رسميّاً: سام ألتمان يعود كرئيسٍ تنفيذيٍّ لـ OpenAI
ثلاثةُ أشياء تعنيها هذه الخطوة لمستقبل أهمِّ شركةٍ في عالم التقنية
لكلِّ من تابع مشكلة OpenAI، كانت الأيام الخمسة الماضية طويلةً. حتى لو لم تكن تتابع الأحداث، فإنّ الدراما التي تكشفت خلال عطلة نهاية الأسبوع ستؤثر مباشرةً على كيفية استخدامك للتكنولوجيا في المستقبل القريب، لذا من المهمّ فهم ما يحدث هنا. [1]
كملخصٍ سريعٍ، في يوم الجمعة، أقال مجلس إدارة الشركة الرئيس التنفيذيّ، سام ألتمان، عبر Google Meet دون توضيح الأسباب سوى أنّه "لم يكن صريحاً باستمرارٍ". وترك ذلك مجالاً واسعاً للتّساؤل لماذا تقوم أهمّ شركةٍ تقنيةٍ في العالم بإزاحة الشخص الذي أصبح السفير الرئيسيّ والمبشّر بالذكاء الاصطناعيّ.
لكلِّ من تابع مشكلة OpenAI، كانت الأيام الخمسة الماضية طويلةً. حتى لو لم تكن تتابعُ الأحداثَ، فإنّ الدراما التي تكشفت خلال عطلة نهايةِ الأسبوعِ ستؤثّرُ مباشرةً على كيفيّةِ استخدامكَ للتّكنولوجيا في المستقبل القريب، لذا من المهمّ فهمُ ما يحدثُ هنا.
كملخّصٍ سريعٍ، في يوم الجمعة، أقالَ مجلس إدارةِ الشّركةِ الرّئيس التّنفيذيّ، سام ألتمان، عبر Google Meet دون توضيح الأسباب سوى أنّه "لم يكن صريحاً باستمرارٍ". وترك ذلك مجالاً واسعاً للتّساؤل لماذا تقوم أهمّ شركةٍ تقنيّةٍ في العالمِ بإزاحة الشّخصِ الذي أصبحَ السّفيرَ الرّئيسيّ والمبشّرَ بالذكاءِ الاصطناعيّ.
ثمّ، خلالَ عطلةِ نهاية الأسبوع، حاول ألتمان استعادة وظيفتهِ بمساعدةِ الضّغطِ من المستثمرين والموظّفين ورئيسِ مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، الذي راهن بشكلٍ أساسيٍّ على مستقبل ثاني أكبر شركةٍ تقنيّةٍ في العالمِ على تكنولوجيا OpenAI. بدا الأمر وكأنّ ألتمان ومجلس الإدارةِ قد يتوّصلان إلى اتفاقٍ، فقط لتعلن OpenAI أنّ إميت شير، الرّئيس التّنفيذيّ السّابق ومؤسس Twitch، سيصبح الرّئيس التّنفيذيّ بدلاً منه. ثمّ أعلنَ ناديلا أنّ ألتمان والرّئيس السّابق لـ OpenAI، جريج بروكمان، سيصبحان موظّفين في مايكروسوفت.
هدّدَ معظم موظّفي OpenAI بالاستقالةِ إذا لم يعيد المجلسُ النّظر في الأمر. في الواقع، هددوا بالذّهاب جميعاً إلى مايكروسوفت إذا لم يعيد المجلس توظيف ألتمان.
يوم الثلاثاءِ، استؤنفت المحادثات بين ألتمان ومجلسِ الإدارة. وبحلول صباحِ يومِ الأربعاءِ، رسميّاً: عاد ألتمان كرئيسٍ تنفيذيٍّ. وتمّ تعيين مجلس إدارةٍ جديدٍ مكوّنٍ من ثلاثة أعضاءٍ، بقيادةِ بريت تايلور، الرّئيسُ التّنفيذيّ السّابق لشركةِ Salesforce، الذي شغلَ أيضاً منصبَ رئيس مجلسِ الإدارة في تويتر. ويقال إنّ المجلس يمحّصُ بين المرشحين لتكوين مجلسِ إدارةٍ أكبر، مكوّنٍ من تسعة أعضاءٍ.
أنا أحبّ OpenAI، وكلّ ما قمت به خلال الأيام القليلة الماضية كان خدمةً للحفاظ على هذا الفريق ومهمته معاً. عندما قررت الانضمام إلى مايكروسوفت مساء الأحد، كان واضحاً أنّ هذا هو الطريق الأفضل لي وللفريق. مع المجلس الجديد ودعم ساتيا، أنا...
i love openai, and everything i’ve done over the past few days has been in service of keeping this team and its mission together. when i decided to join msft on sun evening, it was clear that was the best path for me and the team. with the new board and w satya’s support, i’m…
— Sam Altman (@sama) November 22, 2023
إن لم تكن ممّن يقضون وقتاً طويلاً في متابعة الشركات التقنية، قد تتساءل لماذا يهتمّ أحدهم بهذا القدر بدراما وادي السيليكون. هذا سؤالٌ معقولٌ، لكن هناك إجابةٌ بسيطةٌ: OpenAI ليست مجرد شركة تمتلك المنتج التقنيّ الأسرع نموّاً على الإطلاق (ChatGPT)، بل هي أهمّ شركةٍ تقنيةٍ في العالم حاليّاً.
