خيارات الأسهم للموظفين: مفهومها، أنواعها، وأهميتها
تعرّف على الأداة المالية التي تستخدمها الشَّركات؛ لتعزيز الرَّوابط بينها وبين موظَّفيها بذكاء
خيارات الأسهم للموظفين، بمثابةِ خريطةٍ للكنز تُقدِّمها الشَّركاتُ لموظَّفيها، بهدفِ تحفيزهم، كذلك لجذبِ المزيد من المواهبِ وزيادة الولاءِ، ويتمُّ استخدام هذه الطَّريقة على نطاقٍ واسعٍ في الشَّركات النَّاشئة، وتعدُّ طريقةً ذكيّةً لتحفيز ولاء الموظَّفين، الَّذين سيشعرون بأنَّهم شركاء في نجاح الشَّركة مستقبلاً، وبالتَّالي لن يتخلّوا عنها، فدعونا نتعرَّف عن قربٍ على خيارات الأسهم للموظّفين.
ما هي خيارات الأسهم للموظفين؟
خيارات الأسهم للموظفين، أحدُ أنواع التَّعويضات الماليَّة الَّتي تمنحها الشَّركات لموظَّفيها كذلك مدراءها التَّنفيذيين، فعوضاً عن منحهم حصصاً سهميّةً بطريقةٍ مباشرةٍ، تُقدِّم لهم الشَّركةُ خيارات شراء الأسهم للموظفين، والَّتي تمنحُ الموظَّف الحقَّ في شراء أسهم الشَّركة بسعرٍ مُحدَّدٍ لفترةٍ زمنيَّةٍ محدودةٍ. ويتمُّ توضيح خيارات شراء لأسهمٍ للموظَّفين بشكلٍ كاملٍ في اتفاقيَّة تحمُّل الاسم ذاته، وجَرَت العادة أنَّه لا يُمكن بيع خيارات شراء الأسهم للموظفين، بخلاف الخيارات القياسيَّة المدرَّجة أو المتداولة في البورصة.
وتتحقَّقُ الفائدة من خيار الأسهم، حين يرتفع سعر سهم الشَّركة عن سعر ممارسة خيار الشِّراء، وعندما يحدثُ ذلكَ، يتمُّ ممارسة خيارات الشِّراء، ويحصلُ حاملها على أسهم الشَّركة بخصمٍ، ويحقُّ للموظَّفين اختيار بيع السَّهم على الفور في السُّوق المفتوحة؛ لتحقيق الأرباحِ أو الاحتفاظِ بالسَّهم للوقت الَّذي يُريدهُ. [1]
وهناك نوعان أساسيَّان من خيارات الأسهم للموظَّفين، الأوَّل خاصٌّ بالمدراء، والثَّاني خاصٌّ بباقي الموظَّفين، وهما: [2]
- خيارات الأسهم المُحفِّزة: تُقدِّمها الشَّركةُ لموظَّفيها الرَّئيسيين كذلك المدراء، ومن ميِّزاتها أنَّها تحصلُ على معاملةٍ ضريبيَّةٍ تفضيليَّةٍ غالباً، ويتمُّ التَّعامل معها على أنَّها مكاسب طويلة الأجل على رأس المال.
- خيارات الأسهم غير المؤهَّلة: وتُمنح لكلّ موظفي الشَّركة بدون استثناءٍ، وأيضاً لمن يرغبُ من أعضاء مجلس الإدارة والاستشاريّين، وتفرض عليها الضَّرائب انطلاقاً من كونها تُمثِّل دخلاً عاديّاً.
أهمية نظام أسهم الموظفين للشركات
تكمن أهميَّة نظام أسهم الموظَّفين للشَّركات أو حتَّى للموظَّفين أنفسهم، بالعديد من المزايا والفوائد الَّتي يُقدِّمها هذا النَّوع من الأسهم لكلا الطَّرفين. إذاً، بالنِّسبة للشَّركات، تكمن أهميَّتها في: [2]
- تعدُّ أداة توظيفٍ رئيسيَّةٍ لأفضل وألمع العقول، في اقتصادٍ عالميٍّ متكاملٍ بشكلٍ متزايدٍ، مع اشتداد المنافسة العالميَّة على أفضل المواهب.
- تعزيز رضا الموظَّفين ورفاهيَّتهم الماليَّة من خلال توفير حوافز ماليَّةٍ مربحةٍ.
