الرئيسية الريادة 3 خطوات فعالة لدعم النساء في مكان العمل

3 خطوات فعالة لدعم النساء في مكان العمل

رغم امتلاك النّساء لملايين الشّركات، لا يزال الدّعم الحقيقيّ أعمق من مجرّد أرقامٍ وإحصاءاتٍ، ممّا يبرز الحاجة إلى استراتيجياتٍ تُحدث أثراً ملموساً في بيئة العمل

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

تمتلك النّساء أكثر من 12 مليون شركةٍ في الولايات المتّحدة، وتُحقّق العديد منهنّ نجاحاتٍ باهرةً، كما أنّهنّ يسهمن في توظيف أكثر من 10 ملايين عاملٍ. ومع ذلك، فإنّ امتلاك امرأةٍ لما لا يقلّ عن 51% من أسهم شركةٍ ما لا يعني بالضّرورة أنّ هذه الشّركة تعمل على دعم المرأة حقّاً. وقد شهدنا حالاتٍ عديدةً يتمّ فيها تسليط الضّوء على وجود مالكةٍ للشّركة أو ترقيتها إلى مناصب عليا، فيصبح ذلك مجرّد شعارٍ للتّنوّع والشّمول دون تقديم دعمٍ ملموسٍ. في هذه الحالات، تبدو الشّركة بمظهرٍ جيّدٍ أمام الجمهور، بينما تبقى الموارد الفعليّة لتقديم تغييرٍ إيجابيٍّ حقيقيٍّ للنّساء محدودةً.

إذا كانت شركتك تواجه صعوبةً في دعم المرأة بما يتجاوز نسب الملكيّة والبيانات الرّسميّة عن التّنوّع، فمن الضّروريّ أن تتّخذ خطواتٍ استباقيّةً لمعالجة هذا النّقص. وفيما يلي بعض الاقتراحات العمليّة لإنشاء برامج عملٍ موجّهةٍ للنّساء تساهم في إحداث تغييرٍ تنظيميٍّ دائمٍ يقدّر النّساء، ويمنحهنّ القوّة على كافّة مستويات الهيكل الإداريّ.

أوّلاً: تصميم المبادرة الملائمة بعناية

من اللاّفت رؤية تنوّع أساليب الاستثمار في مبادرات التنوع والشمول داخل الشّركات، وغالباً ما تظهر المبادرات النّاجحة ليس من خلال اتّباع مخطّطٍ أو إطار عملٍ جامدٍ، بل بفضل التّخطيط الدّقيق والاستثمار في المجالات ذات القيمة الحقيقيّة. إذ يجب تقييم الخيارات المتاحة ومعرفة كيفيّة توافقها مع طبيعة صناعتك، وحجم شركتك، ومواردها، وغيرها من العوامل.

على سبيل المثال، إذا كانت شركتك متوسّطة الحجم، وتضمّ نساءً في مناصب قياديّةٍ، فقد يكون من المناسب إطلاق برنامجٍ للإرشاد المهنيّ يهدف إلى خلق مسار نموٍّ للمواهب النّسائيّة مع توسّع الشّركة. أمّا إذا كانت هناك مشكلةٌ في بقاء الموظّفات نتيجة اضطرارهنّ للانسحاب من سوق العمل لأسبابٍ شخصيّةٍ، فقد يكون ذلك مؤشّراً على الحاجة لسياساتٍ داعمةٍ للأسرة.

ابدأ بتقييمٍ شاملٍ لشركتك ومواردها وطريقة خدمتها للنّساء داخلها وخارجها، ثمّ استعرض الخيارات المتاحة. وبالإضافة إلى الأفكار السّابقة، توصّي شركة "إنتو" (INTOO) العالميّة للاستشارات في الموارد البشريّة وخدمات الحياة المهنيّة بمجموعةٍ من الإجراءات تشمل:

  • الاعتراف بالإنجازات.
  • توفير توازنٍ مناسبٍ بين الحياة العمليّة والشّخصيّة.
  • توفير فرصٍ للتّواصل وبناء الشّبكات المهنيّة.
  • الاستثمار في التّطوير المهنيّ.
  • خلق بيئات عملٍ مرنةٍ وآمنةٍ وشاملةٍ.
  • تعزيز الوعي بالتّنوّع بين الجنسين.

اعتمد المبادرات الّتي تتناسب مع ظروف شركتك، وبمجرّد اختيار الخيار الأنسب، قم بالاستعداد لإطلاق مبادرتك.

ثانياً: إطلاق البرنامج بتركيز واضح ومحدّد

في البداية، قد يكون من السّهل إصدار بيانٍ عن التّنوّع أو ترقية امرأةٍ مؤهّلةٍ إلى منصبٍ قياديٍّ. ولكن، إنّ تنفيذ برنامجٍ شاملٍ ومتكاملٍ يستهدف دعم المرأة في مكان العمل يمثّل تحدّياً أكبر، ولضمان نجاح البرنامج، ينبغي أن تتأكّد من:

  • تكوين الفريق المناسب والحصول على دعم القيادة العليا.
  • جمع آراء أصحاب المصلحة، لا سيّما النساء الّتي ستتأثّر بالبرنامج.
  • تحديد هدفٍ واضحٍ ووضع أهدافٍ قابلةٍ للقياس.
  • تصميم جوانب محدّدةٍ من البرنامج بما يتماشى مع تلك الأهداف، مثل إعداد منهجٍ تدريبيٍّ متقنٍ لبرامج الإرشاد أو القيادة.

