أتريد مقابلات عمل فعالة؟ إليك 4 أساليب مميزة للنجاح
سواء كنت مسؤول التوظيف أو باحثاً عن وظيفة، المفتاح الأساسيّ للنجاح هو في تحديد أسلوب مقابلة العمل الذي يناسبك
تعجُّ الشبكة العنكبوتية بنصائح جمَّةً حولَ استراتيجيَّات تألُّق المتقدّمين في مقابلات عملهم المقبلة، غير أنَّ الخطأ في هذه الوصفات الجاهزة، كما تُفيد آنا باباليا -التي تجمع خبراتها بين استقطاب المواهب والكتابة والتَّدريب على مقابلات العمل- يكمن في عدم تصميمها لتناسب الفرديَّة المميَزة لكلِّ شخصٍ. [1]
في إحدى حلقات بودكاست Harvard Business Review IdeaCast المعنيّ بالأفكار الجديدة، تستعرض باباليا نتائج بحثها حول الأنماط الأربعة الأساسيَّة للمقابلات، مشيرةً إلى كيفيَّة تأثير هذه الأنماط على منهجيَّة كلٍّ من المتقدّمين للوظائف ومديري التَّوظيف على حدٍّ سواء، وتُوضِّح السَّبب وراءَ احتماليَّة ارتداد النّصائح، التي لا تأخذ في الاعتبار الطَّابع الشَّخصيّ للفرد، بنتائج عكسيَّةٍ.
أنماط المقابلات الوظيفية
بعد أن شُغلِت مواقع التوظيف بمئات الشَّواغر في رحلتها المهنيَّة بعالم الشَّركات، اتَّخذت باباليا منعطفاً نحو الحياة الأكاديميَّة، حيث أخذت على عاتقها مهمَّة توجيه طلبة كليَّة الأعمال بجامعة Temple، معلمةً إيَّاهم فنون تحسين أدائهم في ظلّ تحدّي المقابلات الوظيفيَّة، إذ كانت باباليا تسعى بحماسة المعلّم المتفاني، لفهم طريقة تعامل طلَّابها مع هذه المقابلات.
وكانت تحسب أنَّها ستصل إلى استراتيجيَّةٍ ذهبيَّةٍ واحدةٍ تعلو فوق البقيَّة، لكن كما تروي لمقدّمة برنامج IdeaCast، أليسون بيرد، كان الواقع يقول شيئاً آخر مختلفاً تماماً، وبعد الحوار مع مئات الطُّلاب ومطالعة الأدبيَّات الأكاديميَّة المتخصّصة، لم تجد باباليا ذلك النَّهج الأوحد.
أوضحت باباليا: "إحدى أهمّ الحقائق التي اكتشفتها خلال هذه الرِّحلة الاستكشافيَّة هي أنَّني كنت على خطأٍ فادحٍ، وأنَّه لا يوجد نمط مقابلةٍ يتفوَّق على غيره، وكان التَّوزيع متساوياً بين الأنماط المختلفة، كما اكتشفت أنَّ الجميعَ يمتلك الإمكانيَّة للتألُّق في مقابلة العمل، ولكن الطُّرق التي نسلكها لتحقيق ذلك تختلف من شخصٍ لآخر، ويكمن المفتاح للتَّميُّز في المقابلات الوظيفيَّة في فهم جذورنا وأصولنا، إذ إنّ كلَّ واحدٍ منَّا يتَّبع طريقةً فريدةً بالفعل للقيام بذلك".
فما هي هذه الأنماط الأربعة؟ حدَّدت باباليا أربعة أساليب أساسيَّة يُمكن تطبيقها على من يجرون المقابلات والباحثين عن عمل على حدٍّ سواء:
- السَّحرة: هم أولئك الَّذين يؤمنون بقوَّة الارتباط الإنسانيّ خلال المقابلة، فالسّحر يكمن في قدرتهم على بناء جسرٍ من الودّ والتَّفاهم مع من يجري المقابلة، ما يجعل العمليَّة برمّتها تبدو أشبه بلقاءٍ بين أصدقاءٍ يتشاركون القيم والأهداف.
- المتَّحدون: يعدّون المقابلة ساحةً للصدق والشَّفافيَّة، حيث يسعون جاهدين للتَّعبير عن ذاتهم الحقيقيَّة ومعرفة ما إذا كانت الوظيفة أو المرشّح تتوافق مع مبادئهم وحاجاتهم الفريدة.
- الممتحنون: ينظرون إلى المقابلة على أنَّها اختبارٌ للمعرفة والكفاءة، حيث يميلون إلى التَّعامل مع الأسئلة والمواقف كما لو كانت أسئلةً امتحانيَّةً تتطلَّب إجاباتٍ دقيقةٍ ومحدَّدةٍ، سواءً كانوا في موقع المقيّم أو المُقيَّم.
- المتوافقون: يضعون الأولويَّة للتَّناغُم والانسجام داخل بيئة العمل، معتبرين التَّوافق الثَّقافي مع الفريق والشَّركة من أهمّ المقوّمات لنجاح العلاقة المهنيَّة، ساعين دوماً لتعزيز روح الفريق.
باباليا تشدُّد على أنَّه، على الرَّغم من تفرُّد كلّ أسلوبٍ بمزاياه وتحدّياته، لا يمكن القول إنَّ هناك نهجاً يتفوَّق على الآخر بشكلٍ مطلقٍ.
