درسٌ في ثقافة القيادة نتعلّمه من رئيس Google التنفيذي وحالات التسريح
يستحقّ كلّ فريقٍ أن يسمع من قائده شرحاً حول حالة الوضع الوظيفيّ الخاصة بالأعضاء، فالشعور بالأمان حاجةٌ ملحّةٌ تضمن استقرار الوضع العام في جميع المؤسسات
بقلم جيسون آيتن Jason Aten، كاتب عمود في التكنولوجيا
في الأسبوع الماضي، أكَّدت شركة غوغل أنَّها قامت بتسريح حوالي 1000 شخصٍ، الرَّقم الدَّقيق غير واضحٍ لأنَّ غوغل لا تقدِّم تفاصيل، وبدلاً من ذلك، تمَّ الإبلاغ عن حالات التَّسريح من العملِ في الغالب داخل أقسامٍ مختلفةٍ؛ ممّا يجعلُ من الصَّعب معرفة عدد الموظَّفين المتأثِّرين، ليس هذا فحسب، بل كان كلُّ ما قالته غوغل هو أنَّ بضع مئاتٍ من الوظائف تأثَّرت في عدَّة أقسامٍ مختلفةٍ. [1]
ويأتي ذلك بعد أن قامت الشَّركة بتسريح 12 ألف موظَّفٍ في يناير الماضي، ويأتي ذلك أيضاً بعد أنَّ قال الرَّئيس التَّنفيذيّ لشركة غوغل، ساندر بيتشاي Sundar Pichai، الشَّهر الماضي فقط إنَّ التَّسريح الجماعي للعمّال كان مختلفاً عن أيّ شيءٍ مرّت به الشَّركة خلال 25 عاماً.
لقد كانت استجابة الموظَّفين -كما قد تتوقَّع- قاسيةً، كتب أحد الموظَّفين في لوحة الميم الدَّاخليّة لشركة غوغل: "شكراً لكم، أسياد شركتنا، على تقليدنا السَّنوي الجديد"، لا أحد يحبّ تسريح العمّال، من الواضح أنَّها مشكلةٌ بالنِّسبة للأشخاص الَّذين لم يعد لديهم وظيفةٌ أو راتبٌ.
ومع ذلك، فهي مشكلةٌ أيضاً بالنِّسبة للموظَّفين الَّذين ربَّما لم يفقدوا وظائفهم؛ ولكنَّهم يعيشون الآن مع حالة عدم اليقين بأنَّهم قد يفقدونها، لقد كتبتُ من قبل أنّ عدم اليقين هو أحدُ أكثر المشاعر السَّامة في أيَّة مؤسَّسةٍ.
شاهد أيضاً: 4 خطوات رئيسة عند إبلاغ الموظّفين بفصلهم
ووفقاً لـ The Verge كتب موظَّفٌ آخر في مذكّرةٍ إلى زملائهِ: "لقد تغيَّرت ثقافة غوغل بشكلٍ كبيرٍ في العام الماضي مع أوَّل جولةٍ رئيسيَّةٍ من عمليَّات تسريح العمال". ويبدو ذلك أنَّه جزءٌ مهمٌّ من هذا؛ لأنَّ غوغل واجهت انتقاداتٍ من موظَّفيها لفترةٍ من الوقت، ولم تكن محاولاتها لمعالجة هذه الانتقاداتِ رائعةً.
على سبيل المثال، في الوقت الذي أكتب فيه هذا، لم يستجب بيتشاي على الإطلاق، وعلى الرَّغم من تعليقاتهِ حول تسريح العمّال في العام الماضي، إلّا أنَّه لم يتطرَّق إلى تسريح العمّال الحالي مع الموظَّفين، هذه مشكلةٌ كبيرةٌ لأيّ شركةٍ، في الواقع، يسلَّط الأمرُ برمَّته الضَّوءَ على أحد أهمِّ الدُّروس للقادة حول الثَّقافة، وعلى وجه التَّحديد، يسلِّط الضُّوء على الفرق في كيفيَّة تفكير القادة بما يخصُّ الثَّقافة، وكيف يتعامل معها الموظَّفون.
إذ يميلُ القادة إلى الاعتقادِ بأنَّ الثَّقافة تنتجُ عن مجموعةِ من السِّياسات والقيم، في الواقع، الثَّقافة هي ببساطةٍ الطَّريقة التي يشعر بها موظّّفوك تجاه شركتكَ، بالتَّأكيد، يمكن للسِّياسات والقيم أن تحدّدَ هذه الأشياء، ولكن ما يُحدث الفرقَ الأكبر هو كيفيَّة تعاملكَ مع موظَّفيك.
تعاني غوغل من مشكلةٍ ثقافيَّةٍ، وإن كنت تعتقدُ أنَّ الثَّقافةَ هنا تتعلَّق بالطَّعام أو الوجبات الخفيفة المجانيَّة؛ فأنت مخطئٌ، من المؤكَّد أنَّ هذه الأشياء يمكن أن تسهمَ في ثقافتك، ولكن في النِّهاية، ثقافتك هي ببساطةٍ الطَّريقة التي يشعر بها موظَّفوك تجاه العمل في شركتك، وهذا يعني أنَّ ثقافتك لا تتعلَّق بالسِّياسة، بل تتعلَّق بكلِّ تفاعلٍ يقوم به موظَّفوك مع بعضهم بعضاً، ومع مديريهم، ومع عملهم، ومع رئيسهم التَّنفيذيّ.
ربَّما، بالنَّسبة لشركةٍ بحجم غوغل، لا يبدو عددٌ مثل 1000 موظَّفٍ قضيةً كبيرةً، ربَّما لا يبدو الأمر أنَّه ذلك الذي يتطلَّب استجابةً من الرَّئيس التَّنفيذيّ، ولكن الحقيقةَ هي أنَّك لا تستطيع أن تقرِّرَ ما الذي سيغيُّر الطَّريقة التي يشعر بها موظَّفوك تجاه شركتكَ، ممّا يعني أنَّك لن تستطيعَ أن تقرِّرَ كيف يجب أن يروا ثقافة شركتكَ، وتستطيع فقط أن تقرِّرَ كيفيَّة التَّعامل معهم.
شاهد أيضاً: Google تعلن تسريح مئات الموظفين في تحرّكٍ لخفض التكاليف
يستحقُّ موظَّفو غوغل أن يسمعوا من رئيسهم التَّنفيذيّ، إنَّهم يستحقّون أن يفهموا مدى انتشار عمليَّات التَّسريح من العمل، وكيف يمكن أن تؤثِّر على مناصبهم، أحد أهمّ الأشياء التي يمكن أن يفعلها الرَّئيس التَّنفيذيّ هو خلق اليقين والثِّقة مع الموظَّفين، لذا إنَّ أفضل شيءٍ يمكنكَ القيام به هو أن تكونَ شفّافاً ومتعاطفاً مع موظَّفيك، أنت تجيب على سؤالهم، وتستمع إلى إحباطاتهم، بل وتتحمَّل وطأة غضبهم، بالطَّبع فعلُ ذلك ليس ممتعاً، لكنّها وظيفتكّ.
وإذا كنت الرَّئيس التَّنفيذيّ لشركة غوغل، مع أنَّ 1000 شخصٍ آخر في الشَّركة يفقدون وظائفهم، فإنَّك ما زلت تحتفظ بوظيفتك؛ لذا يبدو أنَّ هذا أقلَّ ما يمكنكَ فعله.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.