رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: أمير ميرزايي

بخبرةٍ تزيد عن ثمانية عشر عاماً في مجال التّقنيّة، أمضى أمير ميرزايي معظمها في تطوير الأعمال وبناء الشّراكات الاستراتيجيّة في غوغل (Google)، كان شاهداً على قوّة التّقنيّة في خلق تجارب سلسةٍ ومؤثّرةٍ للعملاء، تجارب تمتدّ عبر مختلف الأجهزة، من الهواتف الذّكيّة إلى التّلفازات الذّكيّة. واليوم، يوجّه ميرزايي رؤيته تلك نحو عالم الرّياضات الإلكترونيّة، حيث يسعى كرئيسٍ تنفيذيٍّ لشركة "بايز إيسبورتس" (Bayes Esports)، الشّركة الرّائدة في تقديم بيانات الرّياضات الإلكترونيّة، إلى إعادة تعريف هذا المجال. وتعدّ الشّركة من أبرز إنجازاتها اختيارها كمزوّدٍ رسميٍّ للبيانات في كأس العالم للرّياضات الإلكترونيّة لعام 2024. 

يقول ميرزايي: "إنّ البيانات هي العمود الفقريّ لتفاعل الجماهير مع أيّ رياضةٍ، والرّياضات الإلكترونيّة ليست استثناءً. تخيّلوا رياضة الفورمولا 1 بدون الكاميرات المثبّتة على الرّأس، أو بدون أرقام اللّفّات الأسرع، أو إعادة اللّقطات الحاسمة – لن يتمكّن الجمهور ولا الفرق من استيعاب عمق الرّياضة بشكلٍ كاملٍ. لقد عملنا في "بايز إيسبورتس" على تطوير مجموعة أدواتٍ تحوّل الطّريقة الّتي يتفاعل بها المجتمع مع الرّياضات الإلكترونيّة. فكلّما زادت البيانات المرئيّة والإحصائيّات المتاحة، ازدادت المباريات تشويقاً". 

وحين ينتقل الحديث إلى الرّياضات الإلكترونيّة في منطقة الخليج، يرى ميرزايي أنّ المنطقة تمتلك جميع المقوّمات لإحداث تحوّلٍ جوهريٍّ في كيفيّة التّفاعل مع الرّياضة، وأنّ "بايز إيسبورتس" لها دورٌ محوريٌّ في ذلك. يقول: "بينما تسرّع دول الخليج خطواتها نحو التّوسّع في سوق الرّياضات الإلكترونيّة، فإنّنا في "بايز إيسبورتس" نعمل بشكلٍ وثيقٍ مع المنطقة لنصبح أوّل نظامٍ متكاملٍ لبيانات الرّياضات الإلكترونيّة، نحدث به ثورةً في كيفيّة تفاعل الجماهير مع هذا المجال". 

دليل النّجاح: حديثٌ مع أمير ميرزايي

كيف بدأ اهتمامك بحلول التّقنيّة الّتي تقدّمها شركتك اليوم؟ وما الّذي يشعل شغفك بمستقبل هذه التّقنيّة؟

"لقد قضيت أكثر من ثمانية عشر عاماً في عالم التّقنيّة، معظمها في تطوير الأعمال وعقد الشّراكات الإستراتيجيّة داخل غوغل. العمل في التّقنيّة، وخاصّةً في شركةٍ مثل غوغل، أشبه بالسّعي لابتكار السّحر؛ ذلك السّحر الّذي يجعل التّجارب المدهشة تبدو وكأنّها تحدث دون عناءٍ، تظهر على هاتفك أو حاسوبك أو تلفازك الذّكيّ، بل وحتّى على أجهزتك المنزليّة كالمحمصة أو الغسّالة.

ولكن، ما يخفى على معظم النّاس هو الجهد الهائل الكامن خلف تلك التّجارب. على سبيل المثال، تجربة خرائط غوغل الّتي تبدو بسيطةً ومباشرةً، تعتمد على آلاف الأشخاص الّذين يعملون على بناء بنيةٍ تحتيّةٍ رقميّةٍ دقيقةٍ: من جمع بيانات المتاجر عالميّاً إلى تنقيحها وتحديثها باستمرارٍ، ومن توقيع اتّفاقيّات ترخيص البيانات إلى تطوير التّطبيقات الّتي تمكّن المستخدم من التّواصل مع أصحاب المتاجر. أثناء عملي مع فريق وايز (Waze) في غوغل، أدركت أهمّيّة أن يكون للمجتمع دورٌ فاعلٌ في المساعدة على تخفيف عبء تلك العمليّات الضّخمة، فالتّحدّيات العالميّة تحتاج إلى حلولٍ جماعيّةٍ جبّارةٍ.

اليوم، عندما ننظر إلى مجال بيانات الرّياضة، وبالأخصّ بيانات الرّياضات الإلكترونيّة، نجد فجواتٍ ضخمةً. البنية التّحتيّة الّتي تعتمد عليها الرّياضات التّقليديّة غائبةٌ إلى حدٍّ كبيرٍ في الرّياضات الإلكترونيّة. هذا النّقص يعيق قدرتنا على تحويل الحماس المرتبط بالرّياضات الإلكترونيّة إلى نظامٍ بيئيٍّ مترابطٍ يخدم المشجّعين والفرق والدّوريّات وشركاءهم. وبالتّالي، تذهب العديد من فرص التّفاعل والتّطوير سدًى؛ بسبب غياب التّطبيقات الرّقميّة الّتي يمكنها سدّ هذه الفجوة.

إنّني أرى مستقبلاً مشرقاً لهذا المجال، حيث يمكننا إنشاء أساسٍ عالميٍّ يشمل جميع الرّياضات والرّياضات الإلكترونيّة، لنصنع تجارب 'سحريّةً' للجميع، ونساعد النّظام البيئيّ على تحقيق المزيد من الاستدامة التّجاريّة".

ما النّصيحة الّتي تقدّمها للرّاغبين في دخول مجال التّقنيّة أو تنمية أعمالهم في دول الخليج؟

"كن طموحاً، ولا تخش الجرأة، ولكن ابدأ بفهم الجذور. هناك أمورٌ تفعل بشكلٍ معيّنٍ لسببٍ، وأخرى ربّما تفعل دون سببٍ منطقيٍّ. إذا كانت لديك رؤيةٌ جريئةٌ، عليك أن تفهم ما تحتاجه تجاريّاً وتقنيّاً لتحقيقها. ابحث عن الفجوات في السّوق، وابدأ من هناك، واجعل رؤيتك تنبض بالحياة من الدّاخل إلى الخارج".

أمير ميرزايي، الرئيس التّنفيذيّ في شركة بايز إي سبورتس، كان أحد ثلاثين مبتكراً احتفت بهم مجلّة "عربية .Inc" في عددها الخاصّ لشهر ديسمبر 2024، تحت عنوان "روّاد التكنولوجيا في الخليج العربي". للاطّلاع على القائمة الكاملة، يمكنك الضّغط هنا.