دراسةٌ جديدةٌ على 12000 شخص ستعطيك سبباً آخر لشرب القهوة
وكأنّك تحتاج لسببٍ آخر😉
يُقال إنّه عندما تكتبُ شيئاً، يجبُ عليكَ أن تحاولَ تصوّر الجمهور. في معظم الأحيان، هذا ما أتخيّله عندما أفكّر في الذين يقرؤون المقالات هنا على Inc.com:
أصحاب الأعمالِ، أو على الأقلّ الأشخاص الذين يطمحون لأن يصبحوا أصحاب أعمالٍ، يتصّفحون العناوين والمقالات، بينما هم على وشك مواجهة كلّ التحدّيات في سبيل تحقيق النّجاح اليوم. وربما يقرؤون هذا بينما الجهاز في يدٍ وكوب القهوة في الأخرى، وهو أمرٌ مرتبطٌ بحديثنا اليوم.
أنا متشوّقٌ حقّاً لمعرفة ما إذا كانت توقّعاتي صحيحةً! ولكنّ الشّيء الوحيد الذي يمكنني أن أؤكّده لكم هو أنّ هذه التّفاصيل الثّلاثة التي تخيّلتها تظهر كأنّها مترابطةٌ تماماً. لذلك، أنا سعيدٌ لمشاركة نوعي المفضّل من الدّراسات اليوم: واحدةٌ من تلك التي تقدّم لك سبباً وجيهاً للاستمرار في فعل شيءٍ تفعله في الأصل.
في مجلّة الرّابطة الطّبيّة الأمريكيّة لمديري المستشفيات، ذكر الباحثون في جامعة سنغافورة الوطنية أنّهم درسوا عاداتِ تناول القهوة لدى 12,583 مشاركاً في دراسةٍ طوليةٍ على مدى 20 عاماً، حيث ازداد متوسّط أعمارهم من 53 عاماً إلى 73 عاماً.
والنّتائج المذهلة والمشجّعة التي وجدوها، أنّ المشاركين الذين شربوا كمياتٍ كبيرةٍ من القهوة، والتي ذكروا أنّها أربعة أكوابٍ أو أكثر يوميّاً، كانوا أكثر احتمالاً بمرّتين لتجنّب الوهن البدني كلّما تقدّموا في العمر ووصلوا إلى السبعينيّات.
بينما ركّزت الدّراسة بشكلٍ خاصٍّ على القهوة، ذكر الباحثون أنّ الأشخاص الذين شربوا الشاي الغنيّ بالكافيين شهدوا أيضاً بعض الفوائد، وكانوا أقلّ احتماليةٍ للإصابة بـ "ضعف الحيل، وقلّة التحمّل، وتراجع الوظائف الفيزيولوجيّة، ما يتسبّب باعتمادهم على الغير عادةً" كلّما تقدّموا في العمر، كما كانوا أقلّ احتمالاً للموت مبكّراً.
شاهد أيضاً: هل تنسى باستمرار؟ العلوم العصبية تقدم لك سبباً مقنعاً آخر لشرب القهوة
بالطّبع، يجب أن نضع في اعتبارنا صديقنا القديم، "العلاقة مقابل السّببية". على سبيل المثال، من الممكن أن تكونَ مجرّد صدفةٍ أنّ محبّي القهوة كانوا أكثر احتماليّةً للعيش مدّةً أطول متمتّعين بقوّةٍ أكبر، أو ربما هناك عاملٌ آخر غير محدّد يؤدّي إلى واحدٍ أو كلا هذين العاملين.
لكنّني لاحظت أنّ الكثير من روّاد الأعمال، خصوصاً بعد شربهم كوباً من القهوة أو مشروباً أقوى أو اثنين، يدركون في النّهاية أهميّة الوقت. فالحياة قصيرةٌ، والوقت هو أثمن شيءٍ نملكه.
جميعنا نشارك في هذا السّباق الحياتيّ. ولذا، بالنسبة لقادة الأعمال، على وجه الخصوص، أيّ تحسينٍ صغيرٍ قد يمنحهم مزيداً من الوقت لرؤية ثمار جهودهم والتمتّع بها، يعدّ ذا قيمة، خصوصاً إذا كانت هذه التّحسينات تأتي من عاداتٍ يمارسونها بالفعل لأسبابٍ أخرى.
ومع هذا، فقد جمعتُ مجموعةً من الدّراسات على مرّ السّنين تشير إلى أنّ القهوةَ ليست مجرّد مشروب، بل هي نوعٌ من المشروبات السّحرية:
- دراسةٌ أُجريت العام الماضي نشرت في دورية "سجلّات الطّبّ الباطني" وجدت أنّ الأشخاص الذين يتناولون القهوة بشكلٍ معتدلٍ إلى ثقيلٍ كانوا أقلّ احتمالاً بنسبة 30% للوفاة لأيّ سببٍ مقارنةً بأولئك الذين لا يتناولون القهوة. (خلال فترة الدّراسة بالطّبع؛ ففي النّهاية سيموت الجميع).
- دراسةُ عام 2019م أُجريت على 347,077 شخصاً من جامعة جنوب أستراليا أشارت إلى أنّ خمسةَ أكوابٍ في اليوم هي الكميّة المثلى من القهوة التي يجب تناولها.
- في عام 2017م، كتبت عن دراسةٍ أُجريت من قبل جمعية القلب الأمريكية وكليّة الطّب في جامعة كولورادو تشير إلى أنّ كلّ كوبٍ من القهوة يتمّ تناوله يوميّاً يترافق مع انخفاضٍ بنسبة 8% في فرص الإصابة بفشل القلب أو الجلطة الدّماغية.
- بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسةٌ إسبانيّةٌ أنّ شربَ أربعة أكوابٍ من القهوة يوميّاً أدّى إلى انخفاضٍ بنسبة 64% في خطر الوفاة بين المشاركين في الدّراسة خلال فترة الدّراسة، ووجدت دراسةٌ بريطانيّةٌ شملت 498,123 شخصاً أنّ الذين اعتادوا على شرب القهوة كانوا أقلّ بنسبةٍ ما بين 10 و 15% من فرص الوفاة خلال فترة عشر سنواتٍ.
شاهد أيضاً: العلوم العصبية تُؤكّد: الرياضة تُعزّز ذكاءك
الآن بالنسبة للفرصة المتاحة لغير متناولي القهوة: مؤخّراً، أظهرت دراسةٌ جديدةٌ أنّ 74% من الأمريكيين يتناولون القهوة كلّ يومٍ، بمجموع 440 مليون كوبٍ كلّ 24 ساعةٍ. ويستمرّ هذا الرّقم في الزّيادة بسرعةٍ وفقاً لجمعيّةٍ تجاريّةٍ: حيث ارتفع 66% من الأمريكيين في عام 2022م، وكان هذا بدوره زيادةً بنسبة 14% مقارنةً بعام 2021م.
وهذا يعني أنّ حوالي 250 مليون أمريكي من مُحتسي القهوة يتمّ تذكيرهم مراراً وتكراراً بأنّ إحدى عاداتهم الأكثر إدماناً مفيدةٌ لهم أيضاً.
ربما لا تكون من عشّاق القهوة بنفسك، ولكن هناك سوقاً ضخماً ينتظرك، ويظهر أنّها تنمو بسرعةٍ. وبصفتك قائداً في مجال الأعمال، يبدو أنّ هناك فرصةً ذهبيّةً متقدّةً تنتظرُ من يقتنصها.