دعوى قضائية ضد TikTok لجمع بيانات الأطفال دون 13 عاماً
وزارة العدل الأمريكية تتّهم TikTok بجمع معلومات شخصية من الأطفال دون موافقة الوالدين، في انتهاكٍ لقانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت
رَفَعَت وزارةُ العدلِ الأمريكيّةِ دعوى قضائيةً ضدَّ تطبيقِ TikTok وشركتهِ الأمِّ ByteDance بتهمةِ عدمِ حمايةِ خصوصيّةِ الأطفالِ على التّطبيقِ، حيثُ تستمرُّ إدارةُ بايدن في حملتها ضدَّ الموقعِ الاجتماعي.
وأوضحت الحكومةُ أنَّ TikTok انتهكَ قانونَ حمايةِ خصوصيّةِ الأطفالِ على الإنترنت (COPPA) الذي يتطلّبُ من الخدماتِ الموجهةِ للأطفالِ الحصولَ على موافقةِ الوالدينِ لجمعِ المعلوماتِ الشخصيةِ من المستخدمينَ الذينَ تقلُّ أعمارُهم عن 13 عاماً.
ويفخرُ التّطبيقُ الصينيُّ، الذي يمتلكُ حوالي 170 مليون مستخدمٍ في الولاياتِ المتّحدةِ، بمواجهةِ قانونٍ جديدٍ يُجبِرُ ByteDance على بيعِ أصولِ TikTok في الولاياتِ المتحدةِ بحلولِ 19 يناير أو مواجهةِ حظرٍ.
وتعدُّ هذه الدعوى الأحدثَ في سلسلةٍ من الإجراءاتِ الأمريكيةِ ضدَّ TikTok وشركتهِ الأمِّ الصينيّةِ؛ بسببِ مخاوفَ من أنَّ الشركةَ تجمعُ كمياتٍ كبيرةً من البياناتِ عن الأمريكيينَ لصالحِ الحكومةِ الصينيةِ، وتؤثرُ على المحتوى بطرقٍ قد تضرُّ بالأمريكيين.
وذكرت الدعوى التي انضمت إليها لجنةُ التجارةِ الفيدرالية (FTC) أنّها تهدفُ إلى وضعِ حدٍّ لـ"الانتهاكاتِ الواسعةِ النّطاقِ لخصوصيةِ الأطفالِ من قبلِ TikTok".
وأكدَ النائبُ فرانك بالون، أكبرُ ديمقراطيٍّ في لجنةِ الطّاقةِ والتّجارةِ، أنَّ الدعوى "تؤكدُ أهميةَ فصلِ TikTok عن سيطرةِ الحزبِ الشيوعيِّ الصينيِّ. لا يمكننا ببساطةِ السماحَ لأعدائنا بجمعِ كمياتٍ هائلةٍ من البياناتِ الحساسةِ للأمريكيين".
من جهتها، قالت TikTok إنها تختلفُ "مع هذه الادعاءات، والتي يتعلقُ العديدُ منها بأحداثٍ وممارساتٍ قديمةٍ غير دقيقةٍ، أو تمَّ معالجتُها. نحنُ فخورونَ بجهودِنا لحمايةِ الأطفالِ، وسنواصلُ تحديثَ وتحسينَ المنصة".
وأوضحت وزارةُ العدلِ أنَّ TikTok سمحَ للأطفالِ بإنشاءِ حساباتٍ عاديّةٍ على المنصّةِ، ومن ثمَّ إنشاءِ ومشاركةِ مقاطعِ فيديو قصيرةٍ ورسائلَ مع البالغينَ والآخرينَ على المنصّةِ العادية. كما جمعت TikTok معلوماتٍ شخصيّةً من هؤلاءِ الأطفال دونَ الحصولِ على موافقةِ الوالدين.
وتدّعي الولاياتُ المتّحدةُ أنّه لسنواتٍ، كانَ ملايينُ الأطفالِ الأمريكيينَ الذينَ تقلُّ أعمارُهم عن 13 عاماً يستخدمونَ TikTok، وكانَ الموقعُ "يجمعُ ويحتفظُ بمعلوماتِهم الشخصية".
وقالت رئيسةُ لجنةِ التجارةِ الفيدرالية، لينا خان، إنَّ "TikTok انتهكَ خصوصيّةَ الأطفالِ بشكلٍ متكرّرٍ، ممّا يهدّدُ سلامةَ ملايينِ الأطفالِ في جميعِ أنحاءِ البلاد". وتسعى اللّجنةُ لفرضِ غراماتٍ تصلُ إلى 51,744 دولاراً لكلِّ انتهاكٍ في اليومِ من TikTok لجمعِ البياناتِ بشكلٍ غيرِ صحيحٍ، ممّا قد يصلُ نظرياً إلى ملياراتِ الدولاراتِ إذا ثبتت مسؤوليةُ TikTok.
وكانت Reuters قد أفادت في عام 2020 بأنَّ لجنةَ التّجارةِ الفيدرالية ووزارةَ العدلِ تحقّقان في اتهاماتٍ بأنَّ التطبيقَ الاجتماعيَّ الشهيرَ فشلَ في الوفاءِ باتفاقيةِ عام 2019 التي تهدفُ إلى حمايةِ خصوصيةِ الأطفال.
وقد واجهت الشّركةُ العامَ الماضي غراماتٍ من الاتّحادِ الأوروبيِّ والمملكةِ المتحدّةِ؛ بسببِ تعاملها مع بياناتِ الأطفال.
وصادقَ مجلسُ الشيوخِ الأمريكيُّ على مشروعِ قانونٍ يمدّدُ حمايةَ قانونِ حمايةِ خصوصيّةِ الأطفالِ ليشملَ المراهقينَ حتى سنِّ 17 عاماً، ويحظرَ الإعلاناتِ المستهدفةَ للأطفالِ والمراهقينَ، ويمنحَ الوالدينَ والأطفالَ خيارَ حذفِ معلوماتِهم من منصاتِ التّواصلِ الاجتماعي. يتعيّنُ على المشروعِ أن يمرَّ في مجلسِ النوابِ الذي يسيطر عليه الجمهوريونَ، والمقرّرُ أن يعودَ للعملِ في سبتمبر، ليصبحَ قانوناً.