رحلة النجاح في 2024: كيف ستشكّل صيحات الابتكار نموّكَ؟
إستراتيجياتٌ تنوّعت من التركيز على الصالح العام إلى دمج الذكاء الاصطناعي، لتحقيقِ الانتشار والحيويّة في عالم الأعمال
بقلم جون هول John Hall، مشارك مؤسس ورئيس لـ Calendar
في عالمِ الأعمالِ اليوم، نجدُ أنّ المشهدَ يتغيّرُ باستمرارٍ، لذلك من الأمورِ الحيويّة للشّركات أن تظلّ دائماً في مقدّمةِ منحنى التّطور لتحقيقِ نموٍّ مستمرٍّ، إذ قد يجعلُ الفشل في ذلكَ ممارساتِ عملكَ قديمةً في أحسنِ الأحوالِ، ومنتهيةَ الصلّاحية في أسوأ الأحوالِ. [1]
إحدى الفعاليّات المفضّلة لديّ وأحضرها كل عامّ هي: منتدى النّمو الاستراتيجيّ لشركة إرنست ويونغ Ernst and Young. إذ في عام 2016، كنتُ فائزاً بجائزةِ رائد الأعمال لذلكَ العام، وقد حضرتها كلّ عامٍ منذُ ذلكَ الحين. ومن المثيرِ للاهتمامِ أن ألتقي بالأفرادِ والشّركات الذين يحضرون أيضاً، وأن ألاحظَ التّغيراتِ في اتّجاهاتِ النّمو والابتكارِ كلّ عامٍ. بناءً على ذلك، إليك بعض الاتّجاهات المُبتكرةِ التي لفتت انتباهي بين مجموعةٍ متنوّعةٍ من الشّركات، وكيف يستخدمونها مع تقدّمهم نحو عام 2024.
تحديد أهداف متناغمة مع الغاية النهائية
كان هناك جانبُ بارزُ في الفعاليّة، وهو: التّركيزُ على دعمِ روّاد الأعمالِ من الأقليّات من خلالِ شبكةِ الوصولِ لروّاد الأعمالِ التّابعة لإرنست ويونغ. ألهمني أحد الأعضاء، رافي نورمان Ravi Norman، بالتزامهِ في حلّ تحدياتنا الحرجةِ: الحفاظُ على الابتكارِ من خلالِ نظامٍ رياديٍّ أكثر شمولاً وضماناً، لتحقيقِ مجتمعاتٍ أكثر مرونةً من خلالِ كفاءةِ الطّاقةِ والمياهِ والحفاظ عليها.
تستخدمُ شركتهُ "Sagiliti" استقصاءَ البياناتِ لتقليلِ تكاليفِ المرافقِ، وتحسينِ مؤشّراتِ الاستدامةِ، مع الأخذِ في الاعتبارِ الإنفاقَ على تنوّع المورّدين وخلقِ فرصِ العملِ. بالتّأكيد، هناك شركاتٌ متخصّصةٌ في واحدةٍ أو العديدِ من هذه المجالاتِ، ولكنSagiliti تجعلُ تلبيّة جميعِ جوانبِ رحلةِ النّمو أولويّةً بالنّسبةِ لها.
كان لدى العديد من الفائزين بجائزةِ رائدِ الأعمالِ لهذا العام تلك الأهداف المركزيّة، لتحسينِ النّتائج الاقتصاديّة والاجتماعيّة والإداريّة بطريقةٍ أكثر شمولاً. بالنّسبة لي، يشيرُ ذلك إلى أنّ عدداً متزايداً من الشّركات بدأت في تحقيقِ النّجاح بوجودِ هذه الأهدافِ في اعتبارها. وفي حين يصعبُ تحقيقُ كلّ هذه الأهداف، فإنّ التّقدم المستمرّ هو سمةٌ جاذّبةٌ للشّركة، سيحترمها الشّركاء والعملاء المستقبليون معاً في عام 2024 وما بعده.
توسيع الأنظمة البيئية للشركات داخل المجتمعات
عندما أطلقت Appleأوّل iPod وiPhone، كان ذلكَ بدايةَ إحدى أنجحِ الأنظمةِ الّتي حقّقت منذُ ذلك الحين متابعةً حقيقيّةً لمنتجاتها. إذاً، بعضُ الشّركات لديها منتجٌ رئيسيٌّ رائعٌ، يُمكن أن يدفعَ بالنَّمو إلى مستوياتٍ جديدةٍ.
مثال على هذه الظّاهرة التي واجهتُها في الفعالية هو: كتاب"The Elf on the Shelf" (كتابُ أطفالٍ عن تقليدٍ مُتَّبعٍ في أعيادِ الميلادِ)، وهو منتجٌ أحبّه أطفالي على مرّ السّنين. الآن، يمارسُ ابني البالغُ من العمر 10 سنواتٍ تقليد "The Elf on the Shelf" مع أطفالنا الصّغار. أثبت نجاحهم السّابق في إطلاق خط "Elf Pets"، أنّه يُمكن إنشاء نظامٍ بيئيٍّ، لذلك، لم يكن مفاجئاً سماعُ أنّهم يخطّطون لتوسيعِ نطاقهم أكثر فأكثر من خلال إطلاق "Santaverse"، وهو عالمٌ قصصيُّ حول عالم سانتا كلوز السّحري، مع العلامةِ التّجاريّة البطلة "The Elf on the Shelf" في مركزهِ.
