حين يُزهر الألم: روكسي نفوسي وتجلّيات القوّة في قلب المحن
روكسي نفوسي، بما تحمل من شغفٍ وصدق، تقدّم درساً في تحويل المحن إلى فرص
هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا
روكسي نفوسي هي مدرّبة تطويرٍ ذاتيٍّ، متحدّثةٌ تحفيزيّةٌ، خبيرةٌ في فنّ التّجلّي، ومؤلّفة ثلاثة كتبٍ تصدّرت قائمة "صنداي تايمز" (Sunday Times) للأكثر مبيعاً.
أصبح كتابها الأوّل، "يتجلّى: 7 خطواتٍ لعيش أفضل حياةٍ" (Manifest: 7 Steps to Living Your Best Life)، ظاهرةً عالميّةً، حيث ترجم إلى 37 لغةً، وتوفّر في 123 دولةً حول العالم، وقضى 29 أسبوعاً في قائمة الأكثر مبيعاً في "صنداي تايمز".
في أكتوبر الماضي، وقفت نفوسي على خشبة مسرح زعبيل في دبيّ، حيث شاركت رؤاها وتجاربها في حدثٍ حيٍّ.
توافد جمهورها بأعدادٍ كبيرةٍ لحضور أوّل عرضٍ مباشرٍ تقدّمه نفوسي في دبيّ. وقد أخذت "مدرّبة التّطوير الذّاتيّ، المتحدّثة التّحفيزيّة، خبيرة التّجلّي، والمؤلّفة الأكثر مبيعاً" جمهورها في رحلةٍ عبر دروسٍ في الحياة والأدوات العمليّة الّتي جعلتها تعرف باسم "ملكة التّجلّي".
وأثناء وقوفها وحدها على خشبة المسرح، حافظت نفوسي على صدقها وواقعيّتها وهي تسرد التّجارب والإلهامات الّتي قادتها إلى نجاحها اليوم. ومع ذلك، فاجأت جمهورها بالكشف عن أنّها قدّمت العرض بعد بضعة أيّامٍ فقط من وفاة والدها.
وعلى الرّغم من هذه الصّدمة الشّخصيّة العميقة، لاقى عرضها إشادةً كبيرةً من الحاضرين، كما يتّضح من التّعليقات الّتي تلقّتها على حسابها على إنستغرام. وعندما سُئلت عن سبب عدم تأجيلها للعرض في ظلّ ما مرّت به، أجابت ببساطةٍ بأنّها لم تفكّر في ذلك كخيارٍ.
قالت نفوسي: "بصدقٍ، لم أفكّر حتّى في عدم تقديم العرض. أنا متأكّدةٌ تماماً أنّ والدي كان ليريدني أن أستمرّ. كان فخوراً جدّاً بأنّني سأقدّم عرضي في دبيّ أخيراً. لقد كان دائماً يؤكّد على أهمّيّة العمل الجادّ والأخلاق المهنيّة. بالإضافة إلى ذلك، أعتقد أنّ الشّعور بالذّنب إذا خذلت النّاس، والتّعقيدات اللّوجستيّة لإعادة ترتيب العرض، كانت ستثقلني أكثر بكثيرٍ من مواجهة التّحدّي نفسه. أنا أعرف نفسي جيّداً، وكنت واثقةً من أنّني سأتمكّن من تقديم العرض، لأنّ مشاركة قوّة التّجلّي هي ما أحبّ القيام به".
وعن كيفيّة قدرتها على مواصلة العمل وسط هذه المحنة، تقول: "ركّزت تماماً على المهمّة الّتي أمامي، واخترت أن أستمدّ العزاء من الإيمان بأنّ والدي كان معي، يدعمني. كما حرصت على تخصيص لحظاتٍ لنفسي – سواءً من خلال التّنفّس العميق، أو لحظة هدوءٍ قبل الصّعود إلى المسرح، أو بتذكير نفسي بحبّ والدي لما أفعله. هذه الخطوات البسيطة ساعدتني على البقاء حاضرةً في اللّحظة. كما أنّني كنت محاطةً بفريقٍ مذهلٍ، كانوا داعمين ولطفاء وأخبروني بأنّهم موجودون إذا احتجت إلى شيءٍ".
ظهور روكسي نفوسي على خشبة المسرح في دبي يمكن أن يعدّ مشهداً يلهم من قد يجد نفسه يوماً مضطرّاً إلى الوفاء بالتزاماته المهنيّة في ظروفٍ شخصيّةٍ شديدة القسوة.
تحدّثت نفوسي بأسلوبٍ جمع بين البساطة والعمق، فقالت: "ينبغي للمرء أن يذكّر نفسه دائماً بأنّ الفصل بين المشاعر والواجبات ليس تنكّراً للإحساس، بل هو فرصةٌ تتيح لنا أن نبقي أقدامنا ثابتةً في أوقات التّحدّي. في أحيانٍ كثيرةٍ، يكمن السّرّ في أن نوجّه طاقتنا نحو ما نحبّ، أو أن نركّز على الأمور الّتي نستطيع السّيطرة عليها. بهذا الشّكل، يصبح الحزن رفيقاً يرافقنا، لا عائقاً يثقل خطانا. لا حاجة إلى انتظار أن يتلاشى الألم؛ إذ يمكننا أن نحمله معنا، وأن نحوّله إلى قوّةٍ تدفعنا إلى الأمام، ومصدرٍ يكشف لنا عن قدرتنا الهائلة على الصّمود".
ثمّ أردفت قائلةً: "الاعتماد على منظومةٍ من الدّعم، والثّقة في الطّاقة الكامنة داخلنا، والتّأمّل في الأسباب الّتي تجعلنا نفعل ما نفعل، كلّها أدواتٌ تعيننا على الثّبات في وجه المحن. وما أكثر ما نملك من قوّةٍ بداخلنا، وإن كنّا لا ندركها إلّا حين تختبرنا الحياة".