دورة الذكاء الاصطناعي للأطفال: أفضل البرامج التعليمية
فوائد وتحديات دمج الذكاء الاصطناعي في تعليم الأطفال وكيفية اختيار البرامج المناسبة
هل يجب أن أخضعَ طفلتي ذات العشرة أعوامٍ إلى دورة الذكاء الاصطناعي للأطفال، وما هي أفضل البرامج التّعليميّة؟ تبدو ليّ الإجابات معقّدةً بعض الشّيء في زحام الأنشطة التّقليديّة سواء التّعليميّة أو تلك الخاصّة بالمواهب، لكن المستقبل يُخبرني بأهمّية اتّخاذ مثل ذلك القرار، وغالباً معظمكم سيشاركني الرّأي، فالمستقبل الذي لا نقبض على أدواته في الطّفولة لن نستطيعَ مجاراته حين نكبرَ.
بالمقابل لا يخلو الأمر من بعض المخاطر والتّأثيرات السّلبيّة، التي يمكن تلافيها بقليل من الرّقابة الأبويّة، والحوار النّاجح مع أطفالنا، بالمناسبة تلك المخاطر لا تختلف كثيراً عن مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت روتيناً يوميّاً في حياتنا وحياة أطفالنا.
ما هو الذكاء الاصطناعي للأطفال؟
الذكاء الاصطناعي للأطفال، هو فرعٌ من علوم الكومبيوتر، يُركّز على إنشاء آلاتٍ قادرةٍ على التّفكير والتّصرف مثل البشر، ويمكن للذكاء الاصطناعي أداء الكثير من المهام التي تتطلّب عادةً الذّكاء البشريّ، مثل اتّخاذ القرارات أو التّعرف على الكلام.
وحين نتحدّث عن الذكاء الاصطناعي للأطفال، فنحن نقصد تعريف الأطفال بإصداراتٍ مبسّطةٍ ومؤثّرةٍ من الذكاء الاصطناعي المصمّمة خصيصاً لهم، بهدف تحفيز فضولهم وتعزيز الإبداع لديهم، إضافةً إلى زيادة الرّغبة بالتّعلّم. [1]
أهمية تعليم الذكاء الاصطناعي للأطفال
تُؤكّد منظمة الطفولة العالمية اليونيسيف، على أهمّية تعليم الذكاء الاصطناعي للأطفال؛ لأن تزويد الأطفال بمعارف ومهارات الذكاء الاصطناعي في سنٍ مبكّرةٍ، سيساعد على ضمان قابليتهم لتوظيف إمكاناتهم المهنيّة بالمستقبل بشكلٍ أكبر. وتعليم الأطفال الذكاء الاصطناعي، بالتّأكيد ليس مجرّد معرفة تقنيّة، فهو يساعدهم على: [2]
- التّمتع بمهارة التّفكير النّقديّ.
- اكتساب مهارات حلّ المشكلات.
- زيادة القدرات العقليّة الإبداعيّة.
- تعزيز الوعي الأخلاقيّ.
- يؤهّلهم لسوق العمل مستقبلاً.
يتيح فهم الذكاء الاصطناعي للأطفال، فهم مبادئ التّقنيات الأساسيّة التي يتفاعلون معا يوميّاً، مثل خوارزميات الوسائط الاجتماعيّة، كما أنّ تعلّمه في سنٍّ مبكّرٍة يُزيل الغموض عن عالم الذكاء الاصطناعي الذي يبدو معّقداً، ويشجّع الفضول والشّعور بالتّمكين عوضاً من التّخويف.
باختصار، إنّ تعليم الأطفال وتعويدهم على استخدام الذكاء الاصطناعي في سنٍّ مبكّرةٍ، يعني إعداد أبنائنا ليصبحوا مستهلكين أذكياء للتّكنولوجيا في المستقبل.
مع تزايد نسبة دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات المهنيّة، سيكون من الظّلم أن نحرمَ أطفالنا من تعلّمه اليوم، فيفقدون فرصاً ثمينةَ في الوقت الذي كانت ستصبح فيه بين أيديهم، لو أنّنا حرصنا على تعليمهم، ربّما ما تزال الفرصة سانحةً أمامنا، لذا دعونا لا ننتظر أكثر حتّى نمنح أطفالنا أداة المستقبل الرّئيسيّة.
باختصار، إنّ تعليم الأطفال وتعويدهم على استخدام الذكاء الاصطناعي في سنٍّ مبكّرةٍ، يعني إعداد أبنائنا ليصبحوا مستهلكين أذكياء للتّكنولوجيا في المستقبل.