لا داعي للقولِ إنّ أيّ شركةٍ تتمتّعُ بمتابعةٍ مخلصةٍ من المستخدمين، يُمكنها بسهولةٍ التّوسع في خطوطِ خدمةٍ مختلفةٍ ذات صلة بمنتجها الرّئيسي. في بعضِ الأحيان، يكونُ النّمو بالفعلِ على مسارٍ واحدٍ مع المنتجِ الرّئيسي، ممّا يشيرُ إلى أنّه حان الوقتُ للنّظرِ في المجالاتِ الدّاعمةِ التي يُمكن بناؤها حولهُ.
قليلةٌ هي العلاماتُ التّجاريّةُ التي تطوّرت إلى مجتمعاتٍ ضخمةٍ حقيقيّةٍ. ولكن، مع الأدواتِ المتاحةِ اليوم، مثل: البياناتِ، والتّكنولوجيا، والمنصّات الّتي يُمكن أن تساعدكَ في جذبِ جمهورٍ مستهدفٍ كبيرٍ، أصبحَ من الممكنِ تحقيقُ هذا النّوع من التّقدم بشكلٍ أكبر.
دمج الذكاء الاصطناعي مع استمرار الأولوية للبشر
عند حضوري لفعاليّاتِ الأعمالِ الأخيرةِ، كنتُ في بعضِ الأحيان أشعرُ بالقلقِ بشأنِ ما سيتمّ مناقشتهُ حول هيمنة الذّكاء الاصطناعيّ في العالم، والأعمال التّجارية على وجهِ التّحديد. ومع ذلك، هذه المرّة شعرتُ بثقةٍ أكبرَ حيالَ ذلكَ، حيثُ كانت العديدُ من الجلساتِ تتبنّى الذّكاء الاصطناعيّ. بالإضافةِ إلى ذلك، كانت تصبّ تركيزها على استخدامِ الذكاء الاصطناعي كموردٍ عند توسيعِ النّشاطِ التّجاري.
لم تَحُل الآلةُ الحاسبةُ محلّ أدمغتنا، ولكنّها بالتّأكيد غيرت الطّريقة التي ينجزُ بها النّاس العملَ في مجالاتِ المهنِ المختلفةِ؛ إنّها أداةٌ يُمكن استخدامها لجعلِ الأمورِ أكثر كفاءةً. من جهةٍ أخرى، الذّكاء الاصطناعيّ هو شيءٌ مختلفٌ تماماً، إذ في إحدى الجلساتِ التي قادها هانك بريبيلسكي Hank Prybylski، نائبُ الرّئيس الدّولي لإرنست ويونغ – قسم التحول، أكّد على توجّه دمجِ البشرِ والآلاتِ معاً لخلقِ إمكانيّاتٍ جديدةٍ.
تتماشى تجربتي مع هذا التّوجه في مجالِ الذّكاء الاصطناعيّ. وبالنّسبة لشركاتنا، يتعلّق الأمرُ أكثرَ بالمزجِ بين الذّكاء الاصطناعيّ والبشرٍ، بدلاً من أن يستلمَ الذّكاء الاصطناعيّ زمامَ الأمورِ بشكلٍ كاملٍ. وعلى الرّغم من قلقي تجاه الذّكاء الاصطناعيّ، إلّا أنّني بدأتُ الآن في رؤيةِ الفرصةِ الّتي يُمكن أن يقدّمها لتوسيعِ الأعمالِ التّجاريّة، وذلك إذا تمّ استخدامهُ بالطّريقة الصّحيحة، بمشاركةِ تأثيرِ الإنسانِ.
شاهد أيضاً: الذكاء الاصطناعي والإنسان
التّوجهات الّتي تُشكّلّ مشهدَ الأعمالِ في عام 2024 متنوّعةٌ وديناميكيّةٌ بالتّأكيدٍ، إذ من انسجامِ الغايةِ مع الأهدافِ إلى توسيعِ المنتجاتِ في المجتمعاتِ، تكونُ الشّركاتُ النّاجحةُ هي تلكّ الّتي تتكيّفُ مع التّوجهاتِ المختلفةِ حسب مصلحتها. ومن خلالِ البقاءِ على اتّصالٍ بالبيئةِ التّجاريّة المتغيّرةِ باستمرارٍ، وتنفيذِ استراتيجيّاتٍ جديدةٍ ومبتكرةٍ، يُمكن لروّاد الأعمالِ توجيه شركاتهم نحو نموٍّ مستدامٍ في المستقبلِ.
لمزيدٍ من النّصائح الرّياديّة في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.