مع أنّ الخطوات الأساسيّة قد تتشابه بين الشّركات، يجب أن يكون كلّ برنامجٍ مصمّماً وفقاً لخصوصيّاته وظروفه الخاصّة، حيث يمكن أن تختلف الفئة النّسائيّة المستهدفة من شركةٍ لأخرىعلى سبيل المثال، تعدّ علامة "كنيكس" (Knix) التّجاريّة نموذجاً ناجحاً يركّز على تقليل الوصمة المرتبطة بالحيض، إذ تستثمر في تحسين تجربة النّساء، من خلال برنامج العطاء المخصّص لها، المعروف باسم "صندوق كنيكس" (Knix Fund). لا يقتصر هذا البرنامج على تقديم منتجاتٍ تدعّم راحة النّساء، بل يمتدّ ليشمل مبادراتٍ تهدف إلى تحقيق تغييرٍ اجتماعيٍّ إيجابيٍّ من خلال المنح والدّعم الماليّ والتّبرّعات بالمنتجات.

وعلى الجانب الآخر، أطلقت شركة "تاتا كونسلتنسي سيرفيسز" (Tata Consultancy Services - TCS)، ومقرّها في مومباي، برنامجها الدّاخليّ المسمّى "ريبيغين" (Rebegin)، والّذي يهدف إلى مساعدة النّساء المحترفات ذوات الخبرة الّتي انقطعن عن سوق العمل لفترةٍ لاستئناف مسيرتهنّ المهنيّة.

يتضحّ من المثالين السّابقين كيف أنّ المبادرات يمكن أن تختلف؛ الأولى: تركّز على تحسين تجربة العملاء من خلال دعم صحّة المرأة، بينما الثّانية: تهتمّ بدعم الموظّفات وإعادة دمجهنّ في سوق العمل. إذاً، لا يجب السّماح للتّوقّعات غير الواقعيّة بتشتيت الانتباه، بل يجب التّركيز على التّأثير الأكبر الّذي يمكن تحقيقه في كلّ حالةٍ على حدّةٍ.

ثالثاً: قياس النتائج لضمان الفعالية

الخطوة النّهائيّة في أيّ برنامج عملٍ هي تقييم النّتائج. ورغم وضوح أهمّيّة هذه الخطوة، فإنّ تحويل النّتائج إلى أدوات قياسٍ فعّالةٍ ليس بالأمر السّهل، خاصّةً في مجالات التّنوّع والشّمول الّتي تتطلّب مقاييس دقيقةً تعكس تغييراً حقيقيّاً ومستداماً.

فما هي المؤشّرات الفعليّة الّتي تعكس نجاح برنامجك؟ على سبيل المثال، تشير تقارير "الجمعية الأمريكية للجامعيات" (American Association of University Women - AAUW) إلى أنّ العاملات بدوامٍ كاملٍ ما زلن يتقاضين 0.84 دولاراً فقط مقابل كلّ دولارٍ يتقاضاه نظيرهنّ من الذّكور. وفي حال كان هدفك تحقيق تكافؤ الأجور، يجب عليك إجراء تحليلٍ دوريٍّ للفجوة في الأجور ومراقبة التّحسّن مع مرور الوقت.

يمكن أيضاً استخدام مؤشّراتٍ، مثل: نسب الاحتفاظ بالموظّفين، ومعدّلات التّرقيات، ومعدّلات المشاركة في البرنامج، لقياس الأداء والمساءلة؛ هذه المؤشّرات ليست مجرّد أرقامٍ، بل أدواتٌ تساعد الفرق التّنفيذيّة على البقاء مركّزةً وتحديد مدى نجاح المبادرة، ممّا يؤدّي إلى رضا أصحاب المصلحة وتعزيز سمعة العلامة التّجاريّة.

بناء مبادرات نسائية ذات أثر ملموس في بيئة العمل

لا تزال النّساء تواجه تحدّياتٍ جمّةً في بيئات العمل، منها التّهميش والإرهاق والحصول على أجورٍ أقلّ وتلقّي خدماتٍ دون المستوى. وبالرّغم من اختلاف صراعات كلّ شركةٍ أو صناعةٍ، فإنّها تظلّ حقيقيّةً ومهمّةً بنفس القدر.

يكمن الحلّ في المستقبل في بناء مبادراتٍ حقيقيّةٍ تستند إلى الاحتياجات الواقعيّة، وتنفّذ بتركيزٍ واضحٍ، وتقاس نتائجها بشكلٍ دقيقٍ. وعندما يطبّق ذلك، ستتمكّن الشّركة من تحقيق ادّعاءٍ حقيقيٍّ بدعم النّساء يتجاوز الشّعارات الفارغة والتّرقيات الرّمزيّةبهذا، يتضحّ أنّ الاستثمار في دعم المرأة عبر مبادراتٍ عمليّةٍ متكاملةٍ يعدّ خطوةً ضروريّةً لإحداث تغييرٍ حقيقيٍّ ومستدامٍ في بيئة العمل، ممّا يعزّز من مكانة الشّركة، ويدعم النّموّ الشّامل للمجتمع.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: