ يضاهي أيّ تخطيطٍ ماليٍّ. فالاستثمارُ في الأمنِ السّيبراني هو استثمارٌ في مستقبلِ عملك، فهو يكوّن ثقةَ المستهلكِ، ويؤمّنُ لك صافي الدّخلِ، ويضمن كونك متأهّباً لمجابهةِ التّغيّرات غير المقابلةِ للتّكهّنِ للمشهدِ الاقتصاديّ المعاصرِ.
في نهايةِ المطافِ، لستَ في حاجةٍ لأن تكون خبيراً تقنيّاً لتحمي عملكَ من الأخطارِ السّيبرانيّةِ. إذ إنّ الوعيَ الأساسيَّ، والتّدابيرَ الاستباقيّةَ، والاستعدادَ لطلبِ المعونةِ التّخصّصيّةِ عندَ الحاجةِ، أمورٌ يُمكن أن تُحدثَ فارقاً بارزاً في أوقاتِ الاضّطرابِ، ليس الأمنُ السّيبراني مجرّدَ إشكاليّةٍ تقنيّةٍ فحسب، بل جزء جوهريّ من الاستدامةِ الماليّةِ لعملك.