لماذا تحتاج الشركات إلى مدير شؤون المواهب؟ إليك دوره الفعال
مع تراجع مشاركة الموظفين في بيئات العمل، أصبحت الحاجة إلى تعزيز استراتيجيات إدارة المواهب أكثر أهمّيةً من أيّ وقتٍ مضى لتحقيق نجاحٍ مستداٍم في ظلّ التّحديّات المتزايدة
في السّنوات الأخيرة، لاحظت الشّركات انخفاضاً ملحوظاً في مستوى تفاعل الموظّفين، نتيجة ظهور اتّجاهاتٍ جديدةٍ، مثل: "الاستقالة الصامتة" و"شارات القهوة" في بيئات العمل، سواء الهجينة أو البعيدة. هذا الانخفاض في التّفاعل أثّر سلباً على الإنتاجيّة، ممّا أدّى إلى تراجعٍ في الأرباح. ومع تزايد التّحديّات في بيئة العمل، أصبح دور مدير شؤون المواهب أكثر أهمّيةً من أيّ وقتٍ مضى لضمان بقاء الموظفين ملتزمين ومنخرطين في العمل.
التّحدي الرّئيسيّ: كيفيّة تحديد أولويّات المواهب
لا يُمكن معالجة مشكلة تراجع مُشاركة الموظفين بحلٍ بسيطٍ، لكنّها ترتبط بشكلٍ وثيق بالطّريقة الّتي تنظر بها الشّركة إلى موظّفيها وكيفيّة تعاملها معهم، فنجاح الشّركة يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على كيفية تحديد أولويّاتها فيما يتعلّق بالمواهب.
عندما تجد نفسكَ تُوظّف عدداً كبيراً من الأشخاص بشكلٍ دوريٍّ، من المهمّ أن تُفكّرَ في إضافة مدير شؤون للمواهب إلى فريقكَ التّنفيذيّ، فهذا الشّخص يمكنهُ وضع استراتيجيّةٍ فعّالةٍ للمواهب، تُعزّز من مُشاركة الموظّفين، وتزيد من التزامهم تجاه الشّركة، وإذا كانت ميزانيّتك لا تسمح بتعيين شخصٍ بدوامٍ كاملٍ، يمكنك الاستفادة من خبرات المستشارين بدوامٍ جزئيٍّ أو قراءة الكثير من الكتب والمقالات المتخصّصة لتطبيق التّغييرات الضّروريّة.
ماذا يعني وضع الموظفين أوّلاً؟
القول بأنّك تضع موظفيك في المقام الأوّل يتطلّب منكَ تخصيص موارد ماليّةٍ لتنمية مواهبهم وتحسين ثقّافة العمل في شركتك على كافّة المستويات. على سبيل المثال، إذا كنت تعلم بوجود خلافٍ بين موظّفين في أحد المشاريع وأنت على وشك حضور اجتماع مبيعاتٍ مُهمٍّ، فإنّ إعطاء الأولويّة للموظفين والتّحدّث إليهم مباشرةً قد يُظهر لهم مدى اهتمامك وحرصك على سعادتهم في الشركة، وهذا النّوع من القيادة يُعزّز ولاء الموظّفين، ويدفعهم لبذل جهدٍ أكبرٍ من أجل نجّاح الشركة.
أهميّة المسؤول الرّئيسيّ للمواهب
وجود مسؤولٍ رئيسيٍّ للمواهب يُساعد في نقل نهجِ "الموظّفين أوّلاً" من مجرّد فكرةٍ إلى واقعٍ عمليٍّ. في الكثير من الشّركات، تكون إدارة الموارد البشريّة هي المسؤولة تقليديّاً عن مبادرات المواهب، ولكن بسبب عدم تواجد الموارد البشريّة على مستوى التّنفيذيّ، قد تفتقر هذه الإدارة إلى النّفوذ اللّازم لإجراء التّغييرات الضّرورية، وهنا يأتي دور مدير شؤون المواهب، والّذي يمكنه تجاوز هذه العقبات وتطبيق استراتيجيّاتٍ فعّالةٍ لاكتساب المواهب وتطويرها والاحتفاظ بها.
فوائد تعيين مدير شؤون المواهب
تتمثّل فوائد تعيين مدير شؤون المواهب فيما يلي:
- استراتيجيّة توظيفٍ مُتخصّصة: فمدير شؤون المواهب هو محترفٌ في مجال اكتساب المواهب، ولديه القدرة على تحسين عمليّات التّوظيف بما يتناسب مع رؤية الشّركة واحتياجاتها، وهذا يشمل جميع جوانب التّوظيف من وصفِ الوظائف إلى عمليّة المُقابلات.
- تقليل البيروقراطيّة: يتمتّع مدير شؤون المواهب بالقدرة على اتّخاذ قراراتٍ سريعةٍ وفعّالةٍ على مستوى التّنفيذي، ممّا يسمح له بتجاوز البيروقراطيّة المُعتادة في عمليّات التّوظيف والتّعامل مع القضايا الّتي قد تنشأ بين الموظّفين والمديرين.
- زيادة الالتزام وانخفاض معدّل دوران الموظّفين: أحد أهمّ الأهداف أيضاً هو تحسين مستوى رضا الموظفين وتعزيز ثّقافة الشركة، فمن خلال التّركيز على احتياجات الموظّفين وتنميتهم، يُمكن تقليل معدّل دوران الموظّفين بشكلٍ كبيرٍ.
وجود مدير شؤون المواهب في شركتك ليس مجرّد رفاهيّةٍ، بل هو ضرورةٌ في ظلّ التّحديّات الحاليّة، فهذا الدّور يُمكن أن يكونَ مفتاحاً لتحسين مشاركة الموظفين وزيادة الإنتاجيّة، وبالتّالي تحقيق نجاحٍ أكبرٍ للشّركة، ومن خلال تعزيز ثقافة "الموظفين أولاً" وتطبيق استراتيجيّاتٍ فعّالةٍ للمواهب، يُمكن للشّركات مواجهة التّحديّات المستقبليّة بثقةٍ مع تحقيق نموٍّ مستدامٍ.