دليل القرش للنّجاح: قواعد ذهبيّة لكلّ رياديّ
كأول "قرش" عالمي في شارك تانك، يشارك مات هيغينز وصفة النّجاح الخاصّة به، بناءً على خبرته في أمريكا ودبي
هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا
يتباهى رجل الأعمال والمستثمر الأمريكيّ مات هيغينز بسجلٍّ حافلٍ في عالم الأعمال، يكفي لإثارة إعجاب أيّ مؤسّسٍ. فقد شارك في تأسيس شركة "آر إس إي فينتشرز" (RSE Ventures)، الّتي تتّخذ من نيويورك مقراً لها، في عام 2012، بالشّراكة مع ستيفن روس، مالك فريق كرة القدم الأمريكيّ "ميامي دولفينز" (Miami Dolphins). ومنذ ذلك الحين، قاد هيغينز الشّركة كرئيسٍ تنفيذيٍّ، محقّقاً نجاحاً هائلاً تجسّد في بناء محفظةٍ استثماريّةٍ بملايين الدّولارات، تضمّ أكثر من 100 علامةٍ تجاريّةٍ بارزةٍ وشركات "يونيكورن" عبر قطاعات الرّياضة والتّرفيه والإعلام والمنتجات الاستهلاكيّة والتّكنولوجيا.
تشمل محفظة آر إس إي فينتشرز أسماءً مميّزةً مثل "ماغنوليا بيكري" (Magnolia Bakery) و"موموفوكو" (Momofuku)، إلى جانب "ريزي" (Resy) و"بيتا تكنولوجيز" (Beta Technologies). هذه الشّركات تمثّل شهادةً حيّةً على قدرة هيغينز الفريدة على اكتشاف شركات التّكنولوجيا الواعدة والعلامات التّجاريّة الّتي تحمل إمكاناتٍ استثنائيّةٍ.
إلى جانب ذلك، يعدّ هيغينز شريكاً في ملكيّة "فاينر ميديا" (VaynerMedia)، الّتي تعتبر أكبر وكالةٍ متخصّصةٍ في الإعلام الاجتماعيّ على مستوى العالم، والّتي أسّسها غاري فاينرتشوك. هذه النّقطة تفسّر كيف استطاع هيغينز أن يصبح "قرشاً" بارزاً في النّسخة الأمريكيّة من برنامج "شارك تانك"، وكذلك في نظيرتها الإماراتيّة.
بناءً على خبرته الواسعة وفطنته في عالم الأعمال، طلبت مجلّة "عربية .Inc" من هيغينز أن يشاركنا نصائحه الّتي يرى أنّها مفتاح النّجاح في ريادة الأعمال. وهذا ما أخبرنا به.
-
اتّخذ القلق حليفاً
لطالما أخبرونا أنّ القلق عدوٌّ يجب التّخلّص منه بأيّ وسيلةٍ، لكنّ العلم يخبرنا بشيءٍ مختلفٍ تماماً؛ فالقلق، حين يكون في حدوده المعقولة، يمكن أن يكون دافعاً قويّاً يدفعنا إلى تحقيق أداءٍ أفضل. إنّه أشبه بالوقود الّذي يحفّزنا على تجاوز مناطق الرّاحة ومواجهة التّحدّيات بشجاعةٍ.
ولكن، تماماً كالقوى النّوويّة، يحمل القلق قوّتين متناقضتين: إمّا أن يمنحك طاقةً جبّارةً تدفعك إلى آفاقٍ جديدةٍ، أو يتحوّل إلى قوّةٍ مدمّرةٍ إذا تجاوز الحدّ. يكمن السّرّ في الجرعة المناسبة – تلك الّتي تطلق قدراتك الكامنة، دون أن تغرقك في فوضى المشاعر. تذكّر أنّ القلق ليس عدوّك، بل طاقةٌ عليك أن تحسن استثمارها.
-
تصالح مع متلازمة المحتال
عندما أدركت أنّ متلازمة المحتال ليست إلّا جزءاً طبيعيّاً من عمليّة النّموّ، بدأت أتنفّس الصّعداء، ووجدت الجرأة لأخطو إلى مساحاتٍ جديدةٍ وغير مألوفةٍ. هذا الشّعور بعدم الانتماء ليس سوى إشارةٍ من عقلك أنّك تخوض تجربةً لم تعهدها من قبل. إنّه دليلٌ على أنّك تتحرّك نحو التّغيير والنّموّ.
لكن ما يميّز هذه الرّحلة هو أنّك عندما تتجاوز هذا الشّعور وتحقّق إنجازاتك، يصبح من واجبك أن تروي قصّتك للآخرين كما هي، دون أن تخفي معاناتك أو نقاط ضعفك. قد تكون قصّتك هي الشّعلة الّتي تضيء طريق شخصٍ يشعر كما كنت تشعر، غريباً وغير منتمٍ. تحمل الكلمات الصّادقة الّتي تنبع من التّجربة الحقيقيّة قوّةً عظيمةً لتلهم وتحفّز من حولك.