كيف يمكنك تعليم الذكاء الاصطناعي لطفلك؟
أعتقد أنّك تتساءل الآن عن العمر المناسب لبدء تعليم الذكاء الاصطناعي لطفلكَ، انتظر لأفاجئك وأخبرك أنّ الأمر يُمكن أن يبدأَ منذ عمر الثّلاث سنوات، وذلك بطريقةٍ بسيطةٍ وتأسيسيّةٍ، تماماً كما تأسيس الطّفل دراسيّاً عبر مرحلة رياض الأطفال، الأمر يحتاج لبعض المتعة التي لا تخلو منها أدوات الذكاء الاصطناعي المُتعدّدة.
عموماً، يُمكن تقسيم طريقة تعليم الذكاء الاصطناعي لطفلكَ بناءً على مرحلتين عمريتين: [3]
للأطفال الأقل سناً من تسع سنوات
بالنّسبة للأطفال الصّغار الأقلّ سنّاً من تسع سنواتٍ، ينصح بأن تكونَ الأعمال اليدويّة هي الأداة الأكثر فعاليّةً في أولى مراحل تعلّم الذكاء الاصطناعي. ويقول الصّحفي والمؤلّف في مجلة "نحو علم البيانات"، جيسون بوغ، بأنّ صنع كتب الذكاء الاصطناعي الصّغيرة يدويّاً مع الأطفال، ساعد عائلته على تعلّم الذكاء الاصطناعي مع طفله البالغ من العمر أربع سنواتٍ.
دعني أُطمئنك أنّ هناك الكثير من المواقع المجانية، التي تستطيع من خلالها أن تشاركَ تعلّم الذكاء الاصطناعي مع أطفالك، مثل موقع Technovation Families، الذي يسمح للأطفال ووالديهم بالعمل معاً، وتستطيع العثور من خلاله على ما يناسب طفلكَ.
للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 14 سنةً
بتصفّح برنامج الذكاء الاصطناعي الذي طوّره، بلاكيلي باين، وهو مساعد أبحاث الدّراسات العليا في مختبر الوسائط بمعهد ماساتشوستس للتّكنولوجيا، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 14 عاماً، نجد أنّ الأنشطة التّفاعليّة تساعد الطلاب الأطفال على اكتشاف مدى أهمّية الخوارزميّات.
وتشمل الأنشطة التّفاعليّة المقترحة، النّماذج الأوليّة باستخدام القلم والورق، كذلك ألعاب مثل بينغو باستخدام البطاقات، والتي من شأنها مساعدة الأطفال في تعلّم الذكاء الاصطناعي عبر اللّعب والبناء.
لا يبدو الأمر صعباً جداً على الإطلاق، وغالباً فإنّه لا يحتاج لأكثر من قرار تتّخذه لضمان مستقبل أطفالك، وتسهيل مهامهم وفتح فرص المستقبل أمامهم.
الهدف من دورات الذكاء الاصطناعي للأطفال
إنّ الهدف من دورات الذكاء الاصطناعي للأطفال، لا يختلف كثيراً عن الهدف من تعليمهم الذكاء الاصطناعي في سنٍ مبكّرةٍ، ويُمكن تلخيص الأهداف بما يلي: [4]
- تعلمهم مبادئ الذكاء الاصطناعي، وتساعدهم على التّدرج بمعلوماتهم وصولاً إلى الخبرة.
- تعرفهم بمبادئ البرمجة ومبادئ الذكاء الاصطناعي.
- تعزز خيال الأطفال، وتساعدهم على تطوير أفكارٍ يستطيعون من خلالها تحسين نوعيّة الحياة.
- تطوّر اهتمام الأطفال بتعلّم العلوم والتّكنولوجيا والهندسة والرّياضيّات.
- تساعدهم على امتلاك مهارة حلّ المشكلات والتّفكير خارج الصّندوق.
- تنمي لدى الأطفال مهارات اتّخاذ القرار والثّقة بالنّفس.
وتوجد هناك الكثير من دورات الذكاء الاصطناعي للأطفال، ويُمكنكم اختيار ما يناسب أطفالكم منها، ويفضّل دائماً في هذه الحالة محاولة التّواصل مع خبير بإمكانه إرشادكم، خصوصاً إن كان مجال تخصصكم أو عملكم ما يزال بعيداً نوعاً ما عن عالم الذكاء الاصطناعي، ولا تمتلكون الخبرة الكافية فيه.
