خطة Google AI الجديدة: تقنية تعزيز الأمن السيبراني
تقول شركة جوجل إن مبادرتها للدفاع السيبراني بالذكاء الاصطناعي تدور حول إبقاء مستخدمي الكمبيوتر متقدّمين بخطوةٍ على قراصنة الكمبيوتر من باب التغيير
بقلم كيت إيتن Kit Eaton
يُعتبرُ الأمن السيبراني جزءاً من إدارة الأعمال الحديثة، مثل: البريد الإلكتروني، وSlack، وZoom، حتَّى لو لم تكن شركتكَ تتعلق بالخدمات عبر الإنترنت، أو أنَّها شركةٌ تعتمد تقنيَّةً عاليةً بأيّ شكلٍ كان، فمهما كان حجم شركتك أو نوعها ستكون عرضة للهجمات الإلكترونية، وهذا ما يحدث بالفعل. [1]
في هذا الأسبوع فقط، على سبيل المثال، تشير التَّقارير أنَّ شركةَ BMW عانت من تسرُّب معلوماتٍ حسَّاسةٍ بسبب ثغرةٍ أمنيَّةٍ، ومؤخَّراً تعرَّضت خدمة VPN الشَّهيرة التي تستخدمها الشَّركات لهجوم من قبل القراصنة، لا يكفي أن تُبقي الموظَّفين في حالة تنبُّهٍ دائم لملاحظة رسائل البريد الإلكتروني المريبة كي تستطيع تفادي القرصنة الضَّارَّة، فمن الضروري توفير أمانٍ رقميٍّ موثوقٍ وحديثٍ، إذ إنّ ما يحتاجه المهاجم هو اختراقٌ محظوظٌ واحدٌ فقط أو ثغرةٌ أمنيَّةٌ جديدةٌ لتحقيق النَّجاح في مسعاه.
وتسعى حملة الذكاء الاصطناعيّ الجديدة من Google إلى تغيير هذا الواقع من خلال نظامٍ داعمٍ يفحص الملفَّات، يعمل بالذكاء الاصطناعيّ، ويسمى Magika، بالإضافة إلى أمورٍ أخرى.
شاهد أيضاً: تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي هي هندسة اجتماعية بصورة مضاعفة
وكما توضِّح مدوَّنة جوجل فإنّ المشكلة هي "معضلة المدافع"، فمن أجل مواكبة التَّهديدات الأمنيَّة الجديدة، ينبغي على أيِّ شخصٍ يشغّل نظام كمبيوتر خاصٍّ بالمؤسَّسة أن يتأكدَ من تحديث الأمان على هذا الكمبيوتر، ولكن حتَّى عندما يقوم بهذه الخطوة، فلن يفيده ذلك إلَّا في حماية الشَّركة من التَّهديدات المعروفة سابقاً، فالمهاجمون -الذين يستخدمون في الغالب أحدث وأذكى الثَّغرات لشنِّ هجماتهم كما حدث في مشكلة "Logofail" التي ظهرت في الأخبار في ديسمبر- يتمتعون بميزةِ التَّقدُّم عليك؛ لأنَّ دفاعات أمنك السيبراني لا تحمي من هذه الثَّغرة حتَّى الآن.
تنطبق ميزة التقدم هذه على التهديدات السيبرانية كما كان يحدث تماماً بالنِّسبة لمحاربي العصور الوسطى الذين يدافعون عن قلعة، يمكنك أن تستخدمَ كلِّ الدُّروع البرَّاقة والدِّفاعات الجديدة التي يُمكنك شراؤها، لكن كلُّ هذا بلا جدوى إذا تمكَّن عدوُّك فجأةً من الوصول إلى سلاحٍ ثوريٍّ متقدم كليّاً لا يمكن لدرعكَ الواقي الحالي أن يصدَّ هجماته.
ومن هنا جاءت فكرة المجموعة الجديدة من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تُطلقها Google كجزءٍ من مبادرة الدفاع السيبراني المدعومة بالذكاء الاصطناعي، من أجل حلِّ معضلة المدافع، تُظهر ثورة الذكاء الاصطناعي -سريعة الوتيرة والمتوسِّعة باستمرارٍ- كيف أنَّ الذَّكاء الاصطناعيَّ هو قوَّةٌ مضاعفةٌ كبيرةٌ، فمع إضافة مهاراتٍ جديدةٍ إلى فِرق الأعمال الصَّغيرة، يحسّن إنتاج العاملين عبر القيام ببعض المهام المكتبيَّة الاعتياديَّةً، مثلُ: الاجتماعات.