- تحفيز الموظَّفين على مساعدة الشَّركة على تحقيق النُّمو والنَّجاح؛ لأنَّهم يستطيعون المشاركة في نجاحها.
- يُمكن استخدامها كإستراتيجيَّة خروجٍ محتملةٍ للمالكين في بعض الحالات، والمساهمة في منع الاستحواذ العدائي على الشَّركة.
شاهد أيضاً: استراتيجيات التمويل المثلى للمشروعات الريادية
أيضاً يحظى الموظَّفون بالعديدِ من الفوائدِ من خيارات الأسهم، مثل:
- فرصةٌ للمشاركة بشكلٍ مباشرٍ في نجاح الشَّركة من خلال حيازة الأسهم.
- المكاسب الماليَّة الَّتي يتمُّ تحقيقها عند بيع الأسهم الَّتي تمَّ الحصول عليها بسعرٍ مخفَّضٍ لتحقيق ربحٍ.
- فخر الملكيَّة، فقد يُشعر الموظَّفون بالتَّحفيز ليكونوا منتجين بالكامل؛ لأنَّهم يمتلكون حصَّةً في الشَّركة.
- تمثيلٌ ملموسٌ لمدى قيمة مساهمتهم لصاحبِ العملِ.
- اعتماداً على الخطَّة، هناك إمكانيَّةٌ لتحقيق وفوراتٍ ضريبيَّةٍ عند بيع الأسهم أو التَّخلُّص منها.
بشكلٍ عامٍّ، توفِّر خطط تعويض الأسهم للموظَّفين، وغيرها من أنواع خطط التَّعويض بالأسهم للموظَّفين وأصحاب المصلحة، حافزاً بالأسهم لبناء الشَّركة والمشاركة في نموِّها ونجاحها.
طرق التعامل مع نظام أسهم الموظفين
لمعرفةِ طرق التَّعامل مع نظام أسهم الموظَّفين، ينبغي فهم هذا النِّظام بطريقةٍ عميقةٍ، ومعرفة أنَّ هناك طرفين رئيسيّين في خيارات الأسهم للموظَّفين، المستفيد (الموظَّف) والمانح (صاحب العمل)، ويُمكنُ أن يكونَ المستفيد موظّفاً عاديّاً أو مديراً تنفيذيّاً، في حين أنَّ المانحَ هو الشَّركة الَّتي توظِّف المستفيد.
يتمُّ منح المستفيد تعويضات الأسهم في شكل خيارات الأسهم للموظفين، وعادةً ما تكون هناك قيودٌ معيَّنةٌ، ومن أهمِّها فترة الاستحقاق، وهي المدَّة الَّتي يتعيَّن على الموظَّف انتظارها قبل أن يتمكَّنَ من ممارسة خيارات الأسهم الخاصَّة به، وتعملُ فترة الاستحقاق كحافزٍ للموظَّف على الأداء الجيِّد والبقاء مع الشَّركة، ويتبع الاستحقاق جدولاً محدَّداً مسبقاً يتمُّ إعداده من قبل الشَّركة في وقت منحِ الخيارِ.
وتعدُّ خيارات الأسهم للموظفين مكتسبةً عندما يُسمح للموظَّف بممارسة الخيارات وشراء أسهم الشَّركة، وهنا يجبُ الانتباه أنَّ الأسهمَ ربَّما لا تكون مكتسبةً بالكامل عند شرائها بخيارٍ في حالاتٍ معيَّنةٍ، وعلى الرَّغم من ممارسة خيارات الأسهم، فالشَّركةُ قد لا تريدُ المخاطرة بتحقيق الموظَّفين مكاسب سريعةً ثمَّ تركها.
الأمر السَّابق، يُحتِّم عليكَ مراجعة خطَّة خيارات الأسهم الخاصَّة بشركتكَ بعنايةٍ كبيرةٍ في حال حصلت عليها، إضافةً إلى مراجعة اتفاقيَّة الخيارات؛ لتحديد الحقوقِ المُتاحة والقيود المطبَّقة على الموظَّفين. مع العلم أنّ مجلسَ إدارة الشَّركة هو من يصيغ خطَّة خيارات الأسهم، والَّتي تحوي على كلِّ تفاصيل حقوق المستفيد، كما ستتيحُ الاتفاقيَّة كلَّ التَّفاصيل الرَّئيسيَّة لمنحة خيارات الأسهم الخاصَّة بك، مثل: مدَّة الاستحقاق، وحتَّى كيفيَّة استحقاق خيارات الأسهم، وسعر التَّنفيذ.