شاهد أيضاً: 21 سؤالاً غريباً ولكن فعالاً في مقابلات العمل
كيف تجعل فنّ المقابلة الوظيفية يعمل لمصلحتك؟
كيف لك أن تستثمرَ فلسفة باباليا لتحقيق النّفع؟ تؤكّد باباليا على أهميّة المعرفة الذّاتيّة. فإذا أنتَ على بصيرةٍ بمنهجك، بما فيه من نقاط القوّة والضّعف، ستصبح قادراً على صياغة تصرّفاتك بما ينسجم مع توقّعات محدِّثك، وهذا يقتضي بك أن تدركَ ليس فقط طريقتكَ في المقابلة، بل كذلك طريقتهم.
متسلحاً بهذه المعرفة، قد يغريك الأمر لمجرّد استنساخ أسلوبٍ مغايرٍ لإرضاء الطّرف المقابل، ولكن باباليا تنبّه إلى أنّ الغاية ينبغي ألّا تكونَ التمويه عن الذّات أو تغييرها.
تخبرنا الحكم التَّقليديَّة عن المقابلات بأنَّه يجدر بنا أن نُخبر سامعينا بما تتوق أنفسهم إليه، وينبغي أن نكونَ كالمرآة للشَّخص الجالسِ أمامنا على الطَّاولة، لكن كما تقول باباليا: "هذا النَّهج لم يعد مجديَّاً حقَّاً"، وتتابع: "في دراستي لفنون المقابلة، اكتشفت أنَّ الأمرَ يتعلَّق بالفعل بجوهر شخصيَّتك، كأن تطلبَ من شخصٍ تغيير لون عينيه لأجل مقابلةٍ".
لن يكونَ الأشخاص الَّذين يتمتَّعون بالسّحر الشَّخصيّ محقِّين بالضَّرورة في ادِّعائهم أنَّهم لا يُقهرون، لكن بإمكانهم أن يدركوا بأنَّ توجههم المركَّز على الشَّخصيَّة قد يكتسب قوَّةً أكبر إذا ما تخلّله المزيد من المعلومات والتَّفاصيل الدَّقيقة، وربَّما لا يتسمُ الممتحنون بالكاريزما بطبيعة الحال، لكنَّهم يستطيعون تحسين فرصهم بتقديم نفسهم كأشخاصٍ يتمتَّعون بروحٍ مرحةٍ ومنفتحةٍ، من خلال ترك المجال للحوار الخفيف والميل إلى الحديث عن الذَّات.
شاهد أيضاً: في مقابلة التّوظيف: احذر هذه السّمة الشّخصيّة وابحث عن تلك!
الاعتراف بالتحيزات في المقابلات
لمواجهة تحدّيات سوق العمل، يبرزُ أسلوب التَّعارف كعنصرٍ جوهريٍّ يهمُّ أرباب العمل والباحثين عن فرص عمل على حدٍّ سواء، كما تُشير باباليا. إذ تقول بتأمُّلٍ: "نظنُّ دوماً أنَّ منهجنا في المقابلات هو الأمثل، لي ميلٌ طبيعيٌّ نحو إجراء المقابلات مع من يشبهونني في الطِّباع، هذا ما أفضّله وأرتاح إليه، ويصعبُ عليّ التَّفاعل مع من يمثّلون النَّقيض، والحال ذاته ينطبق على المتَّحدين والمتوافقين، ونأمل أن يُسهمَ هذا البحث والإطار الذي نقدِّمه في فتحِ آفاقٍ جديدةٍ أمامنا لنهجٍ أكثر شمولاً وتقبّلاً في عمليَّة المقابلة".
يمثِّل الاعتراف بالتَّحيُّزات التي نحملها، في جميع جوانب حياتنا، الخطوة الأولى الحاسمة نحو معالجتها، وداخل جدران غرفة المقابلات، قد يكون الاحتفاظ بعقليَّةٍ متفتحةٍ هو الفارق بين اختيار مرشَّحٍ يتمتَّع بأداءٍ استثنائيٍّ، وتجاهل مرشَّحٍ مؤهَّلٍ ببساطةٍ لأنَّ أسلوبه لا يتماشى مع أسلوبك.
الإرشادات الأساسيَّة للمقابلات غالباً ما تكون مفيدةً، إذ يعدُّ من الضَّروري بالطَّبع، كمديرٍ توظيفٍ، أن تبدأ المقابلات في مواعيدها المحدَّدة، وأن يكون مظهرك مرتّباً، وأن تستخدمَ أمثلةً حيَّةً لتوضيح نقاطكَ، ولكن لتعزيز مهاراتك في إجراء المقابلات على نحوٍّ فعليٍّ، يتطلَّب الأمر تكييف منهجيّتك لتلائم الشَّخصيَّة المقابلة أمامكَ، ويعدُّ النَّظر في أساليب المقابلة المختلفة طريقةً مثاليَّةً لتحقيق ذلك.
يزخر هذا البودكاست برمَّته بالعديد من النَّصائح القيّمة والمحدَّدة؛ لذا أنصحُ بشدَّةٍ بالاستماع إليه في حال لفتَ انتباهَك حديثٌ عن منهجيَّة باباليا.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.