تعمل خطَّة Google الجديدة على استخدام الذكاء الاصطناعي كقوَّةٍ مضاعفةٍ مماثلةٍ ضدَّ الهجمات الإلكترونيَّة، ويشير بيانها الصَّحفيُّ إلى أنَّها تعتقد أنَّ "الذَّكاء الاصطناعيِّ يمثِّل نقطة تحولٍ بالنَّسبة للأمن الرَّقميّ".
تتضمَّن الحملة الكبيرة للأمن السيبراني -المدعوم بالذكاء الاصطناعي- أداة ذكاء اصطناعي جديدة مفتوحة المصدر، تفحص ملفَّات الكمبيوتر لتقييم حقيقة الملفات فعليَّاً، وهو جانبٌ قياسيٌّ لأيِّ فحصٍ للأمن السيبراني، فنظام Google AI يفحص Gmail وGoogle Drive فعلياً قبل الآن، ولكنَّه الآن سينتقل إلى إصدارٍ أوسع ليتمكَّنَ المطوِّرون الآخرون من الاستفادة منه في تطبيقاتهم.
وبحسب Google يعدُّ نظام Magika هذا أفضل من الأساليب المنافسة التي تبحث عن الملفات المشكوك فيها، ومثل العديد من خدمات Google الأخرى، سيكون هذا النِّظام متاحاً بالمجّان. إذ تُحقِّق Google الكثير من إيراداتها عن طريق ترويج الإعلانات لك وأنت منشغلٌ باستخدام تطبيقاتها؛ ولهذا فإنَّ تعزيز سلامتك الرَّقميَّة يصبُّ في النِّهاية في مصلحتها.
تعمل Google أيضاً على توسيع برنامج ندوات الأمن السيبراني للمساعدة في تدريب المتخصِّصين الجُدد، وللوصول هذه الغاية، تُقدِّم الشَّركة منحاً بحثيَّةً بقيمةِ مليوني دولارٍ؛ لدعم أبحاث الذكاء الاصطناعي لأغراضٍ أمنيَّةٍ في كلٍّ من جامعة شيكاغو وجامعة ستانفورد وأماكن أخرى، إذ يهدف هذا البحث إلى فحص التَّعليمات البرمجيَّة بحثاً عن نقاط الضَّعف، وتحسين المعرفة بالذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية وتقوية الأمان المعتمد على نماذج اللّغات الكبيرة التي تدعم الكثير من الإنجازات الهائلة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في شكل روبوتات الدَّردشة.
شاهد أيضاً: تقرير بلاك بيري الفصلي لتهديدات الأمن السيبراني العالمية يُظهر تصاعد
كلُّ هذا أمرٌ تقنيُّ للغاية، وقد أثارت شركة Google ضجَّةً كبيرةً بإعلانها؛ إذ أنّ مؤتمر ميونيخ للأمن "المنتدى الرَّائد في العالم لمناقشة التَّحديات الأكثر إلحاحاً للأمن الدَّوليِّ" سينعقد في نهاية هذا الأسبوع، إنَّها حملةُ علاقاتٍ عامَّةٍ مثلَ أيِّ شيءٍ آخر، ولكن قد يكونُ لذلك تأثيرٌ على عملك، وذلك ببساطةٍ بسبب عدد مستخدمي المؤسَّسات الذين يعتمدون بالفعل على أنظمة Google لإدارة شركاتهم، إذا كانت Google تقوّي نظام أمانها باستخدام الذكاء الاصطناعي، فلا ريب أن هذا سيفيد عملك.
ومن ناحيةٍ أخرى، تُعدّ أخبار أمان الذكاء الاصطناعي من Google أيضاً بمثابة تذكيرٍ لك كي تتحقّقَ مرَّةً أخرى من تحديث الأمان الرَّقميِّ لشركتكَ، ولتعرف إمكانات فريق تكنولوجيا المعلومات لديك وإن كان يمتلك كلَّ ما يحتاجه لحماية أصول شركتكَ.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.