وحتى على الرّغمِ من عودةِ ألتمان كرئيسٍ تنفيذيٍّ، وعدمِ اضطرارِ معظمِ موظّفي OpenAI للاستقالةِ، فالأمورُ لن تعود تماماً إلى طبيعتها. إذ لا يمكنكَ المرورُ بهذا القدرِ من التّغيّراتِ في فترةٍ قصيرةٍ، ثم تتوقّعُ عودة الأمور إلى ما كانت عليه. في الواقع، أعتقدُ أنّ هناك بعض الأمور التي تستحقّ النّظرَ فيها:
أوّلاً، الأمر الأكثر وضوحاً هو أنّ OpenAI تجنّبت ما كان يبدو وكأنّه انهيارٌ تامٌّ. هذا مهمٌّ لأنّ OpenAI هي القائدةُ بلا شكٍّ في هذا المجال عند هذه النّقطةِ. وفي السّباق لتطويرِ قدراتِ الذّكاءِ الاصطناعيّ، تتفوّق OpenAI بشكلٍ كبيرٍ على منافسيها، بما في ذلك عدّة من أكبر الشّركاتِ التّقنيّةِ في العالمِ مثل جوجل وميتا.
فمنذُ إطلاقها قبل عامٍ، جذبت ChatGPT أكثرَ من 100 مليون مستخدمٍ شهريّاً وتولّدُ الآن إيراداتٍ تبلغُ مليار دولارٍ سنويّاً. ومن الصّعب تخيّل سيناريو يستقيل فيه جميع موظّفي OpenAI، ثمّ تتمكّنُ الشّركةُ من مواصلة وتيرة التّطوير التي حقّقتها خلال العام الماضيّ.
ثانياً، ربطت مايكروسوفت مستقبلها بـ OpenAI، ومقدار الحكمة في هكذا قرار موضعٌ للنّقاش، نظراً لعدم استقرار الشّركة الأخيرة ومشكلات الحوكمة، لكن هذا أمر لا يمكن تجاهله. خاصّةً وأنّ مايكروسوفت دمجت ChatGPT في كلّ منتجٍ برمجيٍّ تصنعهُ تقريباً. وقدّمته كمنتجٍ لمؤسساتِ عملائها التّجاريّين من خلال Azure، منصّتها للحوسبةِ السّحابيّةِ.
هناك سببٌ وجيهٌ لقيامِ ناديلا بدورٍ نشطٍ في حلِّ الفوضى في OpenAI، وذلك بسبب المخاطر الوجوديّة التي تشكّلها على جميع خططه المستقبليّة لمايكروسوفت. حتى الآن، يمكنهم العودةَ للعملِ وفقاً للخطّةِ، على الرّغمِ من أنّ ناديلا قال بالفعلِ إنّه يتوقّع تغييراتٍ في طريقة إدارة OpenAI في المستقبلِ.
هذا يقودنا إلى آخر شيءٍ يعنيه هذا الأمر بالنّسبةِ لـ OpenAI، وهو مهمّتها وهيكلها. لن أخوضَ في تعقيداتِ كيفيةِ امتلاكِ وتحكّمِ الشّركة الرّبحيّة من قبل منظّمةٍ غير ربحيّةٍ كانت، حتى نهاية هذا الأسبوع، تحت سيطرة مجلسِ إدارةٍ مستقلٍّ تماماً ومهمّته التأكّد من أنّ OpenAI تبني الذكاء الاصطناعيّ الذي يفيد البشريّة جمعاء.
شاهد أيضاً: ضم Microsoft لسام ألتمان: خطوة استراتيجية بمخاطر عميقة.. إليك التفاصيل
سأقول فقط إنّني أتوقّع أن يبدو هيكل OpenAI أقرب كثيراً إلى شركةٍ عاديّةٍ في المستقبل القريب. فإذا طلبت من المستثمرين مبالغاً ضخمةً من المال لبناء أهمّ تكنولوجيا للخمسين عاماً القادمة، سيرغبون في أن يكون لهم رأيّ في كيفيّةِ إدارة الشّركة. وأن تصل OpenAI إلى هذا الحدِّ دون أن يكون ذلك صحيحاً أمر غريب، لكن لا أعتقد أنّ المستثمرين، وخاصّةً أكبرُ مستثمرٍ لها، مايكروسوفت، سيسمحون بتكرار ذلك مرّة أخرى.