تقنيات وأدوات تعليم الذكاء الاصطناعي للأطفال
تختلف تقنيات وأدوات تعليم الذكاء الاصطناعي للأطفال باختلاف مراحلهم العمريّة، كذلك مستوياتهم التّعليميّة فيه، بالعموم فإنّ الإنترنت يُوفّر موارد ممتازةً، ومن بينها:
أداة Machine Learning For Kids
تُقدّم أداة Machine Learning For Kids المجانيّة فرصة التّعلّم الآلي، من خلال توفير تجارب عمليّة للتّدريب، فهي تُوفّر بيئةً إرشاديّةً سهلة الاستخدام؛ لتدريب نماذج التّعلم الآليّ، والتّعرف على النّصوص أو الأرقام، كذلك الصّور والأصوات.
منصة RAISE AI Playground
هي منصّةٌ تعليميّةٌ لأيّ شخصٍ مهتمٍّ بتعلّم كيفيّة تطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقات التعلّم الآلي، حيث غالباً ما تفتقر مناهج الذكاء الاصطناعي من الرّوضة وحتّى نهاية المرحلة الثّانوية، إلى فرص الطلاب في التّفاعل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي من خلال الحركة الجسديّة.
لكن RAISE AI Playground، ربّما تكون قد حلّت تلك المشكلة، فهي أداة برمجةٍ تُتيح للطلاب إنشاء مشاريع ذكاء اصطناعي تفاعليّة مقنعة للجسم، ويمكن للأطفال من خلالها إنشاء مشاريع ذكيّة ممتعة وجذّابة، مثل ألعاب الذكاء الاصطناعي التّفاعليّة وغيرها.
أداة Coniates
تساعدُ Coniates الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 10 سنواتٍ، في المشاركة بأنشطة البرمجة الإبداعيّة، حيث يُمكنهم إنشاء الألعاب وبرمجة الرّوبوتات، كذلك تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصّة بهم.
أداة Tensorflow Playground
تٌقدّم غوغل طرقاً استثنائيّةً لتعليم أكبر عددٍ ممكنٍ من الأشخاص، مواضيع الذكاء الاصطناعي وأدوات التعلم الآلي، فمن خلال هذه الأداة الّتي تُركّز على الشّبكات العصبيّة، يُمكن إنشاء برنامج كومبيوتر يتعلّم من البيانات لإرسال واستقبال الرّسائل، ثم يقوم الباحثون ببناء وربط مجموعة من البرامج المعروفة باسم الخلايا العصبيّة.
بعد ذلك تأتي مهمّة الشّبكة في حلّ مشكلةٍ معيّنةٍ، وفي كلّ مرّةٍ يتم تعزيز الاتّصال لتحقيق النّجاح، كما أنّ هذه الأداة تُقدّم دورةً مكثّفةً للتّعلم الآليّ للطّلاب المُتقدّمين الذين يرغبون تعلّم أكبر قدرٍ ممكنٍ عن الذكاء الاصطناعي.
أداة Google AIY Projects
يُمكن للطّلاب من خلال Google AIY Projects بناء أجهزةٍ ذكيّةٍ قادرةٍ على الرّؤية والسّمع والفهم، لإنشاء مشروعٍ شخصيٍّ، ومن الأفضل استخدام ميّزة التّعرف على الصّوت للتّحكم في الموسيقى والألعاب والرّوبوتات والأجهزة الأخرى.
أهم برامج الأطفال التعليمية للذكاء الاصطناعي
لا يُمكن حصر برامج الأطفال التّعليميّة للذكاء الاصطناعي في مقالةٍ واحدةٍ، لكن يُمكن ذكر أشهرها وأكثرها تداولاً مثل:
برنامج AI Family Challenge
AI Family Challenge برنامجٌ تعليميٌّ مجانيٌّ وعمليٌّ للعائلات، حيث يستخدم التعليم الآلي للأطفال، ويُكمّلونه بالكثير من الدّعم الإضافيّ، مثل: المدرّبين الفنيّين والموجّهين، إضافةً إلى خطّة دروسٍ منظّمةٍ ومقاطع فيديو داعمة، ويعتمد البرنامج على مسابقةٍ تُحفّز الأطفال عبر التحديات على إنتاج مشاريع الذكاء الاصطناعي الخاصّة بهم بدعمٍ من أسرهم والموجّهين التّقنيّين.
برنامج Magenta.js demos
يعتمد Magenta.js demos على الألعاب عبر الإنترنت، وتوضّح للأطفال جوانب مختلفةً من التّعليم الآليّ، كما أنّها مرغوبةٌ جدّاً لأنّ الأطفال غالباً ما يحبّون اللّعب وبالتّالي سيتفاعلون أكثر معها.
