ماذا يمكن أن تتعلم من فرانسواز أول امرأة تتخطى ثروتها 100 مليار دولار؟
ثريةٌ جداً، مالكة شركة لوريال العالمية لمستحضرات التجميل ولا تستخدم منتجاتها، مع ميلٍ للعزف والكتابة ومساعدة الآخرين، تلك هي فرانسواز
أمضت فرانسواز بيتنكور مايرز وريثةُ شركة لوريال العالميَّة لمستحضرات التَّجميل حياتها دون أن تتباهى بذلكَ، كما أنَّها لا ترتدي المجوهرات، وتخيَّلوا أنَّها لا تعيشُ في قصرٍ ولا تمتلكُ اللّوحات والتُّحف، إنَّما تعيشُ في بناءٍ طابقيٍّ بالقرب من القصر الذي كان يمتلكه والداها في باريس.
ربَّما يكون التَّواضع، هو الدَّرس الأوَّل الذي يمكن تعلُّمه من فرانسواز بيتنكور مايرز وريثةُ شركة لوريال العالميَّة لمستحضرات التَّجميل؛ لكنَّه بالتَّأكيد ليس الدَّرس الوحيد، لأوِّل امرأةٍ في العالم، تتخطَّى ثروتها الـ100 مليار دولارٍ، فماذا يمكن أن تعلِّمنا تجربة فرانسواز من دروسٍ أيضاً؟
من هي فرانسواز بيتنكور مايرز؟
ولدت فرانسواز عام 1953 في فرنسا، ولطالما اشتهرّت بكون حياتها مختلفةً تماماً عن الطَّريقة التَّقليديَّة لحياة الأثرياء، وخلال ديسمبر 2022، أصبحت رسميَّاً أغنى امرأةً في العالم بثروةٍ تخطَّت قيمتها الـ100 مليار دولارٍ، وفق بلومبرغ. [1]
كما يُقال بالعربيَّة، ولدت السَّيَّدة الفرنسيَّة وبفمها ملعقةٌ من ذهبٍ، فوالدتها ليليان، وريثةُ يوجين شويلر مؤسِّس شركة لوريال العالميَّة لمستحضرات التَّجميل، بينما كان والدها أندريه بيتنكور، وزيراً خلال فترة رئاسة شارل ديغول لفرنسا بين ستينيَّات إلى سبعينيَّات القرن الماضي.
رغم كلِّ الثَّراء والسُّلطة، لم تحظَ فرانسواز بطفولةٍ سعيدةٍ؛ حيث تمّ إخراجها من مدرستها خوفاً عليها من الاختطاف بهدفِ الحصول على فدية ماليَّة، وباتت تتلقَّى تعليمها في المنزل بعيداً عن المجتمع، ما جعلها منعزلةً وانطوائيةً، لا تتعاملُ إلَّا مع عددٍ قليلٍ من أصدقاء والديها.
لم تكن الانطوائيَّة أقسى ما واجهته المليارديرة الفرنسيَّة، التي لم تكن على علاقةٍ طيَّبةٍ مع والدتها ليليان، المرأة الجميلة المدمنة على تصميم الأزياء الرَّاقيَّة التي استمتعت بثروتها إلى أقصى حدٍّ، بخلاف شخصيَّة ابنتها البعيدة تماماً عن حياة الرَّفاهيَّة.
شاهد أيضاً: وزارة السعادة في الإمارات: كيف تؤدي الرفاهية إلى زيادة تنمية الاقتصاد؟
فرانسواز بطلة حكايتنا هذه، ورغم كونها من أثرى أثرياء العالم، إلا أنَّها مثلاً كانت وما زالت ترتدي ملابس بسيطةٍ، تزينها بشالٍ صوفيٍ حول رقبتها، وتضع القليل من مساحيق التجميل، وتخفي عينيها غالباً بنظاراتٍ تذكرنا بستايلات السّبعينيَّات، دون أن تتبّعَ صيحات الموضة أو تذهبَ باتِّجاه عمليّات التَّجميل، من الواضح أنَّها تفضِّل أن تعيشَ سنَّها الحقيقيِّ بسعادةٍ وخصوصيّةٍ بالغةٍ.