سواءً كنت موظّفاً عاديّاً أو مديراً تنفيذيّاً، سيكون غالباً من الممكن التَّفاوض على بعض الجوانب في اتفاقيَّة الخيارات، مثل مدَّة الاستحقاق، بحيث يتمُّ استحقاق الأسهم بشكلٍ أسرع أو بسعرٍ قابل للتَّنفيذ، وسيكون من المفيد كذلك مناقشة اتفاقيَّة الخيارات مع مستشارك الماليّ قبل التَّوقيع عليها. [2]
شاهد أيضاً: أسهم النمو وأسهم القيمة: الفرق بينهما وأيهما أنسب للاستثمار
أين يتم تداول خيارات أسهم الموظفين؟
بخلافِ الأسهم العادية لا يتمُّ تداول خيارات أسهم الموظفين في البورصة، وبالتَّالي لا تتمتَّعُ بالفوائد الكثيرة الَّتي تتمتَّعُ بها باقي أنواع الأسهم، كما أنَّ مدَّة صلاحيَّة تداولها عشر سنواتٍ فقط. ويُمكنُ تداول أسهم الموظَّفين، من خلال البورصة الدَّاخليَّة للشَّركة بحال وجدت، وتتيح للموظَّفين إمكانيَّة تداول الأسهم فيما بينهم، وهي طريقةٌ خاصَّةٌ فقط بموظَّفي الشَّركة. كما يُمكن تداولها عبر الوسطاء الماليّين المعتمدين، الَّذين تتعاقدُ معهم الشَّركة لتسهيل عمليَّات البيع والشِّراء للموظَّفين، حيث يُقدِّم أولئك الوسطاء الماليّين خدمات تداول الأسهم خارج البورصة التَّقليديَّة.
في بعض الشَّركات يُطلب من الموظَّفين فتح حسابات تداولٍ خاصَّةٍ بإدارة خيارات الأسهم مع الوسطاء الماليين، كما يُحقُّ للموظَّفين تداول أسهمهم في الأسواق الماليَّة العامَّة، بحال قرَّرت الشَّركة طرح أسهمها للاكتتاب العامِّ، لكن يجبُ على الموظَّفين الانتباه جيّداً إلى أيّ قيودٍ تنظيميَّةٍ قد تفرضها الشَّركةُ على بيع الأسهم بعد الاكتتاب العام، مثل فترة الحظر الَّتي قد تمنعُ البيع لفترةٍ محدَّدةٍ بعد الاكتتاب.
ومن بين خيارات التَّداول الأُخرى، هناك العروض الدَّاخليَّة حيث تُقدِّم بعض الشَّركات عروض شراءٍ خاصَّةً لموظَّفيها، فتعرضُ الشَّركة نفسها لشراء الأسهم أو الخيارات من الموظَّفين بسعرٍ محدَّدٍ، وفي أحيانٍ قليلةٍ تلجأ بعض الشَّركات إلى تنظيم صفقاتٍ مع مستثمرين خارجيين لشراء خيارات الأسهم من الموظَّفين.
إذاً، كيف أعرفُ قيمة سهم الموظفين الذي حصلت على مجموعة منه مؤخّراً؟
للأسفِ، سيكون من الصَّعب جدّاً حساب قيمة خيارات الأسهم الخاصَّة بكَ، بحال لم تكن الشَّركة مدرجةً في البورصة، وسيكون هناك الكثير من أرقام التَّقييم المتداولة حول ما قد تكون عليهِ قيمة أسهم الشَّركة، ولكن إذا لم يكن هناك حدثٌ ماليٌّ، مثل الطَّرح العامّ الأوليّ أو بيع الشَّركة، فلن تكون هناك طريقةٌ ملموسةٌ لتحديدِ القيمة الفعليَّة لكلِّ سهمٍ.
ستحصلُ بعض الشَّركات على تقييمٍ يُمكنك استخدامهِ، لحساب قيمة خيارات الأسهم الَّتي قد تمتلكها، ولكن هذه التَّقييمات غالباً ما تكون متضاربةً إلى حدٍّ ما ولا ينبغي الاعتماد عليها، كما يتعيَّنُ عليكَ معرفة عدد الأسهم المتاحة للشَّركة بشكلٍ عامٍّ لتحديدِ سعر السَّهم.