برنامج Teens in AI
يستخدم برنامج Teens in AI المدعوم من الذكاء الاصطناعي، مجموعةً واسعةً من برامج الهاكاثون والمسرّعات، لدعم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً، لاستكشاف الذكاء الاصطناعي.
نصائح لتعليم طفلك الذكاء الاصطناعي
الآن أنتّ جاهزٌ واتّخذت قراركَ، لا بدّ أوّلاً أن تنتبه إلى عدّة نصائح لتعليم طفلك الذكاء الاصطناعي، مثل: البدء بالأساسيّات، واستخدم الأمثلة التي يُمكن للأطفال إدراكها وربطها بالواقع الحقيقيّ، مثل إخبارهم بأن الذكاء الاصطناعي يستخدم في السيارات ذاتية القيادة على سبيل المثال. واحرص دائماً على جعلها تجربةً ممتعةً لطفلك، وكن منفتحاً على الأسئلة واستعدّ لها جيداً؛ لأنّ طفلك لن يتوّقفَ عنها. وإليك المزيد من التّوصيات: [5]
- استخدام لغة ومفاهيم مناسبة لعمر طفلكَ ومداركه.
- التّحلي بالصّبر وعدم اليأس حتّى لو شعر طفلك بالصّعوبة بداية الأمر، شجّعه.
- حفّز طفلك على استكشاف الذكاء الاصطناعي بنفسه، من خلال الموارد الكثيرة المتاحة عبر الإنترنت.
- استخدم أسلوب المكافأة في كلّ مرّةٍ يُحرز فيها تقدّماً جديداً.
ربّما في المستقبل القريب سيدخل الذكاء الاصطناعي في المناهج الدّراسية على نطاقٍ واسعٍ، وبالتّالي فإنّ طفلك الذي سيكون قد كبر بدون أن يتعلّم شيئاً عنه، ربّما يخضع لدورة محو أمية بالذكاء الاصطناعي، بالتّأكيد تستطيع تجنيبه هذا الأمر اليوم.
الأسئلة الشائعة
يطرح الأهل العديد من الأسئلة حول الذكاء الاصطناعي وتعليمه لأطفالهم، مثل كيف يُمكن أن يؤثّر عليهم، وكيف يُمكن توظيفه في مجال رياض الأطفال.
كيف يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال رياض الأطفال؟
بما يمتلكه من قدراتٍ، من المفيد توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال رياض الأطفال، والذي سيحدث فارقاً إيجابيّاً كبيراً في عمليّة التعلم، وعبر تطبيقاته وأدواته ومزاياه المُتعدّدة. وتوصي دراسةٌ صادرةٌ عن sciencedirect، في توظيف الذكاء الاصطناعي في مراحل الطّفولة المبكرة، من خلال: [6]
- مساعدة الأطفال على تحديد تقنيات الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليوميّة.
- تزويدهم بمهارات البرمجة لاستخدام التّكنولوجيا في مواقف العالم الحقيقيّ.
- الوعي للقضايا الأخلاقيّة المحتملة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبالتّالي يجب مراعاة ثلاثة عناصر رئيسيّة في توظيف الذكاء الاجتماعي برياض الأطفال: معرفة الذكاء الاصطناعي، ومهارات الذكاء الاصطناعي، وسلوك الذكاء الاصطناعي.
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على الأطفال؟
على الرّغم من أنّه أداةً قيمةً للتعلّم ومهمّ جداً لفرص المستقبل، لكن الذكاء الاصطناعي يُؤثّر على الأطفال سلباً أيضاً، إنّه كما كلّ شيءٍ في هذه الحياة تقريباً سلاح ذو حدين، ومن تأثيراته السّلبية أيضاً: [7]
- مشاركة المعلومات الشّخصية مع منصّات الذكاء الاصطناعيّ.
- ربّما يعتقدون أنّ منصات الذكاء الاجتماعي تشبه البشر كثيراً، ما يُؤثّر على كيفيّة تفاعلهم مع الآخرين.
- قد يثق الأطفال بالذكاء الاصطناعي أكثر من ثقتهم في البشر.
- استخدام الصّور للاحتيال والابتزاز، بعد الحصول عليها من الأطفال الذين لا يدركون المخاطر المحتملة.
يٌمكن تلافي تلك المخاطر بفرض رقابةٍ أبويّةٍ على الأطفال في مراحلهم العمريّة الأولى، واللّجوء إلى الحوار مع الأطفال الأكبر سنّاً، طبعاً هذا على مستوى العائلات، أمّا على مستوى الحكومات يُمكن تلافي تلك المخاوف عبر تطوير قوانين بعقوباتٍ رادعةٍ.