حيلة تستغرق 48 ثانية فقط لتهدئة أعصابك قبل العرض التقديمي

القلق ردّ فعلٍ طبيعي تجاه التّهديد المتصوّر. عندما تشعر بأنّ نبضات قلبك تزداد سرعةً وأنت تعاني من ضيقٍ في التّنفس، فهذه إشاراتٌ تدلّ على أنّ رد فعل "الهروب أو القتال" لديك يعمل كما يجب. الكلمة الرئيسية هنا هي "تهديد متصوّر". تطوّرت عقولنا لترى تقريباً كلّ شيءٍ كتهديد لأنه، بالنسبة لأجدادنا الذين عاشوا في الكهوف، كانت معظم المواجهات يمكن أن تتحوّل إلى مشكلة.

تظهر المشكلة بالنسبة للمتحدّثين مع العامّة عندما تبالغ أجسادهم في تصوير التّهديد الذي يمثّله الخطاب أو العرض التّقديمي. في أسوأ الأحوال، قد يكون عرضك التقديمي مملاً، وقد تفشل في إقناع المستثمر بدعم فكرتك. ومع ذلك، ما زال عقلك يتصرّف وكأنّك على وشك أن تصبح وليمةً لحيوانٍ مفترسٍ جائع.

عليك فقط "إخبار" عقلك بأنّه لا داعٍ للقلق، فكيف يمكن ذلك؟ من خلال الاستعانة بجسدك لإرسال إشارةٍ إلى عقلك. والمفتاح لتهدئة أعصابك هو تغيير الرّد الفيزيولوجي الذي يحدث في جسمك. فوفقاً للعلم، أسرعُ طريقةٍ للسّيطرة على ردّ فعل جسمك التّلقائي هي إبطاء تنفسك وأخذ نفسٍ عميقٍ يملأ بطنك.

تحدّثت مؤخراً مع مدرب غولف قال إنّ معظم الرياضيين الهواة لا يولون اهتماماً لطريقة تنفسّهم. لذا يشعرون بالقلق عندما يقتربون من خط البداية، وترتفع نبضات قلوبهم، ويجدون صعوبةً في السّيطرة على أنفسهم. الحلّ السّهل هو أخذ لحظةٍ للتّنفس بشكلٍ صحيح.

الطريقة نفسها التي تجدي نفعاً مع الرياضيين، تحقق الفعالية وبسرعة مع الفنانين أيضاً. والخطاب العام هو عرضٌ فنيٌّ بحدّ ذاته.

تُعرف هذه الطريقة المكونة من أربع خطوات بـ "تنفس المربع" أو "التنفس الهادئ":

• عد حتى الرقم أربعة بينما تتنفس عميقاً عبر أنفك.
• احتفظ بنفسك لمدة أربع ثوان.
• أفرغ الهواء بهدوءٍ عبر فمك على مدى أربع ثوان.
• كرّر الخطوات من الواحدة إلى الثالثة لمجموع أربع دورات.
• يجدر أن يستغرق الأمر 48 ثانية فقط لإتمام هذه الروتين.

إذا كان بإمكانك تخصيص المزيد من الوقت، فلا بأس في تكرار الدّورة. ستجد أنّ التّهدئة العميقة في نمط التّنفس ترسل رسالةً إلى عقلك تفيد بأنّ ما تمرّ به ليس تهديداً بتاتاً.

بعد أن قدّم لي جنديٌ من القوّات البحرية الخاصّة تعليماتٍ بشأن تقنية التّنفس المربع، وهي تقنيةٌ تُستخدم ضمن تدريبات القوات الخاصة، قمت بتبنيها بنفسي. وأثبتت فعاليتها. أقوم بأداء دورةٍ أو اثنتين على الأقل من التّنفس المربع قبل أن أصعد إلى المسرح، لأنّها تجعلني في حالةٍ ذهنيةٍ مرتاحة، تتيح لي التّركيز على الجمهور كهبة، وليس كتهديد.