لكن إذا تمكَّنت من معرفة سعر السَّهم بطريقةٍ أو بالأُخرى، فإنَّ الحسابَ سيكون سهلاً، حيث يُوفِّر لك كلَّ خيارٍ أسهم سعر إضرابٍ، وهو القيمة الَّتي يجبُ أن تشتري بها أسهمك، مثلاً بحال كان سعرُ الإضراب عشرين دولاراً للسَّهم الواحد، وكان سعرُ السَّهم الحاليِّ ثلاثين دولاراً، ستطرحُ سعر الإضراب من سعر السَّهم، فيكون النَّاتج عشرة دولاراتٍ للسَّهم، بعد ذلك يُمكنكَ ضرب قيمة السَّهم البالغة عشرة دولاراتٍ في عدد خيارات الأسهم الممنوحة لكَ، فتتوصَّل إلى القيمة الإجماليَّة لخيارات الأسهم الخاصَّة بك. [1]
أنواع أخرى من تعويضات الأسهم للموظفين
هناكُ العديدُ من الطُّرق يُمكن من خلالها تعويض الموظَّفين بطريقةٍ تُحفّزهم على البقاء في الشَّركة، مثل منحه الحقِّ في شراء الأسهم بمجرَّد استيفاء معايير معيَّنةٍ، إضافةً إلى الخطط الكاملة الَّتي تمنحُ كلَّ موظَّفٍ الحقَّ في شراء الأسهم. وفيما يلي الأنواع الرَّئيسيَّة لخيارات الأسهم للموظَّفين، أو طرق شراء الأسهم خارج منح الخيارات بشكلٍ مباشرٍ: [1]
منح وحدات الأسهم المقيدة
أحد الأنواع الأكثر شيوعاً من خطط أسهم الموظَّفين في العديدِ من الشَّركات النَّاشئة، حيث يُوفِّر هذا النَّوع العديد من الميِّزات، مثل فترة استحقاقٍ للمدَّة الَّتي يجبُ أن يعملَ فيها الموظَّف لدى الشَّركة للوصول إلى كميَّةٍ معيَّنةٍ من خيارات الأسهم، وبمجرَّد استيفاء المعايير، يكون لدى الموظَّف مقدار الوقت المنصوص عليه في وثائق المنحة لممارسةِ خياراتهِ.
خطط شراء أسهم الموظفين
خطَّة شراء أسهم الموظفين الكاملة لمستوياتٍ معيَّنةٍ من الموظَّفين، حسب المُسمَّى الوظيفيّ، أو في أحيانٍ أُخرى لجميع الموظَّفين تتيح لهم شراء أسهمٍ في الشَّركة، ويمكن أن يشملَ هذا غالباً خصماً للموظَّفين على قيمة الأسهم في وقتٍ الشِّراء من أجل تقديم فائدةٍ لهم.
الأسهم الوهمية
هناك طريقةٌ أُخرى يُمكن للموظَّفين الاستفادة بها من زيادة قيمة الأسهم في الشَّركة، وهي الحصول على أسهمٍ وهميَّةٍ، وهذا يعني في الأساس الحصول على مكافأةٍ مقابل ما قد تساويه قيمة عددٍ معيَّنٍ من الأسهم في وقتٍ محدَّدٍ، ولا يوجد نقل ملكيَّةٍ أو ممارسةٌ للأسهم في هذا السِّيناريو، وفي بعض الأحيان يمكن تحويل الأسهم الوهميَّة إلى أسهمٍ حقيقيَّةٍ بدلاً من الحصول على مكافأةٍ نقديَّةٍ.
إذاً، خيارات الأسهم للموظَّفين ليست مجرَّد أداةٍ ماليَّةٍ، إنَّما هي وسيلةٌ ذكيَّةٌ تستخدمها الشَّركات؛ لتعزيز الرَّوابط بينها وبين موظَّفيها، وسواء كنت موظَّفاً تتطلَّع للاستفادة من هذه الفرصة أو شركةً تبحث عن طرقٍ لتحفيز فريقكَ، تذكَّر أنَّ خيارات الأسهم هي مفتاحٌ ذكيٌّ لتحقيق مستقبلٍ مشرقٍ مشتركٍ.