منذ وفاة والدتها عام 2017، أصبحت فرانسواز من أغنى الأغنياء في العالم، لكن سرعان ما بدأت الثَّروة تزدادُ منذ العام 2018؛ حيث تضاعفت من 40 مليار دولارٍ إلى 80 مليار دولارٍ بغضون ثلاثة أعوام، لتصلَ لاحقاً إلى أكثر من 100 مليار دولارٍ أميركيٍّ، وتصبحَ فرانسواز أوَّل امرأةٍ تصلُ إلى هذا الرَّقم، على الرَّغم من أنَّ حياتها كانت تبتعدُ تماماً عن عالم المال والثَّراء، وتتّجه أكثر إلى الأدب والموسيقا والفنون. [2]
5 أشياء تعلمتها من فرانسواز
إنّ من أهمّ الأشياء التي يمكن أن تتعلّمها من فرانسوار ما يلي:
المؤلفات الأدبية
بعيداً عن عالم المال والثَّراء، لدى المليارديرة الفرنسيَّة العديد من الكتب الأدبيَّة، التي تُظهر شغفها بالأدبِ والمعرفةِ، وهذا ليس بالغريب؛ فقد كانت منذ شبابها قارئةً نهمةً، وفي حال كان لديكم أيُّ شغفٍ بالأدب والكتابة؛ فإنَّ قراءةَ بعض كتبها سيكون خياراً ممتازاً للتَّعرّف على كيفيَّة تفكيرها؛ حيث تضمُّ مؤلّفاتها العديدُ من الكتب، سواءً حول علاقة الأديان ببعضها بعضاً، أو تلك الكتب المختصَّة بالأساطير القديمة، خصوصاً الأساطير اليونانيَّة. [3]
الفضول الفكري
على الرَّغم من كلَّ الأموال التي امتلكتها في سنٍ صغيرةٍ، وعلى الرّغم من أنَّ شركتها مختصَّةٌ بالتَّجميل، وتستحوذُ على اهتمام ملايين النِّساء من حول العالم، إلّا أنَّ فرانسواز لم تتّبع الموضة أو تهتمّ بوضع مساحيق التَّجميل، على العكسِ من ذلك، كسرت الصّورة النَّمطية للأثرياء، وذهبت باتِّجاه التَّعلّم والأدب والموسيقا.
تعمقّت في الأساطير اليونانيَّة، ودخلّت عالم الجدل الدِّيني، تُعلّمنا من خلال ذلك، أهميَّة استمرار التَّعلُّم وعدم توقّفه عند حدٍّ، كذلك تخبرنا تجربتها الملهمةُ أنَّ الثّراء لا يمكن على الإطلاق أن يكون سبباً للتَّوقف عن التَّعلُّم والتَّطور والانشغال بالمالِ فقط.
شاهد أيضاً: 5 دروس عن المال لم تتعلمها في المدرسة
المرونة
أحد أبرز الدُّروس المستفادةِ التي يمكن تعلُّمها من المليارديرة الفرنسيَّة، هو المرونة؛ فحياتها ورغم الثَّراء لم تخلُ من التَّعقيدات والتَّحدِّيات، ومع ذلك تمكَّنت من التَّفوّق على كلِّ الصِّعاب؛ لذا سيكون من المفيدِ جداً، أن نعلمَ كم أنَّ المرونةَ مهمَّةٌ، ومثلها المثابرةُ عند مواجهة المواقف الصَّعبة، وعدم الاستسلام أمامها.
العمل الخيري والوفاء
ساهمت فرانسواز بدعمِ العديد من الجمعيَّات الخيريَّة، وساعدت الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصَّة، لقد كانت ترّد الجميل لمجتمعها بطريقةٍ أو بأخرى، ردُّ الجميل والوفاء، أحد أنبل ما يمكن لنا أن نتعلَّمه في حياتنا، كذلك تعلُّم كيفيَّة إنفاق الموارد أو جزء منها، في مساعدة الآخرين ودعم القضايا التي تهمّنا، ما يحققُّ لنا المزيد من السَّعادة الدَّاخلية والرِّضا عن النَّفس.
الممارسات التَّجارية النَّزيهة
توصَف فرانسواز بيتنكور مايرز، بأنَّها واحدةٌ من أبرز المدافعين عن الممارسات التِّجارية النّزيهة، ويبدو هذا واضحاً من خلال قيادتها لشركة لوريال العالميَّة لمستحضرات التَّجميل، كذلك مساهماتها المستمرَّة في دعم الأعمال الخيريَّة، تلتزم المليارديرة الفرنسيَّة بالقيم والشَّفافيَّة، ويقولُ كثيرٌ من قادة الأعمال، إنَّها تعدُّ مثالاً أعلى لهم، فيما يخصُّ الجمع بين الرَّبح ونجاح الأعمال والالتزام بالمبادئ الأخلاقيَّة بوقتٍ واحدٍ.
لا يمكنُ على الإطلاق تجاهل العبرة الكبيرة في قصَّة فرانسواز، التي ابتعدت بكلِّ حياتها عن المجتمع المخمليّ، وكان من الواضحِ أنَّها قادت ثورتها الخاصَّة ضدَّه؛ لتشكِّل بشخصيتها الفريدة، نموذجاً استثنائيَّاً، لا يمكنُ مقارنته بأيٍّ من أثرياء العالم اليوم، الَّذين يفضِّلون البذخ وإظهار تفاصيل حياتهم الفارهة، بخلافها تماماً.
لمزيدٍ من قصص النجاح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.