-
افتخر بقصّتك بكلّ تفاصيلها
من أعظم الأخطاء الّتي قد يقع فيها المؤسّسون هو أن يتنكّروا لقصّتهم، أو يخجلوا من تفاصيلها. لقد ولدت في فقرٍ مدقعٍ، وبعت الزّهور على نواصي الشّوارع. كنت أحاول إخفاء هذه الحقيقة وكأنّها عارٌ، حتّى أدركت أنّ تلك التّجربة كانت مصدر قوّتي الحقيقيّة. القدرة على تجاوز الصّعاب هي ما يميّزك، وهي ما يشدّ انتباه الآخرين إليك. عندما تخفي أجزاءً من قصّتك بدافع الخجل، قد تضيع منك فرصاً كان يمكن لتلك التّفاصيل أن تفتح أبوابها.
-
واجه الحقائق بشجاعةٍ
تشير الدّراسات إلى أنّ غالبيّة الأمور الّتي تقلقنا، ما يقارب 85% منها، لا تحدث أصلاً، وحتّى تلك الّتي تتحقّق تكون أقلّ صعوبةً ممّا كنّا نتوقّع. السّرّ في التّغلّب على أيّ موقفٍ يواجهك هو أن تواجهه بشجاعةٍ ووضوحٍ. القلق الّذي يولّده الهروب من الحقيقة أثقل بكثيرٍ من مواجهة التّحدّي نفسه. الحقيقة، مهما بدت صعبةً، تكون دوماً أقلّ قسوةً من الخوف منها.
-
انزع القناع عن الأزمة، تجد فرصةً
كلّ أزمةٍ تشبه باباً مفتوحاً إلى عالمٍ جديدٍ، حيث يمكنك أن تجد فيها أكثر ممّا فقدت. كثيراً ما تصيبنا الأزمات بالذّعر وتشلّ تفكيرنا، لكنّني وجدت أنّ قراراتي الأكثر جرأةً كانت دائماً في الأزمات. حتّى عندما لا يكون هناك خطرٌ حقيقيٌّ، يمكننا استغلال تلك اللّحظات الحاسمة لنزيل الضّوضاء، ونركّز على ما يهمّ. السّرّ في النّجاح وسط الأزمات هو أن تحرم نفسك من خيار التّراجع، وتلتزم بالمضيّ قدماً، لأنّ الاستسلام ليس خياراً لمن يسعى لتحقيق أحلامه.
-
رؤاك الخاصّة مفتاح نجاحك
كثيراً ما يظنّ الطّامحون إلى ريادة الأعمال أنّ النّجاح مشروطٌ بابتكار فكرةٍ ثوريّةٍ أو اختراعٍ لم يسبقهم إليه أحدٌ. لكنّ الحقيقة أكثر بساطةً وعمقاً: نعيش جميعاً وسط تيارٍ لا ينقطع من الملاحظات والرّؤى الّتي يقدّمها لنا العالم من حولنا. كلّ يومٍ يحمل في طيّاته أفكاراً فريدةً نراها ونعايشها دون أن يدركها غيرنا. لهذا، اسأل نفسك دوماً: "ما الّذي أراه أو أعلمه ويغيب عن الآخرين؟" في هذا السّؤال يكمن سرّ النّجاح. فغالباً ما تولد أعظم الأعمال من فهمٍ عميقٍ لتفاصيل الحياة اليوميّة واستثمارها بذكاءٍ.
-
احرق قوارب العودة
منذ نعومة أظفارنا، يزرع الآباء فينا، بحسن نيّةٍ، فكرة الحذر في الأحلام والتّطلّعات. نتعلّم أن نبني لأنفسنا طرق تراجعٍ آمنةٍ، ونحتفظ بخطّةٍ بديلةٍ تريحنا إذا ما فشلنا. لكنّ هذا الحذر الّذي يبدو منطقيّاً يخفي مخاطره؛ فهو يضعف عزيمتنا، ويقلّل من محاولاتنا، لأنّنا نشعر دائماً أنّ لدينا ملاذاً آخر. التّفكير المستمرّ في البدائل يستهلك طاقتنا، بينما الألم الّذي نخشاه هو ذاته ما يمكن أن يدفعنا إلى تحقيق ما لا يمكن تصوّره.
لقد أثبت العلم أنّ مجرّد وجود خطّةٍ بديلةٍ يزيد من احتماليّة اللّجوء إليها. لن تدرك إمكانيّاتك الحقيقيّة ما لم تلتزم التزاماً مطلقاً بهدفك. عندما تواجه قراراً مصيريّاً، عليك أن تحكم حساب المخاطر منذ البداية، ثمّ تمضي في طريقك بلا تردّدٍ، وتغلق خلفك كلّ طرق العودة.
إذا كنت تجد صعوبةً في الالتزام الكامل، فإنّ كتابي "احرق القوارب" (Burn the Boats) سيلهمك لترك الماضي وراءك والانطلاق نحو مستقبلك بثقةٍ، دون أن تلتفت إلى الوراء أبداً.
نُشرت هذه المقالة لأول مرة في عدد نوفمبر من مجلة "عربية .Inc". لقراءة العدد كاملاً عبر الإنترنت، يُرجى النقر هنا.
شاهد أيضاً: 7 نصائح للأزواج الذين يتشاركون